أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-08-2015
1144
التاريخ: 11-4-2017
888
التاريخ: 9-08-2015
958
التاريخ: 11-3-2018
1106
|
الشاهد الأول : مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجماهير الناس قبل إيراد هذا المقال بقوله (ألست أولى بكم من أنفسكم) ثم فرع عليه بقوله ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فإن أخذ الاقرار منهم بكونه أولى بهم من أنفسهم قبل قوله من كنت مولاه فعلي مولاه ، لا يكون إلا لأجل أحد أمرين ، إما لأجل تحقيق شرط القضية وإقرارهم بتحققه ليترتب عليه تاليها فيتعين إرادة معنى الأولى من لفظ المولى دون غيره من معانيه ، فالمعنى ألست أولى بكم من أنفسكم فمن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، وإما لأجل إلزامهم بأن لا يأبوا ما يريد أن يعقبه بجعله الزعيم عليهم والمتصرف في شؤونهم . فليس مفاده حينئذ إلا توليه علي عليه السلام عليهم ، فتتعين إرادة ما هو متضمن لمعنى التسلط من معاني كلمة المولى كالسيد والمتصرف دون غيره من معانيه .
وعلى كلا التقديرين فالحديث يدل على كون علي عليه السلام نافذ التصرف فيهم ، يجب عليهم الانقياد له ، ولا يجوز منعه عن التصرف في شؤونهم .
أقول : وقد روى قوله صلى الله عليه وآله ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) بعد قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( ألست أولى بكم من أنفسكم ) بألفاظ متقاربة ، الكثيرون من علماء الفريقين ، منهم : 1 - أحمد بن حنبل . 2 - ابن ماجة . 3 - النسائي . 4 - الشيباني . 5 - أبو يعلى . 6 - الطبري . 7 - الترمذي . 8 - الطحاوي . 9 - ابن عقدة . 10 - العنبري . 11 - أبو حاتم . 12 - الطبراني . 13 - القطيعي . 14 - ابن بطة . 15 - الدار قطني . 16 - الذهبي . 17 - الحاكم. 18 - الثعلبي . 19 - أبو نعيم . 20 - ابن السمان . 21 - البيهقي . 22 - الخطيب . 23 - السجستاني . 24 - ابن المغازلي . 25 - الحسكاني . 26 - العاصمي . 27 - الخلعي . 28 - السمعاني . 29 - الخوارزمي . 30 - البيضاوي . 31 - الملا . 32 - ابن عساكر . 33 -أبو موسى . 34 - أبو الفرج . 35 - ابن الأثير . 36 - ضياء الدين . 37 - قز أوغلي . 38 - الكنجي . 39 - التفتازاني . 40 - محب الدين . 41 - الوصابي . 42 - الحمويني . 43 - الإيجي . 44 - ولي الدين . 45 - الزرندي . 46 - ابن كثير . 47 - الشريف . 48 - شهاب الدين . 49 - الجزري . 50 - المقريزي . 51 - ابن الصباغ . 52 - الهيثمي . 53 - الميبدي . 54 - ابن حجر . 55 - أصيل الدين . 56 - السمهودي . 57 - كمال الدين . 58 - البدخشي . 59 - الشيخاني . 60 - السيوطي . 61 - الحلبي . 62 - ابن كثير . 63 - السهارنيوري . 64- ابن حجر المكي .
الشاهد الثاني : دعاؤه صلى الله عليه وآله بعد إلقاء هذا المقال في حق علي عليه السلام بقوله (اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ) المروي بطرق كثيرة في آخر الحديث فإنه يدل على أن الأمر الذي بلغه في حق علي يحتاج إلى النصرة والموالاة له ، وأنه سيكون له أعداء وخاذلون ، ويدل أيضا على عصمته ، وأنه لا يقدم على أمر إلا في رضا الله تعالى .
