المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06



تعريف النظر  
  
2961   11:28 صباحاً   التاريخ: 29-3-2017
المؤلف : شرف الدين مقداد بن عبد اللَّه السيوري الأسدي
الكتاب أو المصدر : اللوامع الالهية
الجزء والصفحة : ص29
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / النظر و المعرفة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-07-2015 6615
التاريخ: 2-07-2015 981
التاريخ: 23-10-2014 2999
التاريخ: 29-3-2017 2962

النظر في التحقيق‏: يشتمل على‏ حركةٍ من المطالب إلى‏ مباديها، ثمّ الرجوع منها إليها، فتعريف بعضهم له بأنّه «ترتيب أُمور معلومة للتأدّي إلى مجهول»(1) مختصّ بالانتقال الثاني، وقلّما يتّفق مثله ابتداءً. (والذي يتّفق مثله ابتداءً يكون حدساً لأنّ الحدس لا يشترط فيه الانتقال من المطالب بل هو انتقال من المبادئ إلى المطالب ابتداءً).

وتحقيق ما ذكرناه: أنّه إذا كان لنا مطلوب كحدوث العالم مثلًا، فإنّا نستحضره، ثمّ نرجع إلى‏ خزانة خيالنا فنحصّل منها مقدّماتٍ صالحة للاستدلال على المطلوب، ونرتّبها ترتيباً مؤدّياً إلى الاطّلاع عليه، فذلك هو النظر، وإفادة صحيحة للعلم‏ ضروريّة فطريّة، فإنّ من علم الملازمة بين أمرين، ثمّ علم وجود الملزوم فإنّه يحصل له العلم باللازم حصولًا بيّناً، ودفعه مكابرة، فخلاف السمنيّة (2) في ذلك مطلقاً، والمهندسين (3) في الإلهيات باطل.

وحصول العلم عقيبه تولّد عند المعتزلة(4)، كسائر المتولّدات عن أسبابها، ومخلوق عند الأشعرية(5) بمجرى العادة، بناءً على‏ قاعدته الفاسدة من استناد ساير الممكنات إلى اللّه تعالى‏، وعند الحكماء حصول المقدّمتين معدٌّ لإفاضة العلم على الذهن من المبادئ العالية.

ثمّ بسائطه: إمّا تصوّرات، فتفيد تصوّراً- وهو حصول صورة عن الشي‏ء عند العقل عارياً عن الحكم- أو تصديقات، فتفيد تصديقاً- وهو الحكم على الأوّل بنفي أو إثبات- ويسمّى‏ كاسب الأوّل: قولًا شارحاً، وكاسب الثاني: حجّة، وتفاصيلهما في المنطق.

ويشترط في الإفادة: مطابقة المقدّمات لما في نفس الأمر، وأن يكون الترتيب على‏ هيئة منتجة، وأن لا يكون المطلوب معلوماً من كلّ وجه، وإلّا لزم تحصيل الحاصل؛ ولا مجهولًا كذلك، وإلّا لم يُعلم حصوله عند حصوله؛ ولا جهلًا مركّباً، لأنّه حينئذٍ يكون مانعاً من النظر فيه.

وهل يفيد فاسده الجهل؟ قيل: نعم، مطلقاً.

وقيل: إن فسد مادةً أفاد الجهل، وصورةً لا يفيد شيئاً.

وينتقض بقولنا: كلّ إنسان حجر وكلّ حجر حيوان؛ فإنّه فاسد مادّةً مع إفادته علماً.

والحقّ [أنّ‏]إفادته الجهل ليس كلّيا.

__________________

(1) انظر شرح المقاصد( للتفتازاني) 1: 227.

(2) السمنية: منسوبة إلى‏ سومنات وهم قوم من عبدة الأوثان، قائلون بالتناسخ وبأ نّه لا طريق للعلم سوى الحسّ. يراجع إرشاد الطالبين: 108.

(3) المهندسون: وهم القائلون بأنّ النظر يفيد العلم في الهندسيات والحسابيات دون الإلهيّات، والغاية القصوى‏ فيها الظنّ، والأخذ بالأحرى‏ والأخلق بذاته تعالى‏ وصفاته. يراجع للتفصيل إرشاد الطالبين: 108- 109.

(4) المعتزلة: فرقة من أشهر فرق الإسلام اشتهرت بأُصولها الخمسة التي تتألّف منها قاعدتها الفكرية: العدل، التوحيد، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأمّا نظرية التوليد فحاصلها أ نّهم أثبتوا لبعض الحوادث مؤثّراً غير اللّه، وقالوا الفعل الصادر عنه إمّا بالمباشرة أي بلا واسطة فعل آخر منه وإمّا بالتوليد أي بتوسّطه، والنظر فعل للعبد واقع بمباشرته يتولّد منه فعل آخر هو العلم. راجع معجم الفرق الإسلامية: 226.

 (5) الأشعرية: هم أصحاب أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري( المتوفى‏ سنة 324). وهو من نسل أبي موسى الأشعري، أحد الحَكَمَين يوم صفّين. وكان أبو الحسن الأشعري تلميذ أبي علي الجُبّائي من شيوخ المعتزلة. ومن مذهبه أنّ كلّ موجود يصحّ أن يرى‏، والباري تعالى‏ موجود، فيصحّ أن يُرى‏. وتكليف ما لا يُطاق جائز على‏ مذهبه.( معجم الفرق الإسلامية: 35).

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.