أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014
2551
التاريخ: 14-11-2014
2031
التاريخ: 14-11-2014
1447
التاريخ: 10-10-2014
1464
|
ابـو عـبـد الـرحـمان طاووس بن كيسان الخولاني الهمداني اليماني ، من ابناء الفرس ، احد الاعلام الـتـابـعـيـن كـان فقيها جليل القدر ، نبيه الذكر قال ابن عيينة : قلت لعبيد اللّه بن ابي يزيد : مع من تـدخـل عـلـى ابن عباس ؟ قال : مع عطا واصحابه قلت : وطاووس ؟ قال : ايهات ، كان ذلك يدخل مع الخواص وقال عمرو بن دينار : ما رأيت احدا قط مثل طاووس (1) .
وقد شهد بشأنه الكثير من العلماء ، فعن ابن جريج عن عطا عن ابن عباس ، قال : اني لأظن طاووسا من اهل الجنة وقال ابن حبان : كان من عباد اهل اليمن ، ومن سادات التابعين ، وكان قد حج اربعين حجة ، وكـان مـستجاب الدعوة وقال ابن عيينة : متجنبو السلطان ثلاثة : ابو ذرّ لا في زمانه ، وطاووس في زمانه ، والثوري في زمانه وكان ابن معين يعدله بسعيد بن جبير (2) .
قـال ابـو نـعيم : هو اول الطبقة من اهل اليمن ، الذين قال فيهم النبى (صلى الله عليه واله) : الايمان يمان وقد ادرك خـمـسـيـن رجـلا من الصحابة وعلمائهم واعلامهم ، واكثر روايته عن ابن عباس وروى عنه الصفوة من الائمة التابعين (3) .
وعده ابن شهر آشوب من اصحاب الامام زين العابدين (عليه السلام) ووصفه بالفقيه (4) وله مع الامام مواقف مشهودة ، منها :
عند ما خر الامام ساجدا عند بيت اللّه الحرام ، فدنا منه وشال براسه ووضعه على ركبته ، وبكى حتى جرت دموعه على خد الامام ، وعند ذلك استوى الامام جالسا ، وقال : من الذي اشغلني عن ذكر ربـي ؟ (5) وايضا موقفه الاخر مع الامام في الحجر (6) ، مما يدل على اختصاصه به وشدة قربه منه (عليه السلام) واليمانيون ـ ولا سيما همدان ـ معروفون بالولاء ، وان كانت النسبة بالولاء.
و هكذا كان يوم موته سنة (106) ايضا يوما مشهودا ، وقد وضع عبد اللّه بن الحسن المثنى سريره على كاهله ، وقد سقطت قلنسوته ومزق رداؤه ، من كثرة الزحام (7) .
كما ان له مع طواغيت زمانه مواقف حاسمة ، انما تدل على صلابته في جنب اللّه :
قـال ابـن خـلـكان : قدم هشام بن عبد الملك حاجا الى بيت اللّه الحرام ، فلما دخل الحرم قال : آتوني برجل من الصحابة ، فقيل له : قد تفانوا قال : فمن التابعين ، فأتي بطاووس اليماني فلما دخل عليه خلع نـعـليه بحاشية بساطه ، ولم يسلم بأمرة المؤمنين ، ولم يكنه ، وجلس الى جانبه بغير اذنه ، وقال : كيف انت يا هشام ؟.
فغضب هشام من ذلك غضبا شديدا وهم بقتله ، فقيل له : انت في الحرم ، لا يمكن ذلك .
فـقـال : يا طاووس ، ما حملك على ما صنعت ؟ قال : وما صنعت ؟ فاشتد غضبه وغيظه ، وقال : خلعت نعليك بحاشية بساطي ، ولم تسلم بأمرة المؤمنين ، ولم تكنني ، وجلست بإزائي بغير اذني ، وقلت : يا هشام ، كيف انت ؟ قـال : امـا خـلـع نـعلي بحاشية بساطك ، فاني اخلعهما بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات ، فلا يـعـاتـبـنـي ولا يغضب علي واما ما قلت : لم تسلم على بأمرة المؤمنين ، فليس كل المؤمنين راضين بإمرتك ، فخفت ان اكون كاذبا واما ما قلت : لم تكنني ، فان اللّه عز وجل سمى انبياه ، قال : يا داود ، يا يـحيى ، يا عيسى وكنى اعداه فقال : (تبت يدا ابي لهب ) واما قولك : جلست بازائي ، فاني سمعت امير المؤمنين على بن ابي طالب (عليه السلام)يقول : (اذا اردت ان تنظر الى رجل من اهل النار ، فانظر الى رجل جالس وحوله قوم قيام ).
فـقـال لـه هشام : عظني! قال اني سمعت امير المؤمنين (عليه السلام) يقول )ان في جهنم حيات كالقلال وعقارب كالبغال ، تلدغ كل امير لا يعدل في رعيته ) ، ثم قام وخرج (8) .
انـظـر كـيـف يـكرر لفظ (امير المؤمنين ) يعني به على بن ابي طالب (عليه السلام) في حين امتناعه من الـتـسـليم عليه بذلك ، بحجة ان في المؤمنين ـ ويعني امثال نفسه ـ من لا يرضى بأمرته تربية اهل الولاء لآل بيت الرسول (صلى الله عليه واله) دون غيرهم اطلاقا.
وروى ابن خلكان بشان ابنه عبد اللّه ما يشبه صلابة ابيه في الدين ، قال : وروي ان امير المؤمنين ابـا جـعـفر المنصور ، استدعى عبد اللّه بن طاووس ومالك ابن انس ، فاحضرهما فلما دخلا عليه اطرق المنصور ساعة ، ثم التفت الى ابن طاووس ، وقال له : حدثني عن ابيك فقال : حدثني ابي ان اشد الناس عذابا يوم القيامة رجل اشركه اللّه تعالى في سلطانه ، فادخل عليه الجور في حكمه فامسك ابو جـعفر ساعة ، قال مالك : فضممت ثيابي خوفا ان يصيبني دمه ثم قال له المنصور : ناولني تلك الدواة ـ ثـلاث مرات ـ فلم يفعل ، فقال له : لم لا تناولني ؟فقال : اخاف ان تكتب بها معصية ، فأكون قد شاركتك فـيـهـا ّ فلما سمع بذلك قال : قوما عني . قال عبد الله : ذلك ما كنا نبغي .قال مالك : فما زلت اعرف لأبن طاووس فضله من ذلك اليوم (9) .
قـلت : وهذا يتنافى مع تاريخ وفاته بسنة (132) حسبما ذكره ابن حجر (10) ، لان ابا جعفر انما تصدى للخلافة بعد موت السفاح سنة (136) (11) وقد ذكر ابن خلكان تلك الحكاية عن المنصور بعنوان انه امير المؤمنين .
كما يتنافى هذا الموقف من ابن طاووس مع ما ذكروا عنه انه كان على خاتم سليمان بن عبد الملك ، وكان كثير الحمل على اهل البيت (12) .
و لـعـل عـبـد اللّه هـذا هو ابن عطا ، الذي صحب الامامين الباقر والصادق (عليه السلام) ، وكان من خلص شـيعتهما كابيه عطا بن ابي رباح (13) قال الكشي : ولد عطا بن ابي رباح تلميذ ابن عباس : عبد الـمـلك ، وعبد اللّه ، وعريف ، نجبا ، من اصحاب ابي جعفر وابي عبد اللّه (عليه السلام) ثم روى حديثا يدل على اختصاص عبد اللّه بالصادق ، وقربه منه حسبما ياتي (14) .
ولـطاووس مواقف وآراء تخصه لا تخلو من طرافة وظرافة ، منها : انه كان يكره ان يقول : حجة الوداع ، ويقول : حجة الاسلام (15) .
