المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

تكاثر الكرز
2023-10-29
المبيدات الفطرية (مبيد فاموكسادون + سايموكسانيل)
4-10-2016
النمو المتوازن Balanced Growth
4-7-2017
Mechanism of Vision
19-8-2019
السجال في شأن سياسـة الخصخصـة في الأردن
24-8-2021
الامور التي يجب على قارى‏ء القرآن مراعاتها
20-2-2019


التبخّر والإشباع والتكاثف  
  
3958   02:22 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص514-519.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز العلمي والطبيعي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015 1864
التاريخ: 21-04-2015 1531
التاريخ: 13-11-2015 1938
التاريخ: 8-10-2014 1868

قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} [النور : 43]

 عوامل ثلاث لنزول المطر : لحصول المطر عوامل ثلاث لا غيرها ، إذا توفّرت لابدّ من نزول المطر ، وإذا نقص عامل منها فلا إمكان لحصوله ، وتلك العوامل هي :

1 ـ التبخّر ، وهو عملية تحوّل ذرّات الماء إلى البخار ، ليؤدّي إلى تكوين سحاب .

2 ـ وصول الهواء المتحمّل للبخار إلى درجة الإشباع المختلف حسب المناخ .

3 ـ التكاثف ، وضدّ عملية التبخّر ، ليتحوّل البخار إلى ذرّات الماء .

وهذا الترتيب على التعاقب ممّا لا محيص عنه لتكوين المطر ونزوله ، وهو مِن بديهيّات العلم المقطوع به والمفروغ عنه بلا ريب ، وإليك شرح هذه العوامل باختصار .

( أَوّلاً ) التبخّر ، وهو عملية تحوّل ذرّات الماء إلى البخار ، وانتقاله إلى الهواء ، وذلك بتأثير حرارة الشمس على السطوح المائية المتوسّعة ، كالمحيطات والبحار والبحيرات والمستنقعات والأنهار ، بل وحتّى السطوح الثلجية والجليدية ، بل وحتّى على أوراق الأشجار والنباتات وخاصّة الغابات .

( ثانياً ) الإشباع ، وهو استمرار التبخّر حتى يبلغ حدّاً معيّناً ، ويُسمّى بدرجة التشبّع ، وتختلف حسب اختلاف المناخ ، فكلّما اختلفت درجة الحرارة اختلفت درجة التشبّع اللازمة لتكوين الأمطار ، فالهواء الحارّ في درجة التشبّع يحوي مقداراً مِن البخار أعظم ممّا يمكن أن يحويه الهواء البارد ، فكمّية الرطوبة التي تكفي للتشبّع في درجة 15 م مثلاً لا تكفي للتشبّع في درجة 20 م ، وإذا كان الهواء متشبّعا قيل : إنّ نسبة رطوبته 100% .

وبعبارة أوضح : إنّه حيثما وُجد الماء والهواء فإنّه يحدث تبادل بين جزئيات أحدهما مع الآخر ، فتمرّ جزئيات الماء عن طريق التبخّر إلى الهواء ، كما تمرّ جزيئات الهواء إلى الماء ؛ ولذلك يوجد دائماً مقدار مِن بخار الماء في الهواء ، كما يوجد مقدار مِن الهواء في الماء .

وإذا كان مقدار البخار الذي في الهواء قليلاً فإنّ الجزئيات البخارية التي تتصاعد من الماء تكون أكثر من جزيئات الهواء التي تمرّ إلى الماء ، وعلى ذلك فإنّ عملية التبخّر تستمر ولكن إذا كان مقدار ما في الهواء من البخار كثيراً فإنّ تبادل الجزيئات بين الماء والهواء يكون متساوياً ، وفي هذه الحالة يقال : إنّ الهواء متشبّع بالبخار المائي ، أو إنّه في درجة الإشباع ، أي لا يستطيع أن يحمل أكثر ممّا هو معلّق به مِن البخار .

فدرجة الإشباع تتوقّف على التساوي والتعادل في تبادل جزئيات الماء والهواء والتآلف بينهما .

