أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2016
2033
التاريخ: 16-11-2016
1151
التاريخ: 14-10-2017
1695
التاريخ: 16-11-2016
970
|
نص الشبهة :
قال صاحب النشرة [ نشرة الشورى وصاحبها احمد الكاتب] :
وقد كان زرارة من اعظم تلاميذ الإمامين الباقر و الصادق، و لكنه لم يعرف خليفة الإمام الصادق فأرسل ابنه عبيد الله إلى المدينة لكي يستطلع له الإمام الجديد، فمات قبل ان يعود إليه ابنه و من دون ان يعرف من هو الإمام، و انه وضع المصحف على صدره قائلا (اللهم إني ائتم بمن اثبت إمامته هذا المصحف) (1) .
الجواب عنها :
أقول:
لا يخفى ان هذه الشبهة هي للزيدية أيضاً كانوا قد أثاروها أمام خبر الأئمة الاثني عشر حيث قالوا:
لو كان خبر الأئمة الاثني عشر صحيحاً لما كان الناس يشُكون بعد الصادق جعفر بن محمد في الإمام ... و لَما مات فقيه الشيعة زرارة و هو يقول و المصحف على صدره اللهم ...".
لقد أجاب الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن هذه الشبهة بقوله:
ان هذا كله غرور من القول و زخرف و ذلك أنا لم ندَّع انَّ جميع الشيعة في ذلك العصر عرف الأئمة الاثني (عليهم السلام) بأسمائهم، و إنما قلنا ان رسول الله (صلى الله عليه واله) اخبر ان الأئمة بعده اثنا عشر، الذين هم خلفاؤه و ان علماء الشيعة قد رووا هذا الحديث بأسمائهم و لا ينكر ان يكون فيهم واحد أو اثنان أو اكثر لم يسمعوا بالحديث.
فأما زرارة بن أعين فإنه مات قبل انصراف من كان بعثه ليعرف الخبر و لم يكن سمع بالنص على موسى بن جعفر (عليه السلام) من حيث قطع الخبر عذره فوضع المصحف الذي هو القرآن على صدره، و قال اللهم إني ائتم بمن يثبت هذا المصحف إمامته، و هل يفعل الفقيه المتدين عند اختلاف الأمر عليه إلا ما فعله زرارة، على انه قد قيل ان زرارة قد كان علم بأمر موسى بن جعفر (عليهما السلام) و بإمامته و إنما بعث ابنه عبيداً ليتعرف من موسى بن جعفر (عليهما السلام) هل يجوز له إظهار ما يعلم من إمامته أو يستعمل التقية في كتمانه، و هذا أشبه بفضل زرارة بن أعين و أليق بمعرفته.
حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال قلت للرضا (عليه السلام) يا ابن رسول الله اخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك فقال نعم، فقلت له فلم بعث ابنه عبيداً ليتعرف الخبر إلى من أوصى الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)؟
فقال (عليه السلام) ان زرارة كان يعرف أمر أبي و نص أبيه عليه و إنما بعث ابنه ليتعرف من أبي هل يجوز له ان يرفع التقية في إظهار أمره و نص أبيه عليه و انه لما أبطأ عنه ابنه طولب بإظهار قول في أبي فلم يحب ان يقدم على ذلك دون أمره فرفع المصحف و قال اللهم ان إمامي من اثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد (عليه السلام).
والخبر الذي احتجت به الزيدية ليس فيه ان زرارة لم يعرف إمامة موسى بن جعفر (عليه السلام) و إنما فيه انه بعث ابنه عبيدا ليسأل عن الخبر.
حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن احمد بن هلال، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن أبيه قال لما بعث زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة ليسأل عن الخبر بعد مضي أبي عبد الله فلما اشتد به الأمر اخذ المصحف و قال من اثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي.
وهذا الخبر لا يوجب انه لم يعرف، على ان راوي هذا الخبر احمد بن هلال و هو مجروح عند مشايخنا رضى الله عنهم).
وقد روى الصدوق أيضاً عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد قال:
سمعت سعد بن عبد الله يقول: ما رأينا و لا سمعنا بمتشيع رجع عن التشيع إلى النصب إلا احمد بن هلال و كانوا يقولون ما تفرد بروايته احمد بن هلال فلا يجوز استعماله (2) ".
أقول: بعد هذا فهل يصح قول صاحب النشرة (ان الزيدية اعترضوا على الإمامية و قالوا ان الرواية التي دلت على ان الأئمة اثنا عشر قول أحدثه الإمامية قريباً و ولدوا فيه أحاديث كاذبة .. و ان الصدوق لم ينف التهمة و لم يرد عليها .. و ان الصدوق قال باحتمال علم زرارة بالحديث و إخفائه للتقية و انه تراجع عن هذا الاحتمال)؟
ان قول الشيخ الصدوق في زرارة واضح جداً فهو حين أورد الخبر عن الإمام (عليه السلام) الذي يفيد ان زرارة كان قد بعث ابنه عبيداً ليتعرف من الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) هل يجوز له إظهار ما يعلم من إمامته أو يستعمل التقية في كتمانه قال بعده و هذا أشبه لفضل زرارة بن أعين و أليق بمعرفته، فالصدوق إذن يرجح هذا الخبر في امر زرارة و لا يعرضه كخبر مجرد عن الترجيح.
الخلاصة:
ان صاحب النشرة استشهد بشبهة الزيدية حول موت زرارة و عدم اعلانه عن إمامة الكاظم (عليه السلام) عند ما سئل و هو على فراش الموت ثمّ مات و لم يعرف إمام زمانه، و انه لو كانت ثمة قائمة مسبقة بأسماء الأئمة الاثني عشر لكان زرارة و هو فقيه الشيعة قد عرف بها، و ادعى صاحب النشرة أيضاً ان الصدوق لم يرد على هذه الشبهة، و قد اتضح من خلال البحث ان الشيخ الصدوق قد رد عليها بما لا لُبس فيه و لا غموض ثمّ بين ان زرارة مات عارفاً بامامة الكاظم (عليه السلام) وانه لم يفصح بها لما سألوه و هو على فراش الموت بسبب التقية الشديدة و الظرف السياسي العصيب الذي أحاط بإمامة الكاظم (عليه السلام) وفي أيامها الأولى.
________________
(1) الشورى العدد العاشر ص 11.
(2) إكمال الدين 7675.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|