المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الأندلس والقوط وطليطلة.
2024-07-01
فلورندا.
2024-07-01
ألفونس.
2024-07-01
فلورندا وألفونس (المحب كثير الشكوك).
2024-07-01
لغة الحب.
2024-07-01
موكب الملك.
2024-07-01

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري  
  
2724   01:27 مساءً   التاريخ: 4-6-2017
المؤلف : ناظم رشيد
الكتاب أو المصدر : في أدب العصور المتأخرة
الجزء والصفحة : ص77-84
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 1935
التاريخ: 27-1-2016 2933
التاريخ: 26-06-2015 2528
التاريخ: 26-06-2015 1748

نال المديح النبوي حظوة كبيرة عند كثير من الشعراء، منهم الإمام محيي ابن يوسف الصرصري المعروف بشاعر رسول الله المقتول سنة 656هـ بيد التتر (1). والإمام شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري الذي نحن بصدد دراسة حياته.

ولد شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد (2) في مدينة دلاص بصعيد مصر غربي النيل سنة 608هـ، وكان أبوه من بوصير، وهي إحدى القرى القريبة من الفيوم بمصر. ويتفق المؤرخون على انتمائه الى قبيلة صنهاجة التي عاشت في بلاد المغرب وقد أشار البوصيري الى ذلك في شعره، فقال (3):

فقل لنا من ذا الأديب الذي     زاد به حبي ووسواسي

إن كان مثلي مغربياً فما       في صحبة الأجناس من باس

وإن يكذب نسبتي جئته      بجبتي الصوف ودفاس

لم تصل الينا أخبار البوصيري الخاصة بسيرته كاملة ومفصلة، وكل ما نعلم منها أنه حفظ القرآن الكريم في صغره، وتعلم مبادئ الفقه، وجاء الى القاهرة والتحق بمسجد الشيخ عبد الظاهر، حيث درس العلوم الدينية واللغة العربية وآدابها وشيئاً من التاريخ.

التحق البوصيري بالوظيفة، قبل التحاقه بشيخه أبي العباس المرسي (4) أحد قادة التصوف في ذلك العصر، وتولى الجبايات بالشرقية، ثم كاتبا في بلبيس وهي مدينة بينها وبين الفسطاط عشرة فراسخ على الطريق الذاهب نحو الشام. وكان عفيفاً نزيها، وقد آلمه اخلاق الموظفين الرديئة، دناءتهم، وسوء معاملتهم للناس، واشار الى ذلك في قصيدة له، فقال (5):

ثكلت طوائف المستخدمينا        فلم أر فيهم رجلا أمينا

فخذ أخبارهم منى شفاهاً       وانظرني لأخبرك اليقينا

فقد عاشرتهم ولبثت فيهم       مع التجريب من عمري سنينا

فكم سرقوا الغلال وما عرفنا      بهم، فكأنهم سرقوا العيونا

ولولا ذاك ما لبسوا حريراً      ولا شربوا خمور الأندرينا

أمولانا الوزير، غفلت عما     بهم من الكلاب الخائبينا

وفي دار الولاية أي نهب       فليتك لو نهبت الناهبينا

إن القصيدة صورة واضحة للحالة المزرية التي كان عليها الموظفون آنذاك في ابتزاز أموال المواطنين، وعرقلة أعمالهم، وتأخير معاملاتهم والتلاعب بمقدراتهم.

لم يصبر البوصيري على ما كان يرى في دوائر الدولة من أعمال مقرفة فاعتزل الوظيفة، وانزوى في بيته، واتخذه مكتباً لتحفيظ القران الكريم، ليكسب عيشه بشرف وكرامة، وقد أشار الى ذلك بقوله (6):

قد صار كتابي وبيتي من بني      غيري وأبنائي كبرج حمام

وتتلمذ عليه الكثيرون، وأخذوا منه، وراجعه طلاب المعرفة الذين صاروا فيما بعد علماء مشهورين أمثال أبي الفتح بن سيد الناس اليعمري الاشبيلي (ت 734هـ) وعز الدين بن جماعة الكناني الحموي (ت 735هـ) وأبي حيان الأندلسي (ت 745هـ).

أصيب البوصيري في أخريات أيامه بمرض عضال، أقعده عن الحركة، وتوفي بمدينة الاسكندرية سنة 695، وله فيه قبر مشهور يتصل به مسجد تدرس فيه العلوم الدينية.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

)1)قال ابن شاكر الكتبي عنه: (صاحب المدائح النبوية السائرة في الآفاق، لا أعلم شاعراً أكثر من مدائح النبي صلى الله عليه وسلم أشعر منه، وشعره طبقة عالية، وكان فصيحاً بليغاً، شعره يدخل في ثمان مجلدات، وكله جيد). فوات الوفيات 4: 298.

(2)تنظر ترجمته في فوات الوفيات 3: 362، الوافي بالوفيات 3: 105، بدائع الزهور في وقائع الدهور 1: 124، شذرات الذهب 5: 432، تاريخ آداب اللغة العربية 3: 160 الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية ص 296، الأدب في العصر المملوكي 1: 265، البوصيري حياته وشعره لعبد العليم القباني (دار المعارف، القاهرة 1968)، مقدمة ديوانه: تحقيق سيد كيلاني (القاهرة 1955).

(3) الديوان ص126.

)4)أبو العباس أحمد بن عمر بن محمد الأنصاري، يلقب بالمرسي نسبة الى مرسية بالمغرب، توفي سنة 686هـ.

(5)الديوان ص 318.

(6)الديوان ص 206.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.