غسل الأملاح في التربة

إن تركيز الأملاح في التربة يرتبط أساسا برطوبة التربة المعنية وذلك لان التبخر النتحي يجعل الرطوبة تنخفض مما يرفع من نسبة الأملاح، في حين أن غسل التربة من الأملاح ودفعها إلى عمق الأرض ما دون مستوى جذور المزروعات، يجعل نسبة الملوحة تقل فيها.

إن احتياجات الغسل تعني كمية ماء الري المستعملة لإذابة الأملاح ودفعها نحو طبقات الأرض العميقة، وترتبط كمية الماء اللازمة لذلك بنوع المزروعات (طاقتها على تحمل الملوحة) وبملوحة ماء التربة، فكلما كانت طاقة المزروعات على تحمل الملوحة أضعف وملوحة مياه التربة أعلى إلا وارتفعت كمية الماء اللازمة لغسل التربة، وبما أن استعمال الماء يختلف من نظام إلى آخر، وتحركات المياه في سطح الأرض تختلف عنها داخل التربة، وعدد المرات التي يزاول فيها الري يمكن أن تكثر أو تقل، فإن الاحتياجات لعملية الغسل تختلف بدورها، ويمكن تحديدها حسب كل نوع من الري على حدة وحسب كيفية مزاولته.

فإذا افترضنا أن احتياجات الغسل تقدر ب 12 % فذلك يعني أن المياه المخصصة للري لها نسبة 88% و 12% هي مخصصة لغسل الأملاح، ونهدف بذلك إلى جعل نسبة 12 % من الماء يتحرك حاملا معه الأملاح المذابة إلى طبقات الأرض السفلى، فتمثل هذه العملية جزء من الرشح العميق.

حسب طاقة التربة لرشح أو تسرب الماء، يصير لزاماً في بعض الأحيان إقامة نظام لصرف المياه الزائدة المخصصة لغسل الأملاح. وهذ ا يعني وجوب معرفة جودة ماء الري لبرمجة احتياجات الغسل ونوعية أنظمة صرف المياه اللازمة.