أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2017
798
التاريخ: 26-7-2017
1287
التاريخ: 23-5-2018
1105
التاريخ: 26-7-2017
1194
|
خلافة موسى الهادي
بويع له بالخلافة في سنة تسع وستين ومائة.
كان الهادي متيقظاً غيوراً كريماً شهماً أيداً شديد البطش جريء القلب مجتمع الحس ذا إقدام وعزم وحزم. حدث عبد الله بن مالك، وكان يتولى شرطة المهدي، قال: كان المهدي يأمرني بضرب ندماء الهادي ومغنيه وحبسهم صيانه له عنهم. فكنت أفعل ما يأمرني به المهدي، وكان الهادي يرسل إلي في صيانه له عنهم. فكنت أفعل ما يأمرني به المهدي، وكان الهادي يرسل إلي في التخفيف عنهم فلا أفعل. فلما مات المهدي وولي الهادي أيقنت بالتلف، فاستحضرني يوماً فدخلت عليه وهو جالس على كرسي والسيف والنطع بين يديه، فسلمت، فقال: لا سلم الله عليك، أتذكر يوم بعثت إليك في أمر الحراني وضربه فلم تقبل قولي؟ وكذلك فعلت في فلان وفلان، وعدد ندماءه، فلم تلتفت إلى قولي. قلت: نعم، أفتأذن في ذكر الحجة؟ قال: نعم، قلت: ناشدتك الله لو أنك قلدتني ما قلدني المهدي وأمرتني بما أمر فبعث إلي بعض بنيك بما يخالف أمرك فاتبعت قوله وتركت قولك، أكان يسرك ذلك؟ قال: لا. قلت: فكذلك أنا لك وكذلك كنت لأبيك.
فاستدناني، فقبلت يده. ثم أمر لي بالخلع وقال: وليتك ما كنت تتولاه، فامض راشداً. فمضيت مفكراً في أمري وأمره، وقلت حدث يشرب، والقوم الذين عصيته في أمرهم هم ندماؤه ووزراءه وكتابه، وكأني بهم حين يغلب الشراب عليه يغلبون على رأيه ويحسنون له هلاكي. قال: فإني لجالس وعندي بنية لي، والكانون بين يدي، وقدامي رقاق وكامخ وأنا أشطره بالكامخ وأسخنه بالنار وآكل وأطعم الصغيرة، وإذا بوقع حوافر الخيل فظننت أن الدنيا قد زلزلت، فقلت: هذا ما كنت أخافه. وإذا الباب قد فتح وإذا الخدم قد دخلوا والهادي في وسطهم على دابته. فلما رأيته وثبت فقبلت يده ورجله وحافر فرسه. فقال لي: يا عبد الله إني فكرت في أمرك فقلت: ربما سبق إلى ذهنك أني إذا شربت وحولي أعداؤك أزالوا حسن رأيي فيك فيقلقك ذلك، فصرت إلى منزلك لأؤنسك وأعلمك أن ما كان عندي من الحقد عليك قد زال جميعه، فهات وأطعمني مما كنت تأكل، لتعلم أني قد تحرمت بطعاملك، فيزول خوفك. فأدنيت إليه من ذلك الرقاق الكامخ فأكل، ثم قال: هاتوا ما - صحبناه لعبد الله. فدخل أربعمائة بغل موقرة دراهم وغيرها. فقال: هذه لك فاستعن بها على أمرك واحفظ هذه البغال عندك لعلي أحتاج إليها لبعض أسفاري. ثم انصرف.
ومن كلامه ما قاله لإبراهيم بن مسلم بن قتيبة، وقد مات له ولد، فجاء الهادي يعزيه، وكان عنده بمنزلة عظيمة، فقال له: يا إبراهيم سرك ابنك، وهو عدو وفتنة، وحزنك، وهو صلاة ورحمة. فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين ما بقي مني جزء فيه حزن إلا وقد امتلأ عزاء.
شرح حال الوزارة في أيامه:
لما بويع بالخلافة استوزر الربيع بن يونس، وقد سبق شرح طرف من سيرته ونسبه، ثم استوزره بعده إبراهيم بن دكوان الحراني.
وزارة إبراهيم بن دكوان الحراني:
كان إبراهيم قد اتصل بالهادي في أيام حداثته؛ كان يدخل إليه مع معلم كان يعلم الهادي، فخف إبراهيم على قلب الهادي وألفه وصار لا يصبر عنه، ثم سعى به إلى المهدي فكره لابنه صحبته فنهاه عنه فما انتهى، فتهدده بالقتل والهادي لا يباعده، فاشتدت به السعايات إلى المهدي فأرسل إلى ابنه الهادي أن أرسل إلى إبراهيم الحراني وإلا خلعتك من الخلافة. فأرسله إليه صحبة بعض خدمه مرفهاً ، فوصل إليه والمهدي يريد الركوب إلى الصيد، فلما رآه قال: يا إبراهيم، والله لأقتلنك والله لأقتلنك والله لأقتلنك! ثم قال: احفظوه حتى أعود من الصيد. فأقبل على الدعاء والتضرع. فاتفق أن المهدي أكل الطعام المسموم، كما تقدم شرحه، فمات من ساعته، وتخلص الحراني، وجلس الهادي على سرير الخلافة، ثم بعد ذلك بمديدة استوزر الحراني، ولم تطل الأيام حتى مات الهادي.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|