أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2017
706
التاريخ: 23-3-2017
716
التاريخ: 22-5-2019
991
التاريخ: 2-1-2017
539
|
الاحتياجات السمادية للتبغ
أثبت الكيميائيون أن التبغ محصول مجهد شره يتطلب العناصر الغذائية أكثر من معظم المحاصيل الحقلية، وقد وجدوا العناصر الآتية أسماؤها ومقاديرها في محصول قدره 1918 كغ من الورق اليابس المعد للتدخين وفي محصول آخر " قدره 1069 كغ من الورق اليابس المعد للاستنشاق (العطوس).
هذا إلى أن نبات التبغ سريع النمو، ولا يشغل أكثر من ثلاثة أشهر، فتلك الشراهة وهذه السرعة تقضيان بتسميد الحقول المخصصة إلى التبغ بكميات وافرة من الأسمدة السريعة الامتصاص والاستفادة، ففي أوروبا يسمدون حقول التبغ بالأسمدة العضوية كزبل المزارع والأسمدة الخضراء، أو الكسب الناتج عن عصر النباتات الزيتية، ولا يكتفون بذلك بل يضيفون الأسمدة الكيماوية أيضاً، فمن زبل المزارع يضعون كميات وافرة تتراوح بين 3000-6000 كغ في الدونم.
أما في تركية وبلاد الشام فيسمدون التبغ بربط الغنم أو الماعز في حواكيره أو حقوله 3-4 أسابيع، ومن لم يجد يجلب سماد هذه الماشية من الخارج ويفرشه، والواقع أن أفضل زبل عضوي تصلح به التربة هو بعر الماعز، ثم بعر الغنم لأن هذين النوعين أغنى بالآزوت والفسفور والبوتاس من روث الخيل وسرقين البقر وأقل منهما كمية من الكلورور، وقد دلت التجارب أن العناصر الثلاثة الأولى ولا سيما البوتاس منها لأزمة نمو التبغ بعكس الكلورور الذي هو ضار به ومقلل لاحتراقه.
هذا وسماد الماعز والغنم في بلاد الشام على شكلين: منه شتوي، ومنه صيفي، فالصيفي: يدعى لدى العامة (فرفور) هذا ما إن يكون من زبل الماعز أو الغنم أو صرفاً أو ممزوجاً بقليل من البول وهو أقل نفعاً من أمر التسميد إذا قورن بالصنف الآخر، لأنه يجمع من المرابط والحظائر (المقايل) المكشوفة ويكون آزوته قليلاً بسبب قلة البول الساقط عليه. والشتوي: يدعى (نكوب) وهو ما تجمع في الاصطبلات والزرائب المغطاة فيصبح كفراش للحيوانات في فصل الشتاء، تقضي الماعز أو الغنم عليه الأيام والليالي والطويلة في زمن الأمطار والبرد القارس، وإذا كان البول غنياً بالآزوت يمتزج بالسماد حتى يختمر به ويصبح النكوب بذلك عظيم الفائدة للتربة لما يشتمل عليه من كميات الآزوت الوفيرة على حالة توافق النبات موافقة تامة، فيسهل عليه أن يمتص ذلك العنصر من السماد ويتغذى به، ولذلك ترى أهل الخبرة يفضلون كثيراً الزبل الشتوي على الزبل الصيفي، كما يفضلون تبييت أي ربط الغنم والماعز في حقول التبغ فيجعلون في مساحة كل دونم نحو 50-60 رأساً مدة 3-4 أسابيع، ومن لم يستطع أن يربط قطعان الغنم يشتري النكوب من الرعاة أو من تجار هذه الأزبال، ويسمد أرضه به فيضع لكل دونم 1000-1500 كغ ، وذلك قبل الحراثة الثانية بقليل أي: خلال شهر كانون الثاني أو شباط.
