أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016
2380
التاريخ: 20-4-2016
2430
التاريخ: 28-4-2017
2142
التاريخ: 2024-01-20
1180
|
1812ـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إياك (2) والتنعّم؛ فإن عباد الله ليسوا بالمتنعّمين (3).
1813ـ عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : شِرار اُمتي : الذين غُذوا بالنعيم ونبتت عليه أجسامهم (4).
1814ـ عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): شِرار اُمتي: الذين ولدوا في النعيم وغذوا به، همتهم ألوان الطعام وألوان الثياب، يتشدقون(5) في الكلام (6).
1815ـ عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): سيأتي بعدكم قوم يأكلون أطائب الدنيا وألوانها، وينكحون أجمل النساء وألوانها، ويلبسون ألين الثياب وألوانها، ويركبون فره الخيل وألوانها، لهم بطون من القليل لا تشبع، وأنفس بالكثير لا تقنع، عاكفين على الدنيا يغدون ويروحون إليها، اتخذوها آلهة من دون إلههم، وربا دون ربهم، إلى أمرهم ينتهون، وهواهم يتبعون. فعزيمة من محمد بن عبد الله لازمة لمن أدركه ذلك الزمان من عقب عقبكم وخلف خلفكم، أن لا يسلم عليهم، ولا يعود مرضاهم، ولا يتبع جنائزهم، ولا يوقر كبيرهم؛ فمن يفعل ذلك فقد أعان على هدم الإسلام (7).
1816ـ عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): من قضى نهمته في الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مد عينه إلى زينة المترفين كان مهينا في ملكوت السماء (8).
1817ـ عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): يابن مسعود، سيأتي من بعدي أقوام يأكلون طيبات الطعام وألوانها، ويركبون الدواب، ويتزينون بزينة المرأة لزوجها، ويتبرجون تبرج النساء، وزيهم مثل زي الملوك الجبابرة، هم منافقو هذه الامة في آخر الزمان، شاربو القهوات،(9) لاعبون بالكعاب، راكبو الشهوات، تاركو الجماعات، راقدون عن العتمات، مفرطون في الغدوات؛ يقول الله تعالى:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:59].
يابن مسعود، مثلهم مثل الدفلى؛ زهرتها حسنة وطعمها مر، كلامهم الحكمة، وأعمالهم داء لا تقبل الدواء؛: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }[محمد: 24].
يابن مسعود، ما ينفع من يتنعم في الدنيا إذا اخلد في النار؟!:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}[الروم: 7]. يبنون الدور، ويشيدون القصور، ويزخرفون المساجد، ليست همتهم إلا الدنيا، عاكفون عليها، معتمدون فيها، آلهتهم بطونهم؛ قال الله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } [الشعراء: 129 - 131] ، وقال الله تعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23]، وما هو إلا منافق جعل دينه هواه، وإلهه بطنه، كل ما اشتهى من الحلال والحرام لم يمتنع منه؛ قال الله تعالى:{وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ}[الرعد: 26]، يابن مسعود، محاريبهم نساؤهم، وشرفهم الدراهم والدنانير، وهمتهم بطونهم، اولئك هم شر الأشرار، الفتنة منهم وإليهم تعود.
يابن مسعود، قول الله تعالى:{أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ}[الشعراء: 205-207]، يابن مسعود، أجسادهم لا تشبع، وقلوبهم لا تخشع.
يابن مسعود، الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء! فمن أدرك ذلك الزمان من أعقابكم فلا تسلموا عليهم في ناديهم، ولا تشيعوا جنائزهم، ولا تعودوا مرضاهم؛ فإنهم يستنون بسنتكم، ويظهرون بدعواكم، ويخالفون أفعالكم؛ فيموتون على غير ملتكم، اولئك ليسوا مني ولا أنا منهم (10).
1818ـ عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): يابن مسعود، دع نعيم الدنيا وأكلها وحلاوتها، وحارها وباردها، ولينها وطيبها، وألزم نفسك الصبر عنها؛ فإنك مسؤول عن هذا كله؛ قال الله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}[التكاثر: 8].(11)
1819ـ يزيد بن عبد الله بن قسيط: اُتي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسويق من سويق اللوز، فلما خيض قال: ما هذا؟ قالوا: سويق اللوز. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أخروه عني؛ هذا شراب المترفين (12).
1820ـ أنس: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج فرأى قبة مشرفة فقال: ما هذه؟ قال له أصحابه: هذه لفلان رجل من الأنصار، قال : فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسلم عليه في الناس أعرض عنه، صنع ذلك مراراً، حتى عرف الرجل الغضب فيه والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه فقال: والله إني لاُنكِرُ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). قالوا: خرج فرأى قبتك . قال : فرجع الرجل إلى قبته فهدمها حتى سواها بالأرض ، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم فلم يرها، قال: ما فعلت القبة؟ قالوا: شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه، فأخبرناه فهدمها. فقال: أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا، إلا ما لا. يعني: ما لا بد منه (13).
1821ـ أنس: مر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقبة على باب رجل من الأنصار فقال: ما هذه؟ قالوا: قبة بناها فلان. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل مال يكون هكذا فهو وبال على صاحبه يوم القيامة. فبلغ الأنصاري ذلك فوضعها، فمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد فلم يرها، فسأل عنها، فاخبر أنه وضعها لما بلغه عنك فقال: يرحمه الله! يرحمه الله!(14).
1822ـ واثلة بن الأسقع: كنت من فقراء المصلين من أهل الصُفَّة، فأتانا النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم فقال: كيف أنتم بعدي إذا شبعتم من خبز البر والزيت، وأكلتم ألوان الطعام ولبستم أنواع الثياب؛ فأنتم اليوم خير أم ذاك؟ قلنا: ذاك. قال: بل أنتم اليوم خير (15).
1823ـ ابن شهاب: إن عثمان بن مظعون دخل يوما المسجد وعليه نمرة قد تخللت فرقعها بقطعة من فروة، فرق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليه ورق أصحابه لرقته، فقال: كيف أنتم يوم يغدو أحدكم في حلة ويروح في اخرى، وتوضع بين يديه قصعة وترفع اخرى، وسترتم البيوت كما تستر الكعبة؟ قالوا: وددنا أن ذلك قد كان يا رسول الله؛ فأصبنا الرخاء والعيش. قال: فإن ذلك لكائن، وأنتم اليوم خير من اولئك (16).
1824ـ حرب بن أبي الأسود عن طلحة البصري: قدمت المدينة ولم يكن لي بها معرفة - وربما قال: عريف - وكان يجرى علينا مُدٌّ من تمر بين اثنين، فصلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة، فهتف به هاتف من خلفه فقال: يا رسول الله، قد أحرق بطوننا التمر، وتخرقت عنا الخُنُف!(17). فخطب فحمد الله وأثنى عليه وقال: والله لو أجد لكم اللحم والخبز لأطعمتكموه، وليأتين عليكم زمان يغدى على أحدكم الجفان ويراح، ولتلبسن مثل أستار الكعبة. قالوا: يا رسول الله، نحن اليوم خير منا أو يومئذ؟ قال: أنتم اليوم خير منكم يومئذ، أنتم اليوم خير منكم يومئذ، يضرب بعضكم رقاب بعض (18).
1825ـ الإمام علي (عليه السلام): إنا لجلوس مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المسجد، إذ طلع مصعب بن عمير، ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفروٍ، فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو اليوم فيه، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة، ووضعت بين يديه صحفة ورفعت اخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة، ونكفى المؤنة! فقال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم): لأنتم اليوم خير منكم يومئذ (19).
1826ـ عنه (عليه السلام): انظروا في الدنيا نظر الزاهد المفارق لها؛ فإنها تزيل الثاوي (20). الساكن، وتفجع المترف الآمن ، لا يرجى منها ما تولى فأدبر ، ولا يدرى ما هو آت منها فينتظر(21).
1827ـ عنه (عليه السلام): معاشر شيعتي، احذروا! فقد عضتكم الدنيا بأنيابها، تختطف منكم نفسا بعد نفس كذئابها، وهذه مطايا الرحيل قد انيخت لركابها، ألا إن الحديث ذو شجون، فلا يقولن قائلكم: إن كلام علي متناقض؛ لأن الكلام عارض.
ولقد بلغني أن رجلا من قطان المدائن تبع بعد الحنيفية علوجه،(22) ولبس من نالة دهقانه منسوجه، وتضمخ بمسك هذه النوافج(23) صباحه، وتبخر بعود الهند رواحه، وحوله ريحان حديقة يشم نفاحه، وقد مد له مفروشات الروم على سرره. تعسا له بعد ما ناهز السبعين من عمره! وحوله شيخ يدب على أرضه من هرمه، وذو يتمة تضور من ضره ومن قرمه،(24) فما واساهم بفاضلات من علقمه، لئن أمكنني الله منه لأخضمنه خضم البر، ولاقيمن عليه حد المرتد، ولأضربنه الثمانين بعد حد، ولأسدن من جهله كل مسد. تعسا له! أفلا شعر؟! أفلا صوف؟! أفلا وبر؟! أفلا رغيف قفار الليل إفطار مقدم(25)؟! أفلا عبرة على خد في ظلمة ليال تنحدر؟! ولو كان مؤمنا لاتسقت له الحجة إذا ضيع ما لا يملك (26).
____________
1ـ الترف: التنعم. والترفة: النعمة. والتتريف: حسن الغذاء. وصبي مترف: إذا كان منعم البدن مدللا. والمترف: الذي قد أبطرته النعمة وسعة العيش. وأترفته النعمة، أي أطغته. المترف: المتنعم المتوسع في ملاذ الدنيا وشهواتها (لسان العرب: 9 / 17).
2ـ في الطبعة المعتمدة: «إياي» والتصحيح من كنز العمال.
3ـ مسند ابن حنبل: 8/258/22166، الزهد لابن حنبل: 11، حلية الأولياء: 5/155 كلها عن معاذ بن جبل، كنز العمال: 3/192/6111.
4ـ تنبيه الخواطر: 1/178؛ مسند إسحاق بن راهويه: 1/349/347 وفيه «شر» بدل «شرار»، إحياء علوم الدين: 3/139، كنز العمال: 3/215/6224 نقلا عن أبي يعلى وابن عساكر وكلها عن أبي هريرة.
5ـ المتشدقون: هم المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز. وقيل : المتشدق: المستهزئ بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم (انظر: النهاية: 2 / 453).
6ـ الزهد لابن المبارك: 262/758 عن عروة بن رويم، المستدرك على الصحيحين: 3/657/6418 عن عبد الله بن جعفر، شعب الإيمان: 5/33/5669، تاريخ دمشق: 27/366/5837 كلاهما عن فاطمة(عليها السلام) وكلها نحوه، كنز العمال: 3/561/7912 و 7913.
7ـ تنبيه الخواطر: 1/155؛ إحياء علوم الدين: 3/343 نحوه.
8ـ المعجم الصغير: 2/108، شعب الإيمان: 7/125/9722، الفردوس: 3/546/5703 وفيه «السماوات والأرض» بدل «السماء» وكلها عن البراء بن عازب، كنز العمال: 3/227/6277.
9ـ القهوة: الخمر، وجمعه القهوات (المحيط في اللغة: 4 / 18).
10ـ مكارم الأخلاق: 2/344/2660 عن عبد الله بن مسعود، بحار الأنوار: 77/96/1.
11ـ مكارم الأخلاق: 2/352/2660 عن عبد الله بن مسعود، بحار الأنوار: 77/103/1.
12ـ الزهد لابن حنبل: 11 وراجع المحاسن: 2/290/1952و بحار الأنوار: 66/280/24.
13ـ سنن أبي داود: 4/360/5237؛ تنبيه الخواطر: 1/71 نحوه.
14ـ سنن ابن ماجة: 2/1393/4161، مسند ابن حنبل: 4/439/13300 نحوه.
15ـ شعب الإيمان: 7/283/10322، حلية الأولياء: 2/23، تاريخ دمشق: 22/223/4926 وفيهما «المسلمين» بدل «المصلين»، كنز العمال: 3/216/6229.
16ـ حلية الأولياء: 1/105.
17ـ الخنف: جمع خنيف؛ وهو نوع غليظ من أردأ الكتان (النهاية: 2 / 84).
18ـ الزهد لابن حنبل: 34 وراجع المستدرك على الصحيحين: 4/591/8648 و السنن الكبرى: 2/624/4337 وكنز العمال: 3/218/6234 وج 7/200/18631.
19ـ سنن الترمذي: 4/647/2476، الزهد لهناد: 2/389/758 كلاهما عن محمد بن كعب عمن سمعه، كنز العمال: 3/217/6230 وج 13/582/37496.
20ـ ثوى بالمكان: أقام فيه (النهاية: 1 / 230).
21ـ الكافي: 8/17/3 عن محمد بن إسماعيل الهمداني عن الإمام الكاظم(عليه السلام)، تحف العقول: 202، نهج البلاغة: الخطبة 103 نحوه وراجع مطالب السؤول: 51.
22ـ العلوج: كفار العجم وغيرهم (النهاية: 3 / 286).
23ـ النافجة: وعاء المسك (تاج العروس: 3 / 502).
24ـ القرم: شدة شهوة اللحم حتى لا يصبر عليه (النهاية: 4 / 49).
25ـ قال المجلسي؛: قوله: «أفلا رغيف» بالرفع، ويجوز في مثله الرفع والنصب والبناء على الفتح. و «القفار - بالفتح -»: ما لا إدام معه من الخبز، واضيف إلى الليل ، وهو صفة للرغيف، و«إفطار» و«مقدم» أيضا صفتان له. وفي بعض النسخ: «لليل إفطار معدم»، فالظرف صفة اخرى لرغيف ، و«ليل» مضاف إلى الإفطار المضاف إلى المعدم ؛ أي الفقير (بحار الأنوار: 40 / 353).
26ـ الأمالي للصدوق: 720/988 عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عن آبائه(عليهم السلام)، بحار الأنوار: 40/346/29.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|