المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) حجّة الله يوم القيامة
2024-04-26
امساك الاوز
2024-04-26
محتويات المعبد المجازي.
2024-04-26
سني مس مربي الأمير وزمس.
2024-04-26
الموظف نفرحبو طحان آمون.
2024-04-26
الموظف نب وعي مدير بيت الإله أوزير
2024-04-26

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


صور النقد في العصر الجاهلي  
  
52734   01:52 مساءً   التاريخ: 4-6-2017
المؤلف : مصطفى عبد الرحمن إبراهيم
الكتاب أو المصدر : في النقد الأدبي القديم عند العرب
الجزء والصفحة : ص30-51
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-6-2017 6955
التاريخ: 22-3-2018 1230
التاريخ: 18-1-2020 1319
التاريخ: 19-1-2020 1010

نستطيع القول إن صور النقد في العصر الجاهلي كثيرة ومتشبعة ولكنها ترجع في مجموعها الى صورتين هما :

1- النقد الذاتي التأثري.

2- النقد الذي مبعثه الروية والأناة.

أولاً : النقد الذاتي التأثري :

نعني بالنقد الذاتي التأثري النقد الذي يكون مبعثه الإحساس القائم على الذوق الفطري، فهذا النقد قائم على الإحساس بأثر الشعر في النفس، وعلى مقدار وقع الكلام عند النقد، " فالحكم مرتبط بهذا الإحساس قوة وضعفا، والعربي يحس أثر الشعر إحساس فطرياً لا تعقيد فيه، و يتذوقه جبلة وطبعا، وعماده في الحكم على ذوقه وعلى سليقته، فهما اللذان يهديانه الى فنون القول، وإلى المبرز من الشعراء" (1).

وهذا النقد الذاتي التأثري جعلهم يرجعون في كل ما يتصل بأدبهم إلى السليقة، ويصدرون عنها في أحكامهم التي تدور حول ما استخدموا من أنماط أدبية، وتذوق الجمال في الأدب مرده عندهم الى الطبع الذي نشأوا عليه وإلى البيئة ذات الطابع العربي الأصيل في كل جانب من جوانبها المختلفة، ولهذا جاء نقدهم مطابقاً كفطرتهم وبيئتهم، وصادرا عن أذواقهم وتأثرهم بالجمال حسبما ركبت فيهم من طباع، وما درجوا عليه من تمييز بين الغث والثمين من فنون القول (2).

والناظر في النصوص النقدية التي وردت في العصر الجاهلي يلاحظ أن النقد الذاتي التأثري يأخذ عدة اتجاهات وهي :

أ – النقد اللغوي.

ب – النقد المعنوي.

جـ - النقد العروضي (3).

د – تقديم الشعراء.

وإليك الحديث عن كل واحد منها بالتفصيل.

أ – النقد اللغوي :

وهو القائم على نقد الخطأ في الاستعمال اللغوي، ولقد كان العربي على صلة وثيقة بأسرار لغته، يدرك بفطرته الدلالة الوضعية للكلمات فإذا ابتعد الشاعر عن تلك الدلالة، واستعمل الكلمة في غير موضعها، دون أن يلمح علاقة بين المعنى الاصلي للكلمة، والمعنى الذي نقلها إليه أحس بذلك إحساسا مباشرا وعبر عن ذلك الإحساس بما تجود به قريحته.

ومن الأمثلة الواضحة على ذلك ما روي عن أبي عبيدة قال : مر المسيب بين علس بمجلس بني قيس بن ثعلبة فاستنشدوه، فأنشدهم :

ألا أنعم صباحا أيها الربع واسلم      نحييك عن شحط وإن لم تكلم

فلما بلغ قوله :

وقد أتناسى الهم عند ادكاره      بناج عليه الصعيرية مكدم

فقال طرفة – هو صبي يلعب مع الصبيان : " استنوق الجمل " (4).

والصعيرية سمة في عنق الناقة لا البعير – كما استعملها العرب – وقد استعملها المسيب خطأ في وصف الجمل فأنكر عليه طرفة بعبارة ساخرة هي : استنوق الجمل، معتمدا على حسه اللغوي في تخطئة الشاعر الذي بعد عن الصواب في استعماله اللفظ، ومن هنا نرى أن طرفة أدرك بفطرته ان كلمة (الصعيرية) وضعت للدلالة على تلك السمة في عنق الناقة، فلما ابتعد بها الشاعر عن أصل وضعها من غير سبب معقول 00 فطن إلى ذلك بفطرته، ونبه الشاعر الى خطئه بهذه العبارة التي صارت مثلاً.

ومن النقد اللغوي ما روي أن الأعشى أنشد قيس بن معد يكرب أحد أشراف اليمن شعراً في مدحه، جاء فيه :

ونبئت قيسا ولم أبله      وقد زعموا ساد اهل اليمن

فعابه قيس لما شاب معناه ولم ينفعه لإصلاحه البيت بقوله :

ونبئت قيسا ولم آته        على نأيه ساد أهل اليمن (5)

فقيس استطاع ان يتنبه الى خطأ الأعشى حين ذهب الى أن سيادة قيس على أهل اليمن كانت زعما لا حقيقة، و "زعموا" كما يقولون مطية الكذب وذلك لأن الدقة في فهم الألفاظ وفي استعمالها كان يتحراها كل عربي، وفي هذا دليل على أن العربي كان شديد الحساسية في إدراك التلاؤم بين الكلمة وما وضعت له، فإذا ابتعدت عن معناها، وانحرفت عن دلالتها عد ذلك عيباً. والظاهر ان هذا اللون من النقد كان قليلاً نادرا، لان العربي كان شديد الحساسية بلغته، ودقيق الإصابة فيها، يجري في استعمال الكلمات على طبعه وسليقته، فإذا ظهر شيء يخالف الطبع والسليقة فطنت إليه الأذواق الناشئة وعافته وذلك نادر .. ولعل هذا هو الذي يعلل لنا قلة النصوص التي نقلها الرواة في هذا الشأن (6).

