سلوك الشرب عند الابقار (الانماط السلوكية في الابقار)

يعتمد سلوك الشرب على كمية المياه الكلية التي تحاول الابقار الحصول عليها سدا لاحتياجات جسمها سواء عن طريق الشرب او عن طريق المواد الغذائية التي تتناولها. وعادة ما تشرب الابقار من (1-4 مرات) في اليوم، وذلك في ظروف المناخ المعتدلة والمناسبة للحيوان، بينما تزداد عدد مرات الشرب اليومية كلما ارتفعت درجة حرارة الجو او عندما يتغذى الحيوان على علائق مركزة.

وتستعمل الابقار في شربها المخطم، ويلاحظ ان الحيوان يحتفظ بفتحتي الانف فوق مستوى سطح الماء اثناء عملية الشرب.

وهناك فترات معينة تفضل فيها الابقار الشرب خلال اليوم، وذلك مثل الصباح وبعد الظهر او في المساء، ولكنها نادرا ما تشرب اثناء الليل او في الغروب.

وكما ان درجة حرارة الجو المحيطة بالحيوان تلعب دورا مهما في تحديد كمية المياه وعدد مرات الشرب اليومية التي يستهلكها الحيوان، فان نوعية المرعى ايضا لها تأثير على سلوك الشرب في الابقار. فعلى سبيل المثال نلاحظ ان الابقار تكثر من مرات شربها اليومية عندما ترعى على نباتات متقدمة في النمو، حيث تقل فيها نسبة الرطوبة، بينما تقلل من معدلات شربها في حالة رعيها في المراعي الحديثة ذات النباتات والحشائش الصغيرة النمو نسبيا، والتي عادة ما تكون نسبة الرطوبة فيها عالية.

اما في حالة تقديم علائق مركزة بكثرة للحيوانات كما هو الحال اثناء وجودها في الحظائر فان الحيوانات تستهلك كمية اكبر من مياه الشرب مما تستهلكه في ظروفها العادية اثناء تواجدها في المرعى.

اما بالنسبة للأبقار الحلابة فان احتياجاتها من الماء عالية جدا، حيث تشرب الابقار الحلابة كميات كبيرة من المياه عقب الحلب خاصة عقب حلبة المساء، وتعتبر زيادة استهلاك المياه للأبقار الحلابة من الامور الطبيعية، خاصة اذا ما علمنا ان اللبن يحتوي في تكوينه على حوالي 88% ماء، وهذا ما يجعل الابقار الحلابة تكثر من شربها كلما سمحت لها الظروف بذلك، ولذا يجب ان نوفر لها دائما الماء امامها.

يجب توفير مصدر نظيف ومستمر للماء في المزرعة لأنه اذا اعطتنا البقرة 40 لترا من اللبن في اليوم فكم لترا من الماء يحتاجها هذا المصنع لإنتاج هذا الكمية من اللبن؟

وهناك العديد من العوامل المهمة التي تؤدي في النهاية الى زيادة او نقص معدلات الشرب اليومية في الحيوان، فهناك: درجة حرارة الجو، وحالة الحمل، وانتاج اللبن، السلالة الحيوانية (تحتاج الانواع الاوربية الى كميات اكثر من المياه عن الانواع الاستوائية في ظروف البيئة الحارة او شديدة الحرارة)، وعمر الحيوان، حجم الحيوان، ونوع المرعى او المواد الغذائية التي تقدم للحيوان من ان الى اخر، ونسبة الاملاح فيها.

كما تؤثر نوعية الغذاء المقدم للحيوان على كمية الماء التي يشربها الحيوان في اليوم، فاذا كانت العليقة غنية بالبروتين فان الحيوان يحتاج الى كمية كبيرة من مياه الشرب عن كمية المياه التي يحتاجها هذا الحيوان نفسة اذا ما قدمت اليه عليقة اخرى نسبة البروتين فيها منخفضة.