الشاهد الثالث : الإخبار الواردة بطرق كثيرة ، الدالة على نزول قوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } [المائدة: 3] في تلك المناسبة ، فإن ما يكون سببا لكمال الدين وتمام النعمة على المسلمين ليس إلا ما كان من أصول الدين ، التي بها يتم نظام الدنيا والدين وتقبل الأعمال، ويؤيد هذه الأخبار ما في بعض طرق الحديث من أنه صلى الله عليه وآله قال عقيب لفظ الحديث ( الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ، ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب) وفي بعض الطرق ( وتمام دين الله بولاية علي بعدي ) .
الشاهد الرابع : الأخبار الدالة على نزول قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] الآية في قضية غدير خم فهي تدل دالة على أهمية ما أمر بتبليغه فيها بحيث كان تركه مساوقا لترك الرسالة ، وأنه من أصول الإسلام، ولكنه ليس التوحيد والنبوة والمعاد ، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بلغها من بدء رسالته ، فلا يبقى إلا إمامة علي عليه السلام التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحذر في تبليغها عن مخالفة الناس ، ولذلك قال له الله تعالى {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.
الشاهد الخامس : الأخبار الواردة في نزول قوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } في واقعة الغدير بعد تبليغ ولاية علي عليه السلام ، فهي تدل على أن إكمال الدين وإتمام نعمة الإسلام كان بتبليغ ولاية علي عليه السلام وإمامته .
الشاهد السادس : قوله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض طرق الحديث ( إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني ) .
الشاهد السابع : إلقاء هذا المقال الشريف عقيب أخذ الشهادة منهم بالوحدانية والشهادة بالنبوة ، كما هو المذكور في كثير من طرق الحديث ، مما يدل على أن ما أفاده بهذا المقال أمر مهم يبتني عليه الإسلام .
الشاهد الثامن : أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال قبله ( أنه يوشك أن أدعى فأجيب ) وهذا يدل على مخافته من ترك أمر مهم يجب عليه تبليغه قبل ارتحاله ، وهل هو إلا ولاية علي .
الشاهد التاسع : أنه صلى الله عليه وآله قال بعد تبليغ الولاية لجماهير المسلمين ( فليبلغ الحاضر الغائب ) فيدل هذا اهتمامه الشديد في إيصال هذا الموضوع إلى جميع المسلمين ، لم يكن معلوما لهم جميعا .
الشاهد العاشر : أنه قال صلى الله عليه وآله بعد تبليغ الولاية ( اللهم أنت شهيد عليهم أني قد بلغت ونصحت ) فدل على أنه قد بلغ أمرا جليلا عظيما خطيرا وأداه إلى الناس ، وأتم الحجة عليهم ، وأفرغ ذمته بأدائه .
الشاهد الحادي عشر : القرائن الحالية ، وهي كثيرة واضحة الدلالة على المقصود ، كنزوله صلى الله عليه وآله في حر الهجير ، وقد ذكر حفاظ الحديث وأئمة التاريخ أن شدة الحر كانت إلى حد أن بعض الناس وضع ثوبه على رأسه ، وبعضهم كان يلفه برجله ، وبعضهم استظل بنافته ودابته ، وبعضهم استظل بالصخور . ثم ترتيب النبي صلى الله عليه وآله منبرا مرتفعا من الأقتاب أو الأحجار ، حتى يشرف على المسلمين ، الذين قدرهم بعض من المؤرخين بسبعين ألفا ( 70000 ) وبعضهم بثمانين ألفا ( 80000 ) وبعضهم بمأة ألف ( 100000 ) . ثم أمره صلى الله عليه وآله برجوع من تقدم ، وتوقف من تأخر . ثم ما رواه الجمهور من أنه صلى الله عليه وآله أخذ عليا معه على المنبر وأمسك بيده ورفعها حتى بان بياض إبطيه بمجمع من الناظرين .