ب – النقد المعنوي

وإذا كان العربي شديد الحساسية بلغته .. دقيق الإصابة فيها، يجري في استعمالها على طبعه وسليقته .. فإنه كذلك يدرك بفطرته ان اللغة وضعت للتعبير عن ذاته وعن إحساسه وعن قيمه ومثله، وعن البيئة والطبيعة من حوله، فإذا طابقت لغته المعنى الذي عبر عنه مطابقة سليمة رضي عن ذلك واطمأن إليه، وعبر عن إعجابه ورضاه، وان ابتعدت عباراته عن اصابة الهدف بان جنح الى مبالغة لا يرضاها او انحرف الى معنى لا يرى صحة الافضاء به او التحدث فيه لبعده عن قيمه العامة ومثله التي ارتضاها، أو قصرت عبارته عن التجاوب مع المقام الذي يتحدث فيه (7).

والحقيقة الهامة التي لها وزن كبير في النقد الجاهلي من جهة المعنى هي : أ، العربي بذوقه الفطري وثقافته التي عرفناها له كان حريصا كل الحرص على تطوير فنه الشعري، والصعود به الى مستوى أليق بهذا الفن الجميل، ومن هنا ظهرت بعض المقاييس النقدية التي تتصل بنقدهم لمعاني الشعراء وأهم هذه المقاييس هي :

1- النظر في المبالغة وملاءمتها للطبع الجاهلي.

2- الملاءمة بين الألفاظ وما تدل عليه.

3- النظرة في وجود الشعر من حيث أداء وظيفته الجمالية (8).

ولتوضيح هذه المقاييس نذكر الأمثلة والنماذج التي تدلل على هذه المقاييس معقبين عليها بما يكشف عن سماتها ويجلو طباعها.

1- من أمثلة النظر في المبالغة وملاءمتها للطبع الجاهلي ما عيب به المهلهل بن ربيعة في قوله :

فلولا الريح أسمع أهل حجر      صليل البيض تقرع بالذكور

فقد وصف بأنه أكذب بيت قالته العرب، لأن منزله كان على شاطئ الفرات من أرض الشام وحجر هي اليمامة وبينهما مسافة أيام (9).

ومثله قول الطمحان القيني (10).

أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم      دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه (11)

والسر في عيب أمثال هذه الأبيات ان العرب كانوا يؤثرون الصدق في المعنى ويمقتون المبالغة في تصويره حتى تكون المعاني معقولة بعيدة عن الفساد يقول ابن رشيق : " ومنهم من يعيب المبالغة وينكرها ويراها عيبا وهجنة في الكلام، قال بعض الحذاق ينقد الشعر : المبالغة ربما أحالت المعنى ولبسته على السامع، فليست لذلك من أحسن الكلام ولا أفخره، لأنها لا تقع موقع القبول كما يقع الاقتصاد وما قاربه " (12).

2- ومن النماذج التي يظهر فيها الربط بين الألفاظ ومعانيها في تراث الجاهليين – نقد النابغة الذبياني بيتي حسان بن ثابت – وقبل أن أسوق هذا النموذج لابد لنا أن نعلم ان العرب اجتمعوا على الرضا بآراء النابغة وقضائه بين شعرائهم، وهذا يدل على أمرين لهما خطرهما في هذا المقام :

أولهما : إن العرب في الجاهلية كانوا معنيين بالنقد على أنه وسيلة الى تطوير الفن الشعري، لأن النقد في تقديرهم استنهاض لهمم الشعراء وإذكاء لروح المنافسة والسبق فيما بينهم، ولأن مجد القبيلة يتمثل في براعة شاعرها، والقضاء له بالإحسان والجودة على مشهد من العرب جميعاً.

وثانيهما : وهو باختيار الناقد، فهم يشترطون فيه أن يكون شاعراً فحلاً، وصاحب تجارب وبصر بالشعر على ضوء خبرته الواسعة، والنابغة قد تمكن من الصعود على هذه القمة في العصر الجاهلي، إذ رشحه تاريخه الطويل في قول الشعر وإبداعه لأن تضرب له قبة حمراء في سوق عكاظ، وكانت الشعراء تأتيه لتعرض عليه قصائدها، فمن نوه به وأثنى عليه وامتدح شعره طار ذكره محلقا في الآفاق كالأعشى والخنساء (13).

يروى أن حسان بن ثابت أنشد النابغة الذبياني قصيدة قال فيها مفتخراً :

لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى     وأسيافنا يقطرن من نجدة دما

ولدنا بني العنقاء وابني محرق      فأكرم خالا وأكرم بنا ابنما

فقال له النابغة : أنت شاعر، ولكنك أقللت جفانك وأسيافك، وفخرت بمن ولدت، ولم تفخر بمن ولدك (14).

