أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-5-2017
879
التاريخ: 27-5-2017
840
التاريخ: 21-11-2016
979
التاريخ: 21-11-2016
753
|
قتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم:
كان مقتل مروان بن محمد في بوصير من أعمال مصر لثلاث بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة وكان مروان لما هزمه عبد الله بن علي بالزاب أتى مدينة الموصل وعليها هشام بن عمرو التغلبي وبشر بن خزيمة الاسدي فقطعا الجسر فناداهم أهل الشام هذا أمير المؤمنين مروان فقالوا كذبتم أمير المؤمنين لا يفر وسبه أهل الموصل وقالوا يا جعدي يا معطل الحمد لله الذي أزال سلطانكم وذهب بدولتكم الحمد لله الذي أتانا بأهل بيت نبينا فلما سمع ذلك سار إلى بلد فعبر دجلة واتى حران وبها ابن أخيه أبان بن يزيد بن محمد بن مروان عامله عليها فأقام بها نيفا وعشرين يوما وسار عبد الله بن علي حتى أتى الموصل فدخلها وعزل عنها هشاما واستعمل عليها محمد بن صول ثم سار في اثر مروان بن محمد فلما دنا منه عبد الله حمل مروان أهله وعياله ومضى منهزما وخلف بمدينة حران ابن أخيه أبان بن يزيد وتحته أم عثمان ابنه مروان وقدم عبد الله بن علي حران فلقيه أبان مسودا مبايعا له فبايعه له ودخل في طاعته فأمنه ومن كان بحران والجزيرة ومضى مروان إلى حمص فلقيه أهلها بالسمع والطاعة فأقام بها يومين أو ثلاثة ثم سار منها فلما رأوا قلة من معه طمعوا فيه وقالوا مرعوبا منهزما فاتبعوه بعد ما رحل عنهم فلحقوه على أميال فلما رأى غبرة الخيل كمن لهم فلما جاوزوا الكمين صافهم مروان فيمن معه وناشدهم فأبوا إلا قتاله فقاتلهم واتاهم الكمين من خلفهم فانهزم أهل حمص وقتلوا حتى انتهوا إلى قريب المدينة واتى مروان دمشق وعليها الوليد بن معاوية بن مروان فخلفه بها وقال قتلهم حتى يجتمع أهل الشام ومضى مروان حتى أتى فلسطين فتزل نهر أبي فطرس وقد غلب على فلسطين الحكم بن ضبعان الجذامي فأرسل مروان إلى عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامى فأجاره وكان بيت المال في يد الحكم، وكان السفاح قد كتب إلى عبد الله بن علي يأمره باتباع مروان فسار حتى أتى الموصل فتلقاه من بها مسودين وفتحوا له المدينة ثم سار إلى حران فتلقاه أبان بن يزيد مسودا كما تقدم فأمنه وخدم عبد الله الدار التي حبس فيها إبراهيم ثم سار من حران إلى منبج وقد سودوا فأقام بها وبعث إليه أهل قنسرين ببيعتهم وقدم عليه أخوه عبد الصمد بن علي أرسله السفاح مددا له في أربعة آلاف فسار عند قدوم عبد الصمد بيومين إلى قنسرين وكانوا قد سودوا فأقام بيومين ثم سار إلى حمص وبايع اهلها وأقام بها أياما ثم سار إلى بعلبك فأقام بيومين ثم سار فنزل مزة دمشق وهي قرية من قرى الغوطة وقدم عليه أخوه صالح بن علي مددا فنزل مرج عذراء في ثمانية آلاف ثم تقدم عبد الله فنزل على الباب الشرقي ونزل صالح على باب الجابية ونزل أبو عون على باب كيسان ونزل بسام بن إبراهيم على باب الصغير ونزل حميد بن قحطبة على باب توما وعبد الصمد ويحيى بن صفوان والعباس بن يزيد على باب الفراديس وفي دمشق الوليد بن معاوية فحصروه ودخلوها عنوة يوم الأربعاء لخمس مضين من شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة وكان أول من صعد سور المدينة من باب شرقي عبد الله الطائي ومن ناحية باب الصغير بسام بن إبراهيم فقاتلوا بها ثلاث ساعات وقتل الوليد ابن معاوية فيمن قتل وأقام عبد الله بن علي في دمشق خمسة عشر يوما ثم سار يريد فلسطين فلقيه أهل الاردن وقد سودوا واتى نهر أبي فطرس وقد ذهب مروان فأقام عبد الله لفلسطين ونزل بالمدينة يحيى بن جعفر الهاشمي فاتاه كتاب السفاح يأمره بإرسال صالح بن علي في طلب مروان فار صالح من نهر أبي فطرس في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة ومعه ابن فتان وعامر ابن إسماعيل فقدم صالح أبا عون وعامر ابن إسماعيل الحارثي فساروا حتى بلغوا العريش فاحرق مروان ما كان حوله من علف وطعام وسار صالح فنزل النيل ثم سار حتى أتى الصعيد وبلغه أن خيلا لمروان يحرقون الاعلاف فوجه إليهم فاخذوا وقدم بهم على صالح وهو بالفسطاط وسار فنزل موضعا يقال له ذات