المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



خلع الأمين للمأمون  
  
2673   06:05 مساءاً   التاريخ: 7-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص234-235.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016 3318
التاريخ: 7-8-2016 3052
التاريخ: 16-10-2015 3047
التاريخ: 19-05-2015 3193

تقلد الأمين الخلافة يوم وفاة أبيه الرشيد وقد تسلم خاتم الخلافة والبردة والقضيب التي كان يتسلمها الملوك من قبله من بني العباس ؛ و لم يمض زمان طويل من الوقت حتى فسدت العلائق ما بين الأمين والمأمون فقد لعبت الحواشي المحيطة بهما في خلق الأزمات بينهما وتبودلت الرسائل بينهما وهي تحمل السباب والشتائم لكل منهما وليس فيها أي دعوة إلى المودة والصفاء وعمد الأمين فخلع رسميا اخاه المأمون عن ولاية العهد وجعلها لولده موسى وهو طفل صغير في المهد وسماه الناطق بالحق وارسل إلى الكعبة المقدسة من جاء بكتاب العهد الذي علقه فيها الرشيد وجعل فيه ولاية العهد إلى المأمون وحينما أتى به مزقه ولم يف به وكان ذلك فيما يقول المؤرخون برأي الفضل بن الربيع وبكر بن المعتمر في نكثه للعهد وبيعته لولده يقول رجل أعمى من أهل بغداد:

أضاع الخلافة غشى الوزير      و فعل الامام وراي المشير

و ما ذاك الا طريق الغرور       و شر المسالك طرق الغرور

فعال الخليفة أعجوبة              و أعجب منه فعال الوزير

و أعجب من ذا وذا أننا           نبايع للطفل فينا الصغير

و من ليس يحسن مسح انفه‏     و لم يخل من متنه حجر ظير

و ما ذاك الا بباغ وغاو           يريد ان نقض الكتاب المنير

و هذان لو لا انقلاب الزما        ن في العبر هذان أم في التفكير

و لكنها فتن كالجبال‏               ترفع فيها بصنع الحقير

و القى الرشيد العداء والفتنة بين ابنائه فقد نصب الأمين ملكا من بعده وجعل المأمون ولي عهده وكتب بذلك العهود والمواثيق وأشهد عليها وعلقها في جوف الكعبة مع علمه بالعداء العارم بين الأخوين فكانت النتيجة هي الاحداث المؤسفة التي ذهب ضحيتها عشرة آلاف من المواطنين وتخربت بغداد وقد اعرب بعض الشعراء عن اسفه العميق على ما فعله الرشيد يقول:

اقول لغمة في النفس مني‏        و دمع العين يطرد اطرادا

خذي للهول عدته بحزم‏           ستلقى ما سيمنعك الرقادا

فانك إن بقيت رأيت أمرا          يطيل لك الكابة والسهادا

رأى الملك المهذب شر رأي‏      بقسمته الخلافة والبلادا

رأى ما لو تعقبه بعلم‏              لبيض من مفارقة السوادا

اراد به ليقطع عن بنيه‏            خلافهم ويبتذلوا الودادا

فقد غرس العداوة غير آل‏        و أورث شمل الفتهم بدادا

و القح بينهم حربا عوانا                   و سلس لاجتنابهم القيادا

فويل للرعية عن قليل‏             لقد اهدى لها الكرب الشدادا

و البسها بلاء غير فان‏            و الزمها التضعضع والفسادا

ستجري من دمائهم بحور        زواخر لا يرون لها نفادا

فوزر بلائهم أبدا عليه‏             أ غيا كان ذلك أم رشادا




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.