أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2014
1695
التاريخ: 12-7-2016
1622
التاريخ: 11-4-2016
1970
التاريخ: 13-7-2016
2255
|
قال تعالى : {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة : 3 ، 4]
هذا كلام صدر في مقام التحدّي ، مشيراً بأنّ هناك معجزة كبرى في تسويته للبَنان وبعثه على صورته الأُولى يكون أكبر من إحياء العظام البالية ، الأمر الذي لم يُكشف سرّه إلاّ بعد نزول الآية بأكثر من ألف سنة ، حينما عُرف أنّ لكلّ إنسان بصمة خاصّة رُسمت على بنانه ، لا يتّفق اثنان في بصمة واحدة ، منذ أن خلق الله آدم حتّى التوائم . وهذا سرٌّ غريب في الخليقة أَوّلاً ، وفي إشارة القرآن إليه ثانياً ، سبحانه وتعالى من عظيم القدرة وعجيب البيان ! .
ولكن لماذا خصصّ الله البَنان دون سائر أجزاء البدن ؟ وهل البَنان أشدّ تعقيداً من العظام ؟
لقد توصّل العلم إلى سرّ البصمة في القرن التاسع عشر ، وبيّن أنّ البصمة تتكوّن من خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات وتعلو الخطوط البارزة فتحات المسام العَرَقية ، تتمادى هذه الخطوط وتتلوّى ، وتتفرّع عنها تغصّنات وفروع ، لتأخذ في النهاية وفي كلّ شخص شكلاً مميّزاً ، وقد ثبت أنّه لا يمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم ، حتّى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة .
يتمّ تكوّن البَنان في الجنين في الشهر الرابع ، وتظلّ ثابتة ومميّزة له طول حياته ، ويمكن أن تتقارب بصمتان في الشكل تقارباً ، ولكنّهما لا تتطابقان البتة ؛ ولذلك فإنّ البصمة تعدّ قاطعاً ومميّزاً لشخصية الإنسان ، معمولاً به في كلّ بلاد العالم ، ويعتمد عليه القائمون على تحقيق القضايا الجنائية لكشف المجرمين واللصوص (1) .
{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذاريات : 49] :
لم يقل من الأحياء ، بل من كلّ شيء ... فالكهرباء فيها الشحنة السالبة والموجبة . والمغنطيسية فيها الاستقطاب إلى قطبين . وفي الذرّة الإليكترون والبوزيترون ، والبروتون والنيوترون ، وفي الكيمياء العضوية : الجُزيء اليساري والجُزيء اليميني ، ونعرف الآن المادّة والمادّة المضادّة ، والثنائية والازدواجية في تركيب الأحياء والجمادات ، يكشف لنا العلم أسرارها كلّ يوم (2) .
ولعلّ اللقاح والتزاوج في النبات أصبح مشهوداً بعد ضرورة اللقاح والتزاوج في الأحياء ( الإنسان والحيوان ) ، قال تعالى : {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [الرعد: 3] ، والآيات بشأن أزواج النبات كثيرة (3) .
وظاهرة التزواج واللقاح مفروضة على كلّ موجود ، نباتاً كان أم إنساناً ، أم ممّا لا يعلمون {الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} [يس : 36] .
قال سيّد قطب : وهذه حقيقة عجيبة تكشف عن قاعدة الخَلق في هذه الأرض ـ وربّما في هذا الكون ؛ إذ أنّ التعبير لا يُخصّص الأرض ـ قاعدة الزوجية في الخَلق ، وهي ظاهرة في الأحياء . ولكن كلمة ( شيء ) تشمل غير الأحياء أيضاً .والتعبير يُقرّر أنّ الأشياء كالأحياء مخلوقة على أساس الزوجية .
وحين نتذكّر أنّ هذا النصّ عرفه البشر ( المسلمون ) منذ أربعة عشر قرناً ، وأنّ فكرة عموم الزوجية ـ حتى في الأحياء ولا سيّما النبات ـ لم تكن معروفة حينذاك ، فضلاً عن عموم الزوجية في كلّ شيء ... حين نتذكّر هذا نجد أنّا أمام أمر عجيب عظيم .. وهو يُطلعنا على الحقائق الكونية في هذه الصورة العجيبة المبكّرة كلّ التبكير :
كما أنّ هذا النصّ ( القرآني المعجز ) يجعلنا نرجّح أنّ البحوث العلمية الحديثة سائرة في طريق الوصول إلى الحقيقة ، وهي تكاد تُقرّر أنّ بناء الكون كلّه يرجع إلى الذرّة ، وأنّ الذرّة مؤلّفة من زوج من الكهرباء : موجب وسالب ! فقد تكون تلك البحوث إذاً على طريق الحقيقة في ضوء هذا النصّ العجيب (4) .
وعن أكثر القدامى تفسير الزوجين هنا بالجنسين المتقابلين ، كالأرض والسماء ، والبرّ والبحر ، والليل والنهار ، والسهل والجبل ، والشمس والقمر ، والجنّ والإنس ، والنور والظلمة ... وما إلى ذلك ... وهكذا المعنويّات كالسعادة والشقاء ، والخير والشرّ ، والهدى والضلال ... ونحو ذلك .
سوى ابن زيد ، فإنّه فسّره بالذكر والأُنثى ، وهو عجيب (5) .
قال الرازي ـ توجيهاً لِما قاله الأقدمون ـ : والزوجان : إمّا الضدان فإنّ الذكر والأُنثى كالضدّين والزوجان منهما كذلك ، وإمّا المتشاكلان فإنّ كلّ شيء له شبيه ونظير وضدّ وندّ ، قال المنطقيون : المراد بالشيء الجنس ، وأقلّ ما يكون تحت الجنس نوعان ، فمن كلّ جنس خلق نوعين من الجوهر ، مثلاً المادّي والمجرد ، المادّي النامي والجامد ، ومن النامي المُدرِك والنبات ، ومن المُدرِك الناطق والصامت (6) .
_______________
(1) مع الطب : ص23 .
(2) محاولة لفهم عصريّ للقرآن : ص73 .
(3) الحجّ : 5 ، الشعراء : 7 ، لقمان : 10 ، ق : 7 ، الرحمن : 52 ، طه : 53 .
(4) في ظِلال القرآن : ج27 مجلّد 7 ص587 ـ 588 .
(5) راجع مجمع البيان للطبرسي : ج9 ص160 .
(6) التفسير الكبير : ج28 ص227 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|