المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

هل تعد خنافس الكاربيد الأرضية مفترسات مهمة؟
27-3-2021
تركيبه الغلاف الجوي
1-1-2016
أميد الصوديوم Sodium Amide :
13-9-2016
الاماكن المستثناة من القصر في الصلاة
9-12-2015
معنى كلمة كثر
7-6-2022
آداب الطريق / خدمة المسافرين‏
2024-01-03


الأسرة والمدرسة والتعاون بينهما (1)  
  
7257   10:38 صباحاً   التاريخ: 2-1-2017
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص289-291
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016 2731
التاريخ: 8-6-2017 13921
التاريخ: 11-2-2017 3982
التاريخ: 21/11/2022 1193

 يجب أن يكون هناك تعاون بين الأسرة والمدرسة حتى تصلا بتربية الطفل إلى الهدف المنشود  وحتى لا يحدث بينهما تناقض يترتب عليه تفكك في شخصية الطفل, وفقدان الثقة في المدرسة أو الاسرة أو كليهما .

ومن مظاهر هذا التعاون بين الأسرة والمدرسة, أن تحترم الأسرة نظام المدرسة وتعليماتها  وذلك بمساعدة التلاميذ على الحضور إلى المدرسة في المواعيد المحددة حتى لا تتعطل وظيفتها  ويحرم التلاميذ من التربية والتعليم. ويحب أن يتم التعاون كذلك في ميدان المعلومات وطريقة المعاملة حتى تكون المدرسة استمراراً للبيت وما فيه لتقليل حدوث المشاكل داخل المدرسة  وتلجأ المدارس الحديثة حالياً إلى تدعيم هذا التعاون عن طريق تكوين مجالس الآباء وبناتهم وما يقومون به داخل المدارس. كما تعمل المدارس الحديثة على تنمية روح التزاور بين التلاميذ والتعارف بين أسرهم, وبينهم وبين الهيأة المدرسية من ناحية أخرى, للاطلاع على ظروف التلاميذ في أسرهم .

وتخالف التربية المدرسية التربية الأسرية من حيث نفوذها في الأطفال وأثرها في تهذيب أخلاقهم وتكوين عاداتهم, وتظهر هذه المخالفة فيما يلي (2) :

1ـ السيطرة في كل من المدرسة والأسرة فسيطرة المدرس عادة أقل من سيطرة الوالدين, لأن الطفل منذ نشأته يرى أن والديه هما اللذان يعولانه, ويقومان بحاجاته, فيعتقد أنه معتمد عليهما كل الاعتماد, وان حاجته إليهما أشد من حاجته إلى غيرهما من مدارس أو غيره, وبالإضافة إلى ذلك نجد أنه إذا عومل بقسوة وشدة من المدرسة اشتكى إلى والديه .

2ـ المعاملة المدرسية والأسرية: إن أساس النظام المدرسي: العدل والمساواة؛ لأن جميع التلاميذ في صلتهم بالمدرس سواء, فهو يساوي بينهم في الثواب والعقاب كل بما كسبت يداه وأحبهم إليه أصلحهم. أما الآباء فقد تضطرهم الشفقة والعاطفة الأبوية إلى التغاضي عن ذنوب أبنائهم. والأسرة فإنها تعامل الطفل في أول نشأته بالرحمة والرأفة, حتى إذا كبر حاسبته على أعماله بدقة وأخذته بشدة. أما المدرسة فإنها تعلن من أول الأمر نظامها الذي يألفه المتعلم ويخضع له راضياً.

3ـ أثر كل من المدرسة والأسرة في التهذيب: من الصعب الحكم بأن أخلاق المتعلم نتيجة لنفوذ الأسرة أو المدرسة, فلكل منهما أثره, وقد يقوى أحدهما فيتغلب على الثاني, ولكن مما لا شك فيه أن التكوين الخلقي الأول للأسرة أسبق من تكوين المدرسة, وله أثر في سلوك المتعلم طوال حياته.

4ـ التكلف والحرية في المدرسة والأسرة: جرت العادة أن يكون التلميذ في المدرسة متكلفاً في كل مظاهره, وأنه غير طبيعي في سلوكه وأخلاقه, بينما تنكشف في المنزل أخلاقه على حقيقتها, والمدرسة الحديثة ترمي إلى أن يكون الطفل تلقائياً في سلوكه, وان يشعر بالحرية الكافية التي تمكنه من أن يسلك سلوكاً طبيعياً لا كلفة فيه ولا تصنع, حتى تتاح الفرصة لإصلاحه وتوجيهه.

5ـ كثرة الفرص لإظهار الميول وتوجيهها: المفروض أن المدرسة هي المكان المهيأ للتربية،  عن طريق مختصين يخلقون للأطفال الفرص الكثيرة المناسبة للكشف عن ميولهم, وبذلك يشجعها المدرسون ويوجهونها الوجهة السليمة, بينما لا يتيسر ذلك إلا في الأسر المثقفة , التي يعني الاباء فيها بأبنائهم عناية خاصة .

______________

1ـ صالح عبد العزيز, وعبد العزيز عبد المجيد , التربية الحديثة , الجزء الثالث , دار المعارف بمصر , القاهرة , 1975 , ص90 – 93 .

2ـ المصدر السابق , ص94 – 95 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.