أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-08-2015
892
التاريخ: 27-11-2018
1061
التاريخ: 2-3-2019
1382
التاريخ: 5-08-2015
1049
|
درجة عالية كإمامة الدين ، ومنصب ربّاني كخلافة رسول ربّ العالمين ، بديهي أن تكون لها شرائط وقيود وخصوصيّات ، يلزم توفّرها لتحرّز اللياقة معها .. وإلاّ لكان كلّ أحد نائلا لكلّ منصب ، وهو خلاف السداد بل معقّب للفساد ..
وقد دلّ الشرع المبين أنّ عهد الله لا ينال الظالمين وبيّن أنّه ( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ) سورة البقرة : (الآية 229) فخليفة الله والإمام المعهود من الله لابدّ وأن يكون من المعصومين ، كما عرفت ذلك من الكتاب والسنّة والعقل في مبحث عصمة الأنبياء (عليهم السلام) .
فالعصمة والأعلمية والأفضلية ونحوها من الشرائط الآتية لابدّ وأن تكون شرطاً في الإمامة كما يأتي في دليل العصمة في هذا الفصل ، ودلّ عليها برهان الأفضلية المتقدّم في الفصل الأوّل ، بل يدعو إليها وحي الفطرة القاضية بتقدّم الأفضل وتقديمه .
ومعلوم أنّ تلك الخصوصيات والشرائط إنّما هي متوفّرة بالنحو الأعلى في أئمّة الهدى (عليهم السلام) ، بنحو قطعي ، معترف به عند صديقهم وعدوّهم ، لم ينكر ذلك فيهم ألدّ أعدائهم بشكل صار من الاُمور الواضحة التي لا تحتاج إلى إقامة الأدلّة .
ثمّ أنّه قد ذكر في حقّ اليقين (1) انّ مجموع ما يشترط في الإمام اُمور هي :
أوّلا : العصمة .. لأنّ الإمام حافظ للشرع فحاله حال النبي ويلزم عصمته .
ثانياً : الأفضلية من جميع الاُمّة في جميع الجهات خصوصاً العلم حتّى لا يلزم تقديم المفضول على الفاضل المحكوم بالقبح العقلي .
ثالثاً : أن يكون منصوصاً على إمامته لما عرفت من كون تعيين الإمام بيد الله تعالى .
رابعاً : أن يكون هاشمياً لما ثبت من كون الأئمّة منهم .
خامساً : العلم بجميع ما تحتاج إليه الاُمّة من اُمور الدين والدنيا لأنّ الغرض من وجود الإمام لا يحصل بدون وجود ذلك .
سادساً : كونه أشجع الاُمّة لدفع الفتن وإستئصال أهل الباطل ، ونصرة الحقّ ، ولأنّ جبن الرئيس يستلزم ضرراً جسيماً ووهناً عظيماً للرعيّة .
سابعاً : أن يكون مبرّءاً من جميع العيوب الخَلقِيَّة الموجبة للنفرة ، كالعمى والجذام والبرص ، ومن جميع العيوب الخُلُقية كالبُخل والحرص وسوء الخُلُق ، ومن دناءة النسب والتولّد من الزنا .. وذلك لمنافاتها مع اللطف ، بل منافاة بعضها مع العصمة .
ثامناً : أن يكون أزهد الناس وأورعهم وأطوعهم لله تعالى وأقربهم منه ، وأفضلهم في صفات الكمال لئلاّ يلزم من تقديمه تقديم المفضول القبيح عقلا .
تاسعاً : أن يكون صاحب المعاجز التي يعجز عنها البريّة وتكون آية للمنزلة الربّانية ودليلا على إمامته وشاهداً على منصبه ومميّزاً لشخصيّته .. فيحكم العقل بعد معجزته بصحّة إمامته .
عاشراً : أن تكون إمامته عامّة للجميع لا خاصّة بفئة لئلاّ يظهر الفساد في سائر الفئات .
وتلاحظ الجامع من صفات الإمام وشرائط الإمام في المجلّد الخامس والعشرين من بحار الأنوار على مؤلّفها رحمة الله الغفّار، في أبواب علامات الإمام وصفاته وشرائطه ، صفحة 115 إلى 175 ، ذكر فيها إشتراط كون الإمام أعلم الناس وأتقاهم وأعرفهم بكتاب الله ، منصوصاً عليه معصوماً ، له المعجز والدليل .. إلى غير ذلك من الخصوصيات .
ونحن قد ذكرنا هذه الخصوصيات مع مناقب الأئمّة الهداة ، مبرهنةً بالدلائل الظاهرات في شرح نصوص زيارتهم الجامعة لفضائلهم ...
___________________
(1) حقّ اليقين : (ج1 ص140) .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|