حق العلماء على الآخرين
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص310ــ311
2025-12-08
37
قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ أَنْ لَا تُكْثِرَ عَلَيْهِ السُّؤالَ وَلَا تَأْخُذُ بِثَوْبِهِ وَإِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ فَسَلَّمْ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً وَخُصَّهُ بِالتَّحِيَّةِ دُونَهُم وَاجْلِسْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا تَجْلِسْ خَلْفَهُ وَلا تَعْمِرْ بِعَيْنَيْكَ وَلَا تُشِرْ بِيَدِكَ وَلَا تُكْثِرُ مِنَ الْقَوْلِ: قَالَ فُلانٌ وَقَالَ فُلانٌ خِلافاً وَلَا تَضْجَرْ بِطُولِ صُحْبَتِهِ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْعَالِمِ كَمَثَلِ الغَيمِ تَنتَظِرُهَا مَتَى يَسْقُطُ مِنْهَا شَيْءٍ(1).
أدب مجالسة العالم
روي عن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) أنه قال: إِذَا جَلَسْتَ إِلى عَالِمٍ فَكُنْ عَلَى أَنْ تَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْكَ عَلَى أَنْ تَقُولَ وَتَعَلَّمْ حُسْنَ الاسْتِمَاعِ كَمَا تَتَعَلَّمُ حُسْنَ الْقَوْلِ...(2).
ثواب مجالسة العالم
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):... مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَقْعُدُ سَاعَةً عِنْدَ الْعَالِمِ إِلَّا نَادَاهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ: جَلَسْتَ إِلى حَبِيبِي وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَسْكَنَتُكَ الْجَنَّةَ مَعَهُ وَلَا أُبَالِي(3).
ثواب المشاركة في حلقات العلم
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: يَا أَبَاذَر!... وَالْجُلُوسُ سَاعَةٌ عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ لك إلى الله من قيام ألف ليلة يُصَلِّى فِي كُل ليلة ألف رَكْعَة ... يَا أَبَادَراً وَالْجُلُوسُ سَاعَةٌ عِنْدَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ صِيَامٌ نَهَارُهَا وَقِيَامٌ لَيْلُهَا(4).
جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِذَا حَضَرَتْ جَنَازَةٌ أَوْ حَضَرَ مَجْلِسُ عَالِمٍ أَيُّهَما أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَشْهَدَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): إِنْ كَانَ لِلْجَنَازَةِ مَنْ يَتْبَعُها وَيَدْفِنُهَا فَإِنَّ حُضُورَ مَجْلِسِ الْعَالِمِ أَفْضَلُ مِنْ حُضُورِ أَلْفِ جَنَازَةٍ وَمِنْ عِيادَةِ أَلْفِ مَرِيضِ وَمِنْ قِيَامِ أَلْفِ لَيْلَةٍ وَمِنْ صِيَامِ أَلْفِ يَوْمٍ وَمِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ يُتَصَدَّقُ بِهَا عَلَى الْمَسَاكِينِ وَمِنْ أَلْفِ حِجَةٍ سِوَى الْفَرِيضَةِ وَمِنْ أَلْفِ غَزْوَةِ سِوَى الْوَاجِبِ تَغْزُوهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَالِكَ وَنَفْسِكَ(5).
ملاحظة: هذه البركات العميمة والوفيرة هي بسبب الثمار التي يجنيها المرء من مذاكرة العلم في الحلقات العلمية، أي العلم الديني والمعرفة الإلهية وهي طريق النجاة من الإلحاد والشرك والكفر، والنزوع نحو التوحيد والإيمان، وكذلك سبيل الخلاص من الظلم وبلوغ مقاصد العدل والنجاة من الفسق والعصيان والوصول إلى الطاعة والتقوى.
___________________________________
(1) كتاب السرائر، ج 3، ص 646.
(2) الاختصاص، ص 245.
(3) الأمالي الصدوق، ص37.
(4) جامع الأخبار، ص38.
(5) روضة الواعظين، ص12.
الاكثر قراءة في آداب عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة