النحل السارق

1– اثناء القيام بقطاف العسل, عليك مراعاة الدقة والحذر في عملك.

بعد انقضاء موسم الجني الرئيس, يكون النحل في حالة حذر وتأهب واهتياج. اقل رائحة عسل تثير انتباههم, أقل تسرب للعسل من احد الاطارات تستفزهم. إن النحلات السارقات تستغل اي خطأ يرتكبه النحّال. عندها قد تحدث عمليات سرقة وسطو جماعية تقوم بها الطوائف القوية ضد الطوائف الضعيفة , وتنتهي بسرقة احتياطي العسل لبعض الخلايا ويؤدي الى موتها وربما لدمار النحل بأسره.

2– ليس عدلاً تحميل مسؤولية ذلك على عاتق نحل الاستكشاف او النحل السارق.

انها غريزة النحل الطبيعية تقوده للبحث والحصول على الغذاء اينما وجد. بالمناسبة: عندما يتوافر رحيق الازهار , فإن النحل يفضله على اي نوع من أنواع المحاليل السكرية. اذا توافر مرعى جيد , فبإمكانك ان تترك اطارات العسل مكشوفة دون ان تقربها اي نحلة. بنهاية موسم الازهار وعند شح افراز الرحيق , يصبح الوضع مختلفاً كلياً. عندما تنسى اطار عسل دون حماية سوف تلاحظ هجوم آلف النحلات عليه مسرعة للحصول على الغذاء. في مثل هذا الوقت يمكن ان يصل النحل باحثاً عن الغذاء , حتى الى متجر بيع العسل , حيث تنهال الشغالات على اوعية  العسل وأقراص الشهد ما لم تكن محكمة الإغلاق , إن النحل يبحث عن رائحة العسل ويدخل اعشاش الخلايا الضعيفة والمريضة التي لا تملك القدرة على حماية مخزونها من العسل.

3– عندما تحدث سرقة العسل بين طوائف النحل , فإن المسؤولية عندها تقع على عاتق النحّال نفسه.

يحصل ذلك بسبب اهماله , لأنه يكون قد اغفل عملاً لم يقم به , والنحل لا يسامح على ارتكاب الهفوات. في اعشاش النحل البري التي تعيش في الطبيعة قلما تحدث سرقة بينها لأنها تعيش متباعد عن بعضها, بينما المناحل تكون مكتظة بالخلايا المتقاربة.

4– يمكن التعرف على النحلة السارقة بسهولة عن طريق سلوكها.

انها تبحث عن الشقوق في خلايا الطوائف الاخرى , بكل حذر وانتباه , تدور حول الخلية وتستكشفها من جميع الجهات , تحاول ايجاد اي شق غير محروس تنفذ منه , عندما لا تجد ضالتها , تحاول الدخول من باب الخلية وهي مترددة خائفة مقتربة من النحل الذي يحرس باب الخلية. عند شعورها بأي خطر تنسحب مبتعدة , لكنها لا تكل ولا تمل من تكرار المحاولة باحثة عن منفذ آخر.

5– نعم ان النحل السارق له حيلة, وله عاداته وسلوكه الخاص, بينما النحل جامع العسل, فانه عادة يطير بشكل هادئ وبطمأنينة في الذهاب والإياب.

عندما يقبض حرس الخلية على النحلة الغازية التي حاولت دخول الخلية, فإن عقوبتها تكون الإعدام, إذ يقوم نحل الخلية بلسعها حتى الموت. أما اذا تمكنت النحل السارقة من دخول الخلية وعادت الى مسكنها مع حمولتها من العسل , عندها ترسل شقيقاتها الى تلك الخلية. وفي غضون لحظات تبدأ عشرات النحلات بمهاجمة تلك الخلية الغريبة سهلة المنال. اذا لم يتمكن حرس الخلية من الدفاع عنها , تتحول عملية السرقة الى حالة شاملة : يخرج النحل السارق من الصباح الباكر لغزو الخلية الضعيفة المستهدفة نفسها. إن المحمل بالعسل يطير بصعوبة وتثاقل عائداً الى مسكنه.

6– ينشب القتال بين النحل الغازي والنحل المدافع في داخل الخلية في هذه الحالة غالباً تتعرض الملكة للقتل.

اذا ماتت ملكة الخلية التي تتعرض للسرقة , يتوقف نحلها عن المقاومة. ويخضع لإرادة المنتصر. حيث يقوم نحل الطائفة المستهدفة المنهزم بنقل عسله الى خلية الطائفة التي انتصرت , وينضم اليه. لا تنتهي عملية السرقة عند هذا الحد, إذ يهاجم نحل الطائفة السارقة الخلية المجاورة له. اذا قاومت الطائفة المعتدى عليها ولم يستطيع النحل الدخول اليها , تدور ملحمة كبيرة يذهب ضحيتها الآلاف من نحل كلا الطائفتين.

7– اضافة الى مضار عملية السرقة , فأنها تنقل الكثير من الامراض والأوبئة الى نحل الطائفة التي تقوم بالسرقة.

لكي تمنع عملية السرقة في المنحل , يجدر بك العمل بحذر وخفة وسرعة , وألا تترك الخلايا مفتوحة لفترة طويلة ؛ كذلك يجب ألا تكون أبواب الخلايا واسعة , وذلك حسب قوة الخلية (الخلايا الضعيفة يجب ان تكون أبوابها ضيقة). حاول ألا تسقط نقطة عسل من الإطارات أثناء عملية القطاف. حاول تغطية إطارات العسل بشكل جيد لمنع النحل من الاقتراب منها. حافظ على وجود كمية كافية من احتياطي العسل ضمن الخلايا.

8– ان اي عملية تغذية للنحل تقوم بها تجذب الحشرات المتنوعة والزنابير.

من الافضل تغذية النحل ليلاً, أو اثناء الطقس البارد, عندما يكون النحل الكشاف يجلس ضمن الخلية, وكذلك لا تترك في نحلك طوائف ضعيفة او من دون ملكات لا تستطيع ان تحمي عشها. عند الخشية من حدوث سرقة, عليك بتصغير فتحات الخلايا التي بها طوائف ضعيفة, بحيث تكفي لمرور 1-2 نحلة. عند حدوث سرقة استخدم بخاخ ماء ورش النحل المتواجد أمام مدخل الخلية.

لكي تنقذ الخلية التي تتعرض لهجمات النحل السارق , من الأفضل نقلها الى مكان بارد لمدة 2-3 أيام , وان تضع مكانها خلية فارغة فيها 2-3 إطارات شمعية يفضل  ان يكون بها قليل من غبار الطلع. هذا يؤدي الى تضليل النحل السارق, ويتأكد انها تمت سرقة مخزون الخلية من العسل, وبذلك يكفّون عن مهاجمتها. بعدها يمكن اعادة الخلية من جديد الى مكانها.

المصدر:

فلاديمير كروكافير. ترجمة م. منتجب يونس (2009)، موسوعة النحل "حياته – مجتمعة – تربيته".