أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016
3230
التاريخ: 8-12-2021
1909
التاريخ: 19-4-2016
4274
التاريخ: 21-11-2016
2230
|
كان المجتمع الجاهلي يعتبر رابطة الدم والرحم أساس الروابط الاجتماعية، فيضع مبدأ القرابة فوق مبادئ الحق والعدالة في حال التعارض بينهما، والقرآن الكريم قد ذمَّ هذه الحمَّية الجاهلية صراحة { إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ}[الفتح: 26] (1).
وقد عملت العقيدة على إزالة غيوم العصبية عن القلوب، ولم تقرَّ بالتفاضل بين الناس القائم على القرابة والقومية أو اللّون والمال والجنس، وبدلاً من ذلك أقامت روابط جديدة على أسس معنوية هي التقوى والفضيلة.
وعليه فالعقيدة تنبذ كل أشكال العصبية، إذ لا يمكن التوفيق بين الإيمان والتعصّب.
عن أبي عبداللّه (عليه السلام)قال : (قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : من تعصّب أو تُعصّبَ له، فقد خلع ربقة الإيمان من عُنقه) (2).
وقال (عليه السلام) أيضا : ( ليس منّا من دعا إلى عصبية، وليس منّا من قاتل [على] عصبيّة، وليس منّا من مات على عصبيّة) (3).
وفي هذا المجال، يُقدم أمير المؤمنين (عليه السلام) رؤيته العلاجية لمرض العصبية البغيض، ففي خطبته المعروفة بالقاصعة يقول (عليه السلام): (ولقد نظرتُ فما وجدت أحدا من العالمين يتعصّب لشيء من الأشياء إلاّ عن علّة تحتمل تمويه الجهلاء، أو حجّة تليط بعقول السفهاء غيركم، فإنّكم تتعصّبون لأمر ما يُعرف له سبب ولا علة، أما إبليس فتعصّب على آدم لأصله، وطعن عليه في خلقته، فقال : أنا ناريٌّ وأنت طينيٌّ، وأما الأغنياء من مترفة الاُمم فتعصّبوا لآثار مواقع النّعم، فقالوا : (نحنُ أكثر أموالاً وأولادا وما نحن بمعذّبين) فإن كان لا بدَّ من العصبيّة فليكُن تعصّبكُم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال ومحاسن الاُمور... فتعصّبوا لخلال الحمد من الحفظ للجوار، والوفاء بالذِّمام، والطَّاعة للبرِّ، والمعصية للكبر، والأخذ بالفضلِ، والكفِّ عن البغي، والإعظام للقتل، والإنصاف للخلقِ، والكظم للغيظ، واجتناب الفسادِ في الأرض) (4).
ضمن هذا السياق قام حفيده علي بن الحسين (عليه السلام)بإيضاح مفهوم العصبيّة، وما هو المذموم منها، عندما سُئل عنها، فقال (عليه السلام): (العصبيّة التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرّجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين، وليس من العصبيّة أن يحبّ الرجل قومه، ولكن من العصبيّة أن يعين قومه على الظّلم)(5)
________________
1ـ الفتح ج 48 :ص 2.
2ـ أُصول الكافي 2 : 308 / 2 باب العصبية.
3ـ سُنن أبي داود 2 : 332 / 4 باب في العصبية.
4ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد 13 : 1(ص)(ص) ـ دار احياء التراث العربي ط2.
5ـ اُصول الكافي 2 : 308 / (ع) باب العصبية كتاب الايمان والكفر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|