السلاسل وقدم أبو عون عامر بن إسماعيل الحارثي وشعبة بن كثير المازني في خيل أهل الموصل فلقوا خيلا لمروان فهزموهم واسروا منهم رجالا فقتلوا بعضا واستحيوا بعضا فسألوهم عن مروان فاخبروهم بمكانه على أن يرموهم وساروا فوجدوه نازلا في كنيسة في بوصير فوافوه ليلا وكان أصحاب أبي عون قليلين فقال لهم عامر بن إسماعيل أن أصبحنا ورأوا قلتنا أهلكونا ولم ينج منا أحد وكسر جفن سيفه وفعل أصحابه مثله وحملوا على أصحاب مروان فانهزموا وحمل رجل على مروان فطعنه وهو لا يعرفه وصاح صائح صرع أمير المؤمنين فابتدره فسبق إليه رجل من أهل الكوفة كان يبيع الرمان فاحتز رأسه فأخذه عامر فبعث به إلى أبي عون وبعثه أبو عون إلى صالح فلما وصل إليه أمر أن يقص لسانه فانقطع لسانه فأخذه مر فقال صالح ماذا ترينا الأيام من العجائب والعبر هذا لسان مروان قد أخذه هر وقال شاعر:
قد فتح الله مصر عنوة لكم *** واهلك الفــاجر الجعدي إذ ظلما
فـــلاك مقولـــه هر يجرره *** وكان ربك من ذي الكفر منتقما
وسيره صالح إلى أبي العباس السفاح وكان قتله لليلتين بقيتا من ذي الحجة ورجع صالح إلى الشام وخلف أبا عون بمصر وسلم اله السلاح والأموال والرقيق ولما وصل الرأس إلى السفاح كان بالكوفة فلما رآه سجد ثم رفع رأسه فقال الحمد لله الذي أظهرني عليك وأظفرني بك ولم يبق ثاري قبلك وقبل رهطك أعداء الدين وتمثل:
لو يشربون دمي لم يرو شاربهم *** ولا دماؤهم للغيظ ترويني
لما قتل مروان هرب ابناه عبد الله وعبيد الله إلى أرض الحبشة فلقوا من الحبشة بلاء قاتلهم الحبشة فقتل عبيد الله ونجا عبد الله في عدة ممن معه فبقي إلى خلافة المهدي فأخذه نصر بن محمد بن الاشعث عامل فلسطين فبعث به إلى المهجي ولما قتل مروان قصد عامر الكنيسة التي فيها حرم مروان وكان قد وكل بهن خادما وأمره أن يقتلهن بعده فأخذه عامر واخذ نساء مروان وبناته فسيرهن إلى صالح ابن علي بن عبد الله بن عباس فلما دخلن عليه تكلمت ابنة مروان الكبرى فقالت يا عم أمير المؤمنين حفظ الله لك من أمرك ما تحب حفظه نحن بناتك وبنات أخيك وابن عمك فليسعنا من عفوكم ما وسعكم من جورنا قال والله لا استبقي منكم واحدا ألم يقتل أبوك ابن آخي إبراهيم الإمام الم يقتل الوليد بن يزيد يحيى بن زيد وصلبه بخراسان الم يقتل ابن زياد الدعي مسلم بن عقيل الم يقتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي واهل بيته الم يخرج إليه بحرم رسول الله سبايا فوقفهن موقف السبي الم يحمل راس الحسين وقد قرع دماغه فما الذي يحملني على الإبقاء عليكن قالت فليسعنا عفوكم فقال أما هذا فنعم وان أحببت زوجتك ابني الفضل فقالت وأي عز خير من هذا بل تلحقنا بحران فحملهن إليها فلما دخلنها ورأين منازل مروان رفعن أصواتهن بالبكاء قيل كان يوما بكير بن ماهان مع أصحابه قبل أن يقتل مروان يتحدث إذ مر به عامر بن إسماعيل وهو لا يعرفه فأتى دجلة واستقى من مائها ثم رجع فدعاه بكير فقال ما اسمك يا فتى قال عامر بن إسماعيل بن الحرث قال فكن من بني مسلية قال فأنا منهم قال أنت والله تقتل مروان فكان هذا القول هو الذي قوى طمع عامر في قتل مروان ولما قتل مروان كان عمره اثنتين وستين سنة وقيل تسعا وستين سنة وكانت ولايته من حين بويع إلى أن قتل خمس سنين وعشرة اشهر وستة عشر يوما وكان يكنى أبا عبد الملك وكانت أمه أم ولد كردية كانت لإبراهيم بن الأشتر أخذها محمد بن مروان يوم قتل إبراهيم فولدت مروان فلهذا قال عبد الله بن عياش المشرف للسفاح الحمد لله الذي أبدلنا بحمار الجزيرة وابن أمة النخع ابن عم رسول الله ابن عبد المطلب وكان مروان يلقب بالحمار والجعدي لأنه تعلم من الجعد بن درهم مذهبه في القول بخلق القرآن والقدر وغير ذلك وقيل أن الجعد كان زنديقا وعظه ميمون بن مهران فقال لشاه قباذ احب الي مما تدين به فقال له قتلك الله وهو قاتلك وشهد عليه ميمون وطلبه هشام فظفر به وسيره إلى خالد القسري فقتله فكان الناس يذمون مروان بنسبته إليه وكان مروان ابيض اشهل شديد الشهلة ضخم الهامة كث اللحية أبيضها ربعة وكان شجاعا حازما إلا أن مدته انقضت فلم ينفعه حزمه ولا شجاعته .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|