وكان ابنه يقول : ان العالم لا يخرف ، يريد اباه فقد اخرج ابو نعيم باسناده الى وكيع ، قال : حدثنا ابو عـبد اللّه الشامي ، قال : اتيت طاووسا فخرج الي ابنه شيخ كبير ، فقلت : انت طاووس ؟ فقال : انا ابنه قلت : فان كنت ابنه فان الشيخ قد خرف ، يعني اباه طاووسا فقال : ان العالم لا يخرف (16) .
واخرج ابو نعيم باسناده عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاووس عن بريدة عن النبى (صلى الله عليه واله) قـال : (مـن كـنـت مـولاه فـعلي مولاه ) قال ابو نعيم : غريب من حديث طاووس ، لم نكتبه الا من هذا الوجه (17) .
وله ذيل قوله تعالى : (الا خلا يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين ) حديث طريف جرى بين رسول اللّه وعلي (عليه السلام) وقد تفرد بنقله عنه وهب بن منبه الذي وصفه ابو نعيم بالحكيم الحليم (18) .
وجاء ابن سليمان بن عبد الملك فجلس الى جنب طاووس ، فلم يلتفت اليه ، فقيل له : جلس اليك ابن امير الـمـؤمـنين ، فلم تلتفت اليه ؟ الخليفة (19) .
كـمـا ان لـه مـع سـليمان بن عبد الملك موقفا حكيما يدل على صلابته في الدين وصدقه في جنب اللّه (20) .
وفـسـر قـولـه تـعالى : (و خلق الانسان ضعيفا) قال : في امور النسا ، ليس يكون الانسان في شيء اضعف منه في امور النسا (21) .
وفسر قوله تعالى : {أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت : 44] قال : بعيد من قلوبهم (22) .
وكـان يـقـول : لـم يـجـهد البلاء من لم يتول اليتامى او يكون قاضيا بين الناس في اموالهم ، او اميرا على رقابهم (23) .
________________________
1- ابن خلكان : وفيات الاعيان ، ج2 ، ص 509 رقم 306 والحلية ، ج4 ، ص 9.
2- تهذيب التهذيب ، ج5 ، ص 8 ـ 10.
3- حلية الاولياء ، ج4 ، ص 3 ـ 23.
4- الـمـنـاقـب ، ج4 ، ص 177 وكـذا الـشـيـخ في رجاله معجم رجال الحديث ، ج9 ، ص 155 رقم5984 .
5- المناقب ، ج4 ، ص 151 والبحار ، ج46 ، ص 82.
6- الارشاد للمفيد ، ص 273 والبحار ، ج46 ، ص 76.
7- ابن خلكان ، ج2 ، ص 509 رقم 306.
8- ابن خلكان ، ج2 ، ص 510.
9- ابن خلكان ، ج2 ، ص 511.
10- تهذيب التهذيب ، ج5 ، ص 267.
11- تتمة المنتهى للقمي ، ص 167.
12- تـهذيب الاحكام للشيخ ابي جعفر الطوسي ، ج9 ، ص 262 وتهذيب التهذيب لابن حجر ، ج5 ص 268.
13- راجع : الارشاد للمفيد ، ص 263 وبصائر الدرجات للصفار ، ص 252 ـ 253 وص 257 ـ258 وروضـة الـكـافـي ، ج8 ، ص 276 رقـم 417 والـمـنـاقـب لابـن شهر آشوب ، ج4 ، ص 188وص 204.
14- رجال الكشي (ط نجف ) ، ص 188.
15- الطبقات (ط ليدن ) ، ج2 ، ص 135 س 18.
16- حلية الاولياء ، ج4 ، ص 11.
17- المصدر نفسه ، ص 23.
18- المصدر نفسه ، ص 22 ـ 23 ، والاية من سورة الزخرف / 67.
19- حلية الاولياء ، ج4 ، ص 16.
20- المصدر نفسه ، ص 15.
21- المصدر نفسه ، ص 12 ، والاية من سورة النسا/ 28.
22- المصدر نفسه ، ص 11 ، والاية من سورة فصلت / 44.
23- المصدر نفسه ، ص 13.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|