أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016
2018
التاريخ: 21-1-2016
2210
التاريخ: 21-1-2016
1694
التاريخ: 25-7-2016
2227
|
ورب سائل يسأل ويقول : ذكرتم في الفقرة السابقة عن حق الأولاد في العدالة والمساواة ، وعدم التفرقة بين الاولاد في العطاء ، فلماذا يعطي القرآن يا ترى للذكر مثل حظ الانثيين ؟
لقد طُرح هذا السؤال قديماً على الأئمة :
وكان جوابهم واحداً .. ( عن اسحاق بن محمّد النَّخَعي قال : سأل الفهفكي أبا محمد (عليه السلام) : ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهماً واحداً ، ويأخذ الرّجل سهمين ؟ فقال أبو محمد (عليه السلام) : (إن المرأة ليس عليها جهاد، ولا نفقة، ولا عليها معقُلة، إنما ذلك على الرّجال). فقلت في نفسي قد كان قيل لي : إنّ ابن أبي العوجاء سأل أبا عبدالله (عليه السلام) عن هذه المسألة فأجابه بهذا الجواب ، فأقبل أبو محمد (عليه السلام) عليَّ فقال: (نعم ، هذه المسألة مسألة ابن أبي العوجاء ـ وكان زنديقاً ـ والجواب منّا واحد)(1).
وهناك تحليلات أُخرى للاَئمة : صفوة القول فيها : إنّ الرّجل يُعطي للمرأة الصَّداق ، وهو حق جعله الله تعالى لها وحدها، زد على ذلك، أنّ الرّجل هو المعيل للمرأة، وليس عليها إعالته. وعليه فإن هذا الاختلاف بين الأولاد الذكر والانثى في الميراث هو عين العدالة.
والقرآن يصرح بأنّ أولاد الأنبياء قد ورثوا من آبائهم : {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} [النمل: 16]. حتى إن الإمام علياً (عليه السلام) استشهد بهذه الآية المباركة على حق فاطمة الزهراء (عليها السلام) بوراثة أبيها محمد (صلى الله عليه واله وسلم) قائلاً: (هذا كتاب الله ينطق) فسكتوا وانصرفوا (2) ! وقد منع أبو بكر فاطمة إرث أبيها بدعوى ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال: (نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة) ، وهذا القول كما لا يخفى يخالف صريح القرآن، وقد ولَّد صدمةً نفسية حادّة لبنت المصطفى، لإحساسها العميق بالغبن، وعدم قدرتها على نيل حقوقها، الأمر الذي اسهم بقسط في وفاتها.
بقي علينا أنْ نشير إلى أنّ الأنبياء والأوصياء والصالحين، قد الزموا أنفسهم بحق الوصية لابنائهم، والقرآن الكريم قد نقل لنا وصية إبراهيم (عليه السلام) لبنيه: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[البقرة: 132، 133].
وتنقل لنا النصوص الإسلامية وصية قديمة وقيّمة هي وصية آدم إلى ابنه شيت نقتبس منها: (.. إذا نفرت قلوبكم من شيء فاجتنبوه، فإني حين دنوت من الشّجرة لأتناول منها نفر قلبي، فلو كنت امتنعت من الأكل، ما أصابني ما أصابني) (3).
وقد استخدم الأئمة: الوصية أداة تنويرية، وكأسلوب لايصال أفكارهم النيّرة، وإرشاداتهم الخيّرة للأجيال التالية، فمن خلال الوصية يُطلعون أبناءهم على ثوابتهم العقائدية، وعلى خلاصة تجربتهم الحياتية.
اقرأ بتمعن هذه الفقرات المنتخبة من وصايا الإمام علي (عليه السلام) لفلذة كبده الحسن (عليه السلام) وسوف تدرك ـ بلا شك ـ صفاء بصيرته، وطهارة وجدانه، وعمق إنسانيته: (أُوصيك بتقوى الله أي بنيّ ولزوم أمره، وعمارة قلبك بذكره، والاعتصام بحبله. وأيُّ سبب أوثق من سبب بينك وبين الله إن أنت أخذت به ! أحي قلبك بالموعظة ، وأمته بالزّهادة ، وقوّه باليقين، ونوّره بالحكمة، وذلـله بذكر الموت.. واعلم يا بنيَّ أنَّ أحبّ ما أنت آخذ به إليَّ من وصيتي، تقوى الله، والاقتصار على ما فرضه الله عليك، والأخذُ بما مضى عليه الأولون من آبائك ، والصّالحون من أهل بيتك..) (4).
وأيضاً اقرأ هذا المقطع من وصيته (عليه السلام) لولده الحسين (عليه السلام) ، يضمّنه أسمى المعاني وأجمل المشاعر: (يا بنيَّ أوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر، وكلمة الحقّ في الرّضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وبالعدل على الصّديق والعدوّ، وبالعمل في النّشاط والكسل، والرّضى عن الله في الشدّة والرّخاء..)(5).
وقد سلك بقية العترة الطاهرة هذا المسلك ، يوصي السابق منهم اللاحق ، ولا يتّسع المجال لذكر جميع وصاياهم : ، وفيما أوردناه كفاية لما أردناه.
______________
1ـ بحار الأنوار ج104 : ص328.
2ـ كنز العمال ج5 : 625 / 14101 ، عن طبقات ابن سعد.
3ـ بحار الأنوار ج78 :ص 453.
4ـ نهج البلاغة ـ ضبط صبحي الصالح ـ كتاب 31.
5ـ تحف العقول 88.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|