أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3233
التاريخ: 11-12-2014
3156
التاريخ: 2-7-2017
2877
التاريخ: 10-12-2014
3388
|
وضعت الحرب أوزارها، وتباعد الجانبان، وقد تحمّل المسلمون من الخسائر في الارواح ثلاثة أضعاف ما تحمّله المشركون وكان عليهم أن يبادروا إلى دفن الشهداء على النحو الذي أمرهم به الدين.
ولكنهم فوجئوا بأمر فضيع، فقد اغتنمت نسوة من قريش وفي طليعتهن هند زوجة ابي سفيان فرصة انشغال المقاتلين المسلمين وارتكبن بحق الشهداء الابرار، جناية فظيعة لم يعرف لها تاريخ البشرية مثيلا، فهن لم يكتفين بالانتصار الظاهري بل عمدن إلى التمثيل بشهداء المسلمين، تمثيلا مروعا فخمشن وجوههم، وقطّعن الأنوف، وجدعن الاذان، وسملن العيون، وقطعن أصابع الأيدي والأرجل، والمذاكير، وصنعن منها القلائد والاساور، نكاية بالمسلمين، واطفاء للحقد الدفين، وبذلك الحقن بهنّ وبأوليائهنّ عارا لا ينسى.
فان جميع الامم والشعوب ـ متفقة على أن الميت الذي لا يستطيع دفاعا عن نفسه، ولا يتوقع منه ضرر يجب احترامه، ويحرم اهانته وان كان عدوا، ولكن هندا زوجة أبي سفيان ومن كان برفقتها من نساء المشركين مثّلن بأجساد القتلى شر تمثيل، وصنعن مما قطّعن منها الاساور والقلائد، وبقرت هند بالذات صدر حمزة بطل الاسلام الفدائيّ، وأخرجت كبده، ولاكته بين أسنانها ولكنها لفظته ولم تستطع أكله.
وقد بلغ هذا العمل من القبح، والسوء أن تبرّأ منه أبو سفيان وقال : في قتلاكم مثلة لم آمر بها .
وقد عرفت هند بسبب فعلتها الشنيعة هذه بآكلة الاكباد، ودعي أبناؤها في ما بعد ببني آكلة الاكباد.
ولما أبصر رسول الله (صلى الله عليه واله) حمزة بن عبد المطلب، ببطن الوادي وقد بقر بطنه عن كبده، ومثّل به فجدع أنفه واذناه، حزن حزنا شديدا وغاضه تمثيلهم به فقال : ما وقفت موقفا قطّ أغيظ إليّ من هذا!.
ثم إنّ المؤرّخين يتفقون على أنّ المسلمين تعاهدوا في ذلك الموقف ( وربما نسب هذا إلى النبيّ نفسه ) لئن أظفرهم الله بالمشركين يوما أن يمثّلوا بهم مثلة لم يمثّلها أحد من العرب أو يمثلوا بدل الواحد ثلاثين.
ولم يمض زمان حتى نزل جبرئيل بقوله تعالى {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126] ، ولقد كشف الاسلام مرة اخرى ومن خلال هذه الآية ـ التي تتضمن أصلا اسلاميا في مجال القضاء مسلما به ـ عن وجهه الانسانيّ العاطفيّ، وأظهر للجميع بأن الدين الاسلامي ليس شريعة انتقام، وثأر، فهو يعلّم أتباعه بأن لا يغفلوا في أشدّ اللحظات والحالات النفسية هياجا وغضبا عن قانون العدالة، والحق، وبهذا يكون الاسلام قد راعى مبادئ العدالة والانصاف على الدوام، وصانها من الانهيار، والسقوط.
ولقد أصرّت صفية أخت حمزة أنّ ترى جثمان أخيها، إلاّ أنّ النبيّ (صلى الله عليه واله) أمر ابنها الزبير أن يحبسها ويصرفها عن ذلك لكي لا ترى ما بأخيها فلا تحتمل الصدمة.
فقالت صفية : قد بلغني أن قد مثّل بأخي وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك! لاحتسبنّ ولأصبرنّ إن شاء الله.
فأخبر الزبير رسول الله (صلى الله عليه واله) بمقالتها فقال (صلى الله عليه واله) : خلّ سبيلها، فأتته، فنظرت إليه فصلّت عليه، واسترجعت، واستغفرت له، ثم أمر به رسول الله (صلى الله عليه واله) فدفن.
حقا أن قوّة الإيمان أعظم القوى، فهي تحبس الانسان وتحفظه في أصعب الحالات، وتفيض على صاحبه حالة من السكينة والوقار.
ثم إن رسول الله (صلى الله عليه واله) صلى على شهداء أحد الأبرار، وأمر بدفنهم واحدا واحدا أو اثنين اثنين، وأمر بأن يدفن عمرو بن الجموح و عبد الله بن عمرو في قبر واحد.
قائلا : ادفنوا هذين المتحابّين في قبر واحد .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|