أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2017
![]()
التاريخ: 25-3-2022
![]()
التاريخ: 18-4-2017
![]()
التاريخ: 13-3-2022
![]() |
لقد كان في ما مضى ميثاقٌ وحلفٌ بين الجرهميين يدعى بحلف الفُضُول وكان هذا الحِلفْ يهدف الى الدفاع عن حقوق المظلومين وكان المؤسسون لهذا الحلف هم جماعة كانت اسماؤهم برمتها مشتقة من لفظة الفضل واسماؤهم ـ كما نقلها المؤرخ المعروف عماد الدين ابن كثير ـ هي عبارة عن : فضل بن فضالة و فضل بن الحارث و فضل بن وداعة وحيث أن الحلف الّذي عقدته جماعة من قريش فيما بينها كان متحداً في الهدف ( وهو الدفاع عن حقوق المظلومين ) مع حلف الفضول لذلك سمّي هذا الاتفاق وهذا الحلف بحلف الفُضول أيضاً.
فقبل البعثة النبوية الشريفة بعشرين عاماً دخل رجلٌ من زبيد في مكة في شهر ذي القعدة وعرض بضاعة له للبيع فاشتراها منه العاص بن وائل وحبس عنه حقه فاستعدى عليه الزبيديّ قريشاً وطلب منهم أن ينصروه على العاص وقريش آنذاك في انديتهم حول الكعبة فنادى بأعلى صوته :
يا آل فِهر لمظلوم بضاعتُه
بِبطن مكة نائي الدار والنَفَر
ومُحرمٌ أشعثُ لم يَقض عُمْرتَه
يا للرِّجال وبَيْن الحجر والحَجَر
إن الحرامَ لِمَن تمَّت كرامتُه
ولا حَرام لِثوب الفاجر القذر
فأثارت هذه الأبيات العاطفية مشاعر رجال من قريش وهيّجت غيرتهم فقام الزُبير بن عبد المطّلب وعزم على نصرته وأيّده في ذلك آخرون فاجتمعوا في دار عبد اللّه بن جَدْعان وتحالفوا وتعاهدوا باللّه ليكونَنّ يداً واحدة مع المظلوم على الظالم حتّى يؤدّى إليه حقه ما أمكنهم ذلك ثم مَشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه.
وقد أنشدَ الزبير بن عبد المطلب في ذلك شعراً فقال :
إنَ الفُضُولَ تَعاقَدُوا وتَحالَفوا
ألاّ يقيمَ بِبطن مَكَّة ظالمُ
أمرٌ عَليْهِ تَعاقَدُوا وتواثقُوا
فالجارُ والمُعترُّ فيهم سالمُ
وقال أيضاً :
حَلفْت لَنعْقَدن حلفاً عليهمْ
وإن كُنّا جميعاً أهلَ دار
نسمّيه الفُضُولَ إذا عَقَدْنا
يَعُزُّبه الغَريبُ لِذي الجوار
ويعْلَمُ منْ حَوالي البيتِ أنّا
اُباة الضَيْم نَمنَعُ كُلَّ عار
وقد شارك رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) في هذا الحلف الّذي ضمن حقوق المظلومين وحياتهم وقد نُقِلت عنه (صـلى الله علـيه وآله) عبارات كثيرة يشيد فيها بذلك الحلف ويعتزُّ فيها بمشاركته فيه وها نحن ننقل حديثين منها في هذا المقام.
قال (صـلى الله علـيه وآله) : لقد شَهدْتُ في دار عبد اللّه بن جدعان حلفاً لو دُعيتُ به في الإسلام لأجبتُ .
كما أن ابن هشام نقل في سيرته أن النبي (صـلى الله علـيه وآله) كان يقول في ما بعد عن هذا الحلف : ما اُحبُّ أنَّ لي به حُمُرَ النِعَم .
ولقد بقي هذا الحلف يحظى بمكانة واحترام قويّين في المجتمع العربي والإسلامي حتّى أن الأجيال القادمة كانت ترى من واجبها الحفاظ عليه والعمل بموجبه ويدل على هذا قضيةٌ وقعت في عهد إمارة الوليد بن عتبة الأموي على المدينة.
فقد وقعت بين الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) وبين أمير المدينة هذا منازعة في مال متعلّق بالحسين (عليه السلام) ويبدو أنَ الوليد تحامل على الحسين في حقه لسلطانه فقال له الإمامُ السبط الّذي لم يرضخ لحيف قط ولم يسكت على ظلم أبداً :
أَحلِفُ باللّه لتَنْصِفَنّي مِنْ حَقّي أوْ لآخُذَنَّ سَيْفيْ ثمَّ لأَقُومَنَّ في مَسجد رَسُول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ثمَّ لأَدْعُونَّ بِحلفِ الفُضُول .
فاستجاب للحسين فريقٌ من الناس منهم عبد اللّه بن الزبير وكرّر هذه العبارة وأضاف قائلا : وأنا أحْلِفُ باللّه لئن دعا به لآخُذَنَّ سَيْفي ثُمّ لأَقُومَنَّ مَعه حتّى يُنْصَفَ مِنْ حَقّهِ أوْ نَمُوتَ جَميعْاً.
وبلغت كلمة الحسين السبط (عليه السلام) هذه إلى رجال آخرين ك المسورة بن مخرمة بن نوفل الزُهري و عبد الرحمان بن عثمان فقالا مثل ما قال ابن الزبير فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين (عليه السلام) من حقه حتّى رضي .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|