المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

عراض أورام الدماغ
2024-08-24
هل حقق الخليل أهداف الإمامة ؟
29-09-2015
رعاية الأسماك أثناء التفريخ الصناعي
2023-03-07
هوائي حزمي beam antenna
8-1-2018
اعتصموا بالذِّمَمِ في أَوتادِها
7-2-2021
علي (عليه السلام) خير البشر.
15-5-2022


تسوية البنان  
  
1893   07:17 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص542-545.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز العلمي والطبيعي /

قال تعالى : {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة : 3 ، 4]

 هذا كلام صدر في مقام التحدّي ، مشيراً بأنّ هناك معجزة كبرى في تسويته للبَنان وبعثه على صورته الأُولى يكون أكبر من إحياء العظام البالية ، الأمر الذي لم يُكشف سرّه إلاّ بعد نزول الآية بأكثر من ألف سنة ، حينما عُرف أنّ لكلّ إنسان بصمة خاصّة رُسمت على بنانه ، لا يتّفق اثنان في بصمة واحدة ، منذ أن خلق الله آدم حتّى التوائم . وهذا سرٌّ غريب في الخليقة أَوّلاً ، وفي إشارة القرآن إليه ثانياً ، سبحانه وتعالى من عظيم القدرة وعجيب البيان ! .

ولكن لماذا خصصّ الله البَنان دون سائر أجزاء البدن ؟ وهل البَنان أشدّ تعقيداً من العظام ؟

لقد توصّل العلم إلى سرّ البصمة في القرن التاسع عشر ، وبيّن أنّ البصمة تتكوّن من خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات وتعلو الخطوط البارزة فتحات المسام العَرَقية ، تتمادى هذه الخطوط وتتلوّى ، وتتفرّع عنها تغصّنات وفروع ، لتأخذ في النهاية وفي كلّ شخص شكلاً مميّزاً ، وقد ثبت أنّه لا يمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم ، حتّى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة .

يتمّ تكوّن البَنان في الجنين في الشهر الرابع ، وتظلّ ثابتة ومميّزة له طول حياته ، ويمكن أن تتقارب بصمتان في الشكل تقارباً ، ولكنّهما لا تتطابقان البتة ؛ ولذلك فإنّ البصمة تعدّ قاطعاً ومميّزاً لشخصية الإنسان ، معمولاً به في كلّ بلاد العالم ، ويعتمد عليه القائمون على تحقيق القضايا الجنائية لكشف المجرمين واللصوص (1) . 

{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذاريات : 49] :

لم يقل من الأحياء ، بل من كلّ شيء ... فالكهرباء فيها الشحنة السالبة والموجبة . والمغنطيسية فيها الاستقطاب إلى قطبين . وفي الذرّة الإليكترون والبوزيترون ، والبروتون والنيوترون ، وفي الكيمياء العضوية : الجُزيء اليساري والجُزيء اليميني ، ونعرف الآن المادّة والمادّة المضادّة ، والثنائية والازدواجية في تركيب الأحياء والجمادات ، يكشف لنا العلم أسرارها كلّ يوم (2) .

ولعلّ اللقاح والتزاوج في النبات أصبح مشهوداً بعد ضرورة اللقاح والتزاوج في الأحياء ( الإنسان والحيوان ) ، قال تعالى : {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [الرعد: 3] ، والآيات بشأن أزواج النبات كثيرة (3) .

وظاهرة التزواج واللقاح مفروضة على كلّ موجود ، نباتاً كان أم إنساناً ، أم ممّا لا يعلمون {الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} [يس : 36] .

قال سيّد قطب : وهذه حقيقة عجيبة تكشف عن قاعدة الخَلق في هذه الأرض ـ وربّما في هذا الكون ؛ إذ أنّ التعبير لا يُخصّص الأرض ـ قاعدة الزوجية في الخَلق ، وهي ظاهرة في الأحياء . ولكن كلمة ( شيء ) تشمل غير الأحياء أيضاً .والتعبير يُقرّر أنّ الأشياء كالأحياء مخلوقة على أساس الزوجية .

وحين نتذكّر أنّ هذا النصّ عرفه البشر ( المسلمون ) منذ أربعة عشر قرناً ، وأنّ فكرة عموم الزوجية ـ حتى في الأحياء ولا سيّما النبات ـ لم تكن معروفة حينذاك ، فضلاً عن عموم الزوجية في كلّ شيء ... حين نتذكّر هذا نجد أنّا أمام أمر عجيب عظيم .. وهو يُطلعنا على الحقائق الكونية في هذه الصورة العجيبة المبكّرة كلّ التبكير :

كما أنّ هذا النصّ ( القرآني المعجز ) يجعلنا نرجّح أنّ البحوث العلمية الحديثة سائرة في طريق الوصول إلى الحقيقة ، وهي تكاد تُقرّر أنّ بناء الكون كلّه يرجع إلى الذرّة ، وأنّ الذرّة مؤلّفة من زوج من الكهرباء : موجب وسالب ! فقد تكون تلك البحوث إذاً على طريق الحقيقة في ضوء هذا النصّ العجيب (4) .

وعن أكثر القدامى تفسير الزوجين هنا بالجنسين المتقابلين ، كالأرض والسماء ، والبرّ والبحر ، والليل والنهار ، والسهل والجبل ، والشمس والقمر ، والجنّ والإنس ، والنور والظلمة ... وما إلى ذلك ... وهكذا المعنويّات كالسعادة والشقاء ، والخير والشرّ ، والهدى والضلال ... ونحو ذلك .

سوى ابن زيد ، فإنّه فسّره بالذكر والأُنثى ، وهو عجيب (5) .

قال الرازي ـ توجيهاً لِما قاله الأقدمون ـ : والزوجان : إمّا الضدان فإنّ الذكر والأُنثى كالضدّين والزوجان منهما كذلك ، وإمّا المتشاكلان فإنّ كلّ شيء له شبيه ونظير وضدّ وندّ ، قال المنطقيون : المراد بالشيء الجنس ، وأقلّ ما يكون تحت الجنس نوعان ، فمن كلّ جنس خلق نوعين من الجوهر ، مثلاً المادّي والمجرد ، المادّي النامي والجامد ، ومن النامي المُدرِك والنبات ، ومن المُدرِك الناطق والصامت (6) .
_______________

(1) مع الطب : ص23 .

(2) محاولة لفهم عصريّ للقرآن : ص73 .

(3) الحجّ : 5 ، الشعراء : 7 ، لقمان : 10 ، ق : 7 ، الرحمن : 52 ، طه : 53 .

(4) في ظِلال القرآن : ج27 مجلّد 7 ص587 ـ 588 .

(5) راجع مجمع البيان للطبرسي : ج9 ص160 .

(6) التفسير الكبير : ج28 ص227 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .