المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



النسخ‏  
  
837   10:59 صباحاً   التاريخ: 31-3-2017
المؤلف : شرف الدين مقداد بن عبد اللَّه السيوري الأسدي
الكتاب أو المصدر : اللوامع الالهية
الجزء والصفحة : ص293
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / النبي محمد (صلى الله عليه وآله) /

وهو عبارة عن رفع حكمٍ شرعي بحكم آخر شرعي متراخٍ عنه على‏ وجه لولا الثاني لبقي الأوّل، وهو حق واقع لوجوه:

أ- إنّ الأحكام شرّعت لمصالح العباد...، والمصلحة لا يجب دوامها، فلا يمتنع أن يصير ما هو مصلحة في وقت مفسدة في وقت آخر فيتغير الحكم المتعلّق بها، وحينئذٍ يجوز نسخه، وإلّا لكان التكليف به على‏ تقدير صيرورته مفسدة تكليفاً بالقبيح، ومثاله في الواقع: المريض المنتقل من مرض إلى‏ آخر مخالف للأوّل في السبب والمادة لو عولج في الثاني بعين ما عولج به في الأوّل لزم المفسدة وهو ظاهر.

ب- أنّه لما ثبت نبوّة محمد صلى الله عليه وآله ولا شكّ أنّه مستلزم لرفع كثير من أحكام الشرائع السابقة فقد وقع النسخ وذلك هو المطلوب.

ج- الإجماع واقع على‏ أنّ آدم عليه السلام كان يزوّج الأخ بأخته ثم رفع ذلك.

إذا تقرّر هذا فاعلم: أنّ من اليهود(1) من منع منه عقلًا وسمعاً، أمّا عقلًا فلاستلزامه البداء المستلزم للجهل وهو ممتنع عليه، والبداء قيل: هو رفع الحكم قبل العمل به، وقيل: الحكم على الشي‏ء مع الندم عليه وكلاهما محال عليه.

أمّا الأوّل: فلأنّ رفع الحكم قبل العمل به جهل بمصلحته التي شرّع لأجلها، وأمّا الثاني:

فلاستحالة الندم عليه تعالى‏.

وأمّا سمعاً: فلقول موسى‏ عليه السلام: «تمسّكوا بالسبت أبداً»(2) ، وقوله: «شريعتي لا تنسخ»(3).

(ومنهم مَن أجازه عقلًا ومنعه سمعاً)(4).

وفيهم من أجازه عقلًا وسمعاً ومنع نبوّة محمد صلى الله عليه  وآله مكابرة(5).

والجواب عن معقولهم: بالمنع من لزوم البداء، إذ البداء يستلزم اتّحاد الوقت والفعل، ووجهه، والمكلّف، كما قيل: الواحد بالواحد في الواحد على الواحد لا يكون مأموراً منهيَّاً، وأمّا النسخ، فليس كذلك، لعدم بعض هذه، وهو الوقت والوجه.

وعن مسموعهم : بالمنع من صحّته بل هو موضوع، وضعه ابن الراوندي‏ لهم. سلّمناه لكنّه آحادي، والمسألة علمية. سلّمناه لكن يحتمل وجهين:

1- أنْ يراد بالأبد، المدّة الطويلة.

2- أن يكون فيه إضمار، تقديره «ما لم يأتِ صاحب شريعة» واستغنى‏ عن إظهاره للعلم به، أو قاله ولم ينقل.

إنْ قلت: هذا خلاف الظاهر المتبادر إلى الفهم.

قلت: الدليل النقلي لا يجوز العمل على‏ ظاهره مع معارضة العقلي، فيجب حمله على‏ أحد محتملاته، والعقلي هنا ثابت وهو البرهان على‏ نبوّة محمد صلى الله عليه  وآله و سلم.

هذا كلّه مع تقدير صحّته وإلّا فنحن من وراء المنع.

_____________

(1) كشف المراد: 358- 359.

(2) روى في بحار الأنوار 14: 55:« أمسكوا يوم السبت».

(3) ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله هذه العبارة نقلًا عن اليهود في كتاب الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد: 267.

(4) هم العنانية. راجع الإحكام للآمدي 3: 127، والعنانية نسبوا إلى رجل يقال له: عنان بن داود رأس الجالوت يخالفون سائر اليهود في السبت والأعياد. الملل والنحل 1: 196.

(5) هم العيسوية. راجع الإحكام للآمدي 3: 127، والعيسوية نسبوا إلى أبي عيسى: إسحاق ابن يعقوب الاصفهاني وقيل: إن اسمه عوفيد الوهيم أي: عابد اللَّه كان في زمن المنصور وابتدأ دعوته في زمن آخر ملوك بني أُمية: مروان بن محمد الحمار، فاتبعه بشر كثير من اليهود ... الملل والنحل 1: 196.

(6) شرح المواقف 8: 263، وكشف المراد: 358.

(7) هو أحمد بن يحيى بن محمد الراوندي من أئمة علم الكلام. ولد في مرورود بخراسان ونشأ في بغداد وتبنّى الاعتزال أولًا، ثم رجع عن الاعتزال وخاض مناظرات مع كبار المعتزلة، شنّعوه بعدها بآرائه ورماه قسم من علماء العامة بالزندقة والإلحاد لبعض كتبه، وقد برّأه الشريف السيد المرتضى في الشافي 1: 87- 89 من تلك الاتهامات، توفي سنة( 298 ه). راجع موسوعة مؤلفي الامامية 5: 410.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.