المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4890 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



شواهد حول دلالة حديث الغدير  
  
1207   07:44 صباحاً   التاريخ: 23-11-2016
المؤلف : آية الله الشيخ أبوطالب التبريزي
الكتاب أو المصدر : شبهات حول الشيعة
الجزء والصفحة : ص51 -103
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / امامة الامام علي عليه السلام /

الشاهد الأول : مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجماهير الناس قبل إيراد هذا المقال بقوله (ألست أولى بكم من أنفسكم) ثم فرع عليه بقوله ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فإن أخذ الاقرار منهم بكونه أولى بهم من أنفسهم قبل قوله من كنت مولاه فعلي مولاه ، لا يكون إلا لأجل أحد أمرين ، إما لأجل تحقيق شرط القضية وإقرارهم بتحققه ليترتب عليه تاليها فيتعين إرادة معنى الأولى من لفظ المولى دون غيره من معانيه ، فالمعنى ألست أولى بكم من أنفسكم فمن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، وإما لأجل إلزامهم بأن لا يأبوا ما يريد أن يعقبه بجعله الزعيم عليهم والمتصرف في شؤونهم . فليس مفاده حينئذ إلا توليه علي عليه السلام عليهم ، فتتعين إرادة ما هو متضمن لمعنى التسلط من معاني كلمة المولى كالسيد والمتصرف دون غيره من معانيه .

وعلى كلا التقديرين فالحديث يدل على كون علي عليه السلام نافذ التصرف فيهم ، يجب عليهم الانقياد له ، ولا يجوز منعه عن التصرف في شؤونهم .

أقول : وقد روى قوله صلى الله عليه وآله ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) بعد قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( ألست أولى بكم من أنفسكم ) بألفاظ متقاربة ، الكثيرون من علماء الفريقين ، منهم : 1 - أحمد بن حنبل . 2 - ابن ماجة . 3 - النسائي . 4 - الشيباني . 5 - أبو يعلى . 6 - الطبري . 7 - الترمذي . 8 - الطحاوي . 9 - ابن عقدة . 10 - العنبري . 11 - أبو حاتم . 12 - الطبراني . 13 - القطيعي . 14 - ابن بطة . 15 - الدار قطني . 16 - الذهبي . 17 - الحاكم. 18 - الثعلبي . 19 - أبو نعيم . 20 - ابن السمان . 21 - البيهقي . 22 - الخطيب . 23 - السجستاني . 24 - ابن المغازلي . 25 - الحسكاني . 26 - العاصمي . 27 - الخلعي . 28 - السمعاني . 29 - الخوارزمي . 30 - البيضاوي . 31 - الملا . 32 - ابن عساكر . 33 -أبو موسى . 34 - أبو الفرج . 35 - ابن الأثير . 36 - ضياء الدين . 37 - قز أوغلي . 38 - الكنجي . 39 - التفتازاني . 40 - محب الدين . 41 - الوصابي . 42 - الحمويني . 43 - الإيجي . 44 - ولي الدين . 45 - الزرندي . 46 - ابن كثير . 47 - الشريف . 48 - شهاب الدين . 49 - الجزري . 50 - المقريزي . 51 - ابن الصباغ . 52 - الهيثمي . 53 - الميبدي . 54 - ابن حجر . 55 - أصيل الدين . 56 - السمهودي . 57 - كمال الدين . 58 - البدخشي . 59 - الشيخاني . 60 - السيوطي . 61 - الحلبي . 62 - ابن كثير . 63 - السهارنيوري . 64- ابن حجر المكي .

الشاهد الثاني : دعاؤه صلى الله عليه وآله بعد إلقاء هذا المقال في حق علي عليه السلام بقوله (اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ) المروي بطرق كثيرة في آخر الحديث فإنه يدل على أن الأمر الذي بلغه في حق علي يحتاج إلى النصرة والموالاة له ، وأنه سيكون له أعداء وخاذلون ، ويدل أيضا على عصمته ، وأنه لا يقدم على أمر إلا في رضا الله تعالى .