ومن ناحية أُخرى ـ ذات أَهميّة كبرى ـ أنّ درجة التشبّع تتوقّف على ظاهرتين طبيعيتين أُخريينِ ، لابدّ منهما في وصول الهواء إلى حالة الإشباع الكافي :

الظاهرة الأُولى : هي التساوي في الضغط ، فلبخار الماء المتصاعد ضغط كما لبخار الهواء المتشبّع ضغط ، فإذا تساوى الضغطان فالتبخّر والتكاثف يتعادلان ، وفي هذه الحالة يقال : إنّ الهواء مشبّع بالبخار الكافي ، والمطر نتيجة لازمة لهذا التعادل .

والظاهرة الثانية : هي اتّحاد الكهربائيتين ، فإنّ السحب ذوات تكهربٍ ، وكل سحاب يحمل نوعاً من نوعي الكهرباء السالبة والموجبة ، فإذا ما تقارنت السحب واختلف نوع الكهرباء فيها تجاذبت ، وإلاّ تنافرت ، شأن الكهرباء عموماً يتجاذب نوعان منه ويتنافران من النوع الواحد .

واجتماع السحب وتأليف بعضها مع بعض إنّما هو بفعل الرياح ، تُثير السحب مِن مكان إلى مكان ، فإذا جمعت الرياح بين نوعين من الكهربائية ذوات الموجبة وذوات السالبة فعند ذلك تتجاذب بعضها إلى بعض وتتقارب وتتآلف ، وبذلك يحصل اللقاح الناتج للإمطار ، {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ } [الحجر: 22] .

يا ترى مَن ذا كان يعرف هذه الظاهرة الطبيعية يومذاك ؟! أن تقوم الرياح الباردة فتثير سحاباً ، وهي تدفع السحب المُكهرَبة إلى لقاء بعضها مع بعض ، وتُلقى بالسحابة السالبة التكهرب بين اذرع سحابة أُخرى موجبة التكهرب ، وبذلك يحدث عملية اللقاح ، الناتجة للبرق والرعد ونزول المطر الغزير ، فيخصب الأرض ويمهّدها للإنبات ، وهي عملية أُخرى للّقاح في التربة الصالحة ، بين الماء والأرض (1) . 

( ثالثاً ) التكاثف ، وهو عكس عملية التبخّر ؛ ليتحول بخار الماء مِن الحالة الغازية إلى حالة السيلان ، فتنقلب ذرّات البخار إلى قطرات مائية دقيقة ... إذا كانت درجة الحرارة فوق الصفر المئوي ، أو حالة جليدية برداً أو ثلجاً ، إذا كانت درجة الحرارة تحت الصفر ، الأمر الذي يعجز الهواء عن حمله ، فتتساقط القطرات مطراً .

وهذا التكاثف إنّما يحدث إذا ما تصاعد الهواء المتشبّع ببخار الماء في طبقات جوّية ذات الضغط الأعظم ، فبأثر الضغط العالي يتمدّد الهواء ويفقد جزءً كبيراً مِن حرارته ، وبذلك يبرد وتنخفض درجة حرارته ، درجةً واحدةً مئويةً كلّما ارتفع 170 متراً .

غير أنّ هذه النسبة تَطَّرد حتّى ارتفاع 5 كيلومترات عن سطح البحر ، وبعده تتغيّر هذه النسبة فتأخذ بالنقص باعتبار درجة واحدة مئوية لكل 100 متراً ارتفاعاً ، وتستمرّ هذه النسبة إلى ارتفاع 12 كيلو متراً حيث توجد طبقة هوائية ثابتة الحرارة ، تبلغ درجة حرارتها 55 درجة مئوية تحت الصفر .

والسحب تنعقد على ارتفاعات لا تزيد على 6 أو 7 كيلومترات عن سطح البحر في الأغلب .

وعملية التبريد هذه بالتمدّد هي إحدى العوامل الفعّالة في إحداث التكاثف .

وكذلك يبرد الهواء بشعّ حرارته كلّما لامسَ جسماً بارداً في الجوّ أو على سطح الأرض مثل الثلج والجليد ، أو إذا تقابل مع هواء أبرد ، والشعّ ذو أثر فعّال في تبريد الهواء وتكاثفه ، وخاصّة إذا هبّت الرياح من جهة حارّة إلى جهة باردة .

