أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2017
913
التاريخ: 2024-01-04
689
التاريخ: 13-2-2019
3423
التاريخ: 26-7-2017
1187
|
ظهور الحسين بن علي بن الحسن:
وفي سنة تسع وستين ومائة ظهر الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بالمدينة وهو المقتول بفخ عند مكة وكان سبب ذلك أن الهادي استعمل على المدنية عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فلما وليها أخذ أبا الزفت الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن ومسلم بن جندب الشاعر الهذلي وعمر بن سلام مولى آل عمر على نبيذ لهم فأمر بهم فضربوا جميعا وجعل في أعناقهم حبال وطيف بهم في المدينة، فجاء الحسين بن علي العمري وقال له قد ضربتهم ولم يكن لك أن تضربهم لان أهل العراق لا يرون به بأسا فلم تطوف بهم فأمر بهم فردوا وحبسهم.
ثم أن الحسين بن علي ويحيى بن عبد الله بن الحسن كفلا الحسن بن محمد فأخرجه العمري من الحبس وكان قد ضمن بعض آل أبي طالب بعضا وكانوا يعرضون فغاب الحسن بن محمد عن العرض يومين فأحضر الحسين بن علي ويحيى بن عبد الله وسألهما عنه وأغلظ لهما فحلف له يحيى أنه لا ينام يأتيه أو يدق عليه باب داره حتى يعلم أنه جاءه به، فلما خرجا قال له الحسين سبحان الله ما دعاك إلى هذا ومن أين تجد حسنا حلفت له بشيء لا تقدر عليه فقال والله لا نمت حتى أضرب عليه باب داره بالسيف فقال له الحسين أن هذا ينقض ما كان بيننا وبين أصحابنا من الميعاد وكانوا قد تواعدوا على أن يظهروا بمنى وبمكى في الموسم، فقال يحيى قد كان ذلك فانطلقنا وعملا في ذلك من ليلتهم وخرجوا آخر الليل وجاء يحيى حتى ضرب على الغمري باب داره فلم يجده وجاؤوا فاقتحموا المسجد وقت الصبح فلما صلى الحسين وقت الصبح أتاه الناس فبايعوه على كتاب الله وسنة نبيه للمرتضى من آل محمد وجاء خالد البربري في مائتين من الجند وجاء العمري ووزير ابن إسحاق الأزرق ومحمد بن واقد الشروي ومعهم ناس كثير فدنا خالد منهم فقام إليه يحيى وادريس ابنا عبد الله بن الحسن فضربه يحيى على أنفه فقطعه ودار له ادريس من خلفه فضربه فصرعه ثم قتلاه فانهزم أصحابه، ودخل العمري في المسودة فحمل عليهم أصحاب الحسين فهزموهم من المسجد وانتهبوا ببيت المال وكان فيه بضعة عشر ألف دينار وقيل سبعون ألفا وتفرق الناس وأغلق أهل المدينة أبوابهم، فلما كان الغد اجتمع عليه شيعة من بني العباس فقاتلوهم وفشت الجراحات في الفريقين واقتتلوا إلى الظهر ثم افترقوا، ثم أن مباركا التركي أتى شيعة بني العباس من الغد وكان قد قدم حاجا فقاتل معهم فاقتتلوا أشد قتال إلى منتصف النهار ثم تفرقوا ورجع أصحاب الحسين إلى المسجد وواعد مبارك الناس في الرواح إلى القتال فلما غفلوا عنه ركب رواحله وانطلق وراح الناس فلم يجدوه فقاتلوا شيئا من قتال إلى المغرب ثم تفرقوا، وقيل أن مباركا أرسل إلى الحسين يقول له والله لأن أسقط من السماء فتخطفني الطير أيسر علي من أن تشوكك شوكة أو قطع من رأسك شعرة ولكن لا بد من الأعذار فبيتني فإني منهزم عنك فوجه إليه الحسن وخرج إليه في نفر فلما دنوا من عسكره صاحوا وكبروا فانهزم هو وأصحابه.