الشاهد الثالث : الإخبار الواردة بطرق كثيرة ، الدالة على نزول قوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } [المائدة: 3] في تلك المناسبة ، فإن ما يكون سببا لكمال الدين وتمام النعمة على المسلمين ليس إلا ما كان من أصول الدين ، التي بها يتم نظام الدنيا والدين وتقبل الأعمال، ويؤيد هذه الأخبار ما في بعض طرق الحديث من أنه صلى الله عليه وآله قال عقيب لفظ الحديث ( الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ، ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب) وفي بعض الطرق ( وتمام دين الله بولاية علي بعدي ) .

الشاهد الرابع : الأخبار الدالة على نزول قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] الآية في قضية غدير خم فهي تدل دالة على أهمية ما أمر بتبليغه فيها بحيث كان تركه مساوقا لترك الرسالة ، وأنه من أصول الإسلام، ولكنه ليس التوحيد والنبوة والمعاد ، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بلغها من بدء رسالته ، فلا يبقى إلا إمامة علي عليه السلام التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحذر في تبليغها عن مخالفة الناس ، ولذلك قال له الله تعالى {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.

الشاهد الخامس : الأخبار الواردة في نزول قوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } في واقعة الغدير بعد تبليغ ولاية علي عليه السلام ، فهي تدل على أن إكمال الدين وإتمام نعمة الإسلام كان بتبليغ ولاية علي عليه السلام وإمامته .

الشاهد السادس : قوله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض طرق الحديث ( إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني ) .

الشاهد السابع : إلقاء هذا المقال الشريف عقيب أخذ الشهادة منهم بالوحدانية والشهادة بالنبوة ، كما هو المذكور في كثير من طرق الحديث ، مما يدل على أن ما أفاده بهذا المقال أمر مهم يبتني عليه الإسلام .

الشاهد الثامن : أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال قبله ( أنه يوشك أن أدعى فأجيب ) وهذا يدل على مخافته من ترك أمر مهم يجب عليه تبليغه قبل ارتحاله ، وهل هو إلا ولاية علي .

الشاهد التاسع : أنه صلى الله عليه وآله قال بعد تبليغ الولاية لجماهير المسلمين ( فليبلغ الحاضر الغائب ) فيدل هذا اهتمامه الشديد في إيصال هذا الموضوع إلى جميع المسلمين ، لم يكن معلوما لهم جميعا .

الشاهد العاشر : أنه قال صلى الله عليه وآله بعد تبليغ الولاية ( اللهم أنت شهيد عليهم أني قد بلغت ونصحت ) فدل على أنه قد بلغ أمرا جليلا عظيما خطيرا وأداه إلى الناس ، وأتم الحجة عليهم ، وأفرغ ذمته بأدائه .

الشاهد الحادي عشر : القرائن الحالية ، وهي كثيرة واضحة الدلالة على المقصود ، كنزوله صلى الله عليه وآله في حر الهجير ، وقد ذكر حفاظ الحديث وأئمة التاريخ أن شدة الحر كانت إلى حد أن بعض الناس وضع ثوبه على رأسه ، وبعضهم كان يلفه برجله ، وبعضهم استظل بنافته ودابته ، وبعضهم استظل بالصخور . ثم ترتيب النبي صلى الله عليه وآله منبرا مرتفعا من الأقتاب أو الأحجار ، حتى يشرف على المسلمين ، الذين قدرهم بعض من المؤرخين بسبعين ألفا ( 70000 ) وبعضهم بثمانين ألفا ( 80000 ) وبعضهم بمأة ألف ( 100000 ) . ثم أمره صلى الله عليه وآله برجوع من تقدم ، وتوقف من تأخر . ثم ما رواه الجمهور من أنه صلى الله عليه وآله أخذ عليا معه على المنبر وأمسك بيده ورفعها حتى بان بياض إبطيه بمجمع من الناظرين .

الشاهد الثاني عشر : بيعة الناس لعلي ومصافقتهم بيده ، وتهنئتهم النبي صلى الله عليه وآله وعليا ورووا أن أول من قام بالتهنئة والبخبخة عمر بن الخطاب ، وقد ورد حديث تهنئته لعلي عليه السلام بطرق كثيرة تربو على الستين ، فقد روى الحافظ أبو سعيد النيسابوري المتوفى سنة 407 في كتابه شرف المصطفى على ما في الغدير ، بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل ، وبإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري ولفظه ( ثم قال النبي هنئوني هنئوني أن خصني الله بالنبوة ، وخص أهل بيتي بالإمامة ) فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال : طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .

وروى المؤرخ الطبري في كتاب الولاية بإسناده عن زيد ابن أرقم أن النبي صلى الله عليه وآله قال ( قولوا أعطيناك على ذلك عهدا من أنفسنا وميثاقا بألسنتا وصفقة بأيدينا ، نؤديه إلى أولادنا وأهالينا ، لا نبغي بذلك بدلا ) إلخ .

وروى صاحب كتاب روضة الصفا - ج 1 ص 173 ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جلس في خيمة وأجلس أمير المؤمنين عليا عليه السلام في خيمة أخرى ، وأمر الناس بأن يهنئوا عليا في خيمته، ولما ختم تهنئة الرجال أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه .

وقال الغزالي في كتاب سر العالمين في المقالة الرابعة ما لفظه ( ولكن أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته عليه السلام في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فقال عمر : بخ بخ لك يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، فهذا تسليم ورضى وتحكيم ، ثم بعد هذا غلب الهوى بحب الرياسة ، وحمل عمود الخلافة ، وعقود البنود ، وخفقان الهواء في قعقعة الرايات ، واشتباك ازدحام الخيول ، وفتح الأمصار، سقاهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الأول ، فنبذوا الحق وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ) انتهى.

الشاهد الثالث عشر : واقعة الحارث بن النعمان الفهري ، وقد رواها جم كثير منهم الثعلبي في تفسيره ، أنه لما كان رسول الله بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا ، فأخذ بيد علي . وقال ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فشاع ذلك في كل بلد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقة له حتى أتى الأبطح ، فنزل عن ناقته وأناخها وعقلها ، ثم أتى النبي وهو في ثلة من الصحابة فقال ( يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه ، وأمرتنا بالحج فقبلناه . ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا فقلت ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فهذا شئ منك أم من الله ؟ فقال صلى الله عليه وآله ( والله الذي لا إله إلا هو ، أن هذا إلا من الله) فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله . انتهى . وقد روي بعدة طرق كثيرة أن قوله تعالى ( سأل سائل بعذاب واقع ) نزل في هذه الحادثة .

الشاهد الرابع عشر : استئذان حسان بن الثابت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أن ينظم الواقعة ، وشعره متواتر نقلته كتب الفريقين ، قال :

يناديهم يوم الغدير نبيهم * نجم وأسمع بالرسول مناديا

فقال فمن مولاكم ونبيكم ؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت نبينا * ولم تلق منا في الولاية عاصيا

فقال له : قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أتباع صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا

قال ابن الجوزي وأبو عبد الله الكنجي الشافعي : فقال له النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : (يا حسان لا تزال مؤيدا بروح القدس ما كافحت عنا بلسانك ) . وقال قيس بن عبادة الأنصاري وأنشدها بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفين . قلت

لما بغى العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل

وعلى إمامنا وإمام لوانا * أتى به التنزيل

يوم قال النبي من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب جليل.

الشاهد الخامس عشر : أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام جاء إلى رحبة الكوفة بمجتمع الناس واستنشدهم على هذا الحديث ردا على مخالفيه في أمر الخلافة ، فقال ( أنشد الله رجلا سمع النبي يوم غدير خم يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فقام جماعة وشهدوا بالحديث ، وقد كثر نقل هذه المناشدة بحيث كاد أن يبلغ حد التواتر أو بلغ .

فمنها ما رواه الحمويني في فرائد السمطين : فقام زيد بن أرقم ، والبراء بن عازب ، وسلمان ، وأبو ذر فقالوا : نشهد لقد حفظنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قائم على المنبر وهو يقول ( أيها الناس إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي ، والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته ، فقرن بطاعته طاعتي ، وأمركم بولايته ) إلخ .

الشاهد السادس عشر : وقوع التعبير عن هذه الواقعة في بعض الأحاديث بالنصب وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصب عليا عليه السلام لمقام الولاية . ومن الواضح أنه لا يعبر عن مجرد إثبات المحبة بالنصب .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.