وبعد فرش الزبل يدفن بحراثة سطحية، ويجب إجراء هذا التسميد كل ثلاث سنوات، وزمن وضع الزبل يؤثر في محصول التبغ تأثيراً كبيراً فإذا وضع كله في الربيع قبيل تشتيل الغراس بزمن قليل يظهر أثره السيء فوراً لأن الشتول النامية فوق الزبل الجديد يزداد نموها الخضري فتعلو سيقانها وتعرض أوراقها، لكن وجود أملاح البوتاس ووجود النفاسة المطلوبين في التبغ يقلان، والأفضل أن يقسم الزبل مناصفة، نصفه الطري قبل الشتاء ونصفه العتيق المختمر قبل الربيع.
وقد أثبتت التجارب أن كسب النباتات الزيتية المستعمل للتسميد نافع جداً يزيد نفاسة التبغ وقابلية احتراقه، كذا السماد الأخضر المؤلف من نباتات قرنية فإنه يزيد الآزوت الذي يكثر النيكوتين وقابلية الاحتراق.
أما الأسمدة الكيماوية فنفعها غني عن الإيضاح، فزراع التبغ في أوربا وأمريكا إذا لم يضعوا من الأسمدة العضوية أكثر من 1500-3000 كغ يضيفون إليها مقادير كافية من الأسمدة الكيماوية، ونذكر منها على سبيل المثال لا على سبيل القطع المزيج الآتي:
في الدونم بالكيلو غرامات 20 كبريتات الأمونياك، أو 20 نترات السودا، و37.5 سوبر فسفات، و20 كبريتات البوتاس، وهذه الأسمدة الكيماوية تنثر في شهر نيسان قبل غرس الشتول ببعض الزمن لتتمكن من الامتزاج بالتربة جيداً، ولكي لا تجففها أو تحرق جذورها الشتول، ويستحسن خلط هذا المزيج وإذابته في الماء وسقي الشتول التي تغرس بهذا المذوب، فإذا تم ذلك تعلق الشتول وتقوى أكثر وتنضج وتقطف في وقت أبكر.
وقد ثبت بتجارب الكيماوي الفرنسي شلوزينغ أن استعمال كلورور البوتاسيوم في تسميد التبغ لا يجوز، لأنه يمنع قابلية الاحتراق، فإذا أريد استعمال الأسمدة البوتاسية التي هي أساس خاصة الاحتراق يلجأ إلى مكان منها على هيئة الكبريتات والكربونات فقط، أما الأسمدة الآزوتية فإنها تنمي أوراق التبغ أحسن وتزيد ثقلتها ونفاستها ونسبة النيكوتين فيها، وإن كبريتات الأمونياك خاصة تزيد نسبة النيكوتين وقابلية الاحتراق في الأوراق حتى يسمع لها أجيج (تشرقط) ولكن زيادة هاتين الخاصتين تجعل طعم التبغ حاداً، ورائحته غير مقبولة.
وجملة القول: إن على التسميد ونوع الأسمدة ومقاديرها المعول في إقبال زراعة التبغ وطيبته، والتربة التي لا تصلح بالسماد يكون نباتها سقيماً وورقها ذابلاً، وإذا يبس ترى لونه شاحباً خالياً من القوة والدسامة يتفتت في أيدي العمال الذين يعلونه (يوضبونه) فيصعب حفظه في الطرود ، وإذا شربه الشارب وجد طعم دخانه خفيفاً يهيج الحلق، وبالعكس إذا زادت كمية السماد عن حدها نما ساق التبغ نمواً خضرياً بليغاً، وتكاثف ورقه وأفرط في الدسم والثخن فيصعب تجفيفه، وإذا جف يكون لونه قاتماً وملمسه خشناً، وهو يسمى حينئذ تبغاً برياً، ومتى اشتعل سمع له أجيج (تشرقط) وكان دخانه قليل الطعم والرائحة.
أما إذا كان التسميد معتدلا فيبلغ ساق النبات نمواً كافياً دون أن يتجاوز علوه متراً، ويكون الورق قليل الأعصاب والضلوع وافي النمو، وبعد تجفيفه تراه أشقر أو ذهبي اللون شفافاً لين الملمس مكتنزاً ثابتاً، وإذا فرمته وجدت تبغه رفيعاً قليل الفضلات، سهل الاحتراق دون أجيج ودخانه حر الطعم، ذكي يطيب في الحلق ويحلو.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|