أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-12-2017
1052
التاريخ: 22-4-2018
603
التاريخ: 2-12-2018
618
التاريخ: 25-12-2018
949
|
دليل نبوته : أنه إدعاها وظهر المعجزة على يده ، فهو صادق في الدعوى .
أما إدعاؤه النبوة ، فهو غني عن البيان .
وأما بيان ظهور المعجزة ، فله طرق أكتفي بأحدها ، وهو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع كونه أميا جاء بكلام هو القرآن ، وادعى أنه كلام الله تعالى بعد دعوى النبوة ، وذكر في الكلام المذكور في بيان كونه كلام الله تعالى {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة: 23] و {لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } [الإسراء: 88] وعجزوا عن الإتيان بسورة من مثله .
أما كونه أميا ، فلأنه مع ذكر كونه أميا فيما ادعى أنه قرآن ، لم يقدر أحد من اليهود والنصارى وسائر فرق منكري النبوة على تكذيبه ، مع كونهم في غاية المبالغة في تكذيب النبي (صلى الله عليه وآله) .
ووجه عدم الإمكان أنه كان من أكابر قريش المعلومة أحواله من أيام الصبا إلى آخر أيامه الشريفة ، بحيث لم يمكن لأحد أن يقول : لم ادعيت الأمية ؟ ألم يكن معلمك في أيام كذا فلانا أو مع فلان ؟ ولو لم يكن أميا بل قارئ لقالوا ذلك وأظهروا عدم صدقه في الأمية ، بحيث لا يبقى شك لأحد في مقالتهم ، بل ولا خصوص المعلم ، وكان اللاحقون ينقلون عن السابقين كون معلمه فلانا في زمان كذا وفلانا في زمان كذا على تقدير التعدد ، لغاية توفر الدواعي وعدم النقل في أمثال هذه الأمور ، بل في الأمور المتوفرة الدواعي التي لم تكن بهذه المرتبة يورث القطع بالعدم .
وأما عجزهم عن الإتيان بسورة من مثله مع صرف كثير من المنكرين قسطا وافرا من أيام عمرهم في تحصيل ملكة البلاغة وحصولها لهم ، فلأنه لم ينقل عن أحد ولا عن جماعة بالمعاضدة معارضة القرآن بسورة اعتقد المعارض وأهل اللسان الذين لم يكونوا معارضين ، أو أحدهما بعد سماع القرآن وتأمل بلاغتها أنها مثل سورة منه ، وعدم نقل هذه المعارضة دليل على عدمها كما ذكرته آنفا .
وأما كونه صادقا في الدعوى ، فلأن عجزهم المطلق عن الإتيان بسورة من مثله يدل على أن هذا الكلام ليس من البشر وإن كان قارئ ، فكيف من الأمي ، فذكر الأمية لغاية توضيح عدم كون القرآن من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وكونه من الله تعالى ، وإذا كان الكلام من الله تعالى ، فالمنزل إليه صادق في الدعوى المذكورة ، بل في جميع ما يقول ، وإلا يلزم الظلم والإغراء بالباطل ...
فإن قلت : زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان على نوعين : أحدهما زمان كان القادر على المعارضة غير خائف لعدم قوة الإسلام ، والثاني زمان كان للإسلام قوة وشوكة ، ولعل القادر عليها يمنعه الخوف عن المعارضة في زمان قوة الإسلام ، وفي زمان عدم القوة ، وفرض عدم الخوف في زمان القوة عن أصل المعارضة لعلها قد وقعت ولم ينقلوها بعد المعارضة ، لقوة الإسلام وسطوته وضعف الفرق المخالفة ، بحيث لم يكونوا قادرين على إظهار المعارضة الواقعة في مدة متمادية ، وكتموها خوفا من أهل الإسلام ، وكتم أهل الإسلام لمخالفتها لغرضهم ، وإخفاء الأمور بسبب الخوف والدواعي يصير سببا لخفائها المطلق واضمحلالها ، ولعل المعارضة كذلك .
قلت : قوة الإسلام والخوف من أهله لا يمنعان من حفظ المعارضة وضبطها ، وغاية الأمر منعهما من إظهار المعارضة في بلاد الخوف ، ونحن قاطعون بعدم ضبط المعارضة في بلد من البلدان مع قوة الداعي على الضبط ، وإلا لعارض المنكرون في بلادهم في بعض أوقات ورود أهل الإسلام تلك البلاد ، ونقل المسافرون والمترددون إلينا ، وينقلون كيفية المعارضة وكميتها، لعدم خوف الناقلين إلينا إذا لم يكونوا من الفرق المنكرين للإسلام .
وما ذكرته مما يحكم به كل من له أدنى تمييز يطلب الحق حكما يقينيا لا ارتياب فيه أصلا ، وعدم الضبط في أمثال هذه الأمور يدل على العدم دلالة قطعية .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|