المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6242 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السبانخ Spinach (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
الصحافة العمالية
2024-11-24
الصحافة العسكرية العالمية والعربية
2024-11-24
الرقابة على الصحافة العسكرية
2024-11-24
الأدوات الصحفية للمحرر العسكري
2024-11-24
اخذ المشركون لمال المسلم
2024-11-24

خط اتصال متمحور coaxial line
3-5-2018
THE BEGINNING OF QUANTUM MECHANICAL VIEW
21-3-2021
حادثة سقوط نيزك في سنة 323هـ
2023-06-08
Voting Systems-The Condorcet Method
16-2-2016
مصرع الزبير في حرب الجمل
1-5-2016
مذهب الإماميّة في عدم التحريف المتسالم عليه‏
27-04-2015


زُرارَة بن أعين  
  
2961   02:53 مساءاً   التاريخ: 8-9-2016
المؤلف : اللجنة العلمية
الكتاب أو المصدر : معجم رجال الحديث - موسوعة طبقات الفقهاء
الجزء والصفحة : .......
القسم : الحديث والرجال والتراجم / اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-9-2016 2046
التاريخ: 11-9-2016 1695
التاريخ: 11-9-2016 2162
التاريخ: 2024-02-20 1050

اسمه :

ابن سُنسن (سنبس) الشيباني بالولاء، الفقيه الكبير أبو الحسن، وأبو علي الكوفي، وقيل: إنّ اسمه عبد ربّه، وزرارة لقب له. وكان (أعين) عبداً رومياً لرجل من بني شيبان، تعلم القرآن ثم أعتقه وعرض عليه أن يدخله في نسبه فأبى أعين ذلك، وقال: أقرني على ولائي، وكان (سنسن) راهباً في بلاد الروم. ولزرارة إخوة جماعة، منهم: حمران وكان نحوياً قارئاً، وبُكير وعبد الرحمان، وعبد الملك أبناء أعين(حدود 80 ـ 150 هـ).

اقوال الامام فيه :

روي أنّ الفيض بن المختار دخل على الاِمام الصادق - عليه السّلام- فسأله عن الاختلاف في الحديث، فأجابه الاِمام بعد كلام طويل: إذا أردتَ حديثنا فعليك بهذا الجالس. وأشار إلى زرارة.

وقال سليمان بن خالد الاَقطع: سمعت أبا عبد اللّه - عليه السّلام- يقول: ما أجد أحداً أحيا ذكرنا وأحاديث أبي إلاّ زرارة، وأبا بصير المرادي، ومحمد بن مسلم، وبُريد بن معاوية العجلي.

أقوال العلماء فيه :

ـ قال النجاشي :زرارة بن أعين بن سنسن مولى لبني عبدالله بن عمرو ( السمين ) السيمين بن أسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان ابو الحسن ، شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم ، وكان قارئا فقيها متكلما شاعرا أديبا ، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين ، صادقا فيما يرويه .

ـ عده الشيخ الطوسي  في رجاله ، في أصحاب الباقر(عليه السلام) ، قائلا :زرارة بن أعين الشيباني: مولاهم  . وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) مثله مع زيادة قوله : " كوفي يكنى أبا الحسن ، مات سنة ( 150 ) بعد أبي عبدالله عليه السلام " . وفي أصحاب الكاظم (عليه السلام ) قائلا : " زرارة بن أعين الشيباني ، ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السلام)" .

ـ عده البرقي أيضا في أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام) .

ـ قال الكشي في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر ، وأبي عبدالله (عليهما السلام) :اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الاولين من أصحاب أبي جعفر  وأصحاب أبي عبدالله عليهما السلام ، وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الاولين ستة : زرارة ومعروف بن خربوذ ، وبريد ، وأبو بصير الاسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمد بن مسلم الطائفي . قالوا : وأفقه الستة زرارة . وقال بعضهم مكان أبي بصير الاسدي : أبو بصير المرادي ، وهو ليث بن البختري " .

نبذه من حياته :

كان من مشاهير رجال الشيعة فقهاً وحديثاً ومعرفة بالكلام، اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، وهو من أصحاب الاِمامين أبي جعفر الباقر، وأبي عبد اللّه الصادق – (عليهما السّلام)- ، وعُدّ في أصحاب الاجماع الذين أجمعت الشيعة على وثاقتهم، وشهدوا لهم بالفقه، وبأنّه أفقه طبقته. وكان من أبرز تلاميذ الاِمام الباقر – (عليه السّلام)- ، وقد روى عنه ألفاً ومائتين وستة وثلاثين مورداً، كما أنّ روايته عن الاِمام الصادق - عليه السّلام- تبلغ أربعمائة وتسعة وأربعين مورداً، وله مصنفات منها كتاب الاستطاعة والجبر. وهو أحد المؤسسين لفقه أهل البيت – (عليهم السّلام)- ، فرواياته تحتل الصدارة عند الفقهاء، وإليها يرجعون في استنباطهم للحكم الشرعي، وقد شملت رواياته جميع أبواب الفقه من العبادات والمعاملات وغيرهما. وفي ترجمة أويس القرني حديث أسباط بن سالم ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، أنه حواري محمد بن علي وجعفر بن محمد (عليهما السلام)

ومن تتبع كتب الحديث يقف على حقيقة أمره وعلو منزلته وحرصه الشديد على أخذ الاَحكام من أهل بيت الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- . وكان الاِمام الصادق - عليه السّلام- يبجّل زرارة ويعتز به لأنه من كبار العلماء والفقهاء الذين تلمّذوا على أبيه - عليه السّلام- . وقيل لجميل بن درّاج: ما أحسن محضرك وأزين مجلسك! فقال: أي واللّه ما كنا حول زرارة بن أعين إلاّ بمنزلة الصبيان حول المعلم. وفي رسالة أبي غالب الزراري: كان زرارة يكنى أبا علي وكان خصماً جدلاً لا يقوم أحد لحجّته صاحب إلزام وحجة قاطعة، إلاّ أنّ العبادة أشغلته عن الكلام، والمتكلمون من الشيعة تلاميذه. إن الكشي قد ذكر عدة روايات في مدح زرارة ، وأخرى ذامه ، أما المادحة فمنها :  ومنها : ما ذكره في ترجمة أبي بصير ليث المرادي ، قال : عن جميل بن دراج ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : بشر المخبتين بالجنة : بريد بن معاوية العجلي ، وأبا بصير ليث بن البختري المرادي ، ومحمد بن مسلم ، وزرارة ، أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه ، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست.

ومنها : ما ذكره في ترجمة زرارة نفسه أيضا ، وهي : عن ابن بكير ، عن زرارة ، قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : يا زرارة إن اسمك في أسامي أهل الجنة بغير ألف . قلت : نعم ، جعلت فداك اسمي : عبد ربه ولكني لقبت بزرارة . وعن أبان بن تغلب ، عن أبي بصير ، قال : قلت   لابي عبدالله عليه السلام : إن أباك حدثني أن أبا ذر والمقداد وسلمان الفارسي حلقوا رؤوسهم ليقاتلوا أبابكر . فقال لي : لولا زرارة لظننت أن أحاديث أبي ستذهب .وعن إبراهيم بن عبدالحميد وغيره ، قالوا : قال أبوعبدالله عليه السلام : رحم الله زرارة بن أعين ، لولا زرارة ونظراؤه لأندرست أحاديث أبي عليه السلام .

عن محمد بن عبدالله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين ، عن عبدالله بن زرارة ، قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : اقرأ مني على والدك السلام وقل له : إني إنما أعيبك دفاعا مني عنك ، فإن الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه وحمدنا مكانه لإدخال الاذى في من نحبه ونقربه ويرمونه لمحبتنا له وقربه ودنوه منا ، ويرون إدخال الاذى عليه وقتله ، ويحمدون كل من عبناه نحن فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا وبميلك إلينا وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الاثر بمودتك لنا ولميلك إلينا ، فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دافع شرهم عنك . يقول الله عز وجل : ( أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ) هذا التنزيل من عند الله صالحة ، لا والله ما عابها إلا لكي تسلم من الملك ، ولا تعطب على يديه ، ولقد كانت صالحة ليس للعيب فيها مساغ والحمد لله ، فافهم المثل يرحمك الله ، فانك والله أحب الناس إلي وأحب أصحاب أبي حيا وميتا . فانك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر ، وإن من ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر

الهدى ليأخذها غصبا ثم يغصبها وأهلها ، ورحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا . ولقد أدى لي ابناك الحسن والحسين رسالتك أحاطهما الله ، وكلاهما وحفظهما بصلاح أبيهما كما حفظ الغلامين ، فلا يضيقن صدرك من الذي أمرك أبي وأمرتك به . وأتاك أبو بصير بخلاف الذي أمرناك به ، فلا والله ما أمرناك ولا أمرناه إلا بأمر وسعنا ووسعكم الاخذ به ، ولكل ذلك عندنا تصاريف ومعان توافق الحق ولو أذن لنا لعلمتم أن الحق في الذي أمرناكم فردوا إلينا الامر وسلموا لنا واصبروا لأحكامنا وارضوا بها ، والذي فرق بينكم فهو راعيكم الذي استرعاه الله خلقه وهو أعرف بمصلحة غنمه في فساد أمرها ، فن شاء فرق بينها لتسلم ، ثم يجمع بينها ليأمن من فسادها وخوف عدوها في آثار ما يأذن الله ويأتيها بالأمن من مأمنه والفرج من عنده ، عليكم بالتسليم والرد إلينا وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم ، فلو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرائع الدين والاحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله لأنكر أهل البصائر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله وطريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم ، إن الناس بعد نبي الله صلى الله عليه وآله ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه ، فما من شيء عليه الناس اليوم إلا وهو منحرف عما نزل به   الوحي من عند الله ، فأجب يرحكم الله من حيث تدعى إلى حيث تدعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استينافا ، وعليك بصلاة الستة والاربعين ، وعليك بالحج أن تهل بالأفراد وتنوي الفسخ إذا قدمت مكة وطفت وسعيت فسخت ما أهللت به وقلبت الحج عمرة أحللت إلى يوم التروية ، ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا إلى منى وتشهد المنافع بعرفات والمزدلفة ، فكذلك حج رسول الله صلى الله عليه وآله وهكذا أمر أصحابه أن يفعلوا أن يفسخوا ما أهلوا به ويقلبوا الحج عمرة ، وإنما أقام رسول الله صلى الله عليه وآله على إحرامه ليسوق الذي ساق معه ، فان السائق قارن والقارن لا يحل حتى يبلغ هديه محله ومحله المنحر بمنى ، فاذا بلغ أحل ، فهذا الذي أمرناك به حج التمتع فالزم ذلك ولا يضيقن صدرك ، والذي أتاك به أبو بصير من صلاة إحدى وخمسين والاهلال بالتمتع بالعمرة إلى الحج وما أمرنا به من أن تهل بالتمتع ، فذلك عندنا معان وتصاريف لذلك ما يسعنا ويسعكم ولا يخالف شئ منه الحق ولا بضاره والحمد لله رب العالمين .

واما ما ثبت صدوره ، فلابد من حمله على التقية ، وأنه سلام الله عليه إنما عاب زرارة لا لبيان أمر واقع ، بل شفقة عليه واهتماما بشأنه . وقد دلت على ذلك مضافا إلى ما عرفت من الروايات المستفيضة في مدح زرارة المطمأن بصدورهما اجمالا من المعصوم عليه السلام : صحيحة عبدالله بن زرارة المتقدمة في الروايات المادحة ، فإنها قد دلت بصراحة على أن الامام عليه السلام ، إنما عاب زرارة دفاعا منه عليه السلام ، عنه وحفظا له من أذى الاعداء ، وقد قال عليه السلام : إنه أحب الناس إليه وأحب أصحاب أبيه إليه حيا وميتا .

قال السيد الخوئي : هذه الروايات مستفيضة على أن جملة منها صحاح .

وأما الروايات الذامة فهي على ثلاث طوائف الاولى : ما دلت على أن زرارة كان شاكا في إمامة الكاظم عليه السلام ، فانه لما توفي الصادق (عليه السلام) بعث ابنه عبيدا إلى المدينة ليختبر أمر الامامة وأنه لعبدالله أو للكاظم عليه السلام ، وأنه مات قبل أن يرجع اليه عبيد ، وهذه الروايات كما يلي :

حدثني علي بن حديد عن جميل بن دراج ، قال : ما رأيت رجلا مثل زرارة بن أعين ، إنا كنا نختلف اليه فما كنا حوله إلا بمنزله الصبيان في الكتاب حول المعلم ، فلما مضى أبو عبدالله عليه السلام وجلس عبدالله مجلسه بعث زرارة عبيدا ابنه زائرا عنه ليتعرف الخبر ويأتيه بصحته ، ومرض زرارة مرضا شديدا قبل أن يوافيه ابنه عبيد فلما حضرته الوفاة دعا بالمصحف فوضعه على صدره ثم قبله . قال جميل : حكى جماعة ممن حضره أنه قال : اللهم إني ألقاك يوم القيامة وإمامي من بينت في هذا المصحف إمامته ، اللهم إني أحل حلاله وأحرم حرامه وأومن بمحكمه ومتشابهة وناسخه ومنسوخه وخاصه وعامه ، على ذلك أحيى وعليه أموت إن شاء الله . قال السيد الخوئي : هذه الرواية أيضا ضعيفة بعلي بن حديد .

عن الحسن بن علي    ابن موسى بن جعفر . عن أحمد بن هلال ، عن أبي يحيى الضرير ، عن درست بن أبي منصور الواسطي ، قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : إن زرارة شك في إمامتي فاستوهبته من ربي تعالى .

قال السيد الخوئي : هذه الرواية أيضا ضعيفة بجهالة الحسن ، وأبي يحيى .

وقال السيد الخوئي : هذه الروايات لا تدل على وهن ومهانة في زرارة ، لان الواجب على كل مكلف أن يعرف إمام زمانه ولا يجب عليه معرفة الامام من بعده ، وإذا توفي إمام زمانه فالواجب عليه الفحص عن الامام ، فاذا مات في زمان الفحص فهو معذور في أمره ويكفيه الالتزام بإمامة من عينه الله تعالى ، وإن لم يعرفه بشخصه . وعلى ذلك فلا حرج على زرارة ، حيث كان يعرف إمام زمانه ، وهو الصادق عليه السلام ، ولم يكن يجب عليه معرفة الامام من بعده في زمانه ، فلما توفي الصادق عليه السلام ، قام بالفحص فأدركه الموت مهاجرا إلى الله ورسوله .

وقد ورد في ذلك عدة روايات . منها : ما رواه محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان ، عن يعقوب بن شعيب قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام ، إذا حدث على الامام حدث كيف يصنع ؟ قال عليه السلام : أين قول الله عزوجل : ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) قال عليه السلام : هم في عذر ما داموا في الطلب ، وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم .  وقد تقدم في الروايتين الاخيرتين الصحيحتين من الكشي : أن زرارة كان مهاجرا إلى الله تعالى . هذا وإن هذه الروايات تنافي عد الشيخ في رجاله زرارة من أصحاب الكاظم عليه السلام ، الظاهر في روايته عنه عليه السلام ، على ماذكره في أول  كتابه ، فكيف يمكن أن زرارة مات وهو لايعرف إمامة الكاظم عليه السلام ، بل إنها تنافي ما ذكره ابن فضال من أنه مات بعد أبي عبدالله عليه السلام بسنة أو بنحو منه ، وما ذكره الشيخ والنجاشي : من أن زرارة مات سنة 150 . فإنه على ذلك يكون بين موته ووفاة الصادق التي هي سنة 148 فصل كثير ولا يمكن عادة عدم وصول خبر إمامة الكاظم عليه السلام إليه في هذه المدة ، ولا سيما أن عبدالله مات بعد أبيه بسبعين يوما على ماقيل . نعم ، هذه الروايات تصح على ماتقدم من الكشي باسناده عن علي بن رئاب ، قال : دخل زرارة على أبي عبدالله عليه السلام . . إلى أن قال : قال أصحاب زرارة : فكل من أدرك زرارة بن أعين ، فقد أدرك أبا عبدالله عليه السلام ، فانه مات بعد أبي عبدالله بشهرين أو أقل ، وتوفي أبوعبدالله عليه السلام ، وزرارة مريض مات في مرضه .

والطائفة الثانية : الروايات الدالة على أن زرارة قد صدر منه ما ينافي إيمانه

وهذه الروايات كما يلي : رواها الكشي

حدثني أبو صالح خلف بن حماد بن الضحاك ، قال : حدثني أبوسعيد الآدمي ، قال : حدثني ابن أبي عمير عن هشام بن سالم ، قال : قال لي زرارة بن أعين : لا ترى على أعوادها غير جعفر ، قال : فلما توفي أبوعبدالله عليه السلام أتيته فقلت له : تذكر الحديث الذي حدثتني به وذكرته له ، وكنت أخاف أن يجحدنيه فقال : إني والله ما كنت قلت ذلك إلا برأيي .

قال السيد الخوئي : هذه الرواية ضعيفة بخلف بن حماد فانه لم يوثق ، وسهل بن زياد أبي سعيد الآدمي فانه ضعيف .

عن محمد بن حمران ، قال : حدثني زرارة ، قال لي أبو جعفر عليه السلام : حدث عن بني إسرائيل ولا حرج ، قال : قلت : جعلت فداك والله إن في أحاديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم ، قال : وأي شيء  هو يازرارة ؟ قال : فاختلس من قلبي فمكثت ساعة لا أذكر شيئا مما أريد ، قال : لعلك تريد الغيبة ؟ قلت : نعم ، قال : فصدق بها فإنها حق .

قال السيد الخوئي : هذه الصحيحة لا تدل على وهن في زرارة بعد تسليمه لما قاله الامام (عليه السلام) .

وقال السيد الخوئي: لا يكاد ينقضي تعجبي كيف يذكر الكشي والشيخ هذه الروايات التافهة الساقطة غير المناسبة لمقام زرارة وجلالته والمقطوع فسادها ، ولاسيما أن رواة الرواية بأجمعهم مجاهيل .

الطائفة الثالثة ما ورد فيها قدح زرارة من الامام عليه السلام وهي كما يلي :

عن هشام بن إبراهيم الختلي وهو المشرقي قال : قال لي أبو الحسن الخراساني عليه السلام : كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس يذهب فيها مذهب زرارة ومذهب زرارة هو الخطأ ؟ فقلت : لا ، ولكنه بأبي أنت وأمي ما تقول في الاستطاعة وقول زرارة فيمن قدر ونحن منه براء وليس من دين آبائك ، وقال الآخرون بالجبر ونحن منه براء وليس من دين آبائك ، قال : فبأي شئ تقولون ؟ قلت : نقول بقول أبي عبدالله عليه السلام وسئل عن قول الله عزوجل : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) ما استطاعته ؟ فقال أبوعبدالله : صحته وماله ، فنحن بقول أبي عبدالله نأخذ ، قال : صدق أبوعبدالله هذا هو الحق .

عن حفص ( مؤذن ) علي بن يقطين يكنى أبا محمد عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) ؟ قال : أعاذنا الله وإياك يا أبا بصير من ذلك الظلم ، قال : ماذهب فيه زرارة وأصحابه وأبو حنيفة وأصحابه . قال السيد الخوئي : حفص المؤذن مجهول .

أثارهُ :

ولزرارة مصنفات ، منها كتاب الاستطاعة والجبر ، أخبرنا به ابن أبي جيد .

وفاته :

توفي زرارة في سنة مائة وخمسين، وقيل: سنة مائة وثمان وأربعين بعد وفاة الاِمام الصادق - عليه السّلام- بشهرين. ويقال: إنّه عاش سبعين سنة .و قال أصحاب زرارة : فكل من أدرك زرارة بن أعين ، فقد أدرك أبا عبدالله عليه السلام ، فانه مات بعد أبي عبدالله عليه السلام بشهرين أو أقل ، وتوفي أبوعبدالله ، وزرارة مريض مات في مرضه ذلك .*

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ينظر :معجم رجال الحديث ج8/رقم الترجمة 4671، وموسوعة طبقات الفقهاء ج207/2.

 

 

4671 زرارة بن أعين :و




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)