المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



إستدلال عقلي على وجوب نصب الحجة من دون حاجة الى الإلجاء والإجبار على الطاعة  
  
993   09:46 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : الفاضل محمد بن عبد الفتاح المشتهر بسراب التنكابني
الكتاب أو المصدر : سفينة النجاة
الجزء والصفحة : ص50- 52
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها /

يحكم العقل بأن الملك العادل العارف بأن مصلحة الرعية في تعيين الأمير لا يهمل التعيين وإن كان غنيا عنهم ، بل يحكم بأن مقتضى عدالة الملك وحسن سيرته أن يعين لهم أميرا عادلا عارفا بكيفية الأمارة ، عاملا على وفق علمه ، إن كان قادرا على تعيين مثل هذا الأمير .

فإن أهمل التعيين ، أو عين من لا يتصف بالأوصاف المذكورة مع قدرته على تعيين المتصف بها ، استنبطوا منه عدم العدالة والكمال في الملك ، وكذلك لو أحال التعيين إلى الرعية ، مع علمه بأنهم لا يميزون اللايق عن غير اللايق ، ولا يحصل تعيين اللايق ، أو يحصل تعيينه ولكن يحصل الاختلاف في كونه لايقا ، والتشويش في الآراء ، ويزعم بعضهم وقوع هذا على خلاف القانون ، خصوصا مع علمه باستمرار التشويش والاختلاف .

ولكن إن عين لهم شخصا كاملا ، فتمرد كلهم أو بعضهم بحيث لا يمكنوا الأمير ، لا يجب على الملك المسارعة بأمر زائد على هذا ، فإن ترك الملك الرعية على حالهم بعد ما أعلمهم أن تعيين الأمير لمصلحتهم ، وأمرهم بتبعية ذلك الأمير ، وأكد عليهم وخوفهم عن التمرد ، واكتفى بهذا في مدة متمادية ، لا ينسب إلى الملك عدم فعل ما يجب عليه .

حتى إن سأله أحد لم تجبرهم على إطاعة الأمير مع قدرتك على الجبر ؟ فقال في جوابه : لم يكن لي انتفاع بهم ، وإنما أمرت عليهم أميرا عادلا عارفا بالأمور لانتظام أمرهم وانتفاعهم به ، فلما لم يمكنوا بعد هذا ، فالمضرة عليهم من قبلهم ومن سوء أفعالهم لا من قبلي ، لعد أهل العقل جوابه متينا حسنا .

فإن أعاد السائل وقال : لا كلام في حسن ترك رعاية المتمردين لعدم استحقاقهم الرعاية بعد فعلهم ما فعلوه ، لكن جمع كثير من الرعية كانوا كارهين من فعل المتمردين ، وكانوا عازمين على دفع شر المتمردين عنه ، وإطاعته فيما يأمرهم به والانزجار عما ينهاهم عنه ، لكن عجزوا عن دفع المتمردين ، فيجب عليك رعاية هؤلاء المطيعين وجبر المتمردين على ترك العصيان ، فقال الملك :

لا يجب علي زائدا على ما صدر مني في باب تمكين الأمير ، نعم يجب علي تعيين الأمير وترغيبهم بإطاعته ، فإن أطاعوه فالانتفاع لهم ، وإلا فعلي الاحسان بالنسبة إلى قاصدي الإطاعة ، بحيث يقابل ما فاتهم من المنافع التي تحصل باستقلال الأمير ، وأما جبر العاصين على إطاعة الأمير فلا يلزمني التعجيل فيه ، وسترى ما أفعل في دفع شر من سعى في تشييد أساس الظلم والعدوان ، واستئصال من قابل العدل بالجور والإحسان بالكفران ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، كان كلامه في غاية الجودة عند أرباب العقل والتمييز .

فظهر بما ذكرته مع وجوب نصب الإمام على الله تعالى بالمعنى الذي ذكرته عصمته أيضا ، ولا نطول الكلام في وجوب نصب الإمام على الله تعالى وعصمته عقلا ، بل أكتفي بما ذكرته هاهنا لكفايته في الدلالة على المطلبين بالنسبة إلى كثير من المسترشدين ، فإن بقي خفاء لبعضهم ، ففي...الأدلة النقلية يظهر بعون الله تعالى المطلبان على وجه لا يبقى لطالب الحق والنجاة ارتياب أصلا .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.