المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



موقعة ذات السلاسل  
  
4370   03:24 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص116-118.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2017 3093
التاريخ: 17-5-2017 3312
التاريخ: 4-4-2022 2230
التاريخ: 1-6-2017 5965

اما غزوة ذات السلاسل فملخّصها، انّ أهل وادي يابس اجتمعوا في اثني عشر الف فارس و تعاهدوا و تواثقوا ان لا يتخلّف رجل عن رجل حتى يموتوا كلّهم على خلق واحد و يقتلوا محمدا (صلّى اللّه عليه و آله) و علي بن أبي طالب (عليه السّلام )نزل جبرئيل على محمد (صلّى اللّه عليه و آله) فأخبره بقصّتهم و أمره أن يبعث أبا بكر إليهم في اربعة آلاف فارس من المهاجرين و الانصار.

فأرسله و أمره اذا رآهم أن يعرض عليهم الاسلام فان تابعوا و الّا قاتلهم فيقتل مقاتليهم و يسبي ذراريهم و يستبيح أموالهم، فسار أبو بكر و من معه من المهاجرين و الانصار سيرا رفيقا حتى انتهوا الى أهل وادي يابس، فخرج منهم مائتا رجل مدججين بالسلاح و أتوا أبا بكر و قالوا له: أما و اللّات و العزى لو لا رحم ماسّة و قرابة قريبة، لقتلناك و جميع اصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم فارجع أنت و من معك و ارتجوا العافية، فانّا انما نريد صاحبكم بعينه و أخاه علي بن أبي طالب.

فرجع أبو بكر مع الجيش و لما أتى الى رسول اللّه قال (صلّى اللّه عليه و آله): يا أبا بكر خالفت أمري و لم تفعل ما أمرتك به و كنت لي و اللّه عاصيا فيما أمرتك، ثم بعث عمر و معه المهاجرين و الانصار فكانت قصته كقصة صاحبه‏ ، ثم دعا (صلّى اللّه عليه و آله) عليا و أوصاه بما أوصى به أبا بكر و عمر و أخبره أنّ اللّه سيفتح عليه و على أصحابه، فخرج عليّ (عليه السّلام ) و من معه من المهاجرين و الانصار، فسار بهم سيرا غير سير أبي بكر و عمر، و ذلك انّه أعنف بهم في السير، فساروا على هذا السير المتعب حتى اذا كانوا قريبا منهم بحيث يرونه و يراهم أمر أصحابه أن ينزلوا.

وخرج إليه مائتا رجل شاكي السلاح فقالوا له: من أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللّه و أخوه و رسوله إليكم، ادعوكم للاسلام و ان يكون لكم ما للمسلمين و عليكم ما عليهم من خير و شرّ.

 

فقالوا له: ايّاك أردنا و أنت طلبتنا فاستعد للحرب العوان و اعلم انّا قاتلوك و قاتلوا أصحابك و الموعد فيما بيننا و بينك غدا ضحوة، فقال لهم عليّ (عليه السّلام): ويلكم! تهدّدونني بكثرتكم و جمعكم فأنا أستعين باللّه و ملائكته و المسلمين عليكم و لا حول و لا قوّة الّا باللّه العليّ العظيم.
فلمّا جنّ الليل، أمر عليّ (عليه السّلام )أصحابه أن يحسنوا الى دوابهم و يقضموا و يسرجوا، فلمّا انشقّ عمود الصبح صلّى بالناس بغلس‏ ، ثم أغار عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتى وطأتهم الخيل، فيما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم و سبى ذراريهم و استباح أموالهم و خرّب ديارهم و جاء بالاسارى و الاموال معه و أنزل اللّه تعالى سورة العاديات، قال تعالى:{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا } [العاديات: 1] قسما بخيل الغزاة تعدو، فتضبح ضبحا .{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا } [العاديات: 2] التي توري النار أي تخرجها بحوافرها من حجارة الارض.

 

قال علي بن ابراهيم القمي: «كانت بلادهم فيها حجارة فاذا وطأتها سنابك الخيل كان تنقدح منها النار» .

{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} [العاديات: 3] قسما بالتي تغير على العدو صباحا.

{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا } [العاديات: 4، 5] أي ثارت الغبرة من ركض الخيل فأحاطوا بجمع‏ الكفار.

 

{انَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } [العاديات: 6، 8] أي انّ الانسان كفور بربه و انّه شاهد على هذا العداء و انّه لشديد الحبّ للمال و الحياة.
{أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ* وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ } [العاديات: 9,11].
وروي انّه: كانت لأمير المؤمنين عصابة لا يتعصب بها حتى يبعثه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) في وجه شديد فلمّا أراد الخروج، مضى الى منزل فاطمة (عليها السّلام) فالتمس العصابة منها، فقالت: أين تريد؟ و أين بعثك أبي؟ قال: الى وادي الرمل، فبكت اشفاقا عليه، فدخل النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و هي على تلك الحال، فقال لها: ما لك تبكين؟ أتخافين أن يقتل بعلك، كلّا ان شاء اللّه تعالى فقال له عليّ (عليه السّلام): لا، تنفس عليّ بالجنّة يا رسول اللّه؟ .

 

فخرج (عليه السّلام )و شيّعه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى مسجد الاحزاب، فلمّا رجع، خرج النبي (صلّى اللّه عليه و آله) مع أصحابه يستقبله فقام المسلمون له صفين، فلمّا رأى سلطان الولاية شمس سماء النبوة قذف بنفسه من على الفرس و أهوى الى قدميه الشريفة يقبلهما فقال له (صلّى اللّه عليه و آله): «اركب فانّ اللّه تعالى و رسوله عنك راضيان» .

فبكى أمير المؤمنين (عليه السّلام ) فرحا و انصرف الى منزله و تسلّم المسلمون الغنائم ؛فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لبعض من كان معه في الجيش: كيف رأيتم أميركم؟ قالوا: لم ننكر منه شيئا الّا انه لم يؤم بنا في صلاة الّا قرأ بنا فيها بقل هو اللّه أحد، فقال النبي سأسأله عن ذلك.

فلمّا جاءه قال له: لم لم تقرأ بهم في فرائضك الا بسورة الاخلاص؟ فقال: يا رسول اللّه أحببتها، قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): فانّ اللّه قد أحبك كما أحببتها، ثم قال له: يا عليّ لو لا انني اشفق أن‏ تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالا لا تمرّ بملإ منهم الا أخذوا التراب من تحت قدميك ...» .

يقول المؤلف: انّ أمير المؤمنين (عليه السّلام)، لمّا ظفر بالاعداء قتل أكثر رجالهم و سبى نسائهم و ذراريهم وأسر باقي رجالهم و أوثقهم بالسلاسل فسمّيت هذه الغزوة بذات السلاسل و موضع القتال يبعد عن المدينة بخمسة منازل.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.