المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الطمع والتذلل لأهل الدنيا طلباً لها
28-9-2016
وزراء رعمسيس الثاني (الوزير نفر رنبت)
2024-08-18
Complete Surface Exclusion
29-11-2017
مستويات الصحة - سلامة متوسطة
9-10-2019
ضرورة الانتباه والمراقبة
9-1-2016
إلى مكّة
18-10-2017


أوجد صفات اخرى تعجبك فيهم  
  
2191   01:07 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص134-135
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016 2488
التاريخ: 21-6-2017 2002
التاريخ: 8-4-2021 2623
التاريخ: 24-4-2017 2625

لا جدوى من الحياة ان لم نواصل التعلم منها. انني اعلم ان تلك الحقيقة قد تصدمك، لكن يكفي ان تدرك ان احد اهم المميزات لانجاب الاطفال هو انك تستطيع تعلم الكثير منهم.

كم سيكون الامر مملا اذا ما كان كل اطفالك يشبهونك تماما ـ واي بهجة ستكون في هذا؟ لا تتوقع من اطفالك ان يكونوا مثلك تماما لان هذا لن يحدث، كما انهم لن يعجبوا بما تفعل كذلك. فاذا كنت تحب رياضة الكريكت ستجد انهم يحبون كرة القدم. واذا كنت تحب التألق في الملبس، ستجدهم يحبون التسكع مرتدين سراويل الجينز القديمة طوال الوقت ـ فهذه هي وظيفتهم؛ فهم مبرمجون على الانفصال عنك، وسوف يزدادون في محاولاتهم هذه كلما كبروا في السن؛ حيث سيتصرفون بصورة مخالفة لك، ويقضون اوقاتهم بصورة مغايرة لما تفعل.

كم سيكون الامر مملا اذا ما كان كل اطفالك يشبهونك تماما!

ووسيلتك لمواجهة هذا الامر هو ان تتقبله، وبدلا من الشعور بالأسف لرؤيتك لهم وهم ينهجون نهجا مخالفا لك استمتع بالأمر، وبما يمكنك تعلمه منهم.

ان اطفالك يمكن ان يمدوك بخبرات لم تكن حتى تفكر فيها ـ وكم سيسعدون حين يرون انهم استطاعوا تعليمك اشياء لم تكن تعلمها او تفعلها. يمكنهم تعليمك مهارات لا تستطيع تعلمها وحدك وتمثل تحديا لك (مثل أجهزة التكنولوجيا الحديثة تحديدا). وافضل ما في الامر هو انهم قد يتصرفون بالصورة التي وددت لو باستطاعتك التصرف بها. اجل، ان اطفالك قادرون على معالجة مواقف عانيت انت منها كثيرا.

هناك الكثير من الاشياء في اطفالك يمكنك اظهار اعجابك نحوها، وهذا الاعجاب سيعنى لهم الكثير لأنه صادر عنك انت وليس عن أي شخص اخر (حتى لو لم يعترفوا بذلك). ان احد اطفالي يستطيع اخبار الاخرين بصراحة ودون تقيد بآرائه دون ان يهتم برأيهم فيه، وما اذا كانوا يوافقونه ام لا. هذا شيء طبيعي من وجهة نظري، لكن من وجهة نظر والدته، التي دائما ما تعاني من قلة الثقة بالنفس (1)، وتشعر دوما انها تحتاج الى حب وتقبل الاخرين حتى لو لم تكن تهتم بهم، فقد كانت تعجب به للغاية لقدرته على التحدث بوضوح وثقة. (المضحك في الامر انها لا تظهر هذا القدر من المديح حين افعل انا نفس الشيء).

وعلى النقيض، لدي ابن اخر يتصرف بدبلوماسية فائقة. انني شخصيا اتمنى ان اتعامل بدبلوماسية في المواقف التي تتطلب ذلك، لكنني لا ارتاح لهذا الاسلوب. اما ابني هذا فيستطيع التعامل مع تلك المواقف بكل تلقائية، وكم اندهش من اساليبه الماهرة التي يستخدمها لنزع فتيل أي نزاع محتمل. اذا لم استطع التعلم منه، فلن اتعلم مطلقا؛ لأنه يمثل افضل نموذج لهذا الامر، اضافة الى انه موجود امامي طوال الوقت.

____________

1- وهذه كلماتها، وليست كلماتي.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.