أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-7-2022
1621
التاريخ: 2024-05-15
917
التاريخ: 29/10/2022
1651
التاريخ: 2023-12-03
1409
|
دراسة شروط استجابة الدعاء توضّح لنا كثيراً من الحقائق الغامضة في مسألة الدعاء ، وتبين لنا آثاره البناءة ، والروايات الإِسلامية تذكر شروطاً لاستجابة الدعاء منها :
1 ـ ينبغي لمن يدعو أن يسعى أولا لتطهير قلبه وروحه ، وأن يتوب من الذنب ، وأن يقتدي بحياة قادة البشرية الإِلهيين.
عن الإِمام الصادق (عليه السلام) : «إِيَّاكُمْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ شَيْئاً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ حَتَّى يَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ ، وَالْمِدْحَةِ لَهُ وَالصَّلاَةِ عَلَى النَّبِّي وَآلِهِ ، وَالاْعْتِرافِ بِالذَّنْبِ ، ثُمَّ الْمَسْأَلَة» (1) .
2 ـ أن يسعى الداعي إلى تطهير أمواله من كل غصب وظلم ، وأن لا يكون طعامه من حرام. عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسْتَجَابَ دُعاؤُهُ فَلْيَطِبْ مَطْعَمَهُ وَمَكْسَبَهُ» (2) .
3 ـ أن لا يفترق الدعاء عن الجهاد المستمرّ ضدّ كل ألوان الفساد ، لأنّ الله لا يستجيب ممن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ ، أَوْ لَيُسَلّطَنَّ اللهُ شَرَارَكُمْ عَلَى خِيَارِكُمْ فَيَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ» (3) . ترك هذه الفريضة الإِلهية (فريضة المراقبة الإِجتماعية) يؤدي إلى خلوّ الساحة الإِجتماعية من الصالحين ، وتركها للمفسدين ، وعند ذاك لا أثر للدعاء ، لأن هذا الوضع الفاسد نتيجة حتمية لأعمال الإِنسان نفسه.
4 ـ العمل بالمواثيق الإِلهية ، الإِيمان والعمل الصالح والأمانة والصلاح من شروط استجابة الدعاء ، فمن لم يف بعهده أمام بارئه لا ينبغي أن يتوقع من الله استجابة دعائه.
جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، وشكا له عدم استجابة دعائه ، فقال الإِمام :
«إِنَّ قُلُوبَكُمْ خَانَتْ بِثَمَانِ خِصَال :
أَوَّلُهَا : إِنَّكُمْ عَرَفْتُمُ اللهَ فَلَمْ تُؤَدُّوا حَقَّهُ كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْكُمْ ، فَمَا أَغْنَتْ عَنْكُمْ مَعْرِفَتُكُمْ شَيئاً.
وَالثَانِيَةُ : إِنَّكُمْ آمَنْتُمْ بِرَسُولِهِ ثُمَّ خَالَفْتُمْ سُنَّتَهُ ، وَأَمَتُّمْ شَرِيعَتَهُ فَأَيْنَ ثَمَرَةُ إِيَمانِكُمْ؟!
وَالثَّالِثَةُ : إِنَّكُمْ قَرَأْتُمْ كِتَابَهُ الْمُنْزَلَ عَلَيْكُمْ فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ ، وَقُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ثُمَّ خَالَفْتُمْ!
وَالرَّابِعَةُ : إنَّكُم قُلتُم تَخَافُونَ مِنَ النَّارِ ، وَأنْتُم فِي كُلِّ وَقت تَقدُمُونَ إلَيها بِمَعاصِيكُم فَأينَ خَوفُكُم؟!
وَالْخَامِسَةُ : إِنَّكُمْ قُلْتُمْ تَرْغَبُونَ في الْجَنَّةِ ، وأَنْتُمْ في كُلِّ وَقْت تَفْعَلُونَ مَا يُبَاعِدُكُمْ مِنْها فَأَيْنَ رَغْبَتُكُمْ فِيهَا؟
وَالسَّادِسَةُ : إِنَّكُمْ أَكَلْتُمْ نِعْمَةَ الْمَوْلى فَلَمْ تَشْكُرُوا عَلَيْهَا!
وَالسَّابِعَةُ : إِنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِعَداوَةِ الشَّيْطَانِ ، وَقَالَ : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر : 6] ، فَعَادَيْتُمُوهُ بِلاَ قَوْل ، وَوَاليَمُوهُ بِلاَ مخَالَفَة.
وَالثَّامِنَةُ : إِنَّكُمْ جَعَلْتُمْ عُيُوبَ النَّاسِ نَصْبَ أَعْيُنِكُمْ وَعُيْوبَكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ تَلُومُونَ مَنْ أَنْتُمْ أَحَقُّ بِالْلَوْمِ مِنْهُ فَأَيُّ دُعَاء يُسْتَجَابُ لَكُمْ مَعَ هَذا ، وَقَدْ سَدَدْتُمْ أَبْوَابَهُ وَطُرُقَهُ ؟ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا أَعْمَالَكُمْ وَأَخْلِصُوا سَرَائِرَكُمْ وَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَن الْمُنْكَرِ فَيَسْتَجِيبُ اللهُ لَكُمْ دُعَاءَكُمْ» (4) .
هذا الحديث يقول بصراحة : إن وعد الله باستجابة الدعاء وعد مشروط لا مطلق. مشروط بتنفيذ المواثيق الإِلهية ، وإن عمل الإِنسان بهذه المواثيق الثمانية المذكورة فله أن يتوقع استجابة الدعاء ، وإلاّ فلا.
العمل بالأُمور الثمانية المذكورة باعتبارها شروطاً لاستجابة الدعاء كاف لتربية الإِنسان ولإستثمار طاقاته على طريق مثمر بنّاء.
5 ـ من الشروط الاُخرى لاستجابة الدعاء العمل والسعي ، عن علي (عليه السلام) : «الدَّاعِي بِلاَ عَمَل كَالرَّامِي بِلاَ وَتَر» (5) .
الوتر بحركته يدفع السهم نحو الهدف ، وهكذا دور العمل في الدعاء.
من مجموع شروط الدعاء المذكورة نفهم أن الدعاء لا يغنينا عن التوسل بالعوامل الطبيعية ، بل أكثر من ذلك يدفعنا إلى توفير شروط إستجابة الدعاء في أنفسنا ، ويحدث بذلك تغييراً كبيراً في حياة الإِنسان وتجديداً لمسيرته ، وإصلاحاً لنواقصه.
أليس من الجهل أن يصف شخص الدعاء بهذا المنظار الإِسلامي أنه مخدّر؟!
________________________
1.اصول الكافي ، ج2 ، ص484 ، وسفينة البحار ، ج1 ، ص448و449.
2. سفينة البحار ، ج1 ، ص448و449 ، ووسائل الشيعة ، ج7 ، ص145 ، ح8965.
3. اصول الكافي ، ج5 ، ص56 ، ح3 ، (باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) .
4. سفينة البحار ، ج1 ، ص448و449.
5. نهج البالغة ، الكلمات القصار ، الكلمة 337.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|