أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-3-2022
1547
التاريخ:
3673
التاريخ: 18-4-2017
4292
التاريخ: 8-4-2017
3846
|
إنّ العلاقة بين محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) وعليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) لا تقتصر على النسب بل تتميّز بأنّها علاقة فكرية وعاطفية عميقة جدا ، فما ان خرجت فاطمة بنت أسد تحمل وليدها الذي وضعته في بطن الكعبة[1] حتى تقدّم إليها محمّد المصطفى ( صلّى اللّه عليه واله ) وأخذ عليا فضمّه إلى صدره [2] وكانت هذه بداية العناية به والإعداد الخاص له .
ونشأ الوليد في أحضان والديه وابن عمه محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) الذي كان يتردد كثيرا على دار عمّه حتى بعد زواجه من خديجة ( رضي اللّه عنها ) ، يشمله بفيض خاص من العواطف والاهتمام الفائق يناغيه في يقظته ويحمله على صدره ، ويحرك مهده عند نومه . وقد انعكست هذه الرعاية المستمرة لسنوات طويلة وهذا الحنان العظيم الملفت للنظر بآثارها على سلوك عليّ وشعوره حتّى طفح على لسانه وكلامه فأشار إلى شدة قربه من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بقوله ( عليه السّلام ) : « وقد علمتم موضعي من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا وليد يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه ويمسّني جسده ويشمّني عرفه وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل ، ولقد كنت أتّبعه اتباع الفصيل أثر أمه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به »[3].
وحين اشتدت الأزمة الاقتصادية على قريش سارع محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) مقترحا على عمّيه حمزة والعباس أن يعينوا أبا طالب في شدّته فأخذ العباس طالبا وأخذ حمزة جعفرا واستبقى أبو طالب عقيلا وأخذ محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) عليّا وقال لهم : قد اخترت من اختار اللّه لي عليكم : عليا[4] .
وهكذا انتقل عليّ ( عليه السّلام ) ) إلى دار ابن عمه ورعايته وأخذت تتبلور شخصيته ولم يفارقه حتى آخر لحظات عمر النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) . أن اهتمام النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بعلي ( عليه السّلام ) ) لم يقتصر على فترة الأزمة الاقتصادية وهذا يفيدنا بأنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كان يهدف أمرا آخر هو أن يتربى عليّ ( عليه السّلام ) ) في حجره ( صلّى اللّه عليه واله ) ليعدّه إعدادا خاصا كي يتسنى له القيام بدور رسالي عظيم في صيانة شريعة الرسول الخاتم التي كان اللّه قد اختار لها خير خلقه وصفوة عباده .
وهكذا هيأ اللّه لعلي ( عليه السّلام ) ) أن يعيش منذ نعومة أظفاره في كنف الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) يحظى بمودّته وحنانه ، ويقتبس من أخلاقه وعظيم سجاياه . هذا وقد عامله النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كما لو كان ولده الحبيب . . وعاش علي ( عليه السّلام ) ) مع النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كلّ التحولات الغيبية التي جرت لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إذ لم يفارقه في كل يومه [5].
إن ما حفظه لنا التأريخ من سيرة الإمام علي ( عليه السّلام ) ) يجسد لنا - بعمق وقوة - المدى الذي كان الإمام ( عليه السّلام ) ) قد حظي به في مضمار الإعداد الرسالي على يد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) قبل البعثة وبعدها وما خصّه به من إعداد روحي ونفسي ممّا جعله جديرا بالمرجعية الفكرية والعلمية فضلا عن المرجعية السياسية بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .
[1] قال الحاكم النيسابوري : « فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه في جوف الكعبة » المستدرك على الصحيحين : 3 / 483 .
[2] الفصول المهمة لابن الصباغ : 13 .
[3] نهج البلاغة : الخطبة القاصعة رقم ( 192 ) .
[4] مقاتل الطالبيين : 36 ، الكامل في التأيخ : 1 / 37 .
[5] نهج البلاغة : الخطبة 192 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 4 / 315 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|