وفي الحقيقة ليس الهواء هو الذي يبرد بهذه الطريقة ، ولكنّه ( الهباء ) الكثير المنتشر في الهواء ، فيتّخذ البخار لنفسه مراكز من هذا الهباء ، يلتفّ حولها ، ويتكوّن حول كلّ مركز قطرة ، فإذا اشتدّت برودة الجوّ الملبّد بالسحب استمرّ التكاثف ، فتنضمّ قطرات السحب المائية إلى بعضها ، فيعجز الهواء عن حملها ، فتتساقط أمطاراً على سطح الأرض بفعل جاذبيّتها .

فقد تبيّن أنّ المطر لا يحصل إلا إذا توفّرت الشرائط الثلاثة متعاقبة : التبخّر فالتشبّع فالتكاثف .

وهذا هو الذي دلّت عليه الآية الكريمة المنوّه عنها في صدر المقال ، فقد جاءت بوصف موجز مدهش ، ومحيّر للعقول .

عبّرت أولاً بقوله تعالى : {يُزْجِي سَحَابًا} [النور: 43] إشارة إلى عملية التبخير وتكوين السحب والإزجاء هو عملية إثارة السحب وانتشالها بصورة أبخرة من البخار .

{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا } [الروم: 48] لأنّ الرياح بهبوبها على سطح البحار هي التي تُسبّب التبخير والتدافع بها لتتصاعد وتتكاثف وتتكوّن سحباً .

* ثمّ عبّرت عن عملية التشبّع بقوله تعالى : ( ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ) (3) لانّ درجة الإشباع الكافي إنّما تتوقّف على حصول التعادل وتساوي تبادل الجزئيات بين الماء والهواء .

وما هذا إلاّ التآلف والتعاضد بين تلك الجزئيات .

ومن ناحية أُخرى ، لا يحصل التشبّع إلاّ بالتعادل والتآلف بين ضغطي بخار الماء وبخار الهواء ، أو الاتّحاد بين نوعي الكهربائية كما سبق بيانه .

وعليه فإنّ أصدق تعبير عن هذه الظاهرة هو وصف التأليف ، الذي جاء وصفه في العلم بالتشبّع .

* ثم جاءت بقوله تعالى : {ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا} [النور: 43] ، وهذا ابلغ تعبير عن عملية التكاثف الذي حقّقه العلم .. إذ لا تفسير للركام سوى التكاثف وتراكم بعض الشيء على البعض مع ضغطٍ يقال : تراكم الشيء أي اجتمع بعضه مع بعض بكثرة وازدحام ، والركام : المتراكم بعضه فوق بعض بضغط .

وبعد ، فإذا ما تحقّقت الشرائط الثلاثة فعند ذلك : {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ } [النور: 43] الودق : المطر .

* وقد فَصل تعالى بين العمليّات الثلاث بـ ( ثمّ ) ؛ لأنّ كلّ عملية إنّما تحصل بتعاقبٍ مع فترة ، أمّا النتيجة ـ وهو الإمطار ـ فجاءت بالفاء : تعاقبٌ بلا تأخير ، وهو الفور في حصول نتيجة عملية الإمطار .

فيا له من دقيق تعبير ، وسبحانه من عليم خبير .
___________________________
(1) فيكون تلقيح مِن نوع ثالث هذه المرّة ، تلقيح بالمعنى الحرفي للآية الكريمة .

فنحن أمام كلمة صادقة مجازاً كما حمله المفسّرون القدامى ، وصادقة حرفياً كما أثبته العلم متأخّراً ، وعلى أي صورة قلّبتها فهي تصدق معك ، وهي بعدُ كلمة جديدة وغريبة ، وصفة مبتكرة حينما تُوصف بها الرياح  وهي بعدُ من الناحية الجمالية الإيقاعية ذروة ، وفي النطق بها عذبة : ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ) تنطقها وتلوكها في فمك ، فتستوقف السمع وتُطرب الأُذن .

.. وكل هذا العلم التفصيلي في تكهرب السحاب وانتقال حبوب اللقاح لم يكن معلوماً أيام نزول الآية ، فتدبّر .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .