أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2017
3093
التاريخ: 17-5-2017
3312
التاريخ: 4-4-2022
2230
التاريخ: 1-6-2017
5965
|
اما غزوة ذات السلاسل فملخّصها، انّ أهل وادي يابس اجتمعوا في اثني عشر الف فارس و تعاهدوا و تواثقوا ان لا يتخلّف رجل عن رجل حتى يموتوا كلّهم على خلق واحد و يقتلوا محمدا (صلّى اللّه عليه و آله) و علي بن أبي طالب (عليه السّلام )نزل جبرئيل على محمد (صلّى اللّه عليه و آله) فأخبره بقصّتهم و أمره أن يبعث أبا بكر إليهم في اربعة آلاف فارس من المهاجرين و الانصار.
فأرسله و أمره اذا رآهم أن يعرض عليهم الاسلام فان تابعوا و الّا قاتلهم فيقتل مقاتليهم و يسبي ذراريهم و يستبيح أموالهم، فسار أبو بكر و من معه من المهاجرين و الانصار سيرا رفيقا حتى انتهوا الى أهل وادي يابس، فخرج منهم مائتا رجل مدججين بالسلاح و أتوا أبا بكر و قالوا له: أما و اللّات و العزى لو لا رحم ماسّة و قرابة قريبة، لقتلناك و جميع اصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم فارجع أنت و من معك و ارتجوا العافية، فانّا انما نريد صاحبكم بعينه و أخاه علي بن أبي طالب.
فرجع أبو بكر مع الجيش و لما أتى الى رسول اللّه قال (صلّى اللّه عليه و آله): يا أبا بكر خالفت أمري و لم تفعل ما أمرتك به و كنت لي و اللّه عاصيا فيما أمرتك، ثم بعث عمر و معه المهاجرين و الانصار فكانت قصته كقصة صاحبه ، ثم دعا (صلّى اللّه عليه و آله) عليا و أوصاه بما أوصى به أبا بكر و عمر و أخبره أنّ اللّه سيفتح عليه و على أصحابه، فخرج عليّ (عليه السّلام ) و من معه من المهاجرين و الانصار، فسار بهم سيرا غير سير أبي بكر و عمر، و ذلك انّه أعنف بهم في السير، فساروا على هذا السير المتعب حتى اذا كانوا قريبا منهم بحيث يرونه و يراهم أمر أصحابه أن ينزلوا.
وخرج إليه مائتا رجل شاكي السلاح فقالوا له: من أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللّه و أخوه و رسوله إليكم، ادعوكم للاسلام و ان يكون لكم ما للمسلمين و عليكم ما عليهم من خير و شرّ.
قال علي بن ابراهيم القمي: «كانت بلادهم فيها حجارة فاذا وطأتها سنابك الخيل كان تنقدح منها النار» .
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} [العاديات: 3] قسما بالتي تغير على العدو صباحا.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا } [العاديات: 4، 5] أي ثارت الغبرة من ركض الخيل فأحاطوا بجمع الكفار.
فخرج (عليه السّلام )و شيّعه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى مسجد الاحزاب، فلمّا رجع، خرج النبي (صلّى اللّه عليه و آله) مع أصحابه يستقبله فقام المسلمون له صفين، فلمّا رأى سلطان الولاية شمس سماء النبوة قذف بنفسه من على الفرس و أهوى الى قدميه الشريفة يقبلهما فقال له (صلّى اللّه عليه و آله): «اركب فانّ اللّه تعالى و رسوله عنك راضيان» .
فبكى أمير المؤمنين (عليه السّلام ) فرحا و انصرف الى منزله و تسلّم المسلمون الغنائم ؛فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لبعض من كان معه في الجيش: كيف رأيتم أميركم؟ قالوا: لم ننكر منه شيئا الّا انه لم يؤم بنا في صلاة الّا قرأ بنا فيها بقل هو اللّه أحد، فقال النبي سأسأله عن ذلك.
فلمّا جاءه قال له: لم لم تقرأ بهم في فرائضك الا بسورة الاخلاص؟ فقال: يا رسول اللّه أحببتها، قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): فانّ اللّه قد أحبك كما أحببتها، ثم قال له: يا عليّ لو لا انني اشفق أن تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالا لا تمرّ بملإ منهم الا أخذوا التراب من تحت قدميك ...» .
يقول المؤلف: انّ أمير المؤمنين (عليه السّلام)، لمّا ظفر بالاعداء قتل أكثر رجالهم و سبى نسائهم و ذراريهم وأسر باقي رجالهم و أوثقهم بالسلاسل فسمّيت هذه الغزوة بذات السلاسل و موضع القتال يبعد عن المدينة بخمسة منازل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|