المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



تفسير آية (51) من سورة النساء  
  
8326   05:45 مساءً   التاريخ: 10-2-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف النون / سورة النساء /


قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً} [النساء : 51] .

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

المعني بذلك : كعب بن الأشرف ، وجماعة من اليهود ، الذين كانوا معه ، بين الله أفعالهم القبيحة ، وضمها إلى ما عدده فيما تقدم ، فقال : {يؤمنون بالجبت والطاغوت} يعني بهما الصنمين اللذين كانا لقريش ، وسجد لهما كعب بن الأشرف . {ويقولون للذين كفروا} أبي سفيان ، وأصحابه : {هؤلاء أهدى من الذين آمنوا} محمد وأصحابه {سبيلا} : أي دينا ، عن عكرمة ، وجماعة من المفسرين . وقيل : إن المعني بالآية حيي بن أخطب ، وكعب بن الأشرف ، وسلام بن أبي الحقيق ، وأبو رافع ، في جماعة من علماء اليهود . والجبت :

الأصنام . والطاغوت : تراجمة الأصنام ، الذين كانوا يتكلمون بالتكذيب عنها ، عن ابن عباس . وقيل : الجبت : الساحر . والطاغوت : الشيطان ، عن ابن زيد .

وقيل : الجبت : السحر ، عن مجاهد ، والشعبي . وقيل : الجبت : الساحر .

والطاغوت : الكاهن ، عن أبي العالية ، وسعيد بن جبير . وقيل : الجبت : إبليس .

والطاغوت : أولياؤه . وقيل : هما كل ما عبد من دون الله من حجر ، أو صورة ، أو شيطان ، عن أبي عبيدة .

وقيل : الجبت هنا : حيي بن أخطب . والطاغوت : كعب بن الأشرف ، عن الضحاك ، وبعض الروايات عن ابن عباس . والمراد بالسبيل في الآية : الدين ، وإنما سمي سبيلا ، لأنه كالطريق في الاستمرار عليه ، ليؤدي إلى المقصود .

_________________

1 . تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 106 .

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير  هذه الآية (1) :

 

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ والطَّاغُوتِ} .

وصف اللَّه سبحانه اليهود في الآيات السابقة بالضلال والإضلال والتحريف واللي في الكلام ، وتزكية النفس كذبا وافتراء ، ثم وصفهم في هذه الآية بأنهم {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ والطَّاغُوتِ} أي بالأصنام التي يعبدها قريش .

وتسأل : كيف قال سبحانه عن اليهود انهم {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ والطَّاغُوتِ} مع العلم بأنهم لا يعترفون بأصنام قريش ؟ .

الجواب : أجل ، ان اليهود لا يعترفون بأصنام قريش بينهم وبين أنفسهم ، ولكنهم اعترفوا بها دجلا ونفاقا ، وتعصبا وعنادا لمحمد (صلى الله عليه وآله) ومن آمن به ، وقالوا لعبدة الأصنام : أنتم أهدى سبيلا من المسلمين . . وكان الأولى باليهود أن يناصروا المسلمين على عبدة الأصنام ، لأن المسلمين أهل كتاب ، ويعترفون بالتوراة على العكس من عبدة الأصنام ، فلما خالف اليهود الحق ووقفوا مع المشركين وصفهم اللَّه تعالى بأنهم كعبدة الأوثان { يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ والطَّاغُوتِ } .

وبهذا نجد تفسير قوله تعالى : {هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} . أي ان اليهود قالوا : المشركون أهدى سبيلا من المؤمنين ، فالجواب عن السؤال موجود في الآية نفسها .

وبهذا يتبين ان : { هؤُلاءِ } إشارة إلى عبدة الأوثان ، وان اللام في { لِلَّذِينَ كَفَرُوا } للتعليل ، أي ان اليهود قالوا من أجل إرضاء الذين كفروا ، وهم مشركو قريش ، ولم يقولوا ذلك إيمانا منهم بما قالوا .

_________________________

1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 347-348 .

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ } ، الجبت والجبس كل ما لا خير فيه ، وقيل : وكل ما يعبد من دون الله سبحانه ، والطاغوت مصدر في الأصل كالطغيان يستعمل كثيرا بمعنى الفاعل ، وقيل : هو كل معبود من دون الله ، والآية تكشف عن وقوع واقعة قضى فيها بعض أهل الكتاب للذين كفروا على الذين آمنوا بأن سبيل المشركين أهدى من سبيل المؤمنين ، وليس عند المؤمنين إلا دين التوحيد المنزل في القرآن المصدق لما عندهم ، ولا عند المشركين إلا الإيمان بالجبت والطاغوت فهذا القضاء اعتراف منهم بأن للمشركين نصيبا من الحق ، وهو الإيمان بالجبت والطاغوت الذي نسبه الله تعالى إليهم ثم لعنهم الله بقوله : { أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ } الآية .

وهذا يؤيد ما ورد في أسباب النزول أن مشركي مكة طلبوا من أهل الكتاب أن يحكموا بينهم وبين المؤمنين فيما ينتحلونه من الدين فقضوا لهم على المؤمنين ...

وقد ذكر كونهم ذوي نصيب من الكتاب ليكون أوقع في وقوع الذم واللوم عليهم فإن إيمان علماء الكتاب بالجبت والطاغوت وقد بين لهم الكتاب أمرهما أشنع وأفظع .

______________________

1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 318 .

 

تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

المداهنون :

إن الآية الأولى من الآيتين الحاضرتين تعكس ـ بملاحظة ـ ما ذكر في سبب النزول قريبا ـ صفة أخرى من صفات اليهود الذميمة ، وهي أنّهم لأجل الوصول إلى أهدافهم كانوا يداهنون كل جماعة من الجماعات ، حتى أنّهم لكي يستقطبوا المشركين سجدوا لأصنامهم ، وتجاهلوا كل ما قرؤوه في كتبهم ، أو عملوا به حول صفات رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله‌ وسلم وعظمة الإسلام ، بل وذهبوا ـ بغية إرضاء المشركين ـ إلى ترجيح عقيدة الوثنيين بما فيها من خرافات وتفاهات وفضائح على الإسلام الحنيف ، مع أنّ اليهود كانوا من أهل الكتاب ، وكانت المشتركات بينهم وبين الإسلام تفوق بدرجات كبيرة ما يجمعهم مع الوثنيين ، ولهذا يقول سبحانه في هذه الآية مستغربا : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} وهي الأصنام ؟

ولكنّهم لا يقتنعون بهذا ، ولا يقفون عند هذا الحدّ ، بل : {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً} .

الجبت والطّاغوت :

استعملت لفظة «الجبت» في هذه الآية من القرآن الكريم خاصّة ، وهو اسم جامد لا تعريف له في اللغة العربية ، ويقال أنّه يعني «السّحر» أو «السّاحر» أو «الشّيطان» بلغة أهل الحبشة ، ثمّ دخل في اللغة العربية واستعمل بهذا المعنى ، أو بمعنى الصنم أو أي معبود غير الله في هذه اللغة ، ويقال : أنه في الأصل «جبس» ثمّ أبدل «س» إلى «ت».

وأمّا لفظة «الطّاغوت» فقد استعملت في ثمانية موارد من القرآن الكريم ، وهي ـ كما قلنا في المجلد الأوّل من هذا التّفسير لدى الحديث عن الآية (٢٥٦) من سورة البقرة ـ صيغة مبالغة (2) من مادة الطغيان ، بمعنى التعدي وتجاوز الحدّ ، ويطلق على كل شيء موجب لتجاوز الحدّ (ومنها الأصنام) ولهذا يسمى الشيطان ، والصنم والحاكم الجبار المتكبر ، وكل معبود سوى الله ، وكل مسيرة تنتهي إلى غير الحق ، طاغوتا .

هذا هو المعنى الكلي لهاتين اللفظتين .

أمّا المراد منهما في الآية المبحوثة الآن ، فذهب المفسرون فيه مذاهب شتى .

فقال البعض بأنّهما اسمان لصنمين سجد لهم اليهود في القصّة السابقة .

وقال آخرون : الجبت هنا هو الصنم ، والطّاغوت هم عبدة الأصنام ، أو حماتها الذين كانوا يمثلون تراجمة الأصنام الذين كانوا يتكلمون بالتكذيب عنها ليخدعوا الناس (3) ، وهذا المعنى أوفق لما جاء في سبب النزول وتفسير الآية ، لأنّ اليهود سجدوا للأصنام كما خضعوا أمام عبدتها الوثنيين أيضا.

____________________

1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص161-162 .

2. تفسير المنار ، ج3 ، ص 35 ، وذهب البعض إلى أنه مصدر استعمل بالمعنى الوصفي وصيغة المبالغة .

3. تفسير التبيان ، وتفسير روح المعاني ، ذيل الآية مورد البحث .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .