أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2016
5858
التاريخ: 2023-10-02
1431
التاريخ: 7-10-2014
1807
التاريخ: 18-5-2016
1792
|
قال تعالى : {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} [الرحمن : 19 ، 20].
قال الزمخشري : (مرج البحري : (أرسل البحر المالح والبحر العذب متجاورين متلاقيين ، لا يفصل بين الماءين في مرآي العين ، (بينهما برزخ) حاجز من قدرة الله تعالى (لا يبغيان) لا يتجاوزان حديهما ولا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة (1) والذي قاله لم يخرج عنه المفسرون القدامى .
ولكن الاستاذ العابري بعد ان ذكر أوقال المفسرين ف الآية ، وشرح ما أثبته التحليل العلمي عن المحيطات والمضائق والبرازخ المائية قال (2) .
وعلى ضوء التحليل العلمي الحديث الذي سبق تلخيصه ، نعود الى تدبر الآية الكريمة فيظهر لنا مفهومهاً منسجماً مع الحقائق المتوصل اليها ، في برزخي مضيق باب المندب ، ومضيق هرمز ، أكثر من البرازخ المائية الأخرى وذلك لأمرين :
الأول : أن الآية التي عقبت الآية المذكورة مباشرة ، وهي يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان تدلنا على تحديد الموضع ، إذ يكثر اللؤلؤ والمرجان بدرجة هائلة في البحر الأحمر وخليج البصرة ، وخليج عمان من المحيط الهندي ، حيث تعيش الحيوانات المرجانية واللؤلؤية في المياه الحارة ، بينما ينعدمان تقريباً حوالي مضيق طارق ، ومضيق البسفور والدردنيل ، حيث المناطق المعتدلة التي لا تعيش فيها تلك الحيوانات .
الثاني : إن الآيات القرآنية التي جاءت بأحداث تاريخية أو ظواهر طبيعية ، هي التي وقعت في الجزيرة العربية أو حواليها غالباً ، وذلك للفت أنظار المخاطبين بالقرآن عند أو نزوله ، وهم العرب المجاورون لسواحل البحر الأحمر وخليج البصرة من المحيط الهندي ، وإثارة الرغبة الشديدة للتعمق في معاني الآيات التي تنطوي عليها الألفاظ ، والوصول الى حقيقة الغرض منها ، فإذا تفكر المتأمل المتدبر في وقله تعالى {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} يتجه تفكيره حتماً الى إزاحة النقاب عن المفهوم المتضارب من التقاء البحرين واختلاطهما ، ثم وجود برزخ بينهما ، لا يتجاوز أحدهما الآخر .
وبعد أن يستنير بالمعلومات التي توصلت إليها الأبحاث العلمية على الحياة المائية المتولدة في البرحين الملتقيين بواسطة البرزخ المائي ، مثل (باب المندب) يتضح له أن تلك الحياة قد انفصلت في البحر الاحمر عن الهندي ، بوجود ذلك البرزخ الذي كان حاجزا بسطحه الى عمق (200 متر) ، فتغيرت الحياة في كل منهما فلا يتماثلان ، ولا يبغي أحدهما بمواليده وأملاحه وتياراته وحرارته على الآخر بما يغايره في تلك النواحي ، فيتجلى مفهوم الآية بنور التدقيق والبحث العلمي الصحيح .
ولكن الاستاذ عبد المجيد الزنداني يذهب في تفسير الآية الكريمة تفسيرا آخر يقول :
(في سنة 1873 م ، أدركت (الاكاديمية العلمية البحرية) في بريطانيا أن معلوماتها عن البحار قليلة ، فبعثوا سفينة للكشوف العلمية البحرية مزودة بالأجهزة الدقيقة ، ومعها الخبراء ، وقضت هذه السفينة واسمها (تشالنجر) ثلاث سنوات في البحار والمحيطات ، فجاءت بوفرة كبيرة من المعلومات ، وجدوا أن البحار المالحة (المحيطات) ، المحيط الواحد نفسه ، يختلف فيه المياه عن بعضها في الحرارة والكثافة والملوحة والأحياء المائية وقابلية الذوابان للأكسجين ، إنها تلتقي في مكان واحد ، ولكنها تختلف في الخصائص والصفات .
فمثلا البحر الأحمر يختلف في خصائصه عن المحيط الهندي ، وكانت هذه من أعجب الحقائق التي عرفت .
ثم نجدد البحث عام 1962 حيث جاءت بعثة أوروبية الى باب المندب لتدرس السر الذي يجعل البحار رغم التقائها متمايزة ، على الرغم من وجود ظاهرة المد والجزر ، وهذا من شأنه أن يمزح بين البحار ، ويحملها متجانسة ، متحدة في الحرارة والكثافة والملوحة ... الخ ، واستعملت هذه البعثة الاوروبية سفينة كالتي سبقت ، قالوا : هذا البحر أزرق ، ومن الجهة الأخرى نفس البحر ، فكانوا إذا أنزلوا اجهزتهم من هذه الجهة دلتهم على أن هذا البحر الأحمر ، وإذا انزلوا اجهزتهم من الجهة الأخرى دلتهم على أن هذا هو المحيط الهندي ، تحركوا من الشاطئ الى الشاطئ وجدوا نفس النتيجة ، أنزلوا الأجهزة الى أعماق معينة فوجدوا نفس النتيجة ، تحركت السفينة وزحزحت من مكانها لتدرس هذا الحد ما طبيعته فوجدوه ماءً ثالثاً ، يختلف في حرارته وكثافته وملوحته عن كل من الماءين في البحرين .
قلَّبوا كتب علم البحار ستجدونهم يتحدثون عن هذا الماء الثالث باسم (فرنت) جبهة لقاء بين كتلتين مائيتين يمثلونه باللقاء ، بين جيشين بينهما منطقة فاصلة وحد فاصل ، وكم كانت دهشة الكابتن (جاكستو) وهو من أشهر علماء البحار الفرنسيين وهو يتكلم عن هذه الحقيقة التي أسفر عنها البحث ، فقال له أحد سامعيه لستم أول من عرف هذا ، لقد ذكر القرآن هذا قبل ألف واربعمائة عام ، فقال إن كان هذا قد ذكر في القرآن فأشهد أن محمد رسول الله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكشاف (4/445) .
( 2) بصائر جغرافية / ص 175 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|