أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-13
900
التاريخ: 21-7-2016
1807
التاريخ: 21-7-2016
1187
التاريخ: 8-1-2022
1760
|
معنى المحاسبة أن يطالب (الانسان) نفسه أولا بالفرايض التي هي بمنزلة رأس ماله فان أدتها على وجهها شكر اللّه تعالى عليه و رغبها في مثلها ، فان فوتتها من أصلها طالبها بالقضاء ، فانّ أدّتها ناقصة كلفها الجبران بالنوافل ، و إن ارتكبت معصية اشتغل بعتابها وتعذيبها و معاقبتها و استوفى منها ما يتدارك به ما فرط كما يصنع التاجر بشريكه ، كما انه يفتّش في حساب الدّنيا من الحبّة و القيراط فيحفظ مداخل الزيادة و النقصان حتّى لا يغبن في شيء منها.
فينبغي أن يتقي غايلة النفس و مكرها فانها خدّاعة ملبسة مكارة فليطالبها أولا بتصحيح الجواب عن جميع ما تكلم به طول نهاره و ليتكفّل بنفسه من الحساب ما سيتولاه غيره في صعيد القيامة و هكذا عن نظره بل عن خواطره وأفكاره و قيامه و قعوده و أكله و شربه ونومه حتى عن سكوته لم سكت و عن سكونه لم سكن.
فاذا عرف مجموع الواجب على النفس و صح عنده قدر ما أدّى الحق منه كان ذلك القدر محسوبا له فيظهر له الباقي عليه فليثبته عليها و ليكتب على صحيفة قلبه كما يكتب الباقي الذي على شريكه على قلبه و على جريدته.
ثم النفس عريم يمكن أن يستوفي منه الدّيون اما بعضها فبالغرامة و الضمان و بعضها برد عينه و بعضها بالعقوبة له على ذلك و لا يمكن شيء من ذلك إلا بعد تحقيق الحساب وتمييز الباقي من الحق الواجب عليه فاذا حصل ذلك اشتغل بعده بالمطالبة و الاستيفاء.
قال الكاظم (عليه السلام) : «ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فان عمل حسنة استزاد اللّه و إن عمل سيّئة استغفر اللّه منها و تاب إليه»(1).
وقال الباقر (عليه السلام): «لا يغرّنك النّاس من نفسك فان الأمر يصل إليك دونهم و لا يقطع نهارك بكذا و كذا فان معك من يحفظ عليك عملك فاحسن فاني لم أر شيئا أحسن دركا و لا أسرع طلبا من حسنة محدثة لذنب قديم»(2).
وقال الصادق (عليه السلام): «إن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه واله) فقال له : يا رسول اللّه اوصني ، فقال له رسول اللّه (صلى الله عليه واله): فهل أنت مستوص إن أنا اوصيتك حتى قال له ذلك ثلاثا و في كلها يقول له الرجل : نعم يا رسول اللّه فقال له رسول اللّه (صلى الله عليه واله): فاني اوصيتك إذا أنت هممت بأمر فتدبّر عاقبته فان يك رشدا فامضه و إن يك غيّا فانته عنه»(3)، فهذه الوصيّة من محاسبة النفس بل هي رأسها.
___________________
1- الكافي : ج 2 , ص 453 , و الاحتصاص : ص 26 , محاسبة النفس ابن طاووس : ص 20 .
2- الكافي : ج 2 , ص 454.
3- الكافي : ج 8 , ص 150.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|