المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تناسب فواصل الآي  
  
3289   04:21 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص300-306.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2014 1852
التاريخ: 19-09-2014 2353
التاريخ: 2023-05-19 1356
التاريخ: 5-11-2014 4165

قال الأُستاذ أبو الحسن علي بن عيسى الرمّاني ( توفّي سنة 386 هـ ) : الفواصل حروف متشاكلة في مقاطع الآيات ، تُوجب حسن إفهام المعاني ، والفواصل في القرآن جمال وبلاغة ؛ لأنّها تتّبع المعاني وتزيدها حكمةً وبهاءً كما تكسوها رونقاً ورُواءً ، على خلاف أسجاع الكهّان ، إنّها عيب وعيّ وفضول في الكلام ؛ لأنّ المعاني في الأسجاع هي التي تكون تابعةً وليست بالمقصودة ، ومِن ثَمّ فهو من قلب الحكمة في باب الدلالات ـ حسبما يأتي ـ (1) .

 أمّا فواصل القرآن فكلّها بلاغة وحكمة وأناقة ؛ لأنّها طريق إلى إفهام المعاني والإجادة في المباني ، وقد بلغ القرآن فيها حدّ الإعجاز فوق الإعجاب .

قال الإمام بدر الدين الزركشي : مِن المواضع التي يتأكّد فيها إيقاع المناسبة مقاطع الكلام ، وهي كلمات وحروف متشاكلة في اللفظ ، فلابدّ أن تكون متناسبةً مع المعنى تمام المناسبة ، وإلاّ لتفكّك الكلام وخرج بعضه عن بعض ، وفواصل القرآن العظيم لا تخرج عن ذلك ، لكنّ منه ما يظهر ، ومنه ما يُستخرج بالتأمّل للبيب (2) .

والفواصل في القرآن ـ على ما حقّقه الأُستاذ أبو محمّد عبد العظيم بن عبد الواحد المعروف بابن أبي الإصبع ( توفّى سنة 654 هـ ) ـ على أربعة وجوه :

1 ـ التمكين ، وهو أن يمهّد قبلها تمهيداً تأتي به الفاصلة ممكّنة في موضعها .

2 ـ والتصدير ، وهو أن يتقدّم من لفظها في صدر الكلام ، ويُسمّى ردّ العجز على الصدر .

3 ـ والتوشيح ، وهو أن يكون سَوق الكلام بحيث يستدعي الانتهاء إلى تلك الخاتمة .

4 ـ والإيغال ، وهو ختم الكلام بما يفيد نكتة زائدة على أصل المعنى (3) .

وإليك شرح هذه الوجوه مع بيان أمثلتها :

1 ـ التمكين : هو أن يمهّد قبل نهاية الآية تمهيداً تأتي الفاصلة معها متمكّنة في موضعها ، مستقرّة في قرارها ، مطمئنة في محلّها ، غير نافرة ولا قلقة ، متعلّقاً معناها بمعنى الكلام كلّه تعلّقاً تامّاً ، بحيث لو طُرحت لاختلّ المعنى واضطرب المقصود من الكلام ، وتشوّش على الفهم ، وبحيث لو سكت الناطق عنها لكمّله السامع بطبعه السليم (4) .

قال الإمام بدر الدين الزركشي : وهذا الباب يُطلعك على سرٍّ عظيم من أسرار القرآن الكريم ، فاشدُد يديك به (5) .

* ومن أمثلته قوله تعالى : {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب : 25].

ولا يخفى وجه المناسبة التامّة .

* وقوله تعالى : {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ} [السجدة : 26، 27].

لمّا كانت الآية الأُولى تَذكرة وعِبرة بما أصاب القرون الأُولى ، ولا عِبرة بأحوال الماضين لولا الاستماع إلى قَصَصهم ، فخُتمت بما يناسبه ( يسمعون ) ، أمّا الآية الثانية فكان الاعتبار فيها بأمر مشهود منظور ، فناسبه الختم بالأبصار .

* وقوله تعالى : {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام : 103].