ونقد النابغة لحسان فيه عدة نقاط :

1- شهد النابغة لحسان بأنه شاعر، وجاء ذلك في مقدمة نقده، ولا ريب في ان تقديم هذا الحكم الذي يشهد لحسان بالشاعرية يدل على أن النابغة ذو بصر بالشعر وبالنفوس (15).

2- نقد البيت الأول يدل على وجوب التعبير عن المعنى باللفظ الذي يؤديه أداء كاملا، بحيث ينهض اللفظ بحق المعنى، وهذه ملاحظة بارعة لأن العرب تستحسن المبالغة في مواطن معينة، والفخر من هذه المواطن التي تجمل فيها وتستحب(16).

3- نقد النابغة للبيت الثاني يدل على وعي بتقاليد العرب وعاداتهم التي تعتد بالآباء والأجداد وتقيم وزنا لحسب القبيلة ونسبها.

وعلى هذا فإن نقد النابغة يقوم على تفضيل المبالغة جريا وراء المثل الأعلى في المعنى، كما يقوم أيضاً على تقديس ما اعتاد عليه القوم.

وتقديس المثل الأعلى ماثل في أن (الجفنات) وهي جمع مؤنث سالم لا تدل على الكثرة مثل (الجفان)؛ لأن جمع المؤنث السالم إنما يدل – في أصل وضعه – على عدد قليل، على عكس جمع التكسير إذا كان للكثرة فهو يدل – في أصل وضعه – على أعداد مفرطة في الكثرة والكثرة تناسب الفخر، ولو قال الشاعر (لنا الجفان) لوصل الى ما يريد النابغة من المبالغة، ولحقق المثل الأعلى في الفخر.

وتقديس المثل الأعلى أيضاً ماثل في أن كلمة (أسيافنا) – وإن كانت جمع تكسير – جمع قلة، فجموع القلة الأربعة (أفعل – أفعلة، أفعال، فعلة) إنما تدل – في أصل وضعها – على أعداد لا ترفع لأكثر من عشرة، وقد تهبط إلى ثلاثة، والعدد القليل في مواطن الفخر غير مستحب عند العرب، ولو قال (سيوفنا) لوصل الى غايته في الفخر.

ولقد حامل النابغة الذبياني أن يصل الى تحقيق المثل الأعلى القائم على المبالغة في الفخر عن طريق ناقدة لفظية مستخدماً ذوقه الأدبي وحسه اللغوي.

أما من ناحية العرف والعادة وما جرى عليه العرب في الافتخار بأصولهم من آباء وأجداد – لا الافتخار بأبنائهم وفروعهم – فقد طبقها النابغة الذبياني على قولة حسان بن ثابت : (وأكرم بنا ابنما)، ولم يقل : (فأكرم بنا أبا)، وهذه مسألة – وإن كانت معنوية – ترجع الى الذوق الذي استهجن أن يفخر الشاعر بأبنه لا بأبيه، كما يفعل المفتخرون من العرب (17).

4- نقد النابغة لا يستند على أسس وقواعد، وإنما يعتمد على الذوق وحده، وهذا الذوق إنما يقوم على العقل وعلى الحاسة اللغوية بالإضافة الى التقاليد المتوارثة، وبهذا كان نقد النابغة ذاتياً تأثرياً.

3 – ومن النماذج التي تنظر الى جودة الشعر من حيث أداء وظيفته الجمالية ما أورده المرزباني بسنده قائلة : تحاكم الزبرقان بن بدر (18)، وعمرو بن الأهتم (19)، وعبدة بن الطبيب، والمخبل السعدي إلى ربيعة بن حذار الأسدي في الشعر، أيهم أشعر؟ فقال للزبرقان : أما أنت فشعرك حلكم أسخن (20)، لا هو أنضج فأكل ولا ترك نيئا فينتقع به، وأما انت يا عمرو، فإن شعرك كبرود حبر (21)، يتلألأ فيها البصر، فكلما أعيد فيها النظر نقص البصر، وأما انت يا مخبل فإن شعرك قصر عن شعورهم، وارتفع عن شعر غيرهم، وأما أنت يا عبدة فإن شعرك كمزادة (22)، أحكم خرزها فليس تقطر ولا تمطر (23).

فحكم ربيعة الأسدي بين الشعراء الأربعة هو في حقيقته حمك على شعرهم وقد بنى هذا الحكم على تشبيهات مادية تماثل تلك التي يعرفها العربي، ويألفها في بيئته (24).

وخلاصة هذه التشبيهات أن شعر الزبرقان كلام في صورة الشعر لم يبلغ درجة النضج، بل هو فاسد لا غناء فيه ؛ لأنه فقد الجزالة، وحرارة العاطفة التي تجعل له طعما ممتازا.

وشعر عمرو بن الاهتم يبهر العين فتعجب به لأول نظرة؛ لأن ألفاظه براقة وأساليبه خلابة، فاذا فتش النظار في حقيقته، واستكنه معانيه لم يجد شيئاً.

وشعر المخبل السعدي شعر متوسط لا ينهض بصاحبه، حتى يرقى الى مرتبة الفحول، ولا ينحط الى درجة كلام المتشاعرين.

وفي شعر عبدة بن الطبيب جزالة وإحكام قوة أسر لا يرى الناظر فيه ضعفا، ولا يلمح في أساليبه أو معانيه وهنا، فهو أشعر الأربعة.

