المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

رسائل أهل الكوفة الى الإمام (عليه السّلام)
18-3-2016
بحر المجتث
24-03-2015
مسؤوليات مختلفة
9/11/2022
lexicon optimization
2023-10-05
LASER ION STRUCTURE
22-3-2016
Stability of Conjugated Dienes: Molecular Orbital Theory
14-8-2019


كيف يكون الاقتباس  
  
2197   11:29 صباحاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص54-56
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016 2480
التاريخ: 11/12/2022 1481
التاريخ: 2024-06-12 755
التاريخ: 1-1-2017 2276

ينبغي على المسلم ان يكون مدركا واعيا ويتمتع بدرجة رفيعة من حسن الاقتباس والقرآن الكريم لم يغفل هذه الحالة المهمة ، فنراه يقول في احدى آياته الشريفة:{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}[الزمر: 18].

والسنة الشريفة هي ايضا قد اكدت على حسن الاقتباس وحثت عليه وامرت به فقد ورد في الحديث الشريف المروي عن المعصوم (عليه السلام)(خذوا الحق من اهل الباطل ولا تأخذوا الباطل من اهل الحق، وكونوا نقاد الكلام، فكم من ظلاله زخرفت بآية من كتاب الله، كما زخرف الدرهم من نحاس الفضة المموهة النظر إلى ذلك سواء، والبصر به خبراء) (1).

وطبيعي ان من يتمسك بالقرآن الكريم والسنة الشريفة ويحسن الاقتباس من المدنية الحديثة بان يقلد محاسنها ويتجنب مساوئها لحصل على نجاح باهر في الحياة والعلوم والتكامل واعتقد ان الوقت لا يزال سانحاً والفرصة لا تزال مواتية للتمسك بتعاليم الإسلام الكفيلة بتحقيق سعادتنا ورقينا وازدهارنا والرجوع إلى اقتباس ما هو حسن ومفيد من الغرب ونبذ ما هو مضر وفاسد فيه.

وأعتقد ان الحقائق العلمية التي توصل اليها الغرب اليوم نتيجة البحوث والتحقيقات ليست بالأمر الجديد للبشرية لان النبي الاعظم واوصياءه الطاهرين (عليهم السلام) قد اشاروا اليها قبل اربعة عشر قرناً من الزمن واضافوا بها على البشرية من منبع الإلهام والوحي الإلهي.

وفي كثير من الاحيان يكتشف العلماء الغربيون كثيرا من القيم العلمية والتربوية للإسلام ويصرحون بها ويبدون اعجابهم وتقديرهم للإسلام والمسلمين، وخصوصا الرسول الأكرم (صلى اله عليه واله) واهل بيت العصمة سلام الله عليهم اجمعين.

قال الكاتب الفرنسي (بييرلوتي) مفنداً لما ادعاه بعض الغربيين:(عندنا نحن الاوربيون نعتبر من الحقائق الثابتة، ان الاسلام هو دين من اديان الظلام الفكري التي تحول بين معتنقيها والنور، وهو يجلب الركود إلى الشعوب، ويضع امامها العقبات في سيرها نحو ذلك المجهول الذي يدعونه بالتقدم وهذا يدل – قبل كل شيء – على الجهل المطلق بتعاليم النبي، وفوق ذلك هو نسيان مدخل لشهادات التأريخ لان الاسلام منذ القرن الأول قد اصبح يتطور ويتقدم مع الاجناس المتباينة ونحن نعرف أي صعود سريع ذلك الذي منح اياه أبان حكم الحلفاء الاولين).

ولما استمع علماء اوروبا إلى كلمة امير المؤمنين (عليه السلام) (سلوني قبل ان تفقدوني، سلوني عن طرق السموات فاني اعلم بها من طرق الارض...)

قال أحدهم:(ان هذا الرجل يعني علياً (عليه السلام) لاشك أنه كان عالماً بذلك ولو كان غير عالم لما كرر هذا القول فعندما يعجز الرد على سؤال واحد لم يعد يقول ولو سألوه عن المريخ أو الزهرة او عن كرة القمر لأجابهم بما عنده من العلوم السماوية، لأنه كان يطلب ذلك عينا دون غيره ولو سئل عن ذلك لما تعبنا اليوم، ونحن ننصب (التلسكوب والآت التكبير) وكشف جرم واحد من هذه الاجرام السماوية فلم نتوصل اليه).

وإضافة لما تقدم هنا ملاحظة ينبغي الالتفات اليها لأهميته وهي : أن الاسلام سعى سعياً حثيثا على تقوية العقل واستخراج كنوزه وتثقيفه وتحرره واتساع افاقه وتحرر طاقاته وتوظيفها في تطور البناء المادي والتكامل المعنوي اضافة إلى استجلاء البصيرة وتنمية اليقين وتحقيق السكينة والرضا والطمأنينة، ولاشك ان هذا كله يصب في انارة دروب الحياة الانسانية وقيادتها نحو الكمال والنجاح والرقي ، وصنع الحضارة المزدهرة والمدنية المتطورة.

_______________

1ـ إثبات الهداة : ج1، ص.136




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.