.... إن الافراد الذين يعيشون بعزلة هم اكثر من غيرهم تعرضا للأمراض الجسدية والتنفسية، فالحياة الاجتماعية والانتماء الى مجموعة الأهل والاصدقاء والعلاقات الاسرية الطيبة لها فعل السحر في الازمات، فترى الام التي فقدت زوجها تسلو وتصبر أكثر بكثير حين يكون اولادها.. اخوتها.. اخواتها حولها، ولا تقع ضحية للاكتئاب مثل الارملة المعزولة.. الاخ الذي فقد شقيقه او شقيقته حين يرى الأهل والاقارب متماسكين مترابطين يصبح صابرا ومحتسباً اكثر ممن يكون في العزلة.

لذلك حضت الديانات السماوية مجتمعة على صلة الارحام لما فيها من فائدة نبوية واخروية.

{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}[الأحزاب: 6].

وصدق رسول الله (صلى الله عليه واله) حين قال : (من سره ان ينسأ له في اجله، وان يوسع له في رزقه فليصل رحمه).

وهل هناك احلى وابهى من هذه الصور الناصعة، واذا اراد الانسان ان يطول عمره ويتسع رزقه فليصل اهله واقاربه؛ لأنه في هذه الحالة يتبادل معهم الهموم والاحزان يتعاون معهم على الصبر والسلوان حين وقوع المصائب، فتحيد عند طلقة الحزن والضغوط مما يؤدي الى ان يعيش اكثر من الناس العاديين.

اذن التماسك الاسري والاجتماعي هو من اكبر اسباب تحمل الضغوط.