وهذه الأحكام من ربيعة بعيدة عن التفصيل، وعن الوضوح، وعن الدقة، وعن الاستشهاد، وعن الدليل، لأنها أوصاف عامة، ولكنها تنم عن ذوق يحاول التمييز بين الجيد والرديء، وتدل على محاولة تقويم الشعر تقويما يعتمد على الانطباع العام، والبادرة السريعة والخاطرة الفجة التي يمليها من عاش في هذه البيئة التي تعيش الفطرة، وتغيب عنها الدقة، وتفتقد الى التعليل المريح، ولا تعرف من المعايير النقدية شيئا إلا الذوق الذي يحس الجمال دون أن يعرف سببه (25).

ومن النماذج التي تنظر الى جودة الشعر أيضاً نقد ام جندب لشعر زوجها، وابن عمها علقمة الفحل، فهو كما تقول الرواية : إن الشاعرين احتكما إليها في أيهما أشعر؟ ! فاقترحت عليهما ان ينشد كل منهما قصيدة في موضوع واحد ومن بحر واحد، وقافية متحدة، فلما أنشداها القصيدتين، قالت لزوجها : علقمة أشعر منك، قال كيف؟. قالت : لأنك قلت :

فلسوط ألهوب، وللساق درة     وللزجر منه وقع أخرج مهذب (26).

وجهدت فرسك بسوطك في زجرك، ومريته فأتعبته بساقك، وقال علقمة

فأدركهن ثانية من عنانه         يمر كمر الرائح المتحلب (27).

فأدرك فرسه ثانية من عنانه، لم يضربه ولم يتعبه (28).

فإذا نظرنا الى هذا النموذج نلاحظ ان كلا من الشاعرين وصف فرسه في حال الجري، فعلقمة قد وصف المثل الأعلى لجري الفرس، فبالغ إذ جعل فرسه يدرك الصيد، وصاحبه علقمة الراكب عليه ثنى عنانه، ولم يضربه بسوطه، ولم يتعقبه ولم يكلفه فوق طاقته، فطاقته عالية لأنه أقوى الأفراس وأسرعها، وإذا استطاع أن يدرك الصيد بقوته المعتادة دون جهد منه، ودون إجهاد له من راكبه.

وأما امرؤ القيس فقد وصف واقع فرسه فبين أنه ألهبه بسوطه، وأجهده بزجره، ولولا الضرب والزجر ما أسرع الفرس.

ولقد نظرت زوج امرؤ القيس الى الصورة المثلى للفرس، وما ينبغي ان يكون له من قوة وسرعة فجعلته المقياس الذي تحكم به للشاعر أو عليه، ومن هنا حكمت لعلقمة بالتفوق والشاعرية، وخذلت زوجها امرأ القيس (29).

وبهذا نعلم أن حكم ام جندب يدل على أنها تريد من الشاعر ان يصور الكمال الواقع في الحياة لا الحال الواقع فعلاً .. فليس المطلوب من الشاعر في نظرها أن يكون صادقا في تصويره واقعياً في نظرته وإنما ينبغي ان ينظر الى المثل الأعلى فيجب ان يكون جواد امرئ القيس، أصلب عودا، وأجمل منظراً، وأكثر سرعة، وأشد احتمالا، وألا يلهبه فارسه بسوط ولا يسرجه بساق، ولا يزجره بصوت (30).

وحكم أم جندب اعتمد على سليقتها العربية الحساسة، وربطها بين الشاعر وبيئته وما يكون فيها ومعايشتها الفاهمة لطبائع الفرس، ومدى استجابته للفارس، ومعرفتها نوعية الفرس الجيدة من الرديئة، وما يليق بكل منها وما يستجيب له (31).

والحق ان هذا النقد أخذ شكل البدايات والمطالع والنظرة الجزئية التي واكبت التيار النقدي الذي ساد هذا العصر، ولكن هذه النظرة لم تكن دقيقة لأنها نظرت الى جزئية واحدة وهي الصفة المثالية، ولأنها تغاضت عن أن يكون العيب في فرس امرئ القيس لا في الشاعر او في مقدرته على الوصف الشعري.

جـ - النقد العروضي :

الشعر العربي في نشأته ارتبط ببعض الأنغام الموسيقية، وقد مرت هذه الأنغام بمراحل مختلفة حتى استقرت على نظام معين أصبح جبلة وطبعا وبخاصة عند الذين رزقوا موهبة الشعر، وبهذا اتفق الشعراء على نغمات معينة تأتلف جميعها على الوزن والقافية، وقد نتج عن هذا الاتفاق ان الاذواق العربية في الجاهلية ألفت هذه الرتابة التي تحققها وحدة الإيقاع ووحدة النغم، ونفرت من النشاز الموسيقي الناجم عن الاضطراب الذي وقع فيه بعض الشعراء.

ولهم من ذلك ملاحظات قيمة منها عيبهم على النابغة الذبياني أنه كان يقوى في شعر، فقد ذكر الرواة أنه لم يقو(32) أحد من الطبقة الأولى ولا أشباههم إلا النابغة في قوله :

أمن آل مية رائح أو مغتدى        عجلان ذا زاد وغير مزود

زعم البوارح أن رحلتنا غدا        وبذاك خبرنا الغراب الأسود (33)

وفي قوله :

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه       فتناولته وتقتنا باليد

بمخصنب رخص كأن بنانه          عنم يكاد من اللطافة يعقد (34)

وقد قدم النابغة المدينة فعيب ذلك عليه فلم يأبه له حتى أسمعوه اياه في غناء، حيث قالوا للجارية إذا صرت الى القافية فرتلي، فلما قالت : " الغراب الأسود، وباليد " علم فانتبه فلم يعد فيه، وقال : قدمت الحجاز في شعري صنعة ورحلت عنها وأنا أشعر الناس (35).