الشاهد الثاني عشر : بيعة الناس لعلي ومصافقتهم بيده ، وتهنئتهم النبي صلى الله عليه وآله وعليا ورووا أن أول من قام بالتهنئة والبخبخة عمر بن الخطاب ، وقد ورد حديث تهنئته لعلي عليه السلام بطرق كثيرة تربو على الستين ، فقد روى الحافظ أبو سعيد النيسابوري المتوفى سنة 407 في كتابه شرف المصطفى على ما في الغدير ، بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل ، وبإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري ولفظه ( ثم قال النبي هنئوني هنئوني أن خصني الله بالنبوة ، وخص أهل بيتي بالإمامة ) فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال : طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
وروى المؤرخ الطبري في كتاب الولاية بإسناده عن زيد ابن أرقم أن النبي صلى الله عليه وآله قال ( قولوا أعطيناك على ذلك عهدا من أنفسنا وميثاقا بألسنتا وصفقة بأيدينا ، نؤديه إلى أولادنا وأهالينا ، لا نبغي بذلك بدلا ) إلخ .
وروى صاحب كتاب روضة الصفا - ج 1 ص 173 ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جلس في خيمة وأجلس أمير المؤمنين عليا عليه السلام في خيمة أخرى ، وأمر الناس بأن يهنئوا عليا في خيمته، ولما ختم تهنئة الرجال أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه .
وقال الغزالي في كتاب سر العالمين في المقالة الرابعة ما لفظه ( ولكن أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته عليه السلام في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فقال عمر : بخ بخ لك يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، فهذا تسليم ورضى وتحكيم ، ثم بعد هذا غلب الهوى بحب الرياسة ، وحمل عمود الخلافة ، وعقود البنود ، وخفقان الهواء في قعقعة الرايات ، واشتباك ازدحام الخيول ، وفتح الأمصار، سقاهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الأول ، فنبذوا الحق وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ) انتهى.
الشاهد الثالث عشر : واقعة الحارث بن النعمان الفهري ، وقد رواها جم كثير منهم الثعلبي في تفسيره ، أنه لما كان رسول الله بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا ، فأخذ بيد علي . وقال ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فشاع ذلك في كل بلد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقة له حتى أتى الأبطح ، فنزل عن ناقته وأناخها وعقلها ، ثم أتى النبي وهو في ثلة من الصحابة فقال ( يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه ، وأمرتنا بالحج فقبلناه . ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا فقلت ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فهذا شئ منك أم من الله ؟ فقال صلى الله عليه وآله ( والله الذي لا إله إلا هو ، أن هذا إلا من الله) فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله . انتهى . وقد روي بعدة طرق كثيرة أن قوله تعالى ( سأل سائل بعذاب واقع ) نزل في هذه الحادثة .
الشاهد الرابع عشر : استئذان حسان بن الثابت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أن ينظم الواقعة ، وشعره متواتر نقلته كتب الفريقين ، قال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم * نجم وأسمع بالرسول مناديا
فقال فمن مولاكم ونبيكم ؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا * ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له : قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أتباع صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا
قال ابن الجوزي وأبو عبد الله الكنجي الشافعي : فقال له النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : (يا حسان لا تزال مؤيدا بروح القدس ما كافحت عنا بلسانك ) . وقال قيس بن عبادة الأنصاري وأنشدها بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفين . قلت
لما بغى العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل
وعلى إمامنا وإمام لوانا * أتى به التنزيل
يوم قال النبي من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب جليل.
الشاهد الخامس عشر : أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام جاء إلى رحبة الكوفة بمجتمع الناس واستنشدهم على هذا الحديث ردا على مخالفيه في أمر الخلافة ، فقال ( أنشد الله رجلا سمع النبي يوم غدير خم يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فقام جماعة وشهدوا بالحديث ، وقد كثر نقل هذه المناشدة بحيث كاد أن يبلغ حد التواتر أو بلغ .
فمنها ما رواه الحمويني في فرائد السمطين : فقام زيد بن أرقم ، والبراء بن عازب ، وسلمان ، وأبو ذر فقالوا : نشهد لقد حفظنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قائم على المنبر وهو يقول ( أيها الناس إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي ، والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته ، فقرن بطاعته طاعتي ، وأمركم بولايته ) إلخ .
الشاهد السادس عشر : وقوع التعبير عن هذه الواقعة في بعض الأحاديث بالنصب وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصب عليا عليه السلام لمقام الولاية . ومن الواضح أنه لا يعبر عن مجرد إثبات المحبة بالنصب .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|