لا زالت مواكبُ العزاء الحسينيّة تُواصل توافدها الى العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية منذ صباح أمس الخميس حتى عصر اليوم الجمعة (26محرّم الحرام 1438هـ) الموافق لـ(28تشرين الأوّل 2016م) لإحياء المناسبة الأليمة على قلوب أتباع ومحبّي أهل البيت(عليهم السلام) ألا وهي ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين السجّاد(عليه السلام).

حيث اعتادت هذه المواكب أن تكون نقطة انطلاقها من شارع قبلة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) دخولاً الى صحنه الشريف لتسير بعدها وسط حشود المؤمنين في منطقة ما بين الحرمين الشريف وصولاً الى صحن سيّد الشهداء(عليه السلام) حيث تعقد مجالس العزاء (اللّطم) وهي تردّد القصائد الشعريّة التي تبيّن المظلوميّة الكبيرة التي لحقت بالإمام السجّاد(عليه السلام) في واقعة الطفّ وما تلاها في مسيرة السبي من همومٍ وصعاب.

من جهةٍ أخرى أنهت العتبةُ العبّاسية المقدّسة كافة الاستعدادات لاستقبال المواكب المعزّية، فقد أعدّت برنامجاً خاصّاً اشتمل على إقامة العديد من مجالس العزاء (اللّطم) منها المجلس الذي أحياه الحاج باسم الكربلائي في الصحن الشريف يوم أمس الخميس.

الجديرُ بالذكر أنّ استشهاد الإمام زين العابدين السجّاد(عليه السلام) كان في الخامس والعشرين من شهر محرّم الحرام سنة 95هـ، بعد أن أرسل الوليد بن عبد الملك سمّاً قاتلاً من الشام إلى عامله على المدينة، وأمَرَه أن يدسَّه للإمام(عليه السلام)، ونفَّذ عامله ذلك فسَمَتْ روح الإمام(عليه السلام) العظيمة إلى خالقها، بعد أن أضاءت آفاق هذه الدنيا بعلومها، وعباداتها، وجهادها، وتجرُّدِها من الهوى.