أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2016
610
التاريخ: 19-11-2016
580
التاريخ: 27-5-2017
630
التاريخ: 19-11-2016
510
|
كان يزيد من فتيانهم فقال يوما وقد طرب وعنده حبابة وسلامة القس دعوني أطير فقالت حبابة على من تدع الامة قال عليك قيل وغنته يوما:
وبين التراقي واللهاة حرارة *** وما ظمئت ماء يسوغ فتبردا
فأهوى ليطير فقالت يا أمير المؤمنين أن لنا فيك حاجة فقال والله لأطيرن فقالت على من تخلف الأمة والملك قال عليك والله وقبل يدها فخرج بعض خدمه وهو يقول سخنت عينك فما أسخفك وخرجت معه إلى ناحية الأردن يتنزهان فرماها بحبة عنب فدخلت حلقها فشرقت ومرضت وماتت فتركها ثلاثة أيام لم يدفنها حتى أنتنت وهو يشمها ويقبلها وينظر إليها ويبكي فكلم في أمرها حتى أذن في دفنها وعاد إلى قصره كئيبا حزينا وسمع جاريه له تتمثل بعدها:
كفى حزنا بالهائم الصب أن يرى *** منازل من يهوى معطلة قفرا
فبكى وبقي يزيد بعد موتها سبعة أيام لا يظهر للناس أشار عليه مسلمة بذلك خاف أنه يظهر منه ما يسفهه عندهم وكان يزيد قد حج أيام أخيه سليمان فاشترى حبابة بأربعة آلاف دينار وكان اسمها العالية وقال سليمان لقد هممت أن احجر على يزيد فردها يزيد فاشتراها رجل من أهل مصر فلما أفضت الخلافة إلى يزيد قالت امرأته سعدة هل بقي من الدنيا شيء تتمناه قال نعم حبابة فأرسلت فاشترتها ثم صيغتها وأتت بها يزيدا فأجلستها من وراء الستر وقالت يا أمير المؤمنين هل بقي من الدنيا شيء تتمناه قال قد علمت فرفعت الستر وقالت هذه حبابة وقامت وتركتها عنده فحظيت سعدة عنده وأكرمها وسعدة بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان ولما مات يزيد لم يعلم بموته حتى ناحت سلامة فقالت
لا تلمنـا إن خشعنا *** أو هممنـــا بخشوع
قد لعمري بت ليلي *** كأخي الداء الوجيـع
ثـــم بات الهم مني *** دون من لي بضجيع
للــذي حل بنـا اليو ***م مـن الأمــر الفظيع
كلمـا أبصرت ربعا *** خاليا فاضت دموعي
قد خلا من سيد كا *** ن لنــا غير مضيـــع
ثم نادت وا أمير المؤمنيناه فعلموا بموته والشعر لبعض الأنصار وأخبار يزيد مع سلامة وحبابة كثيرة ليس هذا موضع ذكرها وإنما قيل لسلامة القس لأن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار أحد بني جشم بن معاوية بن بكير كان فقيها عابدا مجتهدا في العبادة وكان يسمى القس لعبادته مر يوما بمنزل مولاها فسمع غناءها فوقف يسمعه فرآه مولاها فقال له هل لك أن تنظر وتسمع فأبى وقال أنا أقعدها بمكان لا تراها وتسمع غناءها فدخل معه فغنته فاعجبه غناءها ثم أخرجها مولاها إليه فشغف بها وأحبها وأحبته هي أيضا وكان شابا جميلا فقالت له يوما على خلوة أنا والله أحبك قال وأنا والله أحبك فقالت وأحب أن أقبلك قال وأنا والله قالت وأحب أن أضع بطني على بطنك قال وأنا والله قالت فما يمنعك قال قول الله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67] وأنا أكره أن تؤل خلتنا إلى عداوة ثم قام وانصرف عنها وعاد إلى عبادته وله فيها أشعار:
ألم ترها لا يبعد الله دارها *** إذا طربت في صوتها كيف تصنع
تمـــد نظـام القول ثم ترده *** إلـى صلصل مـن صوتها يترجع
وله فيها:
ألا قل لهـــذا القلب هـل أنت مبصر *** وهل أنت عن سلامة اليوم مقصر
ألا ليت أني حيث صارت بها النوى *** جليس لسلمى كلمــا عــــج مزهر
إذا أخذت فــي الصوت كاد جليسها *** يطيـــر إليها قلبـــــه حين ينظـــر
فقيل لها سلامة القس لذلك سلامة بتشديد اللام وحبابة بتخفيف الباء الموحدة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|