تخمر التبوغ العراقية

ان عملية تجفيف التبغ وحدها لا يمكن باي حال من الاحوال ان تجعل التبغ صالحاً للاستعمال بشكل نهاني بل ان هذه العملية ما هي الا احدى المراحل التحضيرية للتبغ تحصل بنتيجتها على اوراق حادة الطعم تميل الى المرارة. ومن اجل ازالة هذه الظواهر غير المستحسنة التي تؤثر على صحة المدخن كان من الضروري ان تمر هذه التبوغ بمرحلة ثانية يطلق عليها التخمير.

وهناك نوعان من التخمير هما:

(أ) التخمير الطبيعي: عند استلام بالات التبغ من المزارعين يجري خزنها في المخازن الحديثة أثناء فصل الشتاء وبحلول فصل الربيع عندما يبدأ الجو بالدفء تبدأ فعاليات الانزيمات في أوراق التبغ عملها ويحدث التخمير. ومما هو جدير بالذكر ان فعاليات الانزيمات تكون على اشدها عندما تكون درجة الحرارة 25م والرطوبة النسبية 75٪ وتستمر عملية التخمير هذه الى نهاية حزيران. وبنتيجة هذه العملية تكون مواصفات أوراق التبغ يابسة سريعة التعرض للكسر وبذا يجب العناية التامة عند تقليب البالات او نقلها.

ان الاعتناء بالتبوغ و تنظيم مرحلة التخمير الطبيعي فيها بصورة فنية يؤدي الى الحصول على تبوغ جيدة تتصف بالميزات التالية:

(1) خفة وزن الورقة ـ وتختلف هذه الظاهرة بالنسبة لمقدار احتواء الاوراق على المواد العضوية. ففي الاوراق الغنية بهذه المواد نجد ان وزنها يقل كثيراً عما عليه في الاوراق الاخرى. وكلما كانت الاوراق غنية بالمواد العضوية كلها كان التخمير سريعاً وبالتالي خفة وزن الاوراق.

(٢) تغير لون الورقة – بعد حدوث عملية التخمير الطبيعي يتحول لون الاوراق من الاخضر الفاتح الى الاصفر الفاتح الغامق ومنه الى اللون الفاتح.

(3) يؤدي التخمير الى زيادة جودة التبغ.

(4) تزداد قابلية احتراق التبغ.

(5) تظهر لأوراق التبغ رائحة زكية وتكون ذات نكهة طيبة.

(ب) التخمير الصناعي : اما عملية التخمير الصناعي فتجري بوضع اوراق التبغ باقران خاصة تسمى (صالات التخمير) يتم خلالها تخمير اوراق التبغ ذات النوعية الواحدة وتكون درجة الحرارة في هذه الافران عادة 50 م والرطوبة 70% علماً بان هذه الطريقة تستعمل لاختصار الوقت وانها غير متبعة في العراق.