 
					
					
						الأوضاع السياسية في عهد مروان بن محمد					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						د/ فيصل سيد طه حافظ
						 المؤلف:  
						د/ فيصل سيد طه حافظ					
					
						 المصدر:  
						تاريخ الدولة الاموية
						 المصدر:  
						تاريخ الدولة الاموية					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص 181- 182
						 الجزء والصفحة:  
						ص 181- 182					
					
					
						 16-12-2018
						16-12-2018
					
					
						 1784
						1784					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				نهاية مروان الثاني
الواقع أن انهماك مروان الثاني في إخماد الثورات والفتن شغله عن الاهتمام بما كان يجري في المشرق خاصة في خراسان التي كانت مركزاً للدعوة العباسية. وقد انتشرت في المنطقة انتشاراً واسعاً، واستقامت الأمور فيها لبني العباس، مما أدى إلى اقتناع الدعاة العباسيين بأن الوقت قد حان للجهر بها. وفعلاً حصل هؤلاء الدعاة على موافقة إبراهيم الإمام، الذي كان يعيش في الحميمة على الجهر بالدعوة والخروج على الأمويين. وقد تولى أبو مسلم الخراساني، الذي أضحى رئيساً للدعوة في خراسان، أخذ البيعة تحت شعار البيعة إلى الرضا من آل محمد.
أدرك نصر بن سيار، عامل مروان على خراسان، ما يشكله أبو مسلم من خطر على الدولة الأموية، فبعث برسالة عاجلة إلى دمشق يشرح فيها حالة الفوضى التي سادت خراسان، وخطر أبي مسلم الذي كان يتزايد يوماً بعد يوم، ويطلب مدداً من الخليفة.
ويبدو أن مروان كان عاجزاً، آنذاك، عن إجابة طلب واليه، ولم يستطع أن يفعل شيئاً سوى أن يمنيه بالوعود، ويزوده بالنصائح، مما أتاح لأبي مسلم السيطرة التامة على خراسان، ولم يتمكن نصر من الصمود أمامه فتقهقر إلى نيسابور ومعه أنصاره من العرب الذين هربوا من خراسان.
ثم حدث أن انتقلت القيادة العباسية العليا في العراق إلى قحطبة بن شبيب الطائي وهو عربي، الذي سارع إلى الاصطدام بقوات نصر وتغلب عليها وأجبر نصراً على ترك نيسابور حيث قصد الري، وفيها واتته الإمدادات التي بعثت بها الخلافة بعد أن أدركت خطورة الوضع، وضرورة مساندة صمود نصر، فابتدأت بذلك جولة أخرى من الاصطدامات كان النصر فيها حليف القوات العباسية. ومات نصر بن سيار بالري في شتاء عام (131 هـ/ 748م) بعد وقعة أصفهان في جو الهزيمة القاتم.
ثم اتجه قحطبة نحو العراق ليصطدم بالقوات الأموية بقيادة ابن هبيرة، والي مروان على العراق، وتغلب عليها وهم بدخول الكوفة إلا أنه غرف وهو يعبر نهر الفرات. ودخلت القوات العباسية المدينة بقيادة حميد بن قحطبة في (شهر ربيع الأول عام 132 هـ/ شهر تشرين الأول عام 749 م) وسلم الأمر إلى أبي سلمة الخلال الذي أضحى وزير آل محمد.
وبويع في الكوفة لعبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس المعروف بأبي العباس، وقد كان أخوه إبراهيم الإمام قد عهد إليه بأمر الدعوة عندما قضى عليه مروان الثاني آنذاك بعد ما افتضح أمره؛ ليصبح أول خليفة عباسي.
وبعد أن تم له الأمر في العراق أرسل جيشاً، بقيادة عمه عبد الله بن علي، التقى بجيش مروان الثاني على نهر الزاب، وهو أحد فروع نهر دجلة. وكانت الانتصارات التي حققتها الثورة، حتى ذلك التاريخ، قد أضعفت معنويات الجيش الأموي، فأحجمت بعض وحداته عن خوض المعركة ومنها الوحدات اليمنية، ربما بدافع العصبية من جهة ومن التأخير في دفع مرتبات الجند من جهة أخرى، وعصت هذه الوحدات أوامر مروان في تلك اللحظة الحركة.
ودارت بين الجيشين الأموي والعباسي رحى معركة عنيفة في (شهر جمادي الآخرة عام 132 هـ/ شهر كانون الثاني عام 750 م) استمر أحد عشر يوماً انتهت بهزيمة مروان الذي انسحب بعد المعركة باتجاه الموصل، لكن المدينة أغلقت أبوباها في وجهه مما دفعه إلى الانسحاب نحو حران مقره السابق، إلا أن الجيش العباسي ظل يطارده. فانسحب إلى حمص فدمشق فالأردن ثم فلسطين. وكانت المدن في هذه البلاد تفتح أبوابها للجيش العباسي باستثناء مدينة دمشق التي دخلها العباسيون عنوة.
وعهد عبد الله بن علي إلى أخيه صالح بمطاردة مروان، بعد أن تجاوز الشام. ووصل مروان في غضون ذلك إلى مصر بعد أن تخلى عنه أنصاره وتوقف في قرية بوصير الصغيرة في منطقة الفيوم حيث داهمته في الليل قوة عسكرية. وقاوم مروان حتى خر صريعاً، وانتهت بمقتله أيام دولة الخلافة الأموية، وكان ذلك في عام (132هـ/ 750 م).
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  مروان بن محمد
					 الاكثر قراءة في  مروان بن محمد					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة