المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


غزوة أحد  
  
3942   09:05 صباحاً   التاريخ: 15-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص364-372
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014 3062
التاريخ: 11-5-2017 3341
التاريخ: 5-11-2015 3522
التاريخ: 23-5-2017 2659

تأخذها من المنقول عن كتاب الواقدي ومن طبقات ابن سعد وتاريخ

الطبري وسيرة ابن هشام والسيرة الحلبية وإرشاد المفيد والمستدرك للحاكم وغيرها من كتب السير والآثار والحديث المشهورة المعتمدة.

وكانت في شوال لسبع خلون منه وقيل للنصف منه يوم السبت سنة ثلاث من الهجرة على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره (صلى الله عليه وآله) .

واحد جبل من جبال المدينة على نحو ميلين أو ثلاثة منها وورد فيه عنه (صلى الله عليه وآله) ان أحدا هذا جبل يحبنا ونحبه .

وكان السبب فيها أنه لما أصاب قريشا يوم بدر ما أصابها ورجع من حضرها منهم إلى مكة وجدوا العير التي قدم بها أبو سفيان والتي كانت وقعة بدر بسببها موقوفة في دار الندوة لم تعط لأربابها فمشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية وغيرهم من أشراف قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وأخوانهم يوم بدر إلى أبي سفيان وإلى من كان له من قريش تجارة في تلك العير فقالوا : يا معشر قريش إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثارنا بمن أصاب منا ونحن طيبوا النفوس أن تجهزوا بربح هذه العير جيشا إلى محمد فقال أبو سفيان انا أول من أجاب إلى ذلك وبنو عبد مناف معي وكانت العير ألف بعير فباعوا أموالها فصارت ذهبا خمسين ألف دينار بجعلوا لذلك ربح المال فقط وسلموا لأهلها رؤوس أموالهم وكانوا يربحون في تجارتهم الدينار دينارا فكان ربحها خمسة وعشرين ألف دينار وكان متجرهم من الشام غزة لا يعدونها وفيهم نزلت إن الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون وأرسلت قريش رسلها يسيرون في العرب يدعونهم إلى نصرهم فأوعبوا .
قال الواقدي : كانوا أربعة عمرو بن العاص وهبيرة بن وهب وابن الزبعري وأبا غرة الجمحي وقال غيره كان فيهم من الشعراء أبو غرة عمرو بن عبد الله الجمحي ومسافع بن عبد الله الجمحي وكان أبو غرة أسر يوم بدر فمن عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقال له صفوان بن أمية إنك شاعر فأعنا بلسانك ولك علي ان رجعت ان أغنيك وان أصبت ان اجعل بناتك مع بناتي فقال إن محمدا قد من علي و أخذ علي عهدا أن لا أظاهر عليه أحدا قال بلى فأعنا بلسانك فلم يزالوا به حتى قبل فخرج أبو غرة يسير في تهامة ويدعو بني كنانة ويحضهم بشعره وخرج مسافع إلى بني مالك بن كنانة يحرضهم بشعره ويذكرهم الحلف مع قريش ثم ظفر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأبي غرة بحمراء الأسد .

وقال ابن سعد أسر يوم أحد ولم يأخذ أسير غيره فامر بضرب عنقه فقال مِنَ علي يا محمد فقال (صلى الله عليه واله) إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين لا ترجع إلى مكة تمسح عارضيك تقول سخرت بمحمد مرتين فقتل ، وتألب من كانوا مع قريش من العرب وحضروا .

واختلفت قريش بينها في اخراج الظعن أي النساء معها ليذكرنهم قتلى بدر ويثرن حفائظهم ويحرضنهم على القتال وعدم الهزيمة فأشار به صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وعمرو بن العاص ولم يرض به نوفل بن معاوية الدئلي فجاء إلى أبي سفيان فقال له ذلك فصاحت هند بنت عتبة انك والله سلمت يوم بدر فرجعت إلى نسائك نعم نخرج فنشهد القتال فقال أبو سفيان لست أخالف قريشا فخرجوا بالظعن وهن خمس عشرة امرأة من قريش مع أزواجهن منهن هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان وأم حكيم بنت الحارث بن هشام زوجة عكرمة بن أبي جهل وسلافة بنت سعد زوجة طلحة بن أبي طلحة فقتل زوجها وأربعة أولاد لها وريطة بنت منبه بن الحجاج زوجة عمرو بن العاص وخناس بنت مالك مع ابنها أبي عزيز بن عمير وكان ابنها مصعب بن عمير مع المسلمين فقتل وعمرة بنت الحارث الكنانية زوجة غراب بن سفيان وهي التي رفعت لواء قريش حين سقط حتى تراجعت قريش إلى لوائها وفيها يقول حسان :

ولولا لواء الحارثية أصبحوا * يباعون في الأسواق بالثمن البخس

وخرج جماعة غير هؤلاء بنسائهم وتجهزت قريش بأحابيشها ومن والاها من قبائل كنانة وأهل تهامة . فلما اجمعوا على المسير كتب العباس بن عبد المطلب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) كتابا يخبره بذلك ويذكر له عددهم واستعدادهم وأرسله مع رجل استأجره من بني غفار وشرط عليه ان يأتي المدينة في ثلاثة أيام ففعل ووجد النبي (صلى الله عليه وآله) بقبا على باب المسجد فدفع إليه الكتاب فقرأه عليه أبي بن كعب فاستكتم أبيا ودخل منزل سعد بن الربيع فقال أ في البيت أحد قال لا فأخبره واستكتمه فقال والله اني لأرجو أن يكون في ذلك خير فلما خرج قالت له امرأته ما قال لك رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال ما لك ولذلك لا أم لك ، قالت كنت استمع عليكم وأخبرته الخبر فاسترجع واخذ بيدها ولحقه (صلى الله عليه وآله) فأخبره خبرها  قال خفت ان يفشو الخبر فترى اني انا المفشي له فقال خل عن ؛ وأرجفت يهود المدينة والمنافقون وقالوا ما جاء محمدا شئ يحبه وشاع الخبر في الناس بمسير قريش .