وممن أقوى في شعره من الجاهليين بشر بن أبي خازم يقول أبو عمرو بن العلاء : فحلان من العشراء كان يقويان، النابغة وبشر بن أبي خازم، فأما النابغة فدخل يثرب فغنى بشعره فلم يعد إلى إقواء، وأما بشر بن أبي خازم فقال له أخوه سوادة : إنك تقوى قال وما الإقواء؟ قال : قولك :

ألم تر أن طوال الدهر يسلى      وينسي مثل ما نسيت جزام

ثم قلت :

وكانوا قومنا فبغوا علينا        فسقناهم الى البلد الشامي

فقال : تبينت خطئ ولست بعائد (36).

(د) تقديم الشعراء :

من صور نقد الشعر الذاتية عند الجاهلين تقديمهم شاعراً على غيره تقديما مطلقا دون إبداء علة معقولة تسوغ التقديم او تعزز الحكم، وتخرج به عن حيز الذاتية وأثر الهوى الى دائرة الموضوعية السديدة (37)، ومنها :

ما روى من أن الحطيئة سئل عن أشعر الناس فقال : أبو دؤاد حيث يقول :

لا أعد الإقتار عدما ولكن           فقد من قد رزئته الإعدام

من رجال من الأقارب قادوا      من حذاق هم الرؤوس الكرام

فيهم للملاينين أناة      وعرام إذا يراد العرام

فعلى إثرهم تساقط نفسي      حسرات، وذكرهم لي سقام (38)

وعلى الرغم من أن هذه الأبيات من أجود شعر أبي دؤاد كما يقول ابن قتيبة، فإن سر تقديم الحطيئة لصاحبها أن معانيها تجاوبت مع إحساسه الذاتي، وأنها أرضت فيه نزعته الشهيرة في تكسبه بشعره، بيد أنه لم يعلل لحكمة حتى يكون قويما، كما أن حكمة لا يخلو من المبالغة.

ومن الأمثلة الواضحة على ذلك قول لبيد – وقد سئل من أشعر الناس؟ -

فقال : الملك الضليل، قيل : ثم من؟ قال الشاب القتيل، قيل ثم من؟

قال : الشيخ أبو عقيل – يعني نفسه (39).

ثانياً : النقد الذي مبعثه الروية والأناة وله عدة صور :

( أ ) التثقيف والتنقيح

( ب ) الرواية والتلمذة

(جـ) الاختيار

التثقيف والتنقيح :

وهذه عملية فنية بحتة كانت من صنع الشعراء أنفسهم تمثل نظرتهم إلى فن الشعر وما ينبغي ان يكون عليه من نضج حتى يحظى بإعجاب سامعيه أو ينجو من مؤاخذتهم على الأقل.

وقد بدت هذه العملية النقدية في تهذيب الشاعر شعره وتثقيفه وتنقيحه ومراجعته وتمحيصه وبالتالي في صنعته حتى يظهر على الناس مبرأ مما يشينه ويسمجه، وهذا لون من النقد العملي الذي يقوم على نقد الشاعر صنعته قبل أن ينقدها غيره (40).

وهذه العملية بدت واضحة عند بعض الشعراء في العصر الجاهلي فنجد بعضهم يحتفل بنظم شعره، ويتأتى فيه ويتمهل، ويغير فيه ويبدل، ويضيف ويحذف، ليرضى هو عن شعره قبل أن يرضى من يستمعون إليه من العرب الفصحاء الذين يحسون بأذواقهم جمال الكلمة ووقع التعبير.

وخير من يمثل هذه العملية الشاعر الكبير زهير بن أبي سلمى الذي. سمى قصائده الطويلة الحوليات، لأنها لم تنظم مرة واحدة، ولم يذعها صاحبها فور إعدادها، وإنما أعاد فيها النظر : يذهب وينقح، ويغير ويحذف ويضيف، ثم عرضها على الاصدقاء ممن يثق في أذواقهم وإخلاصهم .

ويقال : إنه كان يعدها في أربعة أشهر، وينظر فيها ويراجعها وينقحه فيها ويذهب في أربعة اشهر ثانية.

ثم يعرضها على ذوي الرأي الصائب والذوق السليم، والثقة المخلصة في أربعة أشهر أخرى، ليروا فيها رأيهم، ويقدموا نصحهم، وقد يستجيب لهم فيغير ويبدل، ويزيد او ينقص، متى اقتنع بذاك وتذوقه واطمأن الى انه اجمل صياغة، واحسن اثرا مما قد صاغه هو، وما يزال كذلك يبدع وينقد ويسمح للآخرين بنقده حتى تستوي له في حول كامل مطولته او حوليته منقحة غاية التنقيح (41).

وقد تحدث الجاحظ عن هذه العملية النقدية عند بعض الشعراء الجاهلين ووصف الجهد الذي كان يبذله هؤلاء لتثقيف شعرهم وصناعته صناعة محكمة بقوله : " ومن شعراء العرب من كان يدع القصيدة تمكث عنده حولا كريتا وزمنا طويلا، ويردد فيها نظره ويجيل فيها عقله، ويقلب فيها رأيه، اتهاما لعقله، وتتبعاً على نفسه، فيجعل عقله زماما على رأيه، ورأيه عيار على شعره، إشفاقا على أدبه، وإحرازا لما خوله الله من نعمته، وكانوا يسمون تلك القصائد الحوليات و المنقحات والمحكمات، ليصير قائلها فحلا خنذيذا (42) وشاعراً مفلقا " (43).

