أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-13
944
التاريخ: 23-3-2017
649
التاريخ: 2024-03-13
803
التاريخ: 2023-06-28
1000
|
زراعة تبغ حسن كيف في قرية كفرسوسة
قرية كفرسوسة من أمهات قرى الغوطة الغربية قرب دمشق، اختصت بزراعة هذا الصنف من التبغ منذ القديم لا يعرف المعمرون من أهلها مبدأه، ويظن أن أصل هذا الصنف من قرية (حصن كيفا) التي على الدجلة شرقي مدينة ديار بكر وهو يزرع في مدينة عينتاب التركية ويصدر منها إلى مصر، ولا يزال التبغ العينتابي مستولياً على السوق حتى الآن لعدم كفاية محصول كفرسوسة ولقلة عناية أهل هذه القرية بزراعته كما ينبغي لأنهم يزرعون في أراضي مشجرة أو محاطة بالأشجار.
ولأنهم أولا: يقتحمون بينه الملفوف أو القرنبيط للانتفاع من عدم اقتراب حشرة المن من الملفوف أو القرنبيط المزروع بين التبغ.
ثانياً: للانتفاع من الملفوف أو القرنبيط كمحصول ثان يبقى في الأرض وحده بعد رفع التبغ فتكون الأرض أغلت موسمين.
وأهل كفرسوسة لو أتقنوا هذه الزراعة وخدمتها لفاق تبغهم التبغ العينتابي، وازدادت أرباحهم وسدوا قسماً كبيراً من حاجة مصر، لا سيما وبلادنا أقرب إلى مصر من قرب عينتاب منها والكمية التي تصدر إلى مصر فيما قيل هي (600000) كغ من هذا الصنف، بينما لا تصدر كفرسوسة أكثر من (25000) كغ تنتج في مساحة لا تزيد في القرية كلها عن (300) دونم، بعد أن كانت فيما مضى ثلاثة أضعاف ذلك.
إن فرق هذا الصنف عن الإستانبولي هو أنه يتطلب السقي، وذو أعصاب كبيرة وأوراق ثخينة ولون أخضر قاتم وسطح متجعد وطول (30) في عرض (25) سم، وهذا أعلى سطح، وقد يكون أصغر، وعلو الساق الأصلي 55-60سم، وعدد الأوراق 15 منها 3 تكعيبية و10 وسط و2 تربون، وفي تقرير (إدارة الريجي) أنه من جنس Nicotiana rustica الذي منه نوع ذو أوراق مستديرة اسمه أرباساتنا يزرع في إيطاليا وكورسيكا، ونوع ذو أوراق بيضية الشكل يزرع خاصة في بافاريا، وقال: وإلى هذا النوع ينتمي حسن كيف المزروع في عينتاب ودمشق، ولما كان هذا التبغ بحاجة إلى الهواء الجاف فهو لا يمكن زرعه في محافظة اللاذقية.
قلت: بل يزرع على قلة في منطقة التركمان شمالي اللاذقية، كما يزرع بعلاً في جبل الدروز وخاصة في قرى نجران ومفعلة وعتيل.
الاستعمال
إن لتبغ حسن كيف خواصاً ليست في غيره من التبغ الذي يستعمل في المضغة والنشوق وذلك لوفرة النيكوتين فيه، ولا يطلب من هذا التبغ أن يكون ذا رائحة ذكية عند الاحتراق، ولا أن يكون ذا لون أشقر كما هو مطلوب في تبلغ التدخين، ولذلك فإن تبغ حسن كيف هو أنسب صنف لهذا الأمر، لأنه يستعمل على عدة أشكال، فعند تصديره إلى مصر إما أن يخلط مسحوقه بالعسل أو بالمادة المكيفة المعروفة بالحشيش ويدخن بالتاجيل وإما أن يدق ورقه دقاً خشناً ويمزج بالنطرون ويصنع (مضغة) يضعها المبتلون تحت الشفة فيكيفون أنفسهم بها، وإما أن يستعمل للنشوق (العطوس) وهو خاص بذلك، لكثرة النيكوتين الموجود فيه، وحين صنع العطوس يضاف إليه النطرون ورائحة عطرية، وإما أن يضاف إلى التبغ التدخين شيء منه، وذلك لتزييد تأثيره وقوته.
وفي كفر سوسة صنفان من حسن كيف، الأول: قديم البلدي، والثاني: الجلب العينتابي الذي دخل منذ أربعين سنة، والفرق بينهما ارتفاع البلدي وضخامة العنتابي، ويقول أهل كفر سوسة الذين أخذنا هذه المعلومات منهم: إنه كان في قريتهم أصناف أخرى من التبغ والتنباك، قضت عليها إدارة الريجي.
التربة
يجود تبغ حسن كيف في أراضي البساتين السليخ أي: الخالية من الأشجار، لأن جودته تقل في الظل، وهذا ما دعا لإزالة أكثر أشجار الزيتون وغيرها من أراضي كفر سوسة، ويجود أكثر في الأتربة الخاصة الغنية المسمدة بالأزبال وهو ما يعمل في عينتاب، حيث يسمدونه بالزبل البلدي بكثرة، بينما في كفر سوسة لا يعملون ذلك خوفاً من (الحالوش) الذي يكثر في أراضي كفر سوسة، بل هم يزرعونه في أتربة غنية بالأسمدة المعطاة للزروع السابقة له.
طرائق تكثير وخدمة تبغ حسن كيف
يزرع أهل كفر سوسة هذا التبغ إما مباشرة في أرضه دون تشتيل، وهم يدعون ذلك (اماية) من كلمة ام، او يستنبتونه في مشتلة (دندانة) ثم يغرسون الشتل الحاصل في حقل خاص، ولا فرق لديهم بين هذه الطريقة وتلك، وشأنهم في ذلك ما يأتونه للبندورة والباذنجان.
وأوان زرع البذور في كفر سوسة من منتصف شباط حتى أواخره، وأهلها في طريقة التشتيل لا يستعملون المراقد الأوربية حتى ولا المساكب المرتفعة المستطيلة التي تسقى بالرشاش، بل إن مشاتلهم لا تختلف عن المساكب الخضروات، أبعادها 3*2 أو 2×4 من الأمتار، وهم يحرثونها بالمرور حرثاً عميقاً وينعمون تربتها جيداً، فإذا أتموا ذلك زرعوا البذور نثراً فتنبت خلال 8-10 أيام.
أما الخدمة بعد الزرع فهي تنسيل الأعشاب الغريبة، السقي بطريقة الغمر من مجاري البساتين كل أسبوع مرة، وإذا توالى المطر يفسحون هذه المدة.
تنقل الشتول إلى حقل التبغ من منتصف نيسان إلى أواخر أيار وحينما يبلغ طول الشتلة 8-10 سم، فإذا قصدوا ذلك يسقون المساكبة من المساء ويرطبونها، وفي صباح اليوم التالي يقلعون الشتول، ويجمعون كل 50-60 شتلة منها في جرزة.
وأحسن الزروع التي تسبق تبغ حسن كيف هي الفول ثم الحبوب، وقيل: إن البيقية والحلبة لا توافقانه، أما تحضير أرض الحقل المعد لهذا التبغ فتكون بحراثتها قبل الغرس ببضعة أيام مرة واحدة، ثم يعقبونها بحراثة أخرى حين عمل الخطوط (وهذه يدعونها طواريق جمع طاروق) والمتون (وهذه يدعونها أصابع) فيغرسون الشتول على جوانبها بحيث يبقى بين السطر والسطر 30 سم، وبين الشتلة والشتلة 25 سم، وهذا التكثيف خوفاً من الحالوش، وإلا فالمسافة الأوسع أنسب، والغرس يكون في أرض موحلة كما تغرس شتول البندورة والباذنجان.
أما الخدمة بعد الغرس فهي: بعد أسبوع يشرع بإسقاء التبغ كل 4-5 أيام مرة، ثم كلما تقدم بالعمر كل 7-8 أيام مرة، ويقدرون أن عدد سقيات (عدادين) هذا التبغ خلال حياته التي تمتد خمسة أشهر هو 20-22 سقية، وهم بعد السقية الأولى يدخلون ويكسرون المتون (ويدعون هذه العملية طريشة) ويمهدون سطح الأرض، وبعد هذا التمهيد وقبل السقية التي تليه ببضع ساعات يضعون كمية خفيفة من الزبل البلدي بسبب صغر البادرات (وهذا هو التسميد الأول) ثم بعد السقية الثانية بأسبوع تقريباً يأتون (التسميد الثاني) ويجعلونه أثقل من الأول، وبعد السقية يأتون الثالثة يأتون (التسميد الثالث) وفى المرة الرابعة يضعون السماد الكيماوي (كبريتات الأمونياك) ينثرونه حول البادرات.
العزق: وهم قبل كل تسميد يعزقون الأرض عزقاً خفيفاً بحيث يكسرون القشرة فقط أي: أنهم كل 10 أيام يجرون نكشة وتعميرة على حد قولهم أي: عزقاً وتسميداً.
البندقة : هذه العملية تشمل أولا: نزع النورة النامية على رؤوس السيقان.
ثانياً: نزع البراعم النامية في آباط الأوراق، ينزعونها بأيدي النساء 6-7 مرات كلما ظهرت، لأنها تختلف وتجدد مراراً.
رفع التكعيبات: بعد انتهاء عمليات البندقة يرفعون الأوراق السفلى القريبة من كعب النباتات عقب اصفرارها.
النضج والجني
يبدأ النضج منذ 15 أيلول لكن أشده يحصل في أواخره، والنباتات الأمهات أي: تلك النامية من البذور مباشرة تنضج باكراً والنامية من الشتول تتأخر إلى أواسط تشرين الأول، ويعرف النضج باصفرار الأوراق العليا الذي يدل على توقف الجذور عن إرضاع الساق وفروعها.
أما الجني: فيسمونه (القطاف) (قلاسة) ويقوم به النساء، تأتي الامرأة العاملة إلى نباتات الناضجة وتقبض على عنق الورقة باليدين وتدفعها إلى أسفل، ثم تنتقل إلى غيرها حتى تمتلئ يدها بالورق، فإذا تم ذلك تضع ما جمعته في قفة في جانبها، فإذا امتلأت القفة تحملها إلى أرض المسطاح.
أرض المسطاح
تهيأ هذه الأرض بالحرث والتنعيم والتمهيد، وفي أرض المسطاح يجعلون الورق المقطوف أكواماً مدة يومين، ثم يفرشونه على شكل طبقة غير سميكة (2-3 أوراق) ويتركونه بضعة أيام ريثما تصفر الأوراق أو تكتسب اللون المرغوب، ثم يعودون إلى تقليبه وقت الندى وحين طلوع الشمس فيبقى مقلوباً بضعة أيام أخرى، كل ذلك لأجل أن يجف وتتلون وجوهه كلها بلون واحد بتأثير ضياء الشمس، ويعرف انتهاء الجفاف عنق الوقة.
التخصير
بعد انتهاء الجفاف والتلون ويحملون الورق إلى البيوت في الصباح الباكر وقت الندى، وفي البيوت ينضد بعضه فوق بعض بحيث تكون أعناق الورق إلى الخارج مبتعد بعضها عن بعض، ثم يجعل حزماً (مشتاكيك) تربط بخيوط القنب، وتجعل هذه الحزم كومة بهيئة الصناديق فتبقى 3-4 أيام ريثما تحمى الأوراق غير الجافة، لأن الجافة لا تحمو، فإذا سخنت وحمات يعاد تقليب الأوراق أو يعاد تفريدها، ويعرف الحمو بمد اليد وفحص ورقتين أو ثلاث، ثم يصبر نحو عشرة أيام أخرى ريثما يبرد الورق ويزول الحمو منه ويثبت اللون وتفوح الرائحة، وهذا يسمى (عملية التخمير) وهكذا يعاد الفحص كل 10-15 يوماً مرة ويعاد التقليب إلى أن يصير الورق تبغاً أصولياً ذا رائحة مطلوبة معداً للبيع، ويجب الحذر من الأوراق التي تسقط من الحزم والأوراق السفلى التي تسمى (تكعيبة) ومن وضع الأوراق الضعيفة مع الجيد من التبغ إذ تقل حينئذ مزيته ولا يرغب فيه في الأسواق التجارية.
الغلة
ينتج الدونم الواحد من ورق حسن كيف المجفف المعد للبيع نحو 80 كغ، وهذا هو رقم المعدل المعتبر لدى إدارة الريجي، لكنه إذا اعتني به قد يصل إلى 150 وربما إلى 200 كغ.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|