المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

إسحاق بن موسى بن جعفر (عليه السلام)
27-9-2020
John McWhan
9-6-2017
The Modern Periodic Table
29-12-2016
Morse Function
12-10-2018
الفكر الجغرافي عند العرب صدر الاسلام
12-3-2016
Niven,s Theorem
17-10-2020


فتْرَةُ الرِّضاع في حياة النبي(صـلى الله علـيه وآله)  
  
6527   03:22 مساءً   التاريخ: 8-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص215-218.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / الولادة والنشأة /

لم يرتضع وليدُ قريش المبارك محمَّد من اُمّه سوى ثلاثة أيام ثم حَظِيَت بفخر إرضاعه ـ بعد ذلك ـ امرأتانُ هما :

1 ـ ثويبة مولاة أبي لهب وقد أرضعته أربعة أشهر فقط وكان النبيُ (صـلى الله علـيه وآله) وزوجتُه الوفية : خديجة بنت خويلد يقدّران هذا العمل لها حتّى آخر لحظات حياتها .

و ثويبة هذه كانت قد أرضَعْتْ قبلَ ذلك حمزة عمَ النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) و ابا سلمة بن عبد اللّه المخزومي أيضاً فكانوا إخوة من الرضاعة .

وقد بعث رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بعد مَبعثه من يشتريها من أبي لهب ليعتقها فأبى .

وكان النبي (صـلى الله علـيه وآله) يكرمها كلما دخلت عليه وكان يبعث إليها بالصّلة إلى أن بلغه خبرُ وفاتها عند منصرفه من وقعة خيبر فسأل عن إبنها فقيل : مات قبلها فسْأل عن قرابتها فقيل : لم يبق منهم أحد .

2 ـ حليمة السعدية بنت ابي ذؤيب الّتي كانت من قبيلة سعد بن بكر بن هوازن وكان أولادها عبارة عن : عبد اللّه أنيسة شيماء وقد قامت آخر أولادها وهي الشيماء بحضانة النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) أيضاً : وقد كان من عادة العرب يومذاك هو أن يدفعوا أولادهم الرضعاء إلى المراضع اللائي كُنَّ يَعِشنَ في البوادي لينشأوا في تلك البيئات المعروفة بطيب هوائها وقلة رطوبتها وعذوبة مائها ببنية قوية هذا مضافاً إلى صيانتهم عن خطر الوباء الّذي كان يهدد الأطفال في مكة؛ ولأن ذلك كان له مدخلٌ عظيم وتاثيرٌ بليغ في فصاحة المولود لسلامة لغة أهل القبائل الساكنة في البوادي آنذاك.

وكانت مراضعُ بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب فقد كانت نساء هذه القبيلة الّتي كانت تسكن حوالي مكة ونواحي الحرم يأتين مكة في كل عام في موسم خاص يلتمسنَ الرضَعاء ويذهبن بهم إلى بلادهنَّ حتى تتم الرضاعة.

وكان النبي (صـلى الله علـيه وآله) قد تجاوز شهره الرابع لما قدمت نساء من بني سعد مكة يلتمسنَ الرضعاء في سنة جدب وقحط ولهذا كنَّ بحاجة شديدة إلى مساعدة أشراف مكة واعيانها.

ويقول بعض المؤرخين : أنه لم تقبل أيّةُ واحدة من تلك المراضع أن تأخذ محمَّداً بسببُ يتمه وقد كان اغلبهن يُردْنَ أن تأخذن من يكون له أبٌ حيٌّ حتى يُغدق عَلَيْهنَّ بالمساعدات والصّلات وحتّى حليمة هي الاُخرى أبتْ أخذَهُ ولكنَّها ايضاً لم تحصل على طفل لِهزال جسمها فاضطرت إلى أن تأخذ حفيد عبد المطلب وقالت لزوجها : واللّه لأذهبنَّ إلى ذلك اليتيم فلاخذنَّه فقال لها زوجُها : لا عليك ان تفعلي عسى اللّه ان يجعل لنا فيه بركة.

ولقد اصاب الزوجان في ظنّهما هذا فمنذ أن أبدت حليمة استعدادها لخدمة ذلك اليتيم شملت الالطاف الالهية كل مجالات حياتها .

إن القسم الأول من هذه القصة ليس سوى اسطورة؛ لأن مكانة البيت الهاشمي الرفيعة وشخصية رجل عُرفَ بِكمال الجود والاحسان وبعون المحتاجين والمحرومين كانت سبباً في أن لا تعرض المرضعات عن اخذ محمَّد فحسب بل يتنازعن على اخذه ولهذا لا يكون هذا القسمُ مِنَ التاريخ سوى اسطورة تكذبها الحقائق.

واما علة عدم اعطاءه (صـلى الله علـيه وآله) إلى غير حليمة من المرضعات فهي : أن وليد قريش لم يقبل أيّ ثدي من أثداء تِلكم المرضعات ولم يزل كذلك حتّى قبلَ ثدي حليمة السعدية فسرّ بذلك عبدُالمطلب وأهله سروراً عظيماً بعد أن حزنهم امتناعُه عنهنَّ قبل ذلك .

قالت حليمة : استقبلني عبدُالمطلب فقال : من انت فقلت : أنا امرأة من بني سعد قال : ما أسمُك؟ قلتُ : حليمة فتبسَّم عبد المطلب وقال : بَخ بَخ سَعدٌ وحلْمٌ خصلتان فيهما خيرُ الدهر وعز الأبد .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.