ولقد اشتهر بهذه العملية من الشعراء الجاهليين أوس بن حجر وزهير بن أبي سلمى، وكعب بن زهير والحطيئة وطفيل الغنوي والنمر بن تولب وغيرهم، ممن سموا عبيد الشعر (44)، وتمثل هذه الطريقة خطوة كبيرة من خطوات نقد الشعر في العصر الجاهلي.

فها هو ذا كعب بن زهير يذكر الشعر وحاجته الى التقويم والتثقيف ويذكر فضله وفضل الحطيئة فيقول (45) :

ومن للقوافي شأنها من يحوكها       إذا ما ثوى كعب وفوز جرول (46)

يقومها حتى تلين متونها        فيقصر عنها كل ما يتمثل (47)

 

والحطيئة يذكر صعوبة المرتقى الى جيد الشعر، وحاجة الشاعر إزاءه الى الحمد والخبرة، اذ يقول (48) :

الشعر صعب وطويل سلمه         اذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه

زلت به إلى الحضيض قدمه        يريد ان يعربه فيعجمه

وعملية التثقيف والتنقيح تصور إدراكهم لقيمة الفن الشعري وما ينبغي أن يكون عليه من جمال ونضج، " ومن هنا يصح لنا أن نستنتج ان العرب في تلك المرحلة كانوا على علم ولو غير ناضج بالجمال الشعري ومقاييسه الفنية، ومعطياته العامة، يؤكد ذلك ما سبق ان ذكرناه من أن بعض كبار الشعراء كزهير مثلاً كان ينقح شعره، فلا يخرج قصائده إلا بعد حول كامل يقسمه على مراحل، وهذه القصائد سميت " بالحوليات " ولا يكون التنقيح إلا إذا أدرك الشاعر بعض النواحي التي يرتكن إليها في عمله هذا " (49).

وعناية الشاعر الجاهلي بشعره : بالنظر فيه وتقويمه وتثقيفه منحى نقدي جاهلي، سار على نهجه كثير من الشعراء الذين تتابعوا عبر العصور (50).

ومن هؤلاء الشعراء الذين جروا في طلق الشعراء الجاهلين عدي بن الرقاع، وسويد بن كراع، ومروان بن أبي حفصة، فها هو ذا عدي بن الرقاع يتحدث عن تقويمه لشعره وتثقيفه له فيقول :

وقصيدة قد بت أجمع بينها        حتى أقوم ميلها وسنادها

نظر المثقف في كعوب قناته        حتى يقيم ثقافة منآدها (51)

وهذا سويد بن كراع (52) يصف نزعة الصناعة وصفاً أدبياً في وجه البداهة والارتجال إذ يقول (53) :

أبيت بأبواب القوافي كأنما      أصادي بها سربا من الوحش نزعا (54)

أكالئها حتى أعرس بعدما         يكون سحير أو بعيد فاهجعا (55)

ثم يقول :

وجشمني خوف ابن عفان ردها         فثقفتها حولا جريدا ومربعا (56)

وقد كان في نفسي عليها زيادة       فلم أر إلا أطيع وأسمعا

الرواية :

كانت رواية الشعر في العصر الجاهلي هي الأداة الطيعة لنشره وذيوعه، وكانت هناك طبقة تحترفها احترافا هي طبقة الشعراء أنفسهم، فقد كان من يريد نظم الشعر وصوغه يلزم شاعراً يروي عنه شعره، وما يزال يروي له ولغيره حتى ينفتق لسانه، ويسيل عليه ينبوع الشعر والفن (57).

وبهذا كانت الرواية تمثل مدرسة فنية يتعلم فيها الناشئ او المبتدئ من الشعراء أصول الفن، كما يتعلم الحرفيون اليوم أصول الحرفة وقواعد المهنة (58).

والملاحظ ان مدرسة الرواة تتسلسل في طبقات او حلقات، وكل حلقة تأخذ عن سابقتها وتسلم إلى لاحقتها، ومن ثم نشأت السلاسل الشعرية في كثير من القبائل، مثل :

سلسلة أوس بن حجر الذي كان زوجا لأم زهير بن أبي سلمى، فنشأ هذا راوية لأوس، وعن زهير أخذ ابنه كعب.

وسلسلة المهلهل خال امرئ القيس

وسلسلة المرقش الأكبر عم المرقش الأصغر عم طرفة بن العبد

وسلسلة الهذليين (59).

وأما عن دور الرواية في النقد في العصر الجاهلي فدورها كبير، وللرواة منزلة عالية هناك، فهم كالصحف السيارة في الذيوع والانتشار وكانوا يقومون بما تقوم بها الاذاعة المسموعة والمرئية في النشر والوصول الى المستمع المشاهد، وهم كالمسموعات في تسجيل الشعر وحفظه، ومعرفة الشعر وأخباره وقصائده، وهم المحامون عن شعرائهم يذودون عنهم ويدافعون عن شعرهم في إخلاص وحماس، ومن هذا المنطلق أباحوا لأنفسهم نقد هذا الشعر، ثم تعديل بما يتمشى مع هذا النقد في حدود ضيقة تجعل الشاعر يتقبل هذا النقد وذلك التعديلة، لعلمه ان راوية شعره مخلص له ولشعره، ولثقته في ذوقه الذي أملى عليه ذلك التعديل، وقد ساعد الرواة

على القيام بهذا الدور الذي تقوم به الصحف والاذاعات والموسوعات، والذي يقوم به النقاد عدم التدوين في ذلك الوقت اعتمادا على روايته حفظاً من الذاكرة (60).

وهذا التعديل من جانب الرواة قد يفسر ظاهرة الروايات المتعددة في الشعر على وجه من الوجوه، من حيث ترتيب القصيدة، او اختلاف بعض كلماتها، ومن حيث الزيادة او النقصان في أبياتها.

ودور الرواة – على هذا الوجه – دور ناقد، لأن الراوية ينشد شعر من يروي له، وعمله يقتضي ان يكرر الانشاد، وهذا قد تتكشف له – في أثناء الإنشاد او في أثناء مناقشة ما قاله الشاعر – بعض العيوب الصغيرة، وقد يتجرأ ويحد عمله – غير مكتف بالإنشاد او غير مكتف برأيه في القصيدة – فيصلح ما تراءى له، ثم ينشد القصيدة منقحة حرصاً منه على شاعره الذي يريد له المنزلة العالية، والمكانة المرموقة، عند من يتلقون شعره من المتذوقين.

الاختيار :

ونعني به ان يفطن الناقد بذكائه ولماحيته إلى أن أدباً ما أو أديباً ما قد بلغ درجة من الحسن والجودة، فصار بحيث ينبغي ان يشار إليه وان يجعل في صدر نوعه، و أنموذجا لجنسه (61).

والاختيار من العمليات النقدية التي توافر فيها الذوق والعقل جميعاً، والتي صدرت عن روية وأناة، ولم تأت عفواً او ارتجالاً، واختيار العرب للمعلقات دليل واضح على ذلك، قال ابن عبدربه : قد بلغ من كلف العرب بالشعر وتفضيلها له أن عمدت الى سبع قصائد تخيرتها من الشعر القديم فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة وعلقتها بأستار الكعبة (62)

وهذا الاختيار يعكس تصور المختار للمثل الأعلى الذي يروقه كما انه يدل على تذوقه للصور الفنية الناضجة التي كانت عليها هذه القصائد مبنى ومعنى، والتي ظل الذوق العربي يألفها وينسج على منوالها طوال عصور الأدب المتتابعة (63) – على الرغم من تعدد الثقافات وتنوع المذاهب – ولما كان " اختيار الرجل الشعر قطعة من عقله (64) كما يقول الراغب الأصبهاني فإن هذا الاختيار في جوهرة عملية نقدية بحتة تمثل ذوق المختار وإحساسه بالجمال وتقديره له تقديراً يقوم على التروي و التؤده دون الارتجال والاندفاع.

ولم تزل الأذواق المثقفة حتى عصرنا هذا تستجيد هذه القصائد وتعدها نموذجا حيا للشعر الجاهلي وتقدمها على سواها من مأثور الجاهلين في هذا الفن، وفي هذا دليل على سلامة ذوق الجاهلين وصفاء ملكاتهم.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) تاريخ النقد الأدبي عند العرب للأستاذ طه أحمد ابراهيم ص 180 ط دار الحكمة بيروت.

2) معالم النقد الأدبي د / عبد الرحمن عثمان ص 91.

3) المرجع السابق ص 94 ، وراجع أيضاً دراسات في النقد الأدبي د / حسن جاد ص 38 وما بعدها، وراجع أيضاً النقد الأدبي في العصر الجاهلي وصدر الاسلام د / محمد ابراهيم نصر ص 86 وما بعدها.

4) الموشح للمرزباني تحقيق محمد علي البحاوي ص 93 ط نهضة مصر.

5) نفس المرجع 61، وإنما عابه قيس لقوله ولم أبله، فقد أضفى بهذه العبارة على النبأ ظل الشلك فيه، ولقوله زعموا والزعم مطية الكذب.

6) النقد الأدبي في العصر الجاهلي وصدر الاسلام د / محمد ابراهيم نصر ص 87.

7)المرجع السابق ص 88.

8)معالم النقد الأدبي د / عبد الرحمن عثمان ص98.

9)الموشح للمرزباني ص 90 ، والعمدة لابن رشيق 2 / 62، والذكور أجود السيوف.

10) ابو الطمحان القيني : اسمه حنظلة بن الشرقي، وقيل ربيعة بن عوف بن غنم بن كنانة بن الفين بن الجسر، شاعر مشهور.

11) الموشح 90 ، عيون الأخبار 4/25 ، والصناعتين 372، والجزع نوع من الخرز تصنع منه العقود، ونظمه سلكه في سلك.

12) العمدة 2/53.

13)معالم النقد الأدبي د / عبد الرحمن عثمان ص 101.

14)الموشح ص 69.

15)الذوق الأدبي د / عبد الفتاح علي عفيفي ص 23.

16)معالم النقد الأدبي د / عبد الرحمن عثمان ص 103.

17) الذوق الأدبي ص 23 ، 24.

18) الزبرقان : اسمه حصين بن بدر بن امرئ القيس وسمي الزبرقان لجماله والزبرقان القمر، قدم مع وفد بني تميم على النبي، ونادوا رسول الله من وراء الحجرات، وأسلم وعاش الى خلافة معاوية وكان شاعراً مفلقا.

راجع ترجمته في الإصابة 1 / 524 ، والاستيعاب 560.

19) عمر بن الاهتم : هو عمرو بن سنان بن سمي، وهو جاهلي إسلامي وكان خطيباً شاعراً، راجع ترجمته وأخباره في زهر الآداب (5)، والشعر والشعراء 2 / 636 والمفضليات 123، 209.

20) اسخن : وضع على النار مدة غير كافية فلم يتم نضجه.

21) البرود : الثياب المخططة، الحبر : هي الثياب الموشاة.

22) المزادة هنا : ما يوضع فيه الماء.

23) الموشح ص 91.

24) دراسات في نقد الأدب العربي د / بدوي طبانة ص 70.

25) الذوق الأدبي ص38.

26) ألهبوب : اجتهاد في الفرس في عدوه، درة : إذا غمر الفرس بالساق أسرع، الأخرج ذكر النعام : المهذب : المسرع في حربه.

27) الرائح : السحاب، المتحلب : الساقط المتتابع، أو السائل كأنه لسرعته لا يجري ويتحرك بل يسيل سيلاناً.

28) الموشح 24، والشعر والشعراء 1 / 224، و 225.

29) الذوق الأدبي ص25.

30) النقد الأدبي في العصر الجاهلي وصدر الاسلام د / محمد إبراهيم نصر ص 47، 48

31) النقد الأدبي د / سعد ظلام ص30.

32) الاقواء : هو اختلاف حركة الروي في أبيات القصيدة الواحدة، وهو من عيوب القافية.

33) الزاد هنا : التوديع والسلام، والبوارح : الطيور التي كانت العرب في الجاهلية يتطيرون بها ومنها الغراب.

34) النصيف كنصف الخمار، عنم : شجر لين الأغصان تشبه به بنان الجواري.

35) الموشح ص 37 ، والشعر : الشعراء 1 / 101، وطبقات فحول الشعراء 1 / 67 ، 68

36) الموشح ص 67 ، 68.

37) النقد الأدبي في أطوار تكوينه عند العرب د / محروس منشاوي الجالي ص87.

38) الشعر والشعراء 1 / 244، 245.

39) العمدة 1/95.

40) النقد الأدبي في أطوار تكوينه عند العرب 96.

41) الذوق الأدبي د / عبد الفتاح علي عفيفي ص 20.

42)خنذيذا : تاماً، قال الجاحظ : والشعراء عندهم أربع طبقات : فأولهم الفحال الخنذيذ، والخنذيذ هو التام، ودونه الشاعر المفلق، ثم الشاعر الشويعر، راجع البيان والتبيين 2/4.

43)البيان والتبين للجاحظ 2/4 ط دار الكتب العلمية بيروت.

44)العمدة 1/133.

45)الشعر والشعراء 1/159.

46)القوافي : الاشعار، شافها من يحركها : ألحق بها العيب من يتصدى لصنعها ونسجها ثوى، فوز : مات، جرول : اسم الحطيئة، وهو جرول بن أوس بن مالك.

47)يقومها : يهذبها ويقوم معوجها، المتون جمع متن، وهو الظهر، أي تستقيم كما يريد، ما يتمثل : ما يشتهر كالمثل.

48) الأغاني : 2 / 196.

49) النقد الأدبي د / سعد ظلام ص 33.

50) مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد (59) لسنة 1403 هـ مقال للدكتور محمد عارف محمود حسين تحت عنوان " ملامح النقد الأدبي ومقاييسه في العصر الجاهلي " ص 285.

51)الشعر والشعراء 1/84، والسناد هنا العيب في الشعر، والمنآد : المعوج.

52)هو سويد بن كراع العكلي، من بني الحارث بن عوف : شاعر فارس مقدم، كان في العصر الأموي صاحب الري والتقدم.

53)الشعر والشعراء 1/84.

54)أصادي : اراجي واخاتل، النزع : جمع نازع، وهو الغريب.

55)أكالئها : أرقبها، التعريس النزول في وجه السحر.

56)الجريد : التام الكامل.

57)العصر الجاهلي د/ شوقي ضيف ص 142 ط دار المعارف التاسعة.

58)من الظواهر الفنية في الشعر الجاهلي د / سعد ظلام ص 43 ط مؤسسة يوم المستشفيات.

59)في تاريخ الأدب الجاهلي د / علي الجندي ص 119 ،  120 ط مكتبة الشباب.

60)الذوق الأدبي ص 21.

61)اتجاهات النقد الأدبي العربي، للأستاذ الدكتور محمد السعدي فرهود ص 47 دار الطباعة المحمدية.

62) العقد الفريد لابن عبدربه 3/89

63) النقد الأدبي في أطوار تكوينه عند العرب د / محروس منشاوي الجالي ص 102

64) محاضرات الأدباء 1 / 93، والبيان والتبيين 1 / 54 بيروت.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحسيني الثاني عشر في جامعة بغداد تعلن مجموعة من التوصيات
السيد الصافي يزور قسم التربية والتعليم ويؤكد على دعم العملية التربوية للارتقاء بها
لمنتسبي العتبة العباسية قسم التطوير ينظم ورشة عن مهارات الاتصال والتواصل الفعال
في جامعة بغداد.. المؤتمر الحسيني الثاني عشر يشهد جلسات بحثية وحوارية