المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

تعريف المخاطر الطبيعية
28-11-2017
في بلاد الرومان.
2024-01-04
تعريفات النظام الدولي او العالمي
30-1-2022
فرع مشترك common branch
22-5-2018
أهم استعمالات الارض داخل المدن - استعمالات الارض السكنية
5-1-2023
معنى كلمة نضخ‌
10-1-2016


الطريق الى تعين الامام  
  
892   11:04 صباحاً   التاريخ: 5-08-2015
المؤلف : المحقق الحلي
الكتاب أو المصدر : المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية
الجزء والصفحة : ص 210
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها /

[قالت ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ]: ﻻ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﺍﻟﻤﻌﺠﺰ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ: ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﺴﻤﺎ ﺁﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻓﺎﻃﻤﻴﺎ.

 ﻟﻨﺎ ﻭﺟﻮﻩ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ، ﻓﻼ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﺼﻠﺖ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﺺ. ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳوكل ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻪ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ. ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﻨﺺ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻪ ﺃﻭ ﺻﻔﺘﻪ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻧﺤﻦ... لا ﻧﻨﺎﺯﻉ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﺑﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻣﺮ، ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻮﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ، ﻣﻊ ﺩﻻﻟﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻃﺮﻳﻘﺎ، ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻧﺄﺑﺎﻩ، ﻭﺃﺣﺪ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻵﺧﺮ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺘﻬﻢ ﻣﻌﺼﻮﻡ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻲ، ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﺍﻟﻤﻌﺠﺰ، ﻷﻥ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻔﻲ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ.

ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻨﺺ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﺒﻮﺟﻮﻩ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﺪ ﺇﻣﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻭ ﺑﻌﻀﻬﻢ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻻ ﻳﻨﻔﺬ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻲ ﻧﺼﺐ ﻗﺎﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﻻ ﻭﺍﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﺓ، ﻓﻨﺼﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺼﺢ. ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻘﻮﺽ ﺑﺎﻟﺸﺎﻫﺪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ ﺑﻪ ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ﻳﻨﻔﺬ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ. ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻟﻪ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ، ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ، ﻭﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﻴﺲ ﺷﻬﺎﺩﺓ، ﻓﻸﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻶﺧﺮ، ﻭﻻ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻧﺼﺐ ﻭﺍﻝ ﺃﻋﻈﻢ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺐ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺃﻭﻟﻰ، ﻭﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﻧﺼﺐ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺐ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﺤﺎﻝ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻧﻘﺾ ﻟﻠﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ، ﺇﺫ اﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻣﺮﺍﺩﺓ ﻹﻃﻔﺎﺋﻬﺎ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻬﺮﺝ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ.

ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻟﻮ ﺍﻧﻌﻘﺪﺕ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﺰﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﻣﺎﻣﻴﻦ، ﻻ ﺑﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺋﻤﺔ ﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻘﺪ ﺃﻫﻞ ﻛﻞ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻟﺸﺨﺺ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻧﻪ ﻭﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺗﺮﺟﻴﺢ، ﻓﺘﺜﺒﺖ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ. ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺍﺗﻔﻖ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻟﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺃﺣﺪﻫﻢ. ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻟﻜﺎﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﺒﺐ، ﻓﺈﺯﺍﻟﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺛﺒﻮﺕ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰ. ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺛﺒﺖ ﺟﻮﺍﺯ ﺇﺯﺍﻟﺘﻪ، ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﻴﺲ ﺳﺒﺒﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺗﻌﻴﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺑﻪ ﻳﺼﻴﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻄﻠﺖ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ:

 ﻓﻸﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ: ﻗﺎﺋﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﻭﺍﻟﻤﻌﺠﺰ، ﻭﻗﺎﺋﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺣﺴﺐ، ﺃﻭ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻄﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻄﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺃﻳﻀﺎ، ﺇﺫ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻨﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺑﻬﺎ.

ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺑﺄﻥ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺛﺎﺑﺘﺔ، ﻭﻟﻢ ﺗﺜﺒﺖ ﺇﻻ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺘﺖ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ. ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﻗﻮﻟﻪ: ﺇﻣﺎﻣﺔ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺛﺎﺑﺘﺔ. ﻗﻠﺖ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ. ﻗﻮﻟﻪ: ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﺇﻻ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻭﻻ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻳﻀﺎ، ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻤﻨﻊ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﺮﻃﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺘﺖ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﺃﻳﻀﺎ، ﻷﻧﺎ ﻧﻤﻨﻊ ﻛﻮﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺣﺠﺔ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﺃﻫﻞ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻓﻠﻮ ﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﻛﻮﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺣﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺑﺈﻣﺎﻣﺘﻪ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺪﻭﺭ.

ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻷﻧﻜﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﺫﻟﻚ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﺠﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ. ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ، ﻷﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﻜﻦ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻪ، (1) ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ، ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﻖ ﺍﻟﺨﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻮﻥ ﻭﻗﻊ [منهم] ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻘﺎﻃﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺄﺟﻤﻌﻬﻢ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺁﻳﺎﺕ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﺎ، ﻓﺮﺍﺟﻊ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.