الشيء إذا بلغ في اللطافة غايتها قصُرت الأبصار عن دركه ، فناسب قوله : ( وهو اللطيفُ ) قوله : ( لا تُدرِكه الأبصارُ ) . والعالم بالشيء إذا بلغ كنهه وأحاط به علماً كان خبيراً به ، فناسب قوله : ( الخبير ) قوله : ( وهو يُدرك الأبصارَ ) ، جمعاً محلّى باللام ، وهو يفيد العموم الدالّ على إحاطته تعالى .

ومناسبة أشد : أنّ قوله : ( وهو اللطيفُ الخبيرُ ) برهانٌ على عدم إمكان إدراكه بالأبصار وأنّه هو الذي يُحيط بالأبصار ، فكان كدعوى مقرونة بشاهد دليل .

* وقوله تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحج : 63، 64].

ختم الآية الأُولى بقوله : ( لطيفٌ خبير ) ؛ لأنّ ( لطف ) هنا من ( اللّطف ) بمعنى الرفق والرأفة ، بخلافه هناك ، كان من ( اللطافة ) بمعنى الدقّة ضدّ الضخامة والكثافة ، فلمّا كان الكلام في إنزال الماء من السماء وإنبات الأرض ... وهو السبب الأوّل لإمكان المعيشة على الأرض ، فناسبه الإشارة بجانب لطفه تعالى بعباده ، إلى جنب علمه المحيط بمواضع فقرهم وحوائجهم في الحياة .

وختم الثانية بقوله : ( لهو الغنيّ الحميدُ ) ؛ تنبيهاً على أنّه تعالى في غنىً عن ملك السماوات والأرض وأنّه يجلّ شأنه ويعزّ جانبه من أن يعتزّ بملك ، ولو كان المملوك عوالم الملكوت فهو أعزّ شأناً وأرفع جانباً من الاعتزاز بهكذا أُمور ، هي صغيرة في جنب عظمة ذاته تعالى وفخامة جانبه المرتفع إليه كلّ ثناء ومحمدة في عالم الوجود .

وختم الثالثة بقوله : ( لرؤوفٌ رحيمٌ ) ؛ لأنّه ذكر جعل الأرض وما فيها ، والبحر وما عليها في خدمة الإنسان ، وأمسك بقذائف السماء أن تَهدم الحياة على الأرض ... فهذا كلّه ناشئ عن رأفته تعالى بعباده ورحمته عليهم .

* وقوله تعالى : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } [القصص : 71، 72] .

خُتمت الآية الأُولى بقوله : ( أفلا تَسمعون ) ؛ لأنّه المناسب لذكر الليل السرمد ، وهي الظلمة المطبقة لا موضع فيها لحسّ البصر ، سوى حسّ السمع يسمع حسيسها .

وأمّا الآية الثانية ، فكان الكلام فيها عن النهار السرمد ، فناسبه الإبصار .

قال الزركشي : وهذا من دقيق المناسبة المعنوية .

* وقوله تعالى : {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية : 3، 4].

ختم الآية الأُولى بقوله : ( للمؤمنينَ ) ، والثانية ( لقومٍ يوقنونَ ) . والثالثة ( لقومٍ يعقلونَ ) ؛ لأنّ العوالم كلّها هي دليل الصنع الباعث على الإيمان ، أمّا التدبّر في تفاصيل الخلق الدالّة على التدبير فهو دليل النظم الموجب للإيقان ، وأخيراً فإنّ الذي يدعو للإيمان واليقين بسبب التدبّر في آياته تعالى والتفكّر في خلقه هو شرف العقل ، الموجود المفضّل في كيان الإنسان .

* وقوله تعالى : {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون : 13، 14].

فسياق الآية بهذا النظم البديع ، وتسلسل الخلقة بهذا النمط الرتيب ، لَيقضي بختمها بهكذا تحميد وتحسين عجيب ، فقد رُوي أنّ بعض الصحابة ـ يقال : إنّه معاذ ابن جبل ـ حين نزلت الآية بادرَ إلى تحسينها والإعجاب بها ، فنطق بهذه الخاتمة قبل نزولها ، فضحك رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وقال لمعاذ : ( بها خُتِمت ) (6) .