وأقام الحسين وأصحابه أياما يتجهزون فكان مقامهم بالمدينة أحد عشر يوما ثم خرجوا لست بقين من ذي القعدة فلما خرجوا عاد الناس إلى المسجد فوجدوا فيه العظام التي كانوا يأكلون وآثارهم فدعوا عليهم ولما فارق المدينة قال يا أهل المدينة لا أخلف الله عليكم بخير فقالوا بل أنت لا أخلف الله عليك ولا ردك علينا وكان أصحابه يحدثون في المسجد فغسله أهل المدينة، ولما أتى الحسين مكة أمر فنودي أيما عبد أتانا فهو حر فأتاه العبيد فانتهى الخبر إلى الهادي وكان قد حج تلك السنة رجال من أهل بيته منهم سليمان بن المنصور ومحمد بن سليمان بن علي والعلاس بن محمد بن علي وموسى وإسماعيل ابنا عيسى بن موسى فكتب الهادي إلى محمد بن سليمان بتوليته على الحرب وكان قد سار بجماعة وسلاح من البصرة لخوف الطريق فاجتمعوا بذي طوى وكانوا قد أحرموا بعمرة فلما قدموا مكة طافوا وسعوا وحلوا من العمرة وعسكروا بذي طوى وانضم إليه من حج من شيعتهم ومواليهم وقوادهم ثم انهم اقتتلوا يوم التروية فانهزم أصحاب الحسين وقتل منهم وجرح وانصرف محمد بن سليمان ومن معه إلى مكة ولا يعلمون ما حال الحسين فلما بلغوا ذا طوى لحقهم رجل من أهل خراسان يقول البشرى البشرى هذا رأس الحسين فأخرجه وبجبهته ضربة طولى وعلى قفاه ضربة أخرى وكانوا قد نادوا الأمان فجاء الحسن بن محمد بن عبد الله أبو الزفت فوقف خلف محمد بن سليمان والعباس بن محمد فأخذه موسى بن عيسى وعبد الله بن العباس بن محمد فقتلاه فغضب محمد بن سليمان غضبا شديدا وأخذ رؤوس القتلى فكانت مائة رأس ونيفا وفيها رأس الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي وأخذت أخت الحسين فتركت عند زينب بنت سليمان واختلط المنهزمون بالحاج، وأتي الهادي بستة أسرى فقتل بعضهم واستبقى بعضهم وغضب على موسى بن عيسى في قتل الحسن بن محمد وقبض أمواله فلم تزل بيده حتى مات، وغضب على مبارك التركي وأخذ ماله وجعله سائس الدواب فبقي كذلك حتى مات الهادي وأفلت من المنهزمين ادريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي فأتى مصر وعلى بريدها واضح مولى صالح بن المنصور وكان شيعيا لعلي فحمله على البريد إلى أرض المغرب فوق بأرض طنجة بمدينة وليلة فاستجاب له من بها من البربر فضرب الهادي عنق واضح وصابه وقيل أن الرشيد هو الذي قتله وإن الرشيد دس إلى ادريس الشماخ اليمامي مولى المهدي فأتاه وأظهر أنه من شيعتهم وعظمه وآثره على نفسه فمال إليه ادريس وأنزله عنده ثم أن ادريس شكا إليه مرضا في أسنانه فوصف له دواء وجعل فيه سما وأمره أن يستن به عند طلوع الفجر فأخذه منه وهرب الشماخ ثم استعمل إدريس الدواء فمات منه فولى الرشيد الشماخ بريد مصر.
ولما مات ادريس بن عبد الله خلف مكانه ابنه ادريس بن ادريس وأعقب بها وملكوها ونازعوا بني أمية في إمارة الأندلس على ما نذكره أن شاء الله تعالى وحملت الرؤوس إلى الهادي فلما وضع رأس الحسين بين يدي الهادي قال كأنكم قد جئتم برأس طاغوت من الطواغيت أن أقل ما أجزيكم به أن أحرمكم جوائزكم فلم يعطهم شيئا. وكان الحسين شجاعا كريما قدم على المهدي فأعطاه أربعين ألف دينار ففرقها في الناس ببغداد والكوفة وخرج من الكوفة لا يملك ما يلبسه إلا فروا ليس تحته قميص.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|