x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : النقد : النقد القديم :

مفتتح الشعر مطلعه

المؤلف:  ابن طباطبا العلوي

المصدر:  عيار الشعر

الجزء والصفحة:  ص:102-103

19-1-2020

2069

مفتتح الشعر مطلعه

 

وينبغي للشاعر أن يحترز في أشعاره ومفتتح أقواله مما يتطير به أو يستجفى من الكلام والمخاطبات، كذكر البكاء ووصف إقفار الديار، وتشتت الألاف ونعي الشباب، وذم الزمان. لا سيما في القصائد التي تضمن المدائح أو التهاني. وتستعمل هذه المعاني في المراثي ووصف الخطوب الحادثة، فإن الكلام إذا كان مؤسساَ على هذا المثال تطير منه سامعه، وإن كان يعلم أن الشاعر إنما يخاطب نفسه دون الممدوح، فيجتنب، مثل

ابتداء قول الأعشى:

ما بكاء الكبير بالأطلال      وسؤالي وهل ترد سؤالي

دمنة قفرة تعاورها الصي       ف بريحين من صباً وشمال

ومثل قول ذي الرمة:

ما بال عينك منها الدمع ينسكب       كأنه من كلى مفرية سرب

وقد أنكر الفضل بن يحيى البرمكي على أبي نواس قوله:

أربع البلى إن الخشوع لبادي       عليك وإني لم أخنك ودادي

وتطير منه فلما انتهى إلى قوله:

سلام على الدنيا إذا ما فقدتم      بني برمك من رائحين وغادي

 

102

 

استحكم تطيره، فيقال إنه لم ينقص إلا أسبوع حتى نزلت به النازلة. وأنشد البحتري أبا سعيد محمد بن يوسف الثغري قصيدته التي أولها:

لك الويل من ليل تطاول آخره        ووشك نوى حي تزم أباعره

فقال له أبو سعيد: الويل لك والحرب.

وليجتنب في التشبيب من يوافق اسمها بعض نساء الممدوح من أمة أو قرابة أو غيرها، وكذلك ما يتصل به سببه أو يتعلق به وهمه، فإن أرطأة بن سهية الشاعر دخل على عبد الملك بن مروان فقال له: ما بقي من شعرك؟ فقال: ما أطرب ولا أحزن يا أمير المؤمنين وإنما يقال الشعر لأحدهما. ولكني قد قلت:

رأيت الدهر يأكل كل حي      كأكل الأرض ساقطة الحديد

وما تبغي المنية حين تغدو         سوى نفس ابن آدم من مزيد

وأحسب أنها ستكر يوماً          توفي نذرها بأبي الوليد

فقال له عبد الملك: ما تقول ثكلتك أمك؟ فقال: أنا أبو الوليد يا خليفة. وكان عبد الملك يكنى أبا الوليد أيضاً، فلم يزل يعرف كراهة شعره في وجه عبد الملك إلى أن مات. فليجتنب الشاعر هذا وما شاكله مما سبيله كسبيله، وإذا مر له معنى يستبشع اللفظ به لطف في الكناية عنه وأجل المخاطب عن استقباله بما يستكرهه منه وعدل اللفظ عن كاف المخاطبة إلى ياء الإضافة إلى نفسه إن لم ينكر الشعر، او احتال في ذلك بما يحترز به مما ذممناه ويوقف به على أرب نفسه ولطف فهمه كقول القائل:

ولا تحسبن الحزن يبقي فإنه       شهاب حريق واقد ثم خامد

سآلف فقدان الذي قد فقدته         كإلفك وجدان الذي أنت واجد

وإنما أراد الشاعر: ستألف فقدان الذي قد فقدته كإلفك وجدان الذي قد وجدته؛ أي تتعزى عن مصيبتك بالسلو فانظر إليه كيف لطف في إضافة ذكر المفقود الذي يتطير منه إلى نفسه، وما يتفاءل إليه من الوجدان إلى المخاطب، فجعل الموجود المألوف للمعزى، والمفقود لنفسه.

 

103