2 ـ التصدير : هو أن تكون الفاصلة مذكورةً بمادّتها في صدر الآية ، ويُسمّى أيضاً : ردّ العجز على الصدر ، وهو من حسن البديع ، إذ يرتبط صدر الكلام مع ذيله بوشائج من التلاحم والوئام ، قال ابن رشيق : وهذا يكسب الكلام أُبّهة ، ويكسوه رونقاً وديباجة ، ويزيده مائيّة وطلاوة (7) .

من ذلك قوله تعالى : {وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران : 8]. وقوله :

 {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الأنعام : 10] ، {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [طه : 61].

وقد يكون التشاكل لفظياً بحتاً ، وهو من لطف البديع ، كقوله تعالى : {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} [الشعراء : 168] ، أي من الناقمين .

3 ـ التوشيح : هو أن يكون سَوق الكلام بحيث يستدعي بطبعه الانتهاء إلى تلك الخاتمة ، حتى لو سكت المتكلّم عن النطق لترنّم بها المستمعون ، وهو قريب من التسهيم في اصطلاحهم (8) : أن يكون الكلام ممّا يرشد إلى عجزه ، ولذا قيل : الفاصلة تُعلم قبل ذكرها ، قال الزركشي : وسمّاه ابن وكيع ( هو القاضي أبو بكر محمّد بن خلف توفّي سنة 306 هـ ) ( المطمِع ) ؛ لأنّ صدره مطمع في عجزه (9) ، وهذا من بديع البيان وعجيبه ، فمِن ذلك ما تقدّم من قوله تعالى : {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون : 14] .

وقوله تعالى : {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ} [يس : 37].

وقوله تعالى : {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة : 6 - 8].

4 ـ الإيغال : وهو باب عظيم الشأن من أبواب البديع ، هو عبارة عن ختم الكلام بما يفيد نكتة يتمّ المعنى بدونها ، مأخوذ من أوغل في البلاد : إذا ذهب وبالغ وأبعد فيها (10) وهو بمنزلة التأكيد المُبالغ فيه .

* كقوله تعالى : {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [البقرة : 16] ، فقد تمّ الكلام عند قوله : ( فما رَبِحت تجارتُهم ) لكنّه أوغل في تفضيع حالتهم ، وأفاد زيادة المبالغة في ضلالتهم ، حيث كان عدم الاسترباح مستنداً إلى عدم اهتدائهم إلى طرق التجارة ، ومِن ثَمّ استُبدلوا بالخير شرّاً وبالصلاح فساداً .

* وقوله تعالى : {قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [يس : 20، 21] ، حيث قد تمّ المعنى بدون ( وهم مهتدون ) ؛ إذ الرسل مهتدون لا محالة ، لكنّه إيغال أفاد زيادة الحثّ على الاتّباع والترغيب في الرسل ، وأنّ متابعتهم لا تستدعي خسراناً أبداً .

* وقوله تعالى : {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة : 50] .

* وقوله تعالى : {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} [النمل : 80] ، فقد تمّ المقصود بدون ( إذا ولّوا مدبرينَ ) لولا أنّه أفاد المبالغة في عدم إمكان الإسماع ؛ لأنّ الأصمّ إذا ولّى مدبراً كان أبلغ في تغافله وإعراضه عن الانصياع للدعوة .
____________________________
(1) سننقل كلامه في ص 307 . راجع النكت في الإعجاز : ص97 .

(2) البرهان : ج1 ص78 .

(3) معترك الأقران : ج1 ص39 .

(4) حُكي أنّ أعرابياً سمع قارئاً يقرأ : ( فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غفورٌ رحيم ) ـ ولم يكن قرأ القرآن ـ فقال : إنّ هذا ليس بكلام الله ؛ لأنّ الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل ؛ لأنّه إغراء عليه ( معترك الأقران : ج1 ص40 ) وصحيح الآية ( فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة : 209.

(5) البرهان : ج1 ص79 .

(6) معترك الأقران : ج1 ص40 .

(7) العمدة : ج2 ص3 .

(8) بديع القرآن لابن أبي الإصبع : ص100 .

(9) البرهان للزركشي : ج1 ص95 .

(10) أنوار الربيع : ج5 ص333 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .