أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2017
13086
التاريخ: 7-2-2017
8294
التاريخ: 10-2-2017
10706
التاريخ: 5-2-2017
12987
|
قال تعالى : {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء : 21] .
﴿وكيف تأخذونه﴾ : وهذا تعجيب من الله تعالى وتعظيم : أي عجبا من فعلكم كيف تأخذون ذلك منهن ﴿وقد أفضى بعضكم إلى بعض﴾ : وهو كناية عن الجماع عن ابن عباس ومجاهد والسدي وقيل المراد به الخلوة الصحيحة وإن لم يجامع فسمى الخلوة إفضاء لوصوله بها إلى مكان الوطء وكلا القولين قد رواه أصحابنا وفي تفسير الكلبي عن ابن عباس أن الإفضاء حصوله معها في لحاف واحد جامعها أو لم يجامعها فقد وجب المهر في الحالين .
﴿وأخذن منكم ميثاقا غليظا﴾ قيل فيه أقوال (أحدها) : أن الميثاق الغليظ هو العهد المأخوذ على الزوج حالة العقد من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان عن الحسن وابن سيرين والضحاك وقتادة والسدي وهو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام) (وثانيها) : أن المراد به كلمة النكاح التي يستحل بها الفرج عن مجاهد وابن زيد (وثالثها) : قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله عن عكرمة والشعبي والربيع . وقد قيل في هاتين الآيتين ثلاثة أقوال (أحدها) : أنهما محكمتان غير منسوختين لكن للزوج أن يأخذ الفدية من المختلعة لأن النشوز حصل من جهتها فالزوج يكون في حكم المكره لا المختار للاستبدال ولا يتنافى حكم الآيتين وحكم آية الخلع فلا يحتاج إلى نسخهما بها وهو قول الأكثرين ، (وثانيها) : أنهما محكمتان وليس للزوج أن يأخذ من المختلعة شيئا ولا من غيرها لأجل ظاهر الآية عن بكير بن بكر بن عبد الله المزني . (والثالث) : أن حكمهما منسوخ بقوله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به عن الحسن.
___________________________
1. تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 49-50 .
{وكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ} . قال بعض المفسرين :
المراد بالإفضاء هنا عملية الجنس فقط . وقال آخرون : بل والخلوة أيضا . وقال ثالث يجيد صناعة الكلام : « المراد بالإفضاء العواطف والمشاعر ، والوجدانيات والتصورات ، والأسرار والهموم ، والتجارب والذكريات ، والاختلاجات واللحظات » إلى آخر الصفات المسطورات . . رحمة اللَّه عليه . . وأحسن ما جاء في كتب التفاسير لمعنى الإفضاء ما قاله الشيخ محمد عبده : « هو إشارة إلى أن وجود كل من الزوجين جزء متمم لوجود الآخر ، فكأنّ بعض الحقيقة كان منفصلا عن بعضها الآخر ، فوصل إليه بهذا الإفضاء ، واتحد به » .
والأولى أن نفسر الإفضاء بالفضل ، طبقا لقوله تعالى : { ولا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ - 237 البقرة } ، أي إحسان كل من الزوجين للآخر . . فقد ذكّر اللَّه بقوله : { أَفْضى بَعْضُكُمْ } ذكّر الزوج بما كان بينه وبين زوجته من قبل ليكون معها عند الطلاق ، كما كان قبل الطلاق .
الزواج مبادلة روح بروح :
{ وأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً } . حدد اللَّه سبحانه عقد الزواج بألفاظ ذكرها في كتابه العزيز ، وأوجب الوقوف عندها ، والتعبد بها تماما كألفاظ العبادة ، وأضفى على عقد الزواج من القداسة ما أبعده عن كل العقود ، كعقد البيع والإجارة ، وما إليهما ، لأن البيع مبادلة مال بمال ، أما الزواج فمبادلة روح بروح ، وعقده عقد رحمة ومودة ، لا عقد تمليك للجسم بدلا عن المال ، قال الفقهاء : إن عقد الزواج أقرب إلى العبادات منه إلى عقود المعاملات والمعاوضات ، ومن أجل هذا يجرونه على اسم اللَّه ، وكتاب اللَّه ، وسنة رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله وسلم) . .
وقال الشيخ محمود شلتوت : « إذا تنبهنا إلى أن كلمة ميثاق لم ترد في القرآن الكريم إلا تعبيرا عما بين اللَّه وعباده من موجبات التوحيد ، والتزام الأحكام ، وعما بين الدولة والدولة من الشؤون العامة الخطيرة علمنا مقدار المكانة التي سما القرآن بعقد الزواج إليها ، وإذا تنبهنا مرة أخرى إلى أن وصف الميثاق « بالغليظ » لم يرد في موضع من مواضعه إلا في عقد الزواج تضاعف لدينا سمو هذه المكانة التي رفع القرآن إليها هذه الرابطة السامية عن كل ما أطلق عليه كلمة ميثاق » .
_______________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص282-283 .
قوله تعالى : { وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ } إلى آخر الآية ، الاستفهام للتعجيب ، والإفضاء هو الاتصال بالمماسة ، وأصله الفضاء بمعنى السعة.
ولما كان هذا الأخذ إنما هو بالبغي والظلم ، ومورده مورد الاتصال والاتحاد أوجب ذلك صحة التعجب حيث إن الزوجين يصيران بسبب ما أوجبه الازدواج من الإفضاء والاقتراب كشخص واحد ، ومن العجيب أن يظلم شخص واحد نفسه ويؤذيها أو يؤذي بعض أجزائه بعضا.
وأما قوله : { وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً } فالظاهر أن المراد بالميثاق الغليظ هو العلقة التي أبرمها الرجل بالعقد ونحوه ، ومن لوازمها الصداق الذي يسمى عند النكاح وتستحقه المرأة من الرجل.
وربما قيل : إن المراد بالميثاق الغليظ العهد المأخوذ من الرجل للمرأة من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان على ما ذكره الله تعالى ، وربما قيل : إن المراد به حكم الحلية المجعول شرعا في النكاح ، ولا يخفى بعد الوجهين جميعا بالنسبة إلى لفظ الآية.
__________________________
1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 220-221 .
أضاف سبحانه ـ في الآية {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}ـ وضمن استفهام إِنكاري بهدف تحريك العواطف الإِنسانية لدى الرجال بأنّه كيف يحق لكم ذلك ، وقد عشتم مع الزوجة الأُولى زمناً طويلاً ، وكانت لكم معهنّ حياة مشتركة ، واختليتم بهن واستمتع كل واحد منكما بالآخر كما لو كنتما روحاً واحدة في جسمين ، أفبعد ما كانت بينكما هذه العلاقة الزوجية الحميمة يحق لكم ـ أيّها الأزواج ـ أن تبخسوا حق الزوجة الأُولى ؟ وقد لخصّ سبحانه كل هذه بقوله : (وكيف تأخذونه وقد أفضى (3) بعضكم إِلى بعض) أفيصح أن تفعلوا ذلك وكأنّكما غريبان لا رباط بينكما ولا علاقة ؟
وهذا يشبه قولنا لمن عاشا صديقين حميمين زمناً طويلا ثمّ تنازعا : كيف تتنازعان وقد كنتما صديقين حميمين سنوات طويلة وأعواماً عديدة ؟
وفي الحقيقة أن إرتكاب مثل هذا الفعل في حق الزوجة شريكة الحياة ما هو إلا ظلم للنفس .
ثمّ أنّه سبحانه تعالى : (وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً) أي كيف تبخسون الزوجة حقّها في الصداق وقد أخذت منكم ـ لدى عقد الزواج بينكما ـ ميثاقاً غليظاً وعهداً موثقاً بأن تؤدوا إِليهنّ حقوقهنّ كاملة ، فكيف تتنكرون لهذا الميثاق المقدس وهذا العهد المأخوذ منكم لها حالة العقد ؟
ثمّ يجب أن نعرف أنّ الآية الحاضرة وإِن وردت في مقام تطليق الزوجة الأُولى لغرض إِحلال زوجة أُخرى مكانها إِلاّ أنّها لا تختصّ بهذا المورد خاصّة ، بل تعمّ كل موارد الطلاق الذي يتمّ باقتراح من جانب الزوج ولا تكون لدى الزوجة رغبة في الإِفتراق ، فإِنّه يجب على الزوج في هذه الحالة أن يعطي الصداق بكامله إِلى الزوجة إِذا أراد أن يطلقها ، وأن لا يسترد شيئاً من الصداق إِذا كان قد أعطاه إِياها ، سواء قصد أن يتزوج بامرأة أُخرى أو لا.
وعلى هذا تكون عبارة : (وإن أردتم استبدال زوج) ناظرة في الحقيقة إِلى ما كان سائداً في العهد الجاهلي ، وليس له أي دخل في أصل الحكم ، فهو ليس قيداً.
على أنّه ينبغي التنبيه أيضاً إِلى أن لفظة «استبدال» تعني طلب البديل ، ولهذا يكون قد أخذ فيها قيد الإِرادة ، فإِذا قرنت بكلمة «أردتم» فإِنما ذلك لأجل التنبيه إِلى نقطة في المقام، وهي أنكم ـ عند تهيئة المقدمات والعزم على استبدال زوجة اُخرى ـ يجب أن لا تبدأوا من المقدمات الغير المشروعة الظالمة، فتضيعوا مهر زوجتكم إِذا أردتم زوجة أُخرى .
_____________________
1- تفسير الأمثل ، ج3 ، ص77-78 .
2ـ " الإِفضاء " أصله من " الفضاء " ، وهو السعة ، وبذلك يكون معنى الإِفضاء إيجاد السعة ، لأن الإِنسان بسبب الإِتصال والتعايش مع شخص آخر يكون وكأنه وسع دائرة وجوده ، ولهذا استعمل الإِفضاء بمعنى الملامسة والإِتصال .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|