وكان رجل من الأوس من رؤسائهم يكنى أبا عامر وكان يسمى في الجاهلية الراهب لزهده واسمه عبد عمرو وقيل عمرو بن صيفي خرج من المدينة حين دخلها النبي (صلى الله عليه وآله) في خمسين وقيل في سبعين رجلا من قومه إلى مكة يحرضهم ويعلمهم انهم على حق وما جاء به محمد باطل فسماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا عامر الفاسق فلما سارت قريش إلى بدر لم يسر معها فلما سار إلى أحد سار معها بالخمسين أو السبعين الذين معه وكان يمني قريشا نصرة قومه فلم يفعلوا وهو والد حنظلة غسيل الملائكة المقتول مع المسلمين بأحد يخرج الحي من الميت .

وخرجت قريش بحدها وجدها وقائدها أبو سفيان بن حرب وكانوا مع من انضم إليهم ثلاثة آلاف رجل معهم مائتا فرس قد جنبوها وثلاثة آلاف بعير وفيهم سبعمائة دارع والظعن خمس عشرة امرأة وخرجوا بعدة وسلاح كثير فساروا حتى اتوا الأبواء الموضع الذي فيه قبر آمنة أم النبي

(صلى الله عليه وآله) فأرادوا نبش قبرها أشارت بذلك هند بنت عتبة فمنع منه ذوو الرأي منهم وقالوا لو فعلنا نبشت بنو بكر وخزاعة موتانا عند مجيئهم وكانوا حلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

وساروا حتى نزلوا مقابل المدينة بذي الحليفة وهو ميقات أهل المدينة الذي يحرمون منه وذلك في يوم الخميس لخمس مضين من شوال صبيحة عشر من مخرجهم من مكة فرعوا زروع أهل المدينة يوم الخميس فلما أمسوا جمعوا الإبل وقصلوا عليها وقصلوا على خيولهم ليلة الجمعة فلما أصبحوا يوم الجمعة خلوا ظهرهم وخيلهم في الزرع حتى تركوا العرض ليس به خضراء

وبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة الخميس عينين له أنسا ومؤنسا ابني فضالة الظفرين فاعترضا لقريش بالعقيق فسار معهم حتى نزلوا فاتوه بخبرهم وانهم خلوا ابلهم وخيلهم في الزرع الذي بالعريض حتى تركوه ليس به خضراء ، فلما نزلوا بعث الحباب بن المنذر بن الجموح إليهم سرا وقال له إذا رجعت فلا تخبرني بين الناس إلا أن ترى فيهم قلة ، فذهب حتى دخل بينهم وحزرهم ونظر إلى جميع ما يريد ورجع فأخبره خاليا وقال حزرتهم ثلاثة آلاف يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا والخيل مائتي فرس ورأيت دروعا ظاهرة أي فوق الثياب حزرتها سبعمائة ، فقال لا تذكر من شأنهم حرفا حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم بك أحول وبك أصول ، وباتت وجوه الأوس والخزرج (س د) بن معاذ وأسيد بن حضير وسعد بن عبادة ليلة الجمعة وعليهم السلاح في المسجد بباب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أصبحوا خوفا من تبييت المشركين ، وحرست المدينة تلك الليلة فلما كان الصباح صعد النبي (صلى الله عليه وآله) المنبر وقال رأيت البارحة في منامي أني أدخلت يدي في درع حصينة ورأيت بقرا تذبح ورأيت في ذباب سيفي ثلما واني أردفت كبشا ، وأولتها : اما الدرع الحصينة فالمدينة واما البقر فناس من أصحابي يقتلون واما الثلم فرجل من أهل بيتي يقتل واما الكبش فكبش الكتيبة يقتله الله فان رأيتم ان تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا فان أقاموا أقاموا بشر مقام وان هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها فانا اعلم بها منهم ، وكانوا قد شبكوا المدينة بالبنيان من كل ناحية فهي كالحصن فكان رأي رسول الله (صلى الله عليه واله) ان لا يخرج من المدينة لهذه الرؤيا فأحب ان يوافق على رأيه فاستشار أصحابه في الخروج فأشار عليه عبد الله بن أبي بن سلول أن لا يخرج فقال يا رسول الله أقم بالمدينة ولا تخرج فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط الا أصاب منا ولا دخلها إلا أصبنا منه فدعهم يا رسول الله فان أقاموا أقاموا بشر مجلس وان دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ورماهم الصبيان بالحجارة من ورائهم وان رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا . وكان ذلك رأي كبار المهاجرين والأنصار .

وقال رجال غالبهم فتيان احداث لم يشهدوا بدرا وفيهم بعض الشيوخ اخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون انا جبنا عنهم والله لا تطمع العرب في أن تدخل علينا منازلنا .

وقال أويس بن أوس من بني عبد الأشهل : إني يا رسول الله لا أحب أن ترجع قريش إلى قومها فتقول حصرنا محمدا في صياصي يثرب وآطامها فتكون هذه جرأة لقريش وقد وطئوا سعفنا فإذا لم نذب عن عرضنا فلم ندرع وقد كنا يا رسول الله في جاهليتنا والعرب يأتوننا فلا يطمعون بهذا منا حتى نخرج إليهم بأسيافنا فنذبهم عنا فنحن اليوم أحق إذ أمدنا الله بك وعرفنا مصيرنا لا نحصر أنفسنا في بيوتنا .

وقام خيثمة أبو سعد بن خيثمة وكان شيخا كبيرا قتل ابنه سعد ببدر فقال يا رسول الله ان قريشا مكثت حولا تجمع الجموع وتستجلب العرب في بواديها ثم جاءونا قد قادوا الخيل وامتطوا الإبل حتى نزلوا بساحتنا فيحصرونا في بيوتنا وصياصينا ثم يرجعون وافرين لم يكلموا فيجرؤوهم

ذلك علينا مع ما قد صنعوا بحروثنا وتجترئ علينا العرب حولنا حتى يطمعوا فينا إذا رأونا لم نخرج إليهم فنذبهم عن حريمنا وعسى الله ان يظفرنا بهم فتلك عادة الله عندنا أو تكون الأخرى فهي الشهادة لقد أخطأتني وقعة  بدر وكنت عليها حريصا لقد بلغ من حرصي اني ساهمت ابني في الخروج فخرج سهمه فرزق الشهادة إلى آخر كلامه ؛ كل ذلك ورسول الله (صلى الله عليه واله) كاره للخروج فلم يزالوا به حتى وافق عليه أقول وذلك لأنه رأى المصلحة في الموافقة لكونه رأي الأكثر وإن كانت المصلحة من جهة أخرى في الإقامة فصلى الجمعة بالناس ثم وعظهم وأمرهم بالجد والجهاد وأخبرهم  إن النصر لهم ما صبروا وأمرهم بالتهيؤ لعدوهم ففرح الناس بالشخوص ثم صلى بهم العصر وقد حشدوا وحضر أهل العوالي وقد مات رجل من الأنصار يقال له مالك بن عمرو من بني النجار فصلى عليه ثم دخل منزله وصف الناس له ينتظرون خروجه فقال لهم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير استكرهتم رسول الله (صلى الله عليه واله) على الخروج فردوا الامر إليه وخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد تعمم ولبس لامته وظاهر بين درعين وأظهر الدرع وحزم وسطها بمنطقة من أدم من حمائل سيفه وتقلد السيف وتنكب القوس والقى الترس في ظهره وقد ندم الناس فقالوا يا رسول الله استكرهناك ولم يكن ذلك لنا فان شئت فاقعد فقال ما ينبغي لنبي إذا لبس لامته ان يضعها حتى يقاتل .

واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم على الصلاة ودعا بثلاثة رماح وعقد ثلاثة ألوية لواء المهاجرين بيد علي بن أبي طالب ولواء الأوس بيد أسيد بن حضير ولواء الخزرج بيد الحباب بن المنذر وقيل بيد سعد بن عبادة .

وركب (صلى الله عليه واله) فرسه واخذ بيده قناة زجها في شبه وخرج في ألف من أصحابه فيهم مائة دارع ومعهم فرسان فرس لرسول الله (صلى الله عليه واله) وفرس لأبي بردة بن نبار والظاهر أنهم خرجوا مشاة هكذا ذكر الطبري وغيره انه كان معهم فرسان ولكنه ذكر بعد ذلك كما يأتي انه أمر الزبير على الخيل ومعه المقداد وبعثه وقال استقبل خالدا فكن بازائه وامر بخيل أخرى فكانوا من جانب آخر وهو صريح في أنه كان معهم عدة خيول .

وخرج السعدان أمامه يعدوان : سعد بن معاذ وسعد بن عبادة والناس عن يمينه وشماله فلما انتهى إلى رأس الثنية التفت فنظر إلى كتيبة خشاء لها زجل خلفه فقال ما هذه قيل حلفاء ابن أبي من اليهود فقال لا نستنصر باهل الشرك على أهل الشرك فرجعت ومضى حتى اتى الشيخين وهما اطمان كانا في الجاهلية فيهما شيخ أعمى وعجوز عمياء يهوديان يتحدثان فسمي الاطمان الشيخين  فعرض عسكره بالشيخين فرد غلمانا استصغرهم منهم عبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وأسامة بن زيد والنعمان بن بشير وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وعرابة بن أوس الذي يقول فيه الشماخ :

رأيت عرابة الأوسي يسمو * إلى الخيرات منقطع القرين

إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عرابة باليمين

وأبو سعيد الخدري وسمرة بن جندب ورافع بن خديج فقيل له ان رافعا رام قال رافع فجعلت أتطاول وعلي خفان لي فأجازني رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال سمرة بن جندب لزوج امه مري بن سنان يا أبه أجاز رسول الله (صلى الله عليه واله) رافعا وردني وانا أصرعه فقال يا رسول الله رددت ابني وأجزت رافعا وابني يصرعه فقال تصارعا فصرعه سمرة فاجازه .

وفرع رسول الله (صلى الله عليه واله) من عرض الجيش وغابت الشمس فاذن بلال بالمغرب ثم العشاء فصلى بهم النبي (صلى الله عليه واله) وبات هناك ورسول الله (صلى الله عليه واله) نازل في بني النجار واستعمل على الحرس محمد بن مسلمة في خمسين رجلا يطيفون بالعسكر وقام ذكوان بن عبد القيس يحرس رسول الله (صلى الله عليه واله) تلك الليلة فلما كان السحر أدلج رسول الله فحانت صلاة الصبح بالشوط حائط أي بستان بين المدينة واحد فاذن بلال وصلى بأصحابه صفوفا ومن ذلك المكان انخزل عبد الله بن أبي بن سلول ومن معه من أهل النفاق وهم ثلاثمائة وهو يقول عصاني وأطاع الولدان ومن لا رأي له سيعلم ، ماندري علام نقتل أنفسنا ارجعوا أيها الناس فرجعوا فبقي رسول الله (صلى الله عليه واله) في سبعمائة وتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر بن عبد الله وكان في الخزرج كعبد الله بن أبي من رؤسائهم يقول : يا قوم أذكركم الله ان تخذلوا قومكم ونبيكم وقد شرطتم له ان تمنعوه مما تمنعون منه أنفسكم وأولادكم ونساءكم فقال ابن أبي مخادعة واستهزاء ما ارى أنه يكون بينهم قتال وان أطعتني يا أبا جابر لترجعن فلما أبوا ودخلوا أزقة المدينة قال لهم أبعدكم الله إن الله سيغني النبي والمؤمنين عن نصركم ورجع يركض  لما أصيب أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) سر ابن أبي وأظهر الشماتة ولما رجع ابن أبي بمن معه اختلفت طائفتان من الأنصار بينهم وهما بنو حارثة من الأوس وبنو سلمة من الخزرج قالت إحداهما نقتلهم وخالفتها الأخرى فنزلت { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} [النساء: 88] وقيل لما رأى بنو سلمة وبنو حارثة ابن أبي قد خذل هموا بالانصراف وكانوا جناحين من العسكر ثم عصمهما الله فنزلت {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا } [آل عمران: 122] ؛ وسار رسول الله (صلى الله عليه واله) من الشوط فقال من يدلنا على الطريق ويخرجنا على القوم من كثب فقال أبو حثمة الحارثي انا يا رسول الله فسلك بهم في بني حارثة ثم اخذ في الأموال حتى مر بحائط مربع بن قيظي وكان أعمى البصر منافقا فقام يحثو التراب في وجوه المسلمين ويقول إن كنت رسول فلا تدخل حائطي فلا أحله لك واخذ حفنة من تراب وقال والله لو اعلم اني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك فضربه سعد بن زيد الأشهلي بقوس في يده فشجه في رأسه وأرادوا قتله فقال (صلى الله عليه واله) دعوه فإنه أعمى البصر أعمى القلب فغضب له بعض بني حارثة فاجابه أسيد بن حضير فنهاهم النبي (صلى الله عليه واله) عن الكلام فاسكتوا ومضى رسول الله (صلى الله عليه واله) فبينما هو في مسيره إذ ذب فرس أبي برده بن نيار بذنبه فأصاب كلاب سيف فسله فقال (صلى الله عليه واله) يا صاحب السيف شم سيفك فاني أخال السيوف ستسل اليوم فيكثر سلها وكان (صلى الله عليه واله) يحب الفال ويكره الطيرة ولبس (صلى الله عليه واله) من الشيخين درعا واحدا حتى انتهى إلى أحد فلبس درعا أخرى ومغفرا وبيضة فوق المغفر فلما نهض من الشيخين زحف المشركون على تعبية وجعل رسول الله (صلى الله عليه واله) أحدا خلف ظهره واستقبل المدينة واقبل المشركون فاستدبروا المدينة في الوادي واستقبلوا أحدا وصفوا صفوفهم واستعملوا على الميمنة خالد بن الوليد وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل ولهم مجنبتان مائتا فرس مائة في الميمنة ومائة في الميسرة وجعلوا على الخيل صفوان بن أمية ويقال عمرو بن العاص وعلى الرماة عبد الله بن أبي ربيعة وكانوا مائة رام ودفعوا اللواء إلى طلحة بن أبي طلحة واسم أبي طلحة عثمان من بني عبد الدار لأن لواء قريش كان لهم في الجاهلية لا يحمله غيرهم ، وصاح أبو سفيان : يا بني عبد الدار نحن نعرف انكم أحق باللواء منا وانما آتينا يوم بدر من اللواء وانما يؤتى القوم من قبل لوائهم فالزموا لواءكم وحافظوا عليه أو خلوا بيننا وبينه ، يحرضهم بذلك على القتال ، فغضبت بنو عبد الدار وقالوا نحن نسلم لواءنا لا كان هذا ابدا ، فقال أبو سفيان فنجعل لواء آخر قالوا نعم ولا يحمله الا رجل من بني عبد الدار لا كان غير ذلك ابدا .

وعبى رسول الله (صلى الله عليه واله) أصحابه وجعل ميمنة وميسرة وجعل يمشي على رجليه يسوي الصفوف ويبوئ أصحابه مقاعد للقتال ، يقول تقدم يا فلان وتأخر يا فلان حتى أنه ليرى منكب الرجل خارجا فيؤخره فهو يقومهم كما تقوم القداح فلما استوت الصفوف سال من يحمل لواء المشركين قيل بنو عبد الدار ، قال نحن أحق بالوفاء منهم وكان اللواء مع علي (عليه السلام) فأعطاه مصعب بن عمير لأنه من بني عبد الدار فلما قتل مصعب رده إلى علي (عليه السلام) .

قال المفيد : كانت راية رسول الله (صلى الله عليه واله) في هذه الغزاة بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) كما كانت بيده يوم بدر ثم صار اللواء إليه فكان صاحب الراية واللواء جميعا (اه)‍ والراية هي العلم الأكبر واللواء دونها في المصباح المنير . لواء الجيش علمه وهو دون الراية (اه)‍ .

 ويأتي في سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) زيادة على هذا في أمر الراية واللواء ووقف النبي (صلى الله عليه واله) تحت راية الأنصار وفيه من السياسة وحسن التدبير ومعرفة الحق لأهله ما لا يخفى .

قال الطبري وامر الزبير على الخيل ومعه يومئذ المقداد بن الأسود الكندي وخرج حمزة بالجيش بين يديه واقبل خالد بن الوليد على خيل المشركين ومعه عكرمة بن أبي جهل فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) الزبير وقال استقبل خالد بن الوليد فكن بازائه حتى أوذنك وامر بخيل أخرى فكانوا من جانب آخر وقال لا تبرحن حتى أوذنكم (اه‍) وهذا ينافي ما مر انه لم يكن معه (صلى الله عليه وآله) غير فرسين .

وأرسل أبو سفيان إلى الأنصار يقول خلوا بيننا وبين ابن عمنا فننصرف عنكم فلا حاجة لنا إلى قتالكم فردوا عليه ما يكره وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الرماة خلف العسكر على جبل هناك عند فم الشعب وكانوا خمسين رجلا وأمر عليهم عبد الله بن جبير وقال انضح الخيل عنا بالنبل لا يأتوننا من خلفنا فان الخيل لا تقدم على النبل وأثبت مكانك إن كانت لنا أو علينا فانا لا نزال غالبين ما مكثتم مكانكم وفي رواية إن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا وإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا وفي أخرى إن رأيتمونا قد هزمناهم حتى أدخلناهم مكة فلا تبرحوا من هذا المكان وإن رأيتموهم قد هزمونا حتى ادخلونا المدينة فلا تبرحوا والزموا مراكزكم  (اه‍) ومنه يعلم كيف بالغ النبي (صلى الله عليه وآله) في ايصائهم بعدم اخلاء مراكزهم غاية المبالغة وما في ذلك من التدبير الحربي العظيم وكيف كانت المصيبة العظمى يوم أحد بسبب مخالفتهم النبي (صلى الله عليه وآله) ولولا ذلك لتمت لهم النصرة على المشركين .

ثم إنه (صلى الله عليه وآله) قام فخطب الناس خطبة اقتصرنا منها على ما له علاقة بالحرب فقط فقال : أيها الناس أوصيكم بما أوصاني به الله في كتابه من العمل بطاعته والتناهي عن محارمه انكم اليوم بمنزل اجر وذخر لمن ذكر الذي عليه ثم وطن نفسه على الصبر واليقين والجد والنشاط فان جهاد العدو شديد شديد كربه قليل من يصبر عليه إلا من عزم له على رشده إن الله مع من أطاعه وإن الشيطان مع من عصاه فاستفتحوا أعمالكم بالصبر على الجهاد والتمسوا بذلك ما وعدكم الله وعليكم بالذي آمركم به فاني حريص على رشدكم إن الاختلاف والتنازع والتثبيط من أمر العجز والضعف وهو مما لا يحبه الله ولا يعطي عليه النصر والظفر والمؤمن من المؤمن كالرأس من الجسد إذا اشتكى تداعى عليه سائر الجسد والسلام عليكم .

واخرج (صلى الله عليه واله) سيفا مكتوبا في إحدى صفحتيه :

في الجبن عار وفي الاقبال مكرمة * والمرء بالجبن لا ينجو من القدر

وقال من يأخذ هذا السيف بحقه فقام جماعة فلم يعطه لهم فقام أبو دجانة الأنصاري فقال وما حقه يا رسول الله قال تضرب به في وجه العدو حتى ينحني قال أنا آخذه بحقه فدفعه إليه وكان يختال عند الحرب فقال (صلى الله عليه وآله) إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن .

وجعلت هند ومن معها من نساء المشركين قبل أن يلتقي الجمعان يقفن أمام صفوف المشركين يضربن بالطبول والدفوف ثم يرجعن إلى مؤخر الصف حتى إذا دنوا من المسلمين تأخر النساء فقمن خلف الصفوف وكلما ولى رجل حرضنه وذكرنه قتلى بدر وهند تقول وهي ومن معها يضربن بالطبول والدفوف خلف الصفوف :

نحن بنات طارق * نمشي على النمارق

مشي القطا البوارق * المسك في المفارق

والدر في المخانق * إن تقبلوا نعانق

أو تدبروا نفارق * فراق غير وامق

وفي لسان العرب عن ابن بري أن الشعر لهند بنت بياضة بن رباح بن طارق الأيادي قالته يوم أحد تحض على الحرب وهو قولها : نحن بنات طارق .

وأول من أنشب الحرب بينهم أبو عامر الراهب طلع في خمسين من قومه معه عبيد قريش فنادى بالأوس قال أنا أبو عامر قالوا لا مرحبا بك ولا أهلا يا فاسق قال لقد أصاب قومي بعدي شر فتراموا بالحجارة والسهام هم والمسلمون ثم ولى أبو عامر وأصحابه . ثم دنا القوم بعضهم من بعض والرماة يرشقون خيل المشركين بالنبل فترجع .

وبرز طلحة بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين فصاح من يبارز فبرز إليه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فبدره علي بضربة على رأسه فمضى السيف حتى فلق هامته إلى أن انتهى إلى لحيته فوقع وفي رواية تأتي أن عليا ضربه على فخذيه فقطعهما فسقط وانصرف علي (عليه السلام) فقيل له هلا دففت عليه فقال أنه لما صرع استقبلني بعورته فعطفتني عليه الرحم وقد علمت أن الله سيقتله هو كبش الكتيبة يشير إلى رؤيا النبي (صلى الله عليه واله) المتقدمة فلما قتل طلحة سر رسول الله (صلى الله عليه واله) وكبر تكبيرا عاليا وكبر المسلمون ثم شد أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) على كتائب المشركين حتى انتقضت صفوفهم وفي كيفية قتله روايات أخر تأتي في سيرة علي (عليه السلام) انش وفي ترتيب أسماء من أخذ اللواء بعد طلحة وعددهم.

