المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الإمام علي وشبهه بالأنبياء (عليهم السلام)
2023-11-07
الأساليب السلوكية في الإدارة
3-5-2016
سبب النّزول الايات (10-11) من سورة الممتحنة
26-11-2014
دوانحح.
2024-04-08
توفير الطاقة باستخدام الرفض الهادئ
2023-03-06
الوزن النوعى للادرار
29-8-2020


تربية النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) لعلي (عليه السلام)  
  
2522   09:08 مساءً   التاريخ: 25-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص 71-72
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله قبل البعثة /

إنّ العلاقة بين محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) وعليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام )  لا تقتصر على النسب بل تتميّز بأنّها علاقة فكرية وعاطفية عميقة جدا ، فما ان خرجت فاطمة بنت أسد تحمل وليدها الذي وضعته في بطن الكعبة[1] حتى تقدّم إليها محمّد المصطفى ( صلّى اللّه عليه واله ) وأخذ عليا فضمّه إلى صدره [2] وكانت هذه بداية العناية به والإعداد الخاص له .

ونشأ الوليد في أحضان والديه وابن عمه محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) الذي كان يتردد كثيرا على دار عمّه حتى بعد زواجه من خديجة ( رضي اللّه عنها ) ، يشمله بفيض خاص من العواطف والاهتمام الفائق يناغيه في يقظته ويحمله على صدره ، ويحرك مهده عند نومه . وقد انعكست هذه الرعاية المستمرة لسنوات طويلة وهذا الحنان العظيم الملفت للنظر بآثارها على سلوك عليّ وشعوره حتّى طفح على لسانه وكلامه فأشار إلى شدة قربه من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بقوله ( عليه السّلام ) : « وقد علمتم موضعي من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا وليد يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه ويمسّني جسده ويشمّني عرفه وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل ، ولقد كنت أتّبعه اتباع الفصيل أثر أمه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به »[3].

وحين اشتدت الأزمة الاقتصادية على قريش سارع محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) مقترحا على عمّيه حمزة والعباس أن يعينوا أبا طالب في شدّته فأخذ العباس طالبا وأخذ حمزة جعفرا واستبقى أبو طالب عقيلا وأخذ محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) عليّا وقال لهم : قد اخترت من اختار اللّه لي عليكم : عليا[4] .

وهكذا انتقل عليّ ( عليه السّلام ) ) إلى دار ابن عمه ورعايته وأخذت تتبلور شخصيته ولم يفارقه حتى آخر لحظات عمر النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) . أن اهتمام النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بعلي ( عليه السّلام ) ) لم يقتصر على فترة الأزمة الاقتصادية وهذا يفيدنا بأنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كان يهدف أمرا آخر هو أن يتربى عليّ ( عليه السّلام ) ) في حجره ( صلّى اللّه عليه واله ) ليعدّه إعدادا خاصا كي يتسنى له القيام بدور رسالي عظيم في صيانة شريعة الرسول الخاتم التي كان اللّه قد اختار لها خير خلقه وصفوة عباده .

وهكذا هيأ اللّه لعلي ( عليه السّلام ) ) أن يعيش منذ نعومة أظفاره في كنف الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) يحظى بمودّته وحنانه ، ويقتبس من أخلاقه وعظيم سجاياه . هذا وقد عامله النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كما لو كان ولده الحبيب . . وعاش علي ( عليه السّلام ) ) مع النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كلّ التحولات الغيبية التي جرت لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إذ لم يفارقه في كل يومه [5].

إن ما حفظه لنا التأريخ من سيرة الإمام علي ( عليه السّلام ) ) يجسد لنا - بعمق وقوة - المدى الذي كان الإمام ( عليه السّلام ) ) قد حظي به في مضمار الإعداد الرسالي على يد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) قبل البعثة وبعدها وما خصّه به من إعداد روحي ونفسي ممّا جعله جديرا بالمرجعية الفكرية والعلمية فضلا عن المرجعية السياسية بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

 

[1] قال الحاكم النيسابوري : « فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه في جوف الكعبة » المستدرك على الصحيحين : 3 / 483 .

[2] الفصول المهمة لابن الصباغ : 13 .

[3] نهج البلاغة : الخطبة القاصعة رقم ( 192 ) .

[4] مقاتل الطالبيين : 36 ، الكامل في التأيخ : 1 / 37 .

[5] نهج البلاغة : الخطبة 192 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 4 / 315 .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.