أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-1-2019
13922
التاريخ: 28-6-2017
781
التاريخ: 12-3-2018
1121
التاريخ: 31-1-2018
4264
|
ذكر بقية الخبر عما كان من الأحداث في سنة اثنتين وثلاثين ومائة
تمام الخبر عن سبب البيعة لأبي العباس عبد الله بن محمد بن علي وما كان من أمره:
وكان في سنة اثنتين وثلاثين ومائة ان سبب عقد الخلافة لأبي العباس هو أنه لما بلغ أبا سلمة قتل مروان بن محمد إبراهيم الذي كان يقال له الإمام بدا له في الدعاء إلى ولد العباس وأضمر الدعاء لغيرهم وكان أبو سلمة قد أنزل أبا العباس حين قدم الكوفة مع من قدم معه من أهل بيته في دار الوليد بن سعد في بني أود فكان أبو سلمة إذا سئل عن الإمام يقول لا تعجلوا فلم يزل ذلك من أمره وهو في معسكره بحمام أعين حتى خرج أبو حميد وهو يريد الكناسة فلقي خادما لإبراهيم يقال له سابق فعرفه وكان يأتيهم بالشأم فقال له ما فعل الإمام إبراهيم فأخبره أن مروان قتله غيلة وأن إبراهيم أوصى إلى أخيه أبي العباس واستخلفه من بعده وأنه قدم الكوفة ومعه عامة أهل بيته فسأله أبو حميد أن ينطلق به إليهم فقال له سابق الموعد بيني وبينك غدا في هذا الموضع وكره سابق أن يدله عليهم إلا بإذنهم فرجع أبو حميد من الغد إلى الموضع الذي وعد فيه سابقا فلقيه فانطلق به إلى أبي العباس وأهل بيته فلما دخل عليهم سأل أبو حميد من الخليفة منهم فقال داود بن علي هذا إمامكم وخليفتكم وأشار إلى أبي العباس فسلم عليه بالخلافة وقبل يديه ورجليه وقال مرنا بأمرك وعزاه بالإمام إبراهيم.
وقد كان إبراهيم بن سلمة دخل عسكر أبي سلمة متنكرا فأتى أبا الجهم فاستأمنه فأخبره أنه رسول أبي العباس وأهل بيته وأخبره بمن معه وبموضعهم وأن أبا العباس كان سرحه إلى أبي سلمة يسأله مائة دينار يعطيها للجمال كراء الجمال التي قدم بهم عليها فلم يبعث بها إليه ورجع أبو حميد إلى أبي الجهم فأخبره بحالهم فمشى أبو الجهم وأبو الحميد ومعهما إبراهيم بن سلمة حتى دخلوا على موسى بن كعب فقص عليه أبو الجهم الخبر وما أخبره إبراهيم بن سلمة فقال موسى بن كعب عجل البعثة إليه بالدنانير وسرحه فانصرف أبو الجهم ودفع الدنانير إلى إبراهيم بن سلمة وحمله على بغل وسرح معه رجلين حتى أدخلاه الكوفة ثم قال أبو الجهم لأبي سلمة وقد شاع في العسكر أن مروان بن محمد قد قتل الإمام فإن كان قد قتل كان أخوه أبو العباس الخليفة والأمام من بعده فرد عليه أبو سلمة يا ابا الجهم اكفف أبا حميد عن دخول الكوفة فإنهم أصحاب إرجاف وفساد.
فلما كانت الليلة الثانية أتى إبراهيم بن سلمة أبا الجهم وموسى بن كعب فبلغهما رسالة من أبي العباس وأهل بيته ومشى في القواد والشيعة تلك الليلة فاجتمعوا في منزل موسى بن كعب منهم عبد الحميد بن ربعي وسلمة بن محمد وعبد الله الطائي وإسحاق بن إبراهيم وشراحيل وعبد الله بن بسام وغيرهم من القواد فأتمروا في الدخول إلى أبي العباس وأهل بيته ثم تسللوا من الغد حتى دخلوا الكوفة وزعيمهم موسى بن كعب وأبو الجهم وأبو حميد الحميري وهو محمد بن إبراهيم فانتهوا إلى دار الوليد بن سعد فدخلوا عليهم فقال موسى بن كعب وأبو الجهم أيكم أبو العباس فشاروا إليه فسلموا عليه وعزوه بالإمام إبراهيم وانصرفوا إلى العسكر وخلفوا عنده أبا حميد وأبا مقاتل وسلمان بن الأسود ومحمد بن الحصين ومحمد بن الحارث ونهار بن حصين ويوسف بن محمد وأبا هريرة محمد بن فروخ.
فبعث أبو سلمة إلى أبي الجهم فدعاه وكان أخبره بدخوله الكوفة فقال أين كنت يا أبا الجهم قال كنت عند إمامي وخرج أبو الجهم فدعا حاجب بن صدان فبعثه إلى الكوفة وقال له ادخل فسلم على أبي العباس بالخلافة وبعث إلى أبي حميد وأصحابه إن أتاكم أبو سلمة فلا يدخل إلا وحده فإن دخل وبايع فسبيله ذلك وإلا فاضربوا عنقه فلم يلبثوا أن أتاهم أبو سلمة فدخل وحده فسلم على أبي العباس بالخلافة فأمره أبو العباس بالانصراف إلى عسكره فانصرف من ليلته فأصبح الناس قد لبسوا سلاحهم واصطفوا لخروج أبي العباس وأتوه بالدواب فركب ومن معه من أهل بيته حتى دخلوا قصر الإمارة بالكوفة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر ثم دخل من المسجد من دار الإمارة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وذكر عظمة الرب تبارك وتعالى فضل النبي صلى الله عليه و [آله و] سلم وقاد الولاية والوراثة حتى انتهيا إليه ووعد الناس خيرا ثم سكت.
وتكلم داود بن علي وهو على المنبر أسفل من أبي العباس بثلاث درجات فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه و [آله و] سلم وقال:
(( أيها الناس أنه والله ما كان بينكم وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم خليفة إلا علي بن أبي طالب وأمير المؤمنين هذا الذي خلفي)) ثم نزلا وخرج أبو العباس فعسكر بحمام أعين في عسكر أبي سلمة ونزل معه في حجرته بينهما ستر وحاجب أبي العباس يومئذ عبد الله بن بسام واستخلف على الكوفة وأرضها عمه داود بن علي وبعث عمه عبد الله بن علي إلى أبي عون بن يزيد وبعث ابن أخيه عيسى بن موسى إلى الحسن بن قحطبة وهو يومئذ بواسط محاصر ابن هبيرة وبعث يحيى بن جعفر بن تمام بن عباس إلى حميد بن قحطبة بالمدائن وبعث أبا اليقظان عثمان بن عروة بن محمد بن عمار بن ياسر إلى بسام بن إبراهيم بن بسام بالأهواز وبعث سلمة بن عمرو بن عثمان إلى مالك بن طريف وأقام أبو العباس في العسكر أشهرا ثم ارتحل فنزل المدينة الهاشمية في قصر الكوفة وقد كان تنكر لأبي سلمة قبل تحوله حتى عرف ذلك.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|