ومن قتلهم بعض الاختلاف بين المؤرخين لكنهم اتفقوا على أن طلحة قتله علي بن أبي طالب .

وقد أغرب الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه حياة محمد في هذا المقام فذكر أن طلحة قتله حمزة مع اتفاق من رأينا كلامهم من المؤرخين على أنه قتله علي (عليه السلام) ثم أنه لم يأت على ذكر علي في هذا المقام أصلا ونسب  انهزام المشركين إلى قتال حمزة وأبي دجانة مع أنك ستعرف أن انهزامهم بقتل طلحة الذي قتله علي وقتل أصحاب اللواء كلهم على أصح الروايات ثم استمر على عدم ذكر علي بشئ حتى ذكر أمر الهزيمة فقال وكان أكبر هم كل مسلم أن ينجو بنفسه الا من عصم الله من أمثال علي بن أبي طالب فساواه بغيره مع أن الحق الذي لا يرتاب فيه أنه لم يكن له مماثل واحد فضلا عن أمثال ثم لم يذكر لعلي أثرا غير ذلك سوى أنه أسرع إلى النبي (صلى الله عليه واله) لما وقع في  الحفرة التي حفرها أبو عامر فاخذ بيده ورفعه طلحة ثم ذكر أنه كان حول النبي (صلى الله عليه واله) جماعة وعد منهم علي بن أبي طالب غير مميز له بشئ ومسدلا الستر على مميزاته وخصائصه التي انفرد بها في تلك الوقعة مساويا له بمن لا يساويه ولا يدانيه .

قال الواقدي : ثم حمل لواء المشركين بعد طلحة اخوه عثمان بن أبي طلحة وقال :

 إن على رب اللواء حقا * ان تخضب الصعدة أو يندقا

فتقدم باللواء والنسوة خلفه يحرضن ويضربن بالدفوف فحمل عليه حمزة بن عبد المطلب فضربه بالسيف على كاهله فقطع يده وكتفه حتى انتهى إلى مؤزره فبدا سحره أي رئته ورجع فقال أنا ابن ساقي الحجيج .

ثم حمل اللواء أخوهما أبو سعد أو أبو سعيد بن أبي طلحة فرماه سعد بن أبي وقاص فأصاب حنجرته فأدلع لسانه فقتله .

قال سعد : واخذت سلبه ودرعه فنهض إلى سبيع بن عبد عوف ونفر معه فمنعوني وكان أجود سلب رجل من المشركين درع فضفاضة أي واسعة ومغفر وسيف جيد ولكن حيل بيني وبينه : قال ابن أبي الحديد شتان بين علي وسعد هذا يداحش على السلب ويتأسف على فواته وذلك يقتل عمرو بن عبد ود يوم الخندق وهو فارس قريش وصنديدها مبارزة فيعرض عن سلبه فيقال له

كيف تركت سلبه وهو أنفس سلب فقال كرهت أن ابز السري ثيابه فكان حبيبا عناه بقوله :

إن الأسود اسود الغاب همتها * يوم الكريهة في المسلوب لا السلب

ثم حمل لواء المشركين بعد أبي سعد مسافع بن طلحة بن أبي طلحة فرماه عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح فقتله فنذرت امه سلافة وكانت مع النساء أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر وجعلت لمن جاءها به مائة من الإبل فلما قتله المشركون يوم الرجيع أرادوا أن يأخذوا رأسه فيحملوه إلى سلافة فحمته الدبر يومه ذلك فتركوه إلى الليل لظنهم أن الدبر لا تحميه ليلا

فجاء سيل عظيم فذهب برأسه وبدنه اتفق على ذلك المؤرخون .

ثم حمله أخوه الحارث بن طلحة بن أبي طلحة فرماه عاصم بن ثابت فقتله ثم حمله اخوهما كلاب بن طلحة بن أبي طلحة فقتله الزبير بن العوام وقال ابن الأثير قتله عاصم بن ثابت ثم حمله اخوهم الجلاس بن طلحة بن أبي طلحة فقتله طلحة بن عبيد الله .

ثم حمله أرطأة بن شرحبيل فقتله علي بن أبي طالب ؛ ثم حمله شريح بن قارظ أو فارط بن شريح بن عثمان بن عبد الدار ويروي قاسط بالسين والطاء المهملتين فقتل قال الواقدي لا يدري من قتله وقال البلاذري قتله علي بن أبي طالب ؛ ثم حمله غلام لهم اسمه صواب فقتله علي بن أبي طالب فسقط اللواء فلم يزل مطروحا حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية فرفعته لقريش

فلاذوا به .

وفي ارشاد  المفيد بسنده الآتي عن ابن مسعود أن الذي اخذ اللواء بعد طلحة أخ له يقال له مصعب فرماه عاصم بن ثابت بسهم فقتله ثم اخذه أخ له يقال له عثمان فرماه عاصم أيضا بسهم فقتله فاخذه عبد لهم يقال له صواب وكان من أشد الناس فضربه علي (عليه السلام) على يده فقطعها فاخذ اللواء بيده  اليسرى فضربه علي (عليه السلام) على يده اليسرى فقطعها فاخذ اللواء على صدره وجمع يديه وهما مقطوعتان عليه فضربه علي (عليه السلام) على أم رأسه فسقط صريعا (اه‍) .

هذا ولكن الطبري روى ما يدل على أن الذي قتل أصحاب الألوية هو علي بن أبي طالب . قال حدثنا أبو كريب حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا حبان بن علي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية بصر رسول الله (صلى الله عليه واله) جماعة من المشركين فقال لعلي احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي ثم أبصر (صلى الله عليه واله) جماعة من المشركين فقال لعلي احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي .

وفي ارشاد المفيد : روى الحسن بن محبوب حدثنا جميل بن صالح عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه (عليه السلام) قال : كان أصحاب اللواء يوم أحد تسعة قتلهم علي بن أبي طالب عن آخرهم وانهزم القوم وطارت مخزوم فضحها علي يومئذ السند صحيح .

وفي تفسير علي بن إبراهيم قال : كانت راية قريش مع طلحة بن أبي طلحة العبدري من بني عبد الدار فبرز ونادى يا محمد تزعمون أنكم تجهزوننا بأسيافكم إلى النار ونجهزكم بأسيافنا إلى الجنة فمن شاء أن يلحق بجنته فليبرز إلي فبرز إليه أمير المؤمنين فقال له طلحة من أنت يا غلام قال أنا علي بن أبي طالب قال قد علمت يا قضيم أنه لا يجسر علي أحد غيرك وشد عليه طلحة فضربه فاتقاه علي (عليه السلام) بالحجفة ثم ضربه علي (عليه السلام) على فخذيه فقطعهما فسقط على ظهره وسقطت الراية فذهب علي ليجهز عليه فحلفه بالرحم فانصرف عنه فقال المسلمون ألا أجهزت عليه قال قد ضربته ضربة لا يعيش معها ابدا ثم اخذ الراية أبو سعيد بن أبي طلحة فقتله علي (عليه السلام) وسقطت رايته إلى الأرض فاخذها عثمان بن أبي طلحة فقتله علي (عليه السلام) وسقطت الراية إلى الأرض فاخذها مسافع بن أبي طلحة فقتله علي (عليه السلام) وسقطت الراية إلى الأرض فاخذها الحارث بن أبي طلحة فقتله علي (عليه السلام) وسقطت الراية إلى الأرض فاخذها أبو عزيز بن عثمان فقتله علي (عليه السلام) وسقطت الراية إلى الأرض فاخذها عبد الله بن أبي جميلة بن زهير فقتله علي (عليه السلام) وسقطت الراية إلى الأرض فقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) التاسع من بني عبد الدار وهو أرطأة بن شرحبيل فبارزه علي (عليه السلام) وقتله وسقطت الراية إلى الأرض فاخذها مولاهم صواب فضربه أمير المؤمنين (عليه السلام) على يمينه فقطعها وسقطت الراية إلى الأرض فاخذها بشماله فضربه أمير المؤمنين (عليه السلام) على شماله فقطعها وسقطت الراية إلى الأرض فاحتضنها بيديه المقطوعتين ثم قال يا بني عبد الدار هل أعذرت فضربه أمير المؤمنين (عليه السلام) على رأسه فقتله وسقطت الراية إلى الأرض فأخذتها عمرة بنت علقمة

الحارثية ونظرت قريش في هزيمتها إلى الراية قد رفعت فلاذوا بها (اه‍ ) وفي رواية المفيد عن محمد بن إسحاق .

وتأتي بسندها في سيرة علي (عليه السلام) أنه قتل خالد بن أبي طلحة بعد طلحة وأبي سعيد .

خالد هذا لم يرد له ذكر في غير هذه الرواية ولعله هو أبو عزيز بن عثمان المذكور في رواية علي بن إبراهيم .

وبعد ما رأينا اختلاف المؤرخين فيمن عدا طلحة بن أبي طلحة من أصحاب اللواء في عددهم وفيمن قتلهم وترتيب قتلهم بحيث لا يكاد يتفق اثنان منهم كابن سعد والطبري والواقدي وابن الأثير وغيرهم كما عرفت وستعرف لا نستبعد أن يكون التحامل على علي بن أبي طالب الذي هو فاش في الناس في كل عصر حمل البعض على نقل ما ينافي قتله جميع أصحاب اللواء وما علينا إلا أن نأخذ بالرواية المتقدمة عن الباقر (عليه السلام) أنه (عليه السلام) قتل أصحاب اللواء التسعة لصحة سندها .

قال ابن الأثير : وبرز عبد الرحمن بن أبي بكر وكان مع المشركين وطلب المبارزة فأراد أبو بكر أن يبرز إليه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) شم سيفك وأمتعنا بك .

وقال أبو سفيان لخالد بن الوليد وهو في مائتي فارس : إذا رأيتمونا قد اختلطنا بهم فاخرجوا عليهم من هذا الشعب حتى تكونوا من ورائهم وكان خالد بن الوليد كلما اتى من قبل يسرة النبي (صلى الله عليه وآله) ليجوز حتى يأتيهم من قبل السفح رده الرماة حتى فعل وفعلوا ذلك مرارا قال الطبري واقتتل الناس حتى حميت الحرب وقاتل أبو دجانة حتى أمعن في الناس وحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب في رجال من المسلمين فأنزل الله عز وجل عليهم نصره وصدقهم وعده فحسوهم بالسيوف حتى كشفوهم وكانت الهزيمة لا شك فيها (اه)‍ فلما قتل أصحاب اللواء انكشف المشركون منهزمين لا يلوون على شئ وانتقضت صفوفهم ونساؤهم يدعين بالويل بعد الفرح

وضرب الدفوف .

 قال الزبير والله لقد رأيتني انظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير وقال البراء حتى رأيت النساء قد رفعن عن سوقهن وبدت خلاخيلهن قال الواقدي وقالوا ما ظفر الله تعالى نبيه في موطن قط ما ظفره وأصحابه يوم أحد حتى عصوا الرسول (صلى الله عليه وآله) ولما انهزم المشركون تبعهم المسلمون يضعون السلاح فيهم حيث شاؤوا حتى اخرجوهم عن المعسكر ووقعوا ينتهبونه وياخذون ما فيه من الغنائم فلما رآهم الرماة قال بعضهم لبعض لِم تقيمون هاهنا في غير شئ قد هزم الله العدو وهؤلاء اخوانكم ينتهبون عسكرهم فأدخلوا عسكر المشركين فاغنموا معهم فقال بعضهم أ لم تعلموا أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لكم احموا ظهورنا وإن غنمنا فلا تشركونا فقال الآخرون لم يرد رسول الله هذا وقد أذل الله المشركين وهزمهم فلما اختلفوا خطبهم أميرهم عبد الله بن جبير وأمرهم بطاعة الرسول (صلى الله عليه واله) فعصوه وانطلقوا فلم يبق معه إلا نفر ما يبلغون العشرة منهم الحارث بن أنس يقول يا قوم اذكروا عهد نبيكم إليكم وأطيعوا أميركم فأبوا وذهبوا إلى عسكر المشركين ينهبون وخلوا الجبل وذلك قوله تعالى {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152] فنظر خالد بن الوليد إلى خلاء الجبل وقلة أهله فكر بالخيل وتبعه عكرمة فانطلقا إلى موضع الرماة فحملوا عليهم فراماهم القوم حتى أصيبوا وراماهم عبد الله بن جبير حتى فنيت نبله ثم طاعن بالرمح حتى انكسر ثم كسر جفن سيفه فقاتل حتى قتل .

ولما رأى المشركون خيلهم تقاتل رجعوا من هزيمتهم وكروا على المسلمين من أمامهم وهم غارون آمنون مشتغلون بالنهب وجعلوا المسلمين في مثل الحلقة وانتقضت صفوف المسلمين وجعل يضرب بعضهم بعضا من العجلة والدهش حتى قتل اليمان أبو حذيفة قتله المسلمون خطا وابنه يصيح أبي أبي فلم يسمعوه وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلفه بالمدينة هو وثابت بن وقس لأنهما شيخان كبيران فقال أحدهم اللآخر أ فلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله (صلى الله عليه وآله) فجاءا حتى دخلا من قبل المشركين أما ثابت فقتله المشركون وأما اليمان فقتله المسلمون وهم لا يعرفونه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين وقتل المسلمون قتلا ذريعا حتى

قتل منهم سبعون رجلا بعدد من قتل من المشركين يوم بدر أو أكثر وتفرقوا في كل وجه وتركوا ما انتهبوا فاخذه المشركون وتركوا ما بأيديهم من اسراء المشركين . وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه لواؤه حتى قتل قتله ابن قميئة الليثي وهو يظنه رسول الله (صلى الله عليه وآله)  فرجع إلى قريش وهو يقول قتلت محمدا فجعل الناس يقولون قتل محمد . فلما قتل مصعب بن عمير أعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله) اللواء إلى علي بن أبي طالب وتفرق أكثر أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنه وقصده المشركون وجعلوا يحملون عليه يريدون قتله وثبت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما يزول يرمي عن قوسه حتى تكسرت قال ابن الأثير وقاتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم أحد قتالا شديدا فرمي بالنبل حتى فني نبله وانكسرت سية قوسه وانقطع وتره . قال المفيد فيما رواه بسنده عن ابن مسعود : وثبت معه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأبو دجانة وسهل بن حنيف يدفعون عنه (صلى الله عليه وآله) ففتح عينيه وكان قد أغمي عليه مما ناله فقال يا علي ما فعل الناس ؟ قال نقضوا العهد وولوا الدبر قال اكفني هؤلاء الذين قد قصدوا قصدي فحمل عليهم علي فكشفهم وعاد إليهم وقد حملوا عليه من ناحية أخرى فكر عليهم فكشفهم وأبو دجانة وسهل بن حنيف قائمان على رأسه بيد كل واحد منهما سيف ليذب عنه (اه‍) وأتى ابن قميئة الحارثي أحد بني الحارث بن عبد مناة فرمى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحجر فكسر انفه ورباعيته السفلى وشق شفته وشجه في وجهه فأثقله وعلاه بالسيف فلم يطق أن يقطع وكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وجنتيه حتى دخل فيهما من حلق المغفر وفي جبهته في أصول شعره وجعل الدم يسيل على وجهه وهو يمسحه عن وجهه ويقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى الله عز وجل .

قال الطبري : وتفرق عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابه ودخل بعضهم المدينة وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة فقاموا عليها وفشا في الناس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد قتل فقال بعض أصحاب الصخرة ليت لنا رسول إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا امنة من أبي سفيان يا قوم أن محمدا قد قتل فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم (اه‍) وهذا يدل على أن القائل من المهاجرين : قال الطبري فقال الله عز وجل للذين قالوا هذا القول : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144].

قال الطبري وغيره : وفر عثمان بن عفان ومعه رجلان من الأنصار حتى بلغوا الجلعب جبلا بناحية المدينة مما يلي الأغرض فاقاموا به ثلاثا فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقد ذهبتم فيها عريضة اه‍ وفي رواية الواقدي انهم انتهوا إلى مكان يسمى الأغرض فقال (صلى الله عليه وآله) لهم ذلك .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات