المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

زراعة الرقي (البطيخ الاحمر)
26-5-2019
العبادة وإخفائها
25-9-2016
تفسير الاية (14-19) من سورة المجادلة
3-10-2017
تلف عين السمكة Eye Fish Spoilage
17-4-2018
FUZZY SETS-Operation of Sets
4-7-2016
اسماء الافعال
21-10-2014


عدم معرفة زرارة بخليفة الإمام الصادق عليه السلام  
  
3069   10:15 صباحاً   التاريخ: 17-11-2016
المؤلف : السيد سامي البدري
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود
الجزء والصفحة : ج1 , ص 53 - 59
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / إمامة الائمـــــــة الاثني عشر /

نص الشبهة :

قال صاحب النشرة [ نشرة الشورى وصاحبها احمد الكاتب] :

وقد كان زرارة من اعظم تلاميذ الإمامين الباقر و الصادق، و لكنه لم يعرف خليفة الإمام الصادق فأرسل ابنه عبيد الله إلى المدينة لكي يستطلع له الإمام الجديد، فمات قبل ان يعود إليه ابنه و من دون ان يعرف من هو الإمام، و انه وضع المصحف على صدره قائلا (اللهم إني ائتم بمن اثبت إمامته هذا المصحف) (1) .

الجواب عنها :

أقول:

لا يخفى ان هذه الشبهة هي للزيدية أيضاً كانوا قد أثاروها أمام خبر الأئمة الاثني عشر حيث قالوا:

لو كان خبر الأئمة الاثني عشر صحيحاً لما كان الناس يشُكون بعد الصادق جعفر بن محمد في الإمام ... و لَما مات فقيه الشيعة زرارة و هو يقول و المصحف على صدره اللهم ...".

لقد أجاب الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن هذه الشبهة بقوله:

ان هذا كله غرور من القول و زخرف و ذلك أنا لم ندَّع انَّ جميع الشيعة في ذلك العصر عرف الأئمة الاثني (عليهم السلام) بأسمائهم، و إنما قلنا ان رسول الله (صلى الله عليه واله) اخبر ان الأئمة بعده اثنا عشر، الذين هم خلفاؤه و ان علماء الشيعة قد رووا هذا الحديث بأسمائهم و لا ينكر ان يكون فيهم واحد أو اثنان أو اكثر لم يسمعوا بالحديث.

فأما زرارة بن أعين فإنه مات قبل انصراف من كان بعثه ليعرف‏ الخبر و لم يكن سمع بالنص على موسى بن جعفر (عليه السلام) من حيث قطع الخبر عذره فوضع المصحف الذي هو القرآن على صدره، و قال اللهم إني ائتم بمن يثبت هذا المصحف إمامته، و هل يفعل الفقيه المتدين عند اختلاف الأمر عليه إلا ما فعله زرارة، على انه قد قيل ان زرارة قد كان علم بأمر موسى بن جعفر (عليهما السلام) و بإمامته و إنما بعث ابنه عبيداً ليتعرف من موسى بن جعفر (عليهما السلام) هل يجوز له إظهار ما يعلم من إمامته أو يستعمل التقية في كتمانه، و هذا أشبه بفضل زرارة بن أعين و أليق بمعرفته.

حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال قلت للرضا (عليه السلام) يا ابن رسول الله اخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك فقال نعم، فقلت له فلم بعث ابنه عبيداً ليتعرف الخبر إلى من أوصى الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)؟

فقال (عليه السلام) ان زرارة كان يعرف أمر أبي و نص أبيه عليه و إنما بعث ابنه ليتعرف من أبي هل يجوز له ان يرفع التقية في إظهار أمره و نص أبيه عليه و انه لما أبطأ عنه ابنه طولب بإظهار قول في أبي فلم‏ يحب ان يقدم على ذلك دون أمره فرفع المصحف و قال اللهم ان إمامي من اثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد (عليه السلام).

والخبر الذي احتجت به الزيدية ليس فيه ان زرارة لم يعرف إمامة موسى بن جعفر (عليه السلام) و إنما فيه انه بعث ابنه عبيدا ليسأل عن الخبر.

حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن احمد بن هلال، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن أبيه قال لما بعث زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة ليسأل عن الخبر بعد مضي أبي عبد الله فلما اشتد به الأمر اخذ المصحف و قال من اثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي.

وهذا الخبر لا يوجب انه لم يعرف، على ان راوي هذا الخبر احمد بن هلال و هو مجروح عند مشايخنا رضى الله عنهم).

وقد روى الصدوق أيضاً عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد قال:

سمعت سعد بن عبد الله يقول: ما رأينا و لا سمعنا بمتشيع رجع عن التشيع إلى النصب إلا احمد بن هلال و كانوا يقولون ما تفرد بروايته احمد بن هلال فلا يجوز استعماله‏ (2) ".

أقول: بعد هذا فهل يصح قول صاحب النشرة (ان الزيدية اعترضوا على الإمامية و قالوا ان الرواية التي دلت على ان الأئمة اثنا عشر قول أحدثه الإمامية قريباً و ولدوا فيه أحاديث كاذبة .. و ان الصدوق لم ينف التهمة و لم يرد عليها .. و ان الصدوق قال باحتمال علم زرارة بالحديث و إخفائه للتقية و انه تراجع عن هذا الاحتمال)؟

ان قول الشيخ الصدوق في زرارة واضح جداً فهو حين أورد الخبر عن الإمام (عليه السلام) الذي يفيد ان زرارة كان قد بعث ابنه عبيداً ليتعرف من الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) هل يجوز له إظهار ما يعلم من إمامته أو يستعمل التقية في كتمانه قال بعده و هذا أشبه لفضل زرارة بن أعين و أليق بمعرفته، فالصدوق إذن يرجح هذا الخبر في امر زرارة و لا يعرضه كخبر مجرد عن الترجيح.

الخلاصة:

ان صاحب النشرة استشهد بشبهة الزيدية حول موت زرارة و عدم اعلانه عن إمامة الكاظم (عليه السلام) عند ما سئل و هو على فراش الموت ثمّ مات و لم يعرف إمام زمانه، و انه لو كانت ثمة قائمة مسبقة بأسماء الأئمة الاثني عشر لكان زرارة و هو فقيه الشيعة قد عرف بها، و ادعى صاحب النشرة أيضاً ان الصدوق لم يرد على هذه الشبهة، و قد اتضح من خلال البحث ان الشيخ الصدوق قد رد عليها بما لا لُبس فيه و لا غموض ثمّ بين ان زرارة مات عارفاً بامامة الكاظم (عليه السلام) وانه لم يفصح بها لما سألوه و هو على فراش الموت بسبب التقية الشديدة و الظرف السياسي العصيب الذي أحاط بإمامة الكاظم (عليه السلام) وفي أيامها الأولى.

________________

(1) الشورى العدد العاشر ص 11.

(2) إكمال الدين 7675.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.