أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2018
731
التاريخ: 12-4-2017
930
التاريخ: 21-3-2018
819
التاريخ: 4-3-2019
904
|
الدليل الأول:
تعدد الإله يستدعي الاشتراك في الألوهية، لكون كل منهما إلها، ويستدعي امتياز أحدهما عن الآخر حتى تتحقق الإثنينية ، فكل منهما مركب مما به الاشتراك وما به الامتياز.
الدليل الثاني:
تعدد الإله بلا امتياز محال، والامتياز موجب لفقدان الكمال، وفاقد الكمال محتاج، ولابد أن تنتهي سلسلة الاحتياج إلى الغني بالذات من جميع الجهات، وإلا لزم عدم وجود أي ممكن، لأن الفاقد للوجود يستحيل أن يكون معطيا للوجود.
الدليل الثالث:
إن الله تعالى موجود لا حد له - لأن كل محدود مركب من الوجود وحد ذلك الوجود، وحد الوجود هو فقدان الكمال الزائد على ذلك الوجود، وهذا التركيب أسوأ أنواع التركيب - حيث إن التركيب إما من وجودين، أو من عدمي ووجود، وهذا التركيب المزعوم من وجود وعدم - وكل أنواع التركيب محال على الله تعالى.
والموجود الذي لا حد له فهو واحد لا يتصور له ثان، لأن تصور الثاني له مستلزم لتحديده بعدم الثاني، والمحدود مركب من الوجود والعدم، وكل مركب محتاج إلى ما يتركب منه، فالشرك في الألوهية ينتهي إلى افتقار الإله إلى العدم، فهو سبحانه أحدي الذات والصفات، فليس له ثان متحقق ولا متصور.
الدليل الرابع:
إن وحدة النظم في أجزاء العالم وفي كل العالم تثبت وحدة الناظم.
فإن التدقيق في النظم والتركيب لكل جزء من أجزاء كل واحد من جزئيات أنواع الكائنات، وارتباط أنواع الكائنات كل واحد بالآخر يكشف عن أن الجزء والكل مخلوقان لخالق واحد عليم قدير حكيم.
إن تركيب أجزاء شجرة، وأعضاء حيوان وقواه، وارتباط بعضها ببعض، وارتباطها بالأرض والشمس، وارتباط المنظومة الشمسية بسائر المنظومات والمجرات وبكلمة: إن تركيب الذرة الواحدة من نواتها وما يدور حولها إلى تركيب الشمس والسيارات والمجرات، يكشف عن أن خالق الذرة والشمس والمجرة واحد {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} [الزخرف: 84] ، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 21، 22] .
الدليل الخامس:
سئل الصادق (عليه السلام) لم لا يجوز أن يكون صانع العالم أكثر من واحد؟ فقال (عليه السلام):
(... ثم يلزمك إن ادعيت اثنين فرجة ما بينهما حتى يكونا اثنين، فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما، فيلزمك ثلاثة، وإن ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الاثنين، حتى تكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة، ثم يتناهى في العدد إلى ما لا نهاية له في الكثرة) (1).
الدليل السادس:
قال أمير المؤمنين لولده الحسن (عليهما السلام): (واعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه إله واحد كما وصف نفسه) (2).
ونتيجة الإيمان بوحدانية الله تعالى توحيده في العبادة، لأن غيره لا يستحق العبادة ولا يليق لها، إذ كل ما سواه ومن سواه عباده سبحانه {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا } [مريم: 93].
ثم إن العبودية لغير الله تعالى ذلة للذليل واستعطاء من الفقير، بل هي ذلة للذلة واستعطاء من الفقر المحض! {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15].
إن الإيمان بوحدانيته تعالى، وبأن كل موجود منه وبه وإليه، يتلخص في ثلاث جمل: " لا إله إلا الله "، " لا حول ولا قوة إلا بالله "، {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [آل عمران: 109].
فالسعيد من كانت هذه الكلمات الطيبة التامة ذكره الدائم، ينام ويستيقظ معها، يحيى ويموت عليها، فيفوز بحقيقة {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156].
تأثير التوحيد على الإنسان والمجتمع أثر الإيمان بالتوحيد أن تتركز أشعة الفكر والإرادة من الفرد والمجتمع على هدف واحد، لا هدف أعلى منه، بل لا هدف غيره {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى } [سبأ: 46].
وإذا كان تمركز أشعة النفس الإنسانية على نقطة وهمية يحقق قدرات عجيبة محيرة للعقول، فكيف إذا تمركزت أشعة فكر الإنسان وإرادته على حقيقة هي المبدأ والمنتهى للوجود و {نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35] ، وإلى أي مقام ومرتبة يصل هذا الإنسان؟!
إن الفرد والمجتمع إذا وصلا إلى المقام الذي قال سبحانه وتعالى عنه: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 79] صاروا بارتباطهم بالله وتخلقهم بأخلاق الله منبعا للخير والسعادة والكمال الذي يعجز البيان عن وصفه.
وختام الكلام في هذا المقام بكلمة هي حصن الله الحصين من عذاب الدنيا والآخرة، عن أبي حمزة: عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: (ما من شئ أعظم ثوابا من شهادة أن لا إله إلا الله، لأن الله عز وجل لا يعدله شئ ولا يشركه في الأمر أحد) (3).
يستفاد من هذه الرواية أنه كما أن الله تعالى ليس له عديل ولا شريك له في أمره، كذلك لا عديل لشهادة " لا إله إلا الله " في الأعمال، ولتناسب الجزاء مع العمل، فلا عديل له - من الأعمال - في الثواب.
إن الشهادة ب " لا إله إلا الله " باللسان توجب صيانة النفس والمال والعرض في الدنيا، والشهادة بها بالقلب توجب النجاة من عذاب النار في الآخرة، والفوز بنعيم الجنة، فهذه الكلمة المباركة مظهر للرحمة الرحمانية والرحيمية.
روي عن الصادق (عليه السلام): (إن الله تبارك وتعالى أقسم بعزته وجلاله أن لا يعذب أهل توحيده بالنار أبدا) (4).
وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما جزاء من أنعم الله عز وجل عليه بالتوحيد إلا الجنة) (5).
إن من تكون هذه الكلمة ذكره الدائم فقد نجت سفينة قلبه بمرساة " لا إله إلا الله " من مهاوي الهلكة والأمواج المهيبة من الحوادث والوساوس والأهواء {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
إن كلمة " لا إله إلا الله " ذكر تؤدى حروفه بالجهر والإخفات، فهي تجمع بين الذكر الجلي والخفي، وتشتمل على الاسم المقدس " الله "، وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه أكبر اسم من أسماء الله تعالى.
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ } [الأنعام: 40، 41].
وروى أبو سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " قال الله جل جلاله لموسى: يا موسى لو أن السماوات وعامريهن والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله " (6) فلا تعادل الأرضين والسماوات ولا الماديات والمجردات كلمة لا إله إلا الله، ولا يدرك عظمتها إلا الواصلون إلى حقيقة النفي والإثبات التي اشتملت عليها هذه الكلمة الطيبة.
__________________
(1) الكافي ج 1 ص 80 باب 1 ح 5، التوحيد ص 243 باب 26 ح 1.
(2) نهج البلاغة، رسائل رقم 31.
(3) التوحيد للصدوق ص 19 باب 1 ح 3.
(4) التوحيد للصدوق ص 20 باب 1 ثواب الموحدين.
(5) التوحيد للصدوق ص 22 باب 1 ثواب الموحدين.
(6) التوحيد للصدوق ص 30 ب 1 